في تصعيد للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أكد عدد من خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أن إسرائيل قد دمرت بشكل كامل النظام الغذائي في غزة، مستخدمة في ذلك الغذاء كسلاح.

كان من بين الخبراء مايكل فخري المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء وفرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وأشار الخبراء في بيان صدر اليوم في جنيف إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون الآن من الجوع أو يواجهون مستويات كارثية منه، مما يجعل الأزمة الإنسانية في غزة غير مسبوقة، خاصةً في ظل استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، أكد الخبراء الأمميون أن الوضع الحالي يفرض على جميع سكان غزة تحمل أعباء الجوع، حيث يعاني ربع السكان من هذه الأوضاع الصعبة، يسعون جاهدين للعثور على الطعام والمياه النقية. وقد حذر الخبراء من أن المجاعة تعتبر وشيكة، في حين يعاني النساء الحوامل من نقص التغذية والرعاية الصحية، مما يعرض حياتهن للخطر.

وفي إشارة إلى الفئة الأكثر ضعفًا، أكد الخبراء أن جميع الأطفال دون سن الخامسة - بلغ عددهم 335 ألف طفل - يتعرضون بشكل كبير لخطر سوء التغذية الحاد، وذلك في ظل استمرار تصاعد خطر المجاعة.

وأكد الخبراء في بيان أصدروه اليوم في جنيف أن أكثر من 80% من سكان غزة يعانون الآن من مستويات مروعة من الجوع، ما يشكل أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار والقصف الإسرائيلي.

وفي تطور مؤلم، أشار البيان إلى أن جيلًا كاملًا أصبح معرضًا لخطر التقزم، حيث يؤدي نقص التغذية الكافية إلى إعاقات جسدية وإدراكية لا يمكن تصحيحها، مما يهدد القدرة على التعلم لجيل قادم.

ونبه الخبراء إلى تفاقم الأوضاع في شمال غزة، حيث يعيش السكان تحت نقص طويل الأمد في الغذاء، مع تقييد شديد في الوصول إلى الموارد الأساسية. ومنذ بداية العام، لم تصل سوى 21% من المساعدات المخصصة إلى شمال وادي غزة، ما يتسبب في معاناة إضافية للسكان الذين يواجهون أوضاعًا قاسية في ملاجئ غير مناسبة ومناطق خالية من المرافق الأساسية في جنوب غزة.

وأكد الخبراء أن السكان المدنيين في غزة يواجهون الآن خطر الجوع بشكل كامل، مما يعد أمرًا غير مسبوق، وأدانوا إسرائيل بتدمير النظام الغذائي في المنطقة واستخدام الغذاء كوسيلة للضغط على الشعب الفلسطيني.

وأفصح البيان عن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت، اعتبارًا من 7 أكتوبر، بتجريف نحو 22% من الأراضي الزراعية في غزة، وشمل ذلك البساتين والدفيئات الزراعية، والأراضي الزراعية في شمال غزة. كما أشار البيان إلى دمار ما يقرب من 70% من أسطول الصيد في المنطقة.

وأكد البيان أن معظم المخابز قد توقفت عن العمل نتيجة لنقص الوقود والمياه ودقيق القمح، إضافة إلى الأضرار الهيكلية. في هذا السياق، يعيش الحيوانات الزراعية في حالة فزع، حيث تواجه الموت جوعًا، وتصبح عاجزة عن توفير الغذاء أو الإسهام كمصدر للتغذية. وفي الوقت نفسه، ينخرط السكان في صراع يائس للحصول على مياه صالحة للشرب، بينما يشهد نظام الرعاية الصحية انهيارًا تامًا نتيجة للدمار الهائل الذي حل بالمستشفيات، مما أدى إلى انتشار واسع للأمراض المعدية.

وفي تحذير صريح، أكد الخبراء الأمميون على خطورة الوضع، حيث قد أطلقوا نداءات متكررة حول خطر الإبادة الجماعية، مطالبين جميع الحكومات بتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفاقم هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة.

وأكد الخبراء على أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تقتصر على قصفها العشوائي، بل تتجاوز ذلك لتشمل فرضا عمدا لمعدلات مرتفعة من المرض وسوء التغذية على السكان الفلسطينيين، وذلك من خلال تدمير البنية التحتية المدنية.

ولاحظ الخبراء أن هذه الأضرار غالبًا ما تكون لا يمكن إصلاحها لفترات طويلة، ما يتسبب في جفاف ومجاعة، ويؤثر بشكل سلبي في الحياة اليومية للمدنيين.

وجدد الخبراء دعوتهم إلى توفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة دون أي عوائق، مشددين على ضرورة تفادي الإجراءات التي قد تعرقل وصول المساعدات وتسهم في تفاقم الوضع الإنساني المأساوي.

وأكد البيان على أن السلام والأمان والاستقرار للإسرائيليين والفلسطينيين يمكن تحقيقها من خلال تنفيذ تقرير المصير الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الهدف الطموح لا يمكن تحقيقه إلا من خلال وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قطاع غزة الامم المتحده إسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

كي تبقى حاد الذهن فترة أطول.. تناول نظاما غذائيا صحيا الآن

كشفت دراسة حديثة عن روابط قوية بين جودة النظام الغذائي للشخص وقدرته المعرفية على مدار حياته، واستخدمت الدراسة بيانات جُمعت من أكثر من 3000 شخص توبعوا لما يقرب من سبعة عقود.

أجرى الدراسة باحثون من جامعة تافتس في الولايات المتحدة، وأُعلن عن نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للتغذية بشيكاغو الأميركية المنعقد في الفترة ما بين 29 يونيو/ حزيران و2 يوليو/ تموز الحالي. وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟list 2 of 2الميكروبات.. هل تؤمّن الغذاء للبشر في المستقبل؟end of list متى يبدأ الأداء المعرفي بالانخفاض؟

والأداء المعرفي هو العمل العقلي أو عملية اكتساب المعرفة والفهم من خلال الفكر والخبرة والحواس، ويشمل جوانب مختلفة من الوظائف والعمليات الفكرية عالية المستوى مثل الاهتمام والذاكرة والإدراك وصنع القرار والتخطيط والتفكير والحكم والفهم واللغة والوظيفة البصرية المكانية، وأمور أخرى.

ويمكن أن يستمر الأداء المعرفي أو القدرة على التفكير في التحسن حتى منتصف العمر، ولكنه يبدأ عادة في الانخفاض بعد سن 65 عاما. وإلى جانب التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة، يمكن أيضا أن تتطور حالات أكثر خطورة مثل الخرف.

يقول الباحثون إن اتباع نظام غذائي صحي (نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والدهون الأحادية وغير المشبعة) يمكن أن يدعم صحة الدماغ عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.

لاحظ باحثون أن الاختلافات الطفيفة في النظام الغذائي بمرحلة الطفولة قد تحدد الأنماط الغذائية التي يتبعها الفرد في الفترات اللاحقة من عمره (بيكسلز) تتبُّع النظام الغذائي سبعة عقود

ويضاف البحث إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر والتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر. وبينما ركزت معظم الأبحاث السابقة عن هذا الموضوع على عادات الأكل للأشخاص في الستينات والسبعينات من أعمارهم، فإن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تتتبع النظام الغذائي والقدرة المعرفية طوال العمر؛ من عمر 4 إلى 70 عاما.

واستخدم العلماء في البحث الجديد بيانات من 3059 شخصا في المملكة المتحدة سُجلوا كأطفال في دراسة تسمى المسح الوطني للصحة والتنمية. وقدم أعضاء المجموعة التي تسمى "مجموعة المواليد البريطانية عام 1946″، بيانات عن المدخول الغذائي والنتائج المعرفية وعوامل أخرى عبر الاستبيانات والاختبارات على مدار أكثر من 75 عاما.

نتائج الدراسة

وبتحليل المدخول الغذائي للمشاركين في خمس نقاط زمنية ودراستها مقابل قدراتهم المعرفية في سبع نقاط زمنية، وجد الباحثون أن جودة النظام الغذائي كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقدرة المعرفية. فعلى سبيل المثال، حافظ نحو 8% فقط من الذين اتبعوا نظاما غذائيا غير صحي على قدرة إدراكية عالية، في مقابل نحو 7% فقط من الذين اتبعوا نظاما غذائيا صحيا عانوا من قدرات معرفية منخفضة بمرور الوقت مقارنة بأقرانهم.

وبينما شهد معظم الناس تحسنا مطردا في نوعية نظامهم الغذائي طوال فترة البلوغ، لاحظ الباحثون أن الاختلافات الطفيفة في جودة النظام الغذائي في مرحلة الطفولة قد تحدد الأنماط الغذائية التي يتبعها الفرد في الفترات اللاحقة من عمره؛ للأفضل أو للأسوأ. وقالت كيلي كارا الحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية جيرالد جي ودوروثي آر فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تافتس: "يشير هذا إلى أن المدخول الغذائي في الحياة المبكرة قد يؤثر في قراراتنا الغذائية في وقت لاحق من الحياة، وترتبط التأثيرات التراكمية للنظام الغذائي بتطور قدراتنا المعرفية".

ولتقييم جودة النظام الغذائي، استخدم الباحثون مؤشر الأكل الصحي لعام 2020 الذي يقيس مدى توافق النظام الغذائي للشخص مع المبادئ التوجيهية الغذائية للأمريكيين 2020-2025 (2020-2025 Dietary Guidelines for Americans). ولوحظ أن المشاركين الذين حافظوا على أعلى القدرات المعرفية مع مرور الوقت مقارنة بأقرانهم يميلون لتناول المزيد من الأطعمة الموصى بها مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة وكميات أقل من الصوديوم والسكريات المضافة والحبوب المكررة.

مقالات مشابهة

  • خبراء أمميون يدينون غياب العدالة في الضفة الغربية
  • أفضل 5 أنظمة غذائية تساعد على فقدان الوزن.. تعرف عليها
  • الحوثيون: مسؤولية عودة الحجاج العالقين إلى صنعاء تقع على عاتق النظام السعودي
  • نظام غذائي يعزز معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان
  • خبراء أمميون يدينون 57 عامًا من غياب العدالة في الضفة الغربية المحتلة 
  • كي تبقى حاد الذهن فترة أطول.. تناول نظاما غذائيا صحيا الآن
  • الدفاع الروسية تسيطر على منطقة تشاسيف يار بالكامل
  • دراسة: النظام الغذائي للآباء يمكن أن يمنع السمنة لدى نسلهم
  • خبراء أمميون: رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان محتجز تعسفيا
  • حمية غذائية تدمر الصحة!