عمّان، الأردن (CNN)-- قالت شركة "الجسر العربي" للملاحة، إن المسار البحري الجديد بين ميناء العقبة الأردني ونويبع المصري الذي دشّن قبل نحو أسبوعين، سيكون "نافذة الأردن الدائمة" على البحر الأبيض المتوسط.

ودشنت "الجسر العربي"، المرحلة الأولى من المسار الجديد في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023، كخط جديد بديل وحيوي لنقل الصادرات الأردنية المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، بالتزامن مع وجود اضطرابات في حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وإعلان عديد من شركات الشحن الكبرى إيقاف عملها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وقال المدير العام لشركة "الجسر العربي" للملاحة، عدنان العبادلة في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، إن الرحلة الأولى "حققت نجاحاً باهراً حيث تم نقل الحاويات من بوابة ميناء العقبة إلى بوابة ميناء الإسكندرية (الدخيلة) خلال 24 ساعة"، مؤكدا أنه "زمن قياسي ومنافس" وبإجراءات ميسرة وسهلة"، طلبت على إثره عدة خطوط ملاحية عالمية، العمل مع الشركة وفقا له.

وفيما تأسست "الجسر العربي" عام 1985 وفق تفاهمات حكومات الأردن ومصر والعراق، أكد في حديثه للموقع أن "الخط العربي الجديد للنقل البري والبحري، هو خط تجاري دائم وليس بديلاً أو خط طوارئ" وسيكون "نافذة الأردن على البحر الأبيض المتوسط"، بوصفه الطريق الأسرع والأقل كلفة والأسهل في الإجراءات باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول المغرب العربي، من خلال الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط"، بحسبه.

ومن شركات الملاحة العالمية، التي أشار العبادلة إلى طلبها بدء العمل مع الجسر العربي، إثر تدشين الخط الجديد: CMA CGM, JORDAN EGYPT، EVERGREEN LINE، OOCL LINE،HAPAG LLOYD، Maersk.

وصرحّت وزيرة النقل الأردنية في وقت سابق، وسام التهتموني، بأن كلا من الأردن ومصر قد اتفقنا قبل حدوث أزمة البحر الأحمر على ضرورة إيجاد مسارات شحن بديلة من وإلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تمر 65% من واردات الأردن عبر مضيق باب المندب.

في الأثناء، قال العبادلة، إن "الاستراتيجية الوطنية الأردنية للنقل البحري يجب أن تبنى على إيجاد مسارات تجارية وطرق بديلة لمنطقة البحر الأحمر، وتحديدا على الخليج العربي والبحر المتوسط والاستفادة من الموقع الجغرافي المميز للأردن القريب من هذه المنافذ البحرية المهمة".

وفيما يتعلق بمسارات الشحن عبر الخليج، قال العبادلة، إن الخيارات الأفضل المطروحة اليوم هي: "صلالة في سلطنة عُمان أو جبل علي في الإمارات العربية المتحدة أو ميناء أم قصر في العراق، وفق "ترتيبات واتفاقات تضمن انسيابية نقل البضائع بسرعة وبإجراءات سهلة وميسرة".

ومن المتوقع أن يشهد خط العقبة نويبع، وفقا للعبادلة، "إقبالا كبيرا نتيجة توقف غالبية الخطوط الملاحية في منطقة البحر الأحمر، وكذلك بسبب الكلفة المنخفضة للنقل عبر هذا الخط وسرعة الإجراءات وزمن الوصول للصادرات لمقصدها النهائي"، الذي يبلغ ما معدله 18 يوما وهو العامل المهم للصادرات الأردنية للولايات المتحدة الأمريكية.

وبشأن وجود تحديات تواجه هذا الخط، فتتمثل في "المنافسة من بعض الموانئ المجاورة وإتمام الترتيبات اللازمة، مع الخطوط الملاحية العاملة في الموانئ المصرية وتنسيق عمليات الحجوزات للحاويات الصادرة، وتغيير أنماط المسارات التجارية المعتادة على بعض الموانئ"، كما أوضح العبادلة.

ويوجز العبادلة الأضرار الناجمة عن أزمة البحر الأحمر للآن، على حركة الملاحة البحرية إلى ميناء العقبة، بحركة الشحن من مناطق جنوب شرق آسيا التي يستورد الأردن منها ما نسبته 45% من بضائعه، والتوجه نحو الطريق البديل عبر رأس الرجاء الصالح، الذي من شأنه زيادة كلف الشحن، بالإضافة إلى زيادة زمن الوصول من أسبوعين إلى 3 أسابيع وارتفاع كلف التأمين البحري، وارتفاع أسعار الشحن، الصادر من العقبة إلى موانئ الخليج وشرق آسيا.

كما أشار العبادلة إلى أن هناك انعكاسات سلبية، متعلقة "بتعطيل الجداول الزمنية المنتظمة للرحلات البحرية نتيجة التأخر في العبور والاصطفاف".

وأضاف بالقول إن ذلك سيؤدي إلى "انقطاع سلاسل التزويد والإمداد مع العالم إذا ما استمرت الأزمة، واستمر تعليق الشركات الملاحية الكبرى رحلاتها والتي ترتاد موانئ العقبة".

ولم يتأثر عمل الميناء الرئيسي في العقبة، وفقا للعبادلة، "بشكل كبير"، لاعتبارات تتعلق بفئة البواخر التي "تأم الميناء ذات الصنف الواحد، والبواخر القادمة للمملكة"، وقال: "هي غير مستهدفة أصلا".

أما بالنسبة لميناء الحاويات، فقد أشار العبادلة إلى أن هناك بعض الخطوط التي ألغت رحلاتها إلى العقبة وخطوط أخرى "غيّرت مساراتها"، ما تسبب "بتأخر وصول الحاويات والبضائع القادمة من جنوب شرق آسيا، نتيجة تداعيات أزمة الملاحة في البحر الأحمر والالتفاف حول رأس الرجاء الصالح"، على حد تعبيره.

ودعا العبادلة، إلى ضرورة "توفير بدائل دائمة تضمن عدم الاعتماد على مسار تجاري محدد، وتنويع طرق التواصل مع العالم من خلال طرق برية وبحرية مع الدول العربية المجاورة وبناء شراكات وتكتلات اقتصادية عربية"، عدا عن ضرورة الاعتماد على الذات في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية مما يقلل من حجم المستوردات، وما يتبعه وفقا لذلك، من إمكانية "دراسة احتساب القيمة الجمركية لتحديد الحد الأعلى لتكاليف أجور نقل البضائع المستوردة إلى المملكة"، على غرار ما طُبّق خلال جائحة كورونا.

وتراوحت نسب ارتفاع أجور الشحن البحري تبعا للخط الملاحي والمدة الزمنية للشحن والمسارات البحرية، بين 40% لتصل إلى 200% في حال توفر خدمة النقل، كما يقول العبادلة.

وأردف قائلا: "هذا بالإضافة إلى تداعيات أزمة المرور من خلال مضيق باب المندب، التي تتمثل في انقطاع سلاسل الإمداد في منطقة البحر الأحمر والبحار والقنوات المرتبطة بها، حيث تجوب بواخر الحاويات موانئ محورية متعددة في طريقها، إلى وجهتها النهائية".

وأشار إلى أن البواخر التي تنتقل من الهند إلى الولايات المتحدة الأمريكية تمر خلال مسارها، بمحطات "عدن ثم جدة وبورسعيد والموانئ الجزائرية أو الفرنسية ثم إسبانيا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية"، حيث تتواجد هناك موانئ فرعية تتصل بالموانئ الرئيسية.

ونوه قائلا: "بالتالي عند تعطّل مضيق باب المندب، تنقطع سلسلة النقل وتتغير اتجاهات ومسارات الحركة التجارية حتى في البحر المتوسط".

وتحدثت أوساط تجارية في وقت سابق خلال أزمة الملاحة في البحر الأحمر، عن ضرورة إيجاد ناقل بأسطول وطني بحري، سواء لنقل البضائع وللحاويات، وهو ما اعتبره العبادلة ممكنا من خلال شركة الجسر العربي للملاحة، في حال الحصول على "تعاقدات المستوردات والواردات لكل من مصر والأردن وفي حال موافقة الجمعية العمومية للشركة على ذلك".

هديل غبونمراسلة CNN بالعربيةنشر الثلاثاء، 16 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة فی البحر الأحمر البحر المتوسط الجسر العربی باب المندب على البحر من خلال

إقرأ أيضاً:

سقطت من نافذة الشقة .. التفاصيل الكاملة لمصرع مصرية في الأردن

أثارت قضية مقتل سيدة مصرية تدعي آية عادل في العاصمة الأردنية عمان  في الـ 14 من الشهر الجاري جدلا واسعا في أوساط المصريين.

ونرصد في التقرير التالي قصة مقتلة أبنة الثلاثين عاما .


بدأت القصة في يوم الجمعة ١٤ فبراير الماضي، وتحديدا في تمام الساعة ١:٥٩ ظهراً، حيث فقدت آية عادل حياتها في ظروف مأساوية إثر سقوطها من الطابق السابع لمسكنها في الأردن والذي كانت تعيش فيه مع زوجها بعد وفاة والدها ومرض والدتها المزمن.

ويُشير تقرير الطب الشرعي  إلى إصابة “ آيه ”  جرح قطعي في الجبهة مع كسر في الجمجمة ونزيف شديد وتعرض الفخذ الأيسر والساق لضرب عنيف باستخدام آله راده مثل العصا الحديدية وذلك قبل سقوطها من شرفة منزلها والكائن في الدور السابع بالعاصمة الأردنية عمان .

وأفادت التقارير الصحفية الي ان جيران المجني عليها شهدوا  بوقائع تعذيب سابقة مما أدى إلى احتجاز الزوج المتهم على ذمة هذه التهم، 

كما اشارت عائلة الضحية وجيرانها وصديقاتها، أن آية قامت مؤخراً بمحاولة للنجاة من هذه العلاقة حيث بحثت عن فرصة عمل، واشتركت في عدة أنشطة فنية، واستأجرت منزلاً آخر، كما أن وقت الحادث كانت آية تعد الطعام لأطفالها، وهو ما ينفي جملة وتفصيلا فكرة الإنتحار الذي سعي الزوج الي ترويجه.


ويُشار الي ان القضية سُجلت  برقم ٢٠٢٥/٥٣٧م في إدارة البحث الجنائي في الأردن ، وتتعرض والدة آية لتهديدات من المتهم بإيذاء أحفادها في حال استمرار سعيها للمطالبة بتحقيق العدالة لـ آية. 

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: النائب أبو العينين لقن ممثل إسرائيل درسًا قاسيًا في جلسة برلمان البحر المتوسط
  • سقطت من نافذة الشقة .. التفاصيل الكاملة لمصرع مصرية في الأردن
  • الشعبة البرلمانية" تشارك باجتماعات لجان برلمان البحر المتوسط في روما
  • مصر تسلم رئاسة المجلس الوزاري لهيئة المحافظة على بيئة البحر الأحمر لـ الأردن
  • فشل المهمة يدفع أمريكا الى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • احذروا البحر المتوسط .. إنذار: الأمواج عالية الخميس والجمعة
  • محافظ البحر الأحمر: مشروع الإسكان الاستثماري المتميز يناسب جميع الفئات
  • فؤاد تسلم رئاسة الدورة الـ21 لاجتماع المجلس الوزاري للحفاظ على بيئة البحر الأحمر للأردن
  • وزيرة البيئة تتوجه إلى الأردن للمشاركة في اجتماع هيئة الحفاظ على البحر الأحمر