سواليف:
2024-10-05@14:38:14 GMT

أميركا غارقة هنا

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

#أميركا_غارقة هنا – د. #منذر_الحوارات

قيل الكثير بأن شراهة الولايات المتحدة للنفط والهيمنة الأممية هما من قادها لمنطقة متخمة بالصراعات والضغائن، لكن هذه الشراهة الأميركية تراجعت كثيراً في المرحلة الأخيرة بسبب تزايد التهديدات عليها من قوى صاعدة عديدة اهمها الصين وربما روسيا، والتي باتت تشكل خطراً يهدد هيمنتها على العالم، لذلك اصبحت رغبتها جارفة في التخلص من عوالقها في المنطقة والذهاب حيث تلك الأخطار الاستراتيجية، وهي لأجل ذلك حاولت تقليص عدد قواتها وحجم إنفاقها العسكري ونسبة تداخلها في الصراعات الإقليمية والمحلية، وحاولت أن تعتمد على وكلاء محليين يقومون بالدور نيابة عنها، لكن هذا الأمر قاد المنطقة الى صراعات إقليمية لدول طامحة وبالتالي مزيد من التأزم والصراعات البينية التي استدعت دائماً تدخل منها بالإضافة الى الأطراف الدولية التي اعتقدت أنها مهيأة لملء الفراغ.

بسبب ذلك تراجعت الثقة بالولايات المتحدة خصوصاً عندما أحجمت عن الرد على الهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، أما الآن فهي تجد نفسها مضطرة للعودة للدفاع عن حليف ليس ككل الحلفاء بعد ان مرغت ضربات المقاومة انفه بالتراب، وكادت أن تسقطه ارضاً في السابع من أكتوبر وانهت أسطورة تفوقه المزعومة في عدة ساعات ليس إلا، وجدت الولايات المتحدة نفسها بعد هذا الحدث عالقة في وحل المنطقة المعقد، بل ووجدت كل طاقاتها اللوجستية في مواجهة لاعب محترف طالما تمكن من النجاح في التفوق التكتيكي على الولايات المتحدة، ابتداء من أزمة الرهائن وليس انتهاء بالبرنامج النووي، أعني هنا ايران التي تدرك كيف تشاغل الولايات المتحدة عند حافة الهاوية فهي ترفع وتيرة تصعيدها عندما تعلم ان الامريكان غير قادرين على الرد وتخفضها عندما تكون متأكدة ان لديها النية الجادة للتصرف، وهذه كانت في مرات نادرة إذ اعتبر الاميركان دوماً ان ايران طائر ضال يجب ان يعود الى قفصه الذي غادره لذلك هم لا يشدون الحبل معها لغاية الانقطاع.

والحرب الأخيرة في غزة تثبت ذلك فعندما تأكدت إيران ان الولايات المتحدة جادة في توجيه ضربة قاسية لكل حليف للمقاومة انسحبت بهدوء وأنهت في لحظة تحالفاً أسست عليه تواجدها في المنطقة لعقود حيث بنته على مقولة واحدة تحرير الأقصى، لكن ذلك الشعار تداعى في لحظة الحسم واستبدل مكانه اللحظة الفلسطينية التي يجب ألا يشوبها احد آخر، واكتفت بدل المشاركة الفعلية بمشاغلات جانبية لم تكن بأي حال من الأحوال كافية لتخفيف ضغط قوات الاحتلال عن الغزيين، لكنها بعد ان تأكدت من نية دولة الاحتلال اقحام حزب الله حليف ايران وجوهرة تاجها في المنطقة في حرب كبرى، قررت ان تفتح جبهة أخرى في العراق سرعان ما استطاعت الولايات المتحدة استيعابها بتوجيه رسالة قوية للعراقيين، لم تيأس ايران من محاولات اغراق الولايات المتحدة في ساحة ليس من السهل الخروج منها، فكان الحوثيون واليمن وباب المندب الذي كان مفتاح ايران لإبعاد أميركا عن دعم إسرائيل في حربها المتوقعة ضد حزب الله، ربما لم تأخذ اميركا هذا الأمر على محمل الجد في البداية، لكنها عندما تأكدت ان ايران ذاهبة الى الحدود القصوى في التأزيم ومع بداية تأثر التجارة العالمية سارعت للحصول على قرار من مجلس الأمن ضمنته فقرة تعطي اصحاب السفن المُعتدى عليها الحق في الدفاع عنها، ادركت ايران بسرعة ان الامور دخلت لحظة حسم، فسارعت الى التنصل من افعال الحوثين وقالت ان ذلك كان قرارهم المستقل.

مقالات ذات صلة بخصوص دعوى الابادة الجماعية 2024/01/16

هكذا اذاً اخذت لعبة شد الحبل بين اميركيا وإيران منحنى خطير ليس من المتوقع أن يدخل مرحلة المواجهة المباشرة لمقدرة إيران الفائقة على التملص، وأيضاً غياب الرغبة والحافز لدى الولايات المتحدة للدخول في صراع يدوم ولا يُعرف مداه، لكن بدون شك ان ايران تُغرق أميركا رويداً رويداً في وحل المنطقة برغم أنها ابقت دائماً مفاتيح العبور بيدها وحدها، فهي الوحيدة القادرة على السيطرة على كل هذه الفوضى في المنطقة لأنها هي من صنعتها، لذلك تبقى ايران هي الرابح الأكبر حتى الآن ما لم تنشب حرب كبرى، بينما خسر العرب كما دائماً وأميركا التي تصارع كي لا تتورط، لكن هيهات فشحنات الأسلحة إلى مطار بن غوريون ومعارضة وقف الحرب في مجلس الأمن يجعلها متورطة حتى النخاع في جرائم الحرب والابادة الجماعية بحق الفلسطينيين، فمحكمة العدل الدولية لا تحاكم إسرائيل وحدها بل المتهم الأول في القفص هي أميركا وقوتها وانحيازها وتعالي قادتها على كل من هو ليس إسرائيلي في المنطقة، لذلك ستبقى اميركا غارقة هنا إلى أن تختنق بظلمها وجبروتها وعدوانها علينا.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

أكسيوس: أميركا تسعى إلى استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس لبناني

قال مسؤولون أميركيون لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض يحاول استغلال الضربات الإسرائيلية القوية التي وُجهت إلى جماعة حزب الله اللبنانية، للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد نحو عامين من خلو المنصب بسبب خلافات سياسية.

وأشار المسؤولون إلى أنه مع مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ووصول الجماعة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، إلى أضعف حالاتها منذ سنوات، تعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن هناك "فرصة" حاليا لتقليص نفوذها على النظام السياسي في لبنان، وانتخاب رئيس جديد، ليس حليفًا للميليشيا الشيعية المدعومة من إيران.

ولم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق من الموقع الأميركي.

وأوضح أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن البيت الأبيض "يرى الوضع في لبنان بمثابة فرصة لكسر الجمود بشأن انتخاب رئيس لبناني، ويعتقد أنه يجب أن تكون تلك الخطوة على رأس الأوليات، حتى قبل الدفع نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله".

"الفراغ الطويل" مرجح قبل جلسة جديدة لانتخاب رئيس في لبنان يلتئم البرلمان اللبناني، الأربعاء، للمرة الأولى منذ قرابة خمسة أشهر، في محاولة لانتخاب رئيس للجمهورية يُرجّح أن تنتهي كسابقاتها، على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه، وينذر بإطالة عمر الشغور الرئاسي.

ولفت المسؤولون إلى أن الأولوية تتمثل في "انتخاب رئيس، ثم التوصل عبر الدبلوماسية إلى حل للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية على أساس قرار الأمم المتحدة الصادر بعد حرب لبنان عام 2006 وتنفيذه بالكامل، ويتبع ذلك تعيين رئيس للوزراء" في البلد الذي يعاني اقتصاديا.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق، ميشال عون، في نهاية أكتوبر ٢٠٢٢، فشل البرلمان في انتخاب رئيس، في وقت لا يحظى فيه أي فريق سياسي بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب، في ظل  انقسام سياسي بين حزب الله وخصومه.

وفي عام 2016، وصل عون إلى رئاسة لبنان استنادا إلى تسوية سياسية بين حزب الله وخصومه، وذلك بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي.

وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربا من الهجمات الإسرائيلية بحوالي 1.2 مليون شخص، يفترش عدد كبير منهم الشوارع في عدة مناطق ببيروت.

مساعدات أميركية بـ 157 مليون دولار للنازحين اللبنانيين قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان الجمعة إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية جديدة بما يقرب من 157 مليون دولار لدعم السكان المتضررين من الصراع في لبنان والمنطقة.

وأطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، مطلع الشهر الجاري، نداء إنسانيا عاجلا بقيمة 426 مليون دولار، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح جراء الغارات الإسرائيلية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت، الخميس، تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون يورو (33.1 مليون دولار) للبنان.

ويأتي هذا المبلغ بالإضافة إلى 10 ملايين يورو (حوالي 11 مليون دولار) أُعلن عنها بالفعل في 29 سبتمبر، مما يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للبنان إلى أكثر من 104 ملايين يورو هذا العام.

ويثير التصعيد العسكري بين إسرائيل من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى، مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط، بعد عام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس (المصنفة إرهابية بأميركا ودول أخرى) في غزة.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية ايران من دمشق: هناك مبادرات بشأن وقف إطلاق النار
  • الولايات المتحدة تعلن عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة لدعم المتضررين من الصراع في لبنان
  • أكسيوس: أميركا تسعى إلى استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس لبناني
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: أكرانيا تُدرب الإرهابيين في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة
  • العراق يُبلغ الولايات المتحدة بقرب بدء المفاوضات مع الكويت
  • الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأولويات بشأن التصعيد في الشرق الأوسط
  • صحيفة إسرائيلية: هجمات عديدة قادمة ضد ايران بالتنسيق مع أمريكا