محمد علي الحوثي: أمريكا وبريطانيا هما من يصعّد ويدير العالم من خلال فرض الحروب
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن أمريكا وبريطانيا هما من يصعّد ويدير العالم من خلال فرض الحروب على الشعوب، كما يحدث في غزة وأوكرانيا وما يقومون به من تصعيد وفتح جبهة جديدة في اليمن.
وجدد محمد علي الحوثي خلال مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” الدعوة لكافة دول العالم إلى الضغط من أجل إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وتناول عضو السياسي الأعلى في المقابلة عددا من القضايا، موضحا الهدف الإنساني الذي يحارب اليمن من أجله، والمعادلة التي فرضها لإيقاف العدوان على غزة.
فيما يلي نص المقابلة:
– القناة: البارحة وقبل البارحة شهدت العاصمة البريطانية لندن ومدن بريطانية أخرى تظاهرات حاشدة، تقول التقارير أنها وصلت إلى حوالي نصف مليون متظاهر تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وعلى الضفة الغربية. وفي هذا الوقت تواصل الحكومة البريطانية عملياتها وتهديداتها ضد اليمن، في سابقة من العلاقات بين منطقة الشرق الأوسط وبريطانيا، ربما لم تحصل إلا في فترة الحرب على العراق. تُرى هل سيدخل اليمن في مواجهة عسكرية مفتوحة مع التحالف الأنجلوسكسوني؟ وهل يمكن لليمن مواجهة هذا التحالف المدجج بأحدث أنواع الأسلحة؟ كيف تؤثر عمليات قطع الممر المائي على السفن في طريقها إلى قناة السويس على اقتصاديات مصر؟ وماذا يعتزم اليمن أن يفعل مع دول في المنطقة تشارك في التحالف الأنجلوسكسوني؟ هذه الأسئلة وأسئلة أخرى نطرحها على السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس الأعلى السياسي في اليمن، مرحبا بكم سيد محمد علي.
– محمد علي الحوثي: أهلا وسهلا.
– القناة: سيدي الكريم هل تعتبرون الهجمات والتهديد بهجمات أخرى اليوم رئيس الوزراء البريطاني أكد أمام البرلمان بأنه سيواصل سياسة الضغط على اليمن، هل تعتبرون ذلك إعلان حرب على اليمن؟
– محمد علي الحوثي: أولا نقول بأن بريطانيا وأمريكا هم من يصعّدون، وهم من يديرون هذا العالم من خلال فرض الحرب على شعوب العالم ودعم الحروب المستمرة سواءً كانت في غزة وهي الحرب الكبيرة التي كانت عملياتنا من أجلها، وأيضاً في أوكرانيا وما يحاولون اليوم من تصعيد وفتح جبهة جديدة في اليمن.
فلذلك نقول لرئيس الوزراء الذي يقول إن العمليات التي نقوم بها ليست من أجل غزة، جرّبونا واتركوا فرصة لإثبات صحة وجدوى ما نقوله، فالمعادلة التي فرضناها وندعو إليها هي إيقاف العدوان على غزة وإدخال الدواء والماء والغذاء. نحن نحارب من أجل الإنسانية، وندعو دول العالم جميعاً إلى الضغط من أجل إيقاف العدوان. وهذا هو ما يتماشى أيضاً مع قناعات أكثر دول العالم. فعندما يتحدث اليوم رئيس الوزراء البريطاني ويقول إن عملياتنا ليست من أجل فلسطين، نقول له، هل عملياتك أتت من أجل الإنسانية والحفاظ على الإنسان في غزة؟ لماذا لا يكون حرصكم هذا كله يهدف إلى إيقاف العدوان وفك الحصار عن أبناء غزة الذين هم اليوم في مرحلة تعتبر من أسوأ المراحل كما أعلن ذلك وكلاء الأمين العام للأمم المتحدة.
– القناة: نعم، السؤال الذي يُطرَح باستمرار، هل يستطيع اليمن بإمكانياته المتوفرة أن يواجه هذه القوى الكبيرة التي تتجحفل الآن في المحيط وفي البحر وفي الجو وهنالك قواعد كما تعلمون في المنطقة؟ كيف سيستطيع مواجهة هذه الحملة التي إذا استمرت ربما ستكون بطريقة أو بصورة أكثر عنفاً مما شاهدناه إلى الآن؟
– محمد علي الحوثي: نحن لا نقول إن الموضوع موضوع مغامرة أو مقامرة، ومن الذي سيغلب؟ نحن نقول لدينا قضية عادلة سنعمل باستمرار من أجلها وهي القضية الفلسطينية وإيقاف العدوان على غزة وفك الحصار عنها. من الذي سيغلب؟ سيغلب بإذن الله تعالى من يمنحه الله النصر، وبإذن الله سيكون حليف الشعب اليمني. الشعب اليمني هو قادر على المواجهة وكما قال السيد القائد ـ حفظه الله ـ نفسنا طويل.
– القناة: نعم، خصوم أنصار الله ومعارضوكم في داخل اليمن وفي خارجه بالطبع يقولون، إن ما تقوم به قوات أنصار الله أو حكومة أنصار الله الهدف الرئيس منه تعزيز القبضة على الشارع اليمني المستاء حسب ما يقولون من تردي الحياة العامة، من ضعف الإدارة، من تفشي الفساد، من سلسلة من الأمور يقولون إنها الآن موجودة في اليمن، من الفقر من البؤس من عدم وجود خدمات صحية، وهذا طبعاً هو الذي يدفع بأنصار الله لتصدير الأزمة إلى الخارج، كيف تعلقون على مثل هذه الآراء؟
– محمد علي الحوثي: أولاً نقول إن هؤلاء هم ممن باعوا أنفسهم وباعوا الجمهورية اليمنية لدول العدوان وشاركوا في الاعتداء على بلدنا وليسوا ممن يحرصون على اليمن. ثانياً نقول لهم، نحن لم نتواجد في إدارة الحكم وعرش الحكم إلا من أجل إدارة هذا البلد الذي تخلوا عنه. ثالثاً نقول لهم، لم تكن الجمهورية اليمنية في وضع من أفضل الأوضاع لا اقتصادياً ولا سياسياً ولا إدارياً. كل المرحلة التي سبقت كانوا هم شركاء وصانعو القرار في الجمهورية اليمنية قبل هروبهم والذهاب إلى السعودية من أجل الارتزاق والبحث عن مرتبات اللجنة الخاصة. فلو كان لديهم مشروع لما رحلوا.
عندما ذهبوا جميعاً وتركوا اليمن بمفرده فُرِضَ علينا أن ندير هذا الوضع المختل من قبل، كان اليمن تحت خط الفقر، من متى كان اليمن دولة رائدة أو دولة تحمل اقتصاداً قوياً أو دولة تستطيع أن تقول كان لديها الكثير من الإمكانات ثم جئنا نحن لننهي هذه الإمكانات؟ لا، كان لدينا بعض من التصدير للبترول وهم من وقف ضد استمرار تصديره وتحويل عائداته إلى البنك المركزي في اليمن. الأوضاع الاقتصادية لدينا أفضل من الأوضاع التي تحت سيطرتهم وهم مدعومون من قِبل دول الخليج ومن قبل أمريكا والدول المتحالفة معها. لا يوجد هناك أي تجربة ناجحة لديهم في السابق أو حتى في هذا الوقت ليأتوا ويقولوا عنّا إننا لم ننجح بعد.
نحن نواجه حربا وعدوانا وحصارا، وهم سبب الحصار والعدوان، إضافة إلى أنهم أصبحوا اليافطة التي مِن عليها يدوس السعودي ويدوس الإماراتي ثم يدوس من فوقهم الأمريكي والبريطاني من أجل إنهاء وتدمير الشعب اليمني وإنهاء الشيء القليل الذي كان يتواجد من المُنَح أو من غيرها من البنى التحتية التي تم استهدافها سواءً كانت طرقات أو مستشفيات أو مدارس أو غيرها من الأشياء التي كانت متواجدة في الجمهورية اليمنية.
فنقول لهم، لم يكن لديكم إدارة قوية، ولو كان لديكم اهتمام بالشعب اليمني ولو كنتم تحافظون على المصلحة لرفضتم أن يكون هناك عدوان أو حصار على شعبنا. فأنتم شركاء في العدوان وأنتم من يجب أن تبحثوا عن كيف تحسّنوا صورتكم، أما نحن فموقفنا من القضية الفلسطينية هو موقف إيماني نصرةً لإخواننا في فلسطين. ونحن نعرف أن هذه المواجهة ليست لعبة رياضية ولا بحثاً عن كأس العالم إنما هي نصرة لإخواننا وسيُدفَع فيها الكثير من القرابين من أجل نصرة إخواننا في فلسطين. ولكن كل ذلك ينظر إليه أبناء شعبنا من شماله إلى جنوبه بأنها القضية التي تقف جميع فئات وأبناء الشعب اليمني من أجلها ونصرةً لها وهي القضية الأولى أمام الشعوب العربية والإسلامية، ونحن لم نأت بجديد إلا النصرة لإخواننا من باب الدين ومن باب القيم والأخلاق والأخوة العربية.
– القناة: نعم، هل يوجد بين أنصار الله ـ باعتباره القوة الرئيسة الآن في إدارة شؤون الدولة اليمنية ـ تنسيق مع القوى السياسية اليمنية الأخرى؟ أم أنه أنتم لا تعترفون بالأساس بوجود قوة سياسية سواءً كانت مناهضة لكم أو حليفة في جبهة وطنية عريضة؟
– محمد علي الحوثي: أولاً لدينا مجلس سياسي أعلى وحكومة ومجلس نواب وقوات مسلحة يمنية، وهذه كلها تمثل أبناء الشعب اليمني وتتحرك في قرار موحد. أيضاً القوى السياسية المتواجدة وكل أبناء الشعب اليمني يعلنون تأييدهم ويخرج الجميع في المظاهرات الكبيرة والحاشدة، وتعلن كل الفئات والأحزاب والمنظمات والجهات الرسمية بيانات تأييدهم للقوات المسلحة اليمنية. فبالتالي القوات المسلحة اليمنية هي من تدير المشهد وهي من تعمل من أجل نصرة إخواننا في فلسطين، تقف وتساند إلى جانب قائد الثورة ـ حفظه الله ـ وأيضاً الشعب اليمني بكل فئاته وأحزابه وبكل منظماته. لا يوجد أي شيء مما تتحدث عنه، لأنها قضية دينية وقضية مركزية وقضية يتحدث عنها الناس جميعاً، أيضاً المظلومية والإبادة الموجودة داخل غزة لا يستطيع أي مؤمن أي حر في هذا العالم أن يسكت أو أن يراها ثم ينام على خده وهو يستطيع أن يفعل شيئا. هذا هو الواجب الذي يجب أن يتحرك الناس فيه جميعاً، وكما قال القائد ـ حفظه الله في خطابه الأخير ـ الكل بحاجة إلى أن يقف موقفا كبيرا وموقفا مساندا لإخواننا في غزة، وكذلك دعا الأخوة في الفصائل المجاهدة في حماس سواءً الناطق الرسمي لهم بالأمس أو الجهاد أو غيرها من الفصائل المجاهدة في فلسطين أو السيد حسن نصر الله أو غيرهم، كلهم يدعون إلى أن يكون هناك موقف مناصر لأبناء غزة.
نحن قلنا إن المقاطعة سلاح لتلك الشعوب التي لا تستطيع أن تخرج بمظاهرات، وخروج الشعوب في مظاهرات هو مناصَرة، وكذلك سحب كل من يملك أرصدة مالية في البنوك الأمريكية أو البريطانية لأمواله منها، حتى يكون هناك ضغط على هذه الحكومات من أجل إيقاف دعمها لإسرائيل التي تعتبر ربيبتهم وإلزامها بإيقاف العدوان وفك الحصار عن أبناء غزة. هذا دفاعٌ عن الإنسانية ودفاعٌ عن القيم والإسلام ودفاعٌ عن أبنائنا وإخواننا المظلومين المستضعفين داخل غزة على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
– القناة: نعم، سيد محمد علي كيف تقرأون الخارطة السياسية في اليمن سواءً بعد استمرار الهدنة ـ التي نأمل أن تتحول إلى سلام دائم ـ أو في ضوء هذا التوتر الآن في المضايق وفي البحر الأحمر؟ كيف هي صورة الوضع السياسي لليمن؟ وماذا عن الجنوب الذي لديه طبعاً مطالب خاصة ولديه مواقف معينة مما يجري بلا شك؟
– محمد علي الحوثي: بلا شك أن الجمهورية اليمنية تسعى نحو السلام. وحتى عملياتنا البحرية التي تمنع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة في فلسطين إنما تأتي في الإطار الإنساني وفي إطار البحث عن السلام لإخواننا في فلسطين. فنحن من عشاق السلام ونريد بناء الجمهورية اليمنية وبناء المواطن اليمني ونحب أن يكون هناك سلام، ولكن من الذي يمنع السلام طوال هذا الوقت طوال التسع السنوات؟ ليس نحن. نحن قدّمنا رؤية من أجل السلام، وعملنا أيضاً على تقديم رؤية الحل الشامل وقدمناها أيضاً. اليوم هناك ورقة تم التوافق على نقاطها. ومن يعرقل أو يدعو إلى العرقلة ويتحدث ويصرح هو الأمريكي، فكما صرح وتحدث في الجولات السابقة الأمريكي وكان هو المعيق للسلام هو اليوم يتحدث ويصرح ويعيق، لأن الأمريكي هو يطلق شعارات فقط، كان يتحدث عن السلام في فلسطين ثم كان أول من وقف أمام إيقاف العدوان على غزة هو “الفيتو” الأمريكي، وكان يتحدث عن السلام في اليمن وها هو اليوم يشن عملياته على أبناء الجمهورية اليمنية بالإضافة إلى تحالف العدوان المستمر الذي كان ولازال هو مصدر دعمه ومساندته حتى أصدر “ترامب” في ذلك الوقت “الفيتو” بعدم توقف المساعدات الأمريكية التي تُقدَّم للسعودية أو تُقدًّم للإمارات.
فنحن من مع السلام ونريد السلام وبالنسبة للأخوة المواطنين في الجنوب فكل من لديه حرية أو يستطيع أن يتواصل ويستطيع أن يؤثر بصوته أو أن يكون له صوت سواءً باتجاه غزة فليتحرك، أو كان له صوت ولديه إرادة ويستطيع أن يتحاور معنا فنحن لا نمانع في ذلك، وهذا حديث قد تحدثنا عن كثيراً.
– القناة: نعم، هل لديكم معلومات ومعطيات دقيقة عن حركة السفن وتبعيتها، وهل يمكن عدم تكرار ما حصل من ضرب لسفن دول صديقة أو في الأقل محايدة كما حصل مثلاً مؤخراً مع سفينة تعود لروسيا، وأعتقد أنه كان هذا ربما بالخطأ، كيف يمكن ضمان عدم وقوع هذا الخطأ مرة أخرى وأنتم بحاجة طبعاً إلى أصدقاء كثيرون وليس إلى أعداء كثر؟
– محمد علي الحوثي: أولاً من تحدّث عن هذا الشيء هو موقع قناة “العربية” أعتقد وموقع إسرائيلي ولا يوجد هناك أي تصريح روسي ولا يوجد أيضاً هناك تصريح من الجمهورية اليمنية، وإذا كان هناك أي نيران صديقة أو أخطاء حصلت فنحن لدينا القوة والقدرة على أن نتحدث وأن نقول إننا أخطأنا ونعتذر إذا كان هناك أي شيء، لكنه إلى حد الآن لا يوجد أي شيء ولم تعلن وزارة الدفاع ولم تعلن أيضاً الخارجية الروسية، بل بالعكس نحن سمعنا من الخارجية الروسية ومن روسيا بشكل عام حديثها عن السلام وحديثها عن دعم السلام في الجمهورية اليمنية.
نحن قدّمنا رؤية من أجل السلام، وعملنا أيضاً على تقديم رؤية الحل الشامل.
– القناة: نعم، المعلومات التي تتوفر لديكم ـ طبعاً لا نريد أن نقول من أين مصدر هذه المعلومات ـ ولكن برأيكم هل هي دقيقة بحيث أنكم تستطيعون بالضبط رصد تلك السفن التي تذهب لتزويد إسرائيل بالمواد الغذائية أو بالطاقة يعني أي شيء تحمله هذه السفن، أم أن الأمر فلنقل يعني هو فرض حظر شبه شامل على حركة الملاحة؟
– محمد علي الحوثي: أولاً يجب أن نفهم الرؤية الأمريكية في تصعيد الأحداث، الرؤية الأمريكية هي تعمل على تضخيم الجانب الإعلامي لأي عمل تريد القيام به، مثلاً تقول إن” 27 عملية تمت”، بينما لم نسمع عن أي دولة أعلنت بأنه تم استهداف سفينتها أو قدّمت إلينا خطابا بذلك أو تحدثت عن ذلك، كلما تم استهدافه يدلل على أن لدى وزارة الدفاع المعلومات الكافية والأكيدة، والبعض منها تم الاعتراف من قِبل الإسرائيلي أو الأمريكي بأنها تتبعه. أقصد هناك تضخيم للرؤية، مثلاً تأتي الرؤية الأمريكية، لاحظ في أوكرانيا كيف كان التعاطي الإعلامي؟ كان يخرج الرئيس “بايدن” يتحدث وبعد قليل يخرج المتحدث باسم البيت الأبيض وبعد قليل يتحدث الناطق باسم وزارة الدفاع وهكذا يحاولون أن تبقى رسالتهم الإعلامية مستمرة وأن يظلوا هم المسيطرين على الإعلام لتقديم رؤيتهم حتى وإن كانت كاذبة وهذا هو ما يفعلوه اليوم.
لذلك نحن نقول عبركم إن على الجميع أن يفهم سواءً كانوا ناشطين إعلاميين أو غيرهم إن هناك تضخيم أمريكي للرؤية بإعادة تكرار مفردات قد تكون أغلبها غير صحيحة من أجل أن يستمر ضخ الحديث عن العمليات الموجودة هنا أو هناك لشيطنة الطرف الآخر، يريدون شيطنتنا وهم هم الشياطين، الأمريكيون والبريطانيون هم الشياطين الذين يرفضون أن تتوقف الإبادة في غزة، هم الشياطين الذين يريدون أن لا يُفك الحصار عن أبناء غزة، أما نحن فنحمل روح الإسلام وروح الإنسانية، وكل عملياتنا ستتوقف مباشرة بمجرد أن يتم دخول الدواء والغذاء وأيضاً إيقاف العدوان على غزة. فلا يوجد أي تهديد لأي سفينة إلا من تحدثت عنها القوات المسلحة اليمنية في بياناتها.
واليوم البحرية تؤكد ذلك وقالت في بيانها، إن هناك قناة رقم (16) ممكن أن يتم التواصل عبرها ومن خلالها، ونحن نقول للشركات الملاحية وتحدثنا معهم، هناك حل بسيط أيضاً بإمكانكم أن تشهروا جملة “ليس لنا علاقة بإسرائيل” وستمر هذه السفينة بسلام فلا يمكن أن يتم استهدافها، مع فتح أجهزة المناداة والحوار مع البحرية اليمنية. نحن لا نريد أن نستهدف أحدا غير من تم الإعلان عنه في بيانات وزارة الدفاع، ونحن نعرف جيداً أنه لو كنا نريد أن نغلق الممر ـ كما يصور الآخرون ـ لكانت الإجراءات أخرى وهناك إجراءات كثيرة أبسط حتى من إرسال الصواريخ.
– القناة: نعم، يعني ليست لديكم نيّة إغلاق الممر بشكل قاطع؟
– محمد علي الحوثي: على الإطلاق. هناك فقط توجه نحو السفن التي تريد أن تزود “إسرائيل” أو تكون تابعة لـ “إسرائيل”، وذلك لسبب وجيه هو إيقاف العدوان على غزة وفك الحصار وإدخال الماء والدواء والغذاء إليها، أليس هذا السبب إنسانيا؟ لماذا ترفض أمريكا لماذا ترفض بريطانيا هذه المعادلة؟
– القناة: وهل استهداف السفينة الأمريكية اليوم ـ كما نقرأ في الوكالات أو حسب ما ذكرته وزارة الدفاع أو وزارة البحرية الأمريكية ـ أنكم استهدفتم سفينة أمريكية، يدخل أيضاً ضمن هذا النهج ضمن هذا البرنامج؟
– محمد علي الحوثي: أولاً أريد أن أقول لك وأقول للأخوة المشاهدين مسألة أن هناك استهداف ما سواءً كنا نعلمه أم لا هي منوطة بوزارة الدفاع التي ستعلن عنه في بيانها إن أرادت أو إن تحركت في هذه العملية. ثانياً الاستهداف الذي تحدثتَ عنه وبالرواية الأمريكية، نقول للأمريكي إنه دليل على فشل الخيار الذي تتخذونه في توسيع الجبهات وفي تحريك نشاطكم العسكري وفي عسكرة البحر الأحمر، ودليل على أنكم تعملون في تحالفكم ـ الازدهار الذي يتكون من بريطانيا ومن أمريكا ـ على إشعال المنطقة وعلى تهديد الملاحة وأنكم أنتم من تجلبون الخطر والإرهاب للبحر الأحمر أو للبحر العربي أو لخليج عدن، وعليكم أن تتوقفوا عن هذه الممارسات وأن تعودوا من حيث أتيتم، البحر الأحمر ليس بحراً يتبع الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا لديها مطامع في بحر الصين ولديها مطامع في البحر الأحمر وهي تنافس أيضاً روسيا في القطب الشمالي.
– القناة: سيد محمد، رئيس الوزراء البريطاني “سوناك” اليوم أمام مجلس العموم يعلن أنه سيواصل حتى لو أنه يعني لم يحصل على أغلبية، ورغم أنه ربما هذه الأغلبية أو الأقلية لا تنظر إلى نبض الشارع البريطاني، بل إنه يقول إنه كان حتى في عطلة رأس السنة وأعياد الميلاد مشغولاً بالاجتماعات، والصحافة البريطانية الساخرة نشرت له صورة مع القط “لاري”. هذا الإصرار البريطاني الذي يبدو أكثر تطرفاً من الإصرار الأمريكي، كيف تفسرونه؟ هل لبريطانيا ثارات قديمة مع اليمن باختصار لو تسمحون؟
– محمد علي الحوثي: أولاً بريطانيا هي تؤكد بتصريح رئيس وزرائها على أنها هي من تهدد الملاحة وأنها هي من تريد جلب المعركة إلى البحر الأحمر وتسعى من أجل ذلك. وأضف إلى ذلك أن وزير دفاعها قال إنه “لا بد أن يكون هناك تحرك عسكري وإعداد عسكري للخمس السنوات المقبلة، وأنه لا يوجد هناك سلام مستقر خلال خمس سنوات”. إذاً لديهم رؤية محددة قائمة على الحروب كما هي رؤية أمريكا. وأكبر دليل على ذلك ما يحصل في اليمن وما يحصل في فلسطين وما يحصل في أوكرانيا وما يحصل أيضاً من تهديدات مستمرة من قِبل أمريكا للصين أو لغيرها.
وبالنسبة للماضي كان هناك احتلال بريطاني، وكما قلنا لهم في تغريدة على حسابي إن اليمني كان يملك بندق الـ “موزر” الذي لا يتّسع إلا لطلقة واحدة واستطاع أن يطرد هذا المحتل من الجنوب في يوم الجلاء ليجر آخر جندي بريطاني أذيال الهزيمة من هناك، فعل اليمني ذلك وهو لا يوجد لديه إلا بندقية بينما كان البريطاني يملك السلاح المتطور والطيران والبارجات هذه التي يرسلها ـ الكثير منها صنع في ذلك الوقت، أما اليمني حتى وإن نُظِرَ إليه بأنه ـ وهو فعلاً ـ لا يملك القوة الكبيرة والمتعالية لكنه يملك الإرادة والإصرار والعزيمة ويحمل بإذن الله أدوات النصر.
– القناة: واضح، هنالك من يقول إن المتضرر الأكبر من هذه الإجراءات التي تقومون بها هي مصر باعتبار أن السفن لن تمر عبر قناة السويس وبالتالي فهنالك خسائر مالية لمصر، كيف تعلقون باختصار شديد لأن لدي سؤال آخر مهم؟
– محمد علي الحوثي: العمليات التي استمرت طوال هذه الفترة لم تؤثر كما أفصح عن ذلك رئيس هيئة قناة السويس، وقال بأن هناك زيادة في الايرادات خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وكانت عمليات الجمهورية اليمنية مستمرة. نحن نقف إلى جانب الأخوة في مصر، أما الأمريكي والبريطاني فهما من يريد أن يوقف قناة السويس لأنه يعمل على أن يخيف السفن ويوجّه التحذيرات للسفن ويقول “لا تمروا من هنا” من أجل أن تزداد الخطورة أو يظهِر للعالم بأن هناك خطورة كبيرة مع أنه هو المتسبب فيها، وقد أثبتت الفترة الماضية أنه لا يوجد خطورة على كل السفن.
– القناة: نعم، سؤال أخير هددتم دولا في المنطقة لأنها اشتركت في التحالف الأنجلوسكسوني ماذا يعني هذا التهديد؟ هل نتوقع ضربات صاروخية لمملكة البحرين مثلاً باختصار شديد؟
– محمد علي الحوثي: على قدر المشاركة سيكون الرد، ومسألة العمليات وغيرها منوطة بوزارة الدفاع وهي من تقرر كيفية الرد بمستوى المشاركة التي ستنطلق من أي دولة.
– القناة: شكراً جزيلاً السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ولكم أعزائي المشاهدين.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إیقاف العدوان على غزة الجمهوریة الیمنیة محمد علی الحوثی البحر الأحمر الشعب الیمنی وزارة الدفاع رئیس الوزراء أن یکون هناک قناة السویس وفک الحصار أنصار الله لا یوجد أی الحصار عن أبناء غزة عن السلام فی فلسطین یستطیع أن فی الیمن هناک أی من خلال ما یحصل أی شیء من أجل فی غزة على أن
إقرأ أيضاً:
معهد واشنطن يدعو لدعم عملية برية ضد مليشيا الحوثي في اليمن والتنسيق مع الرياض وأبوظبي ..ودعم مجلس القيادة الرئاسي
حذّر تقرير صدر عن معهد واشنطن من أن حملات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لتعطيل حركة الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تمثل تهديداً مباشراً لقدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها بسرعة وتأمين إمداداتها في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
ويطرح التقرير، الذي أعدّه العقيد جيمس إي. شيبرد، زميل معهد واشنطن للعام 2024-2025، حزمة من الحلول المتكاملة اللوجستية والعسكرية والدبلوماسية لمعالجة هذا الخطر.
وقال الكاتب، إنه "يجب جعل الحوثيين غير قادرين أو غير راغبين في تهديد الملاحة. ويستلزم ذلك تصعيد الحملة الحالية بما يتجاوز الضربات الجوية الأمريكية"، مشددا على أنه من الضروري وجود تهديد موثوق من قبل القوات البرية اليمنية، بالتنسيق مع شركاء موثوقين مثل السعوديين أو الإماراتيين.
كما شدد على أنه وينبغي دعم مجلس القيادة الرئاسي، وهو كيان حكومي معترف به دولياً من قبل الأمم المتحدة، لاستغلال الفرصة التي أوجدتها الضربات الجوية الأمريكية.
خلفية
منذ مارس 2023 تصاعدت هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية والعسكرية، مستفيدين من دعم إيران وتدريباتها، عبر إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة باتجاه الممر البحري الحيوي، والذي يمر عبره سنوياً نحو تريليون دولار من البضائع و30% من الحاويات العالمية.
ومن ابرز التوصيات السياسية التي دعا لها معهد واشنطن من أجل الحفاظ على الوصول اللوجستي إلى المنطقة، يجب على واشنطن وشركائها العسكريين اتباع نهج مزدوج يركز على أولاً، تلبية الاحتياجات الفورية من خلال الحلول العاجلة والضغط على الحوثيين، وثانياً، البحث عن حلول طويلة الأمد عبر استراتيجية قابلة للتطبيق لتحييد التهديد. وفيما يلي التوصيات التي تلبي كلا الاحتياجين:
مواصلة الضغط : يجب جعل الحوثيين غير قادرين أو غير راغبين في تهديد الملاحة. ويستلزم ذلك تصعيد الحملة الحالية بما يتجاوز الضربات الجوية الأمريكية. ومن الضروري وجود تهديد موثوق من قبل القوات البرية اليمنية، بالتنسيق مع شركاء موثوقين مثل السعوديين أو الإماراتيين. وينبغي دعم مجلس القيادة الرئاسي، وهو كيان حكومي معترف به دولياً من قبل الأمم المتحدة، لاستغلال الفرصة التي أوجدتها الضربات الجوية الأمريكية.
تحويل التركيز نحو المنبع: يجب على إدارة ترامب السعي لردع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من خلال عرض تعزيز قدرات القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة مؤخراً. ويمثل النشر الأمامي لقاذفات "بي- 2" ودخول حاملة طائرات أخرى تهديداً كبيراً لكلا الخصمين - وهو تهديد يجب تسليط الضوء عليه في المفاوضات النووية الحالية مع طهران. فعلى سبيل المثال، يمكن للمسؤولين الأمريكيين مطالبة إيران بوقف جميع أشكال الدعم العسكري للحوثيين كأحد الشروط المسبقة للحصول على تخفيف العقوبات.
توسيع التعاون الأمني: يجب على واشنطن تسريع الجهود الدبلوماسية لحشد تحالف من الدول المستعدة للاستفادة من تأمين البحر الأحمر، بما في ذلك الشركاء الإقليميين مثل مصر، وإسرائيل، والأردن، والسعودية. وتُعد قوة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي -على الرغم من نقص الموارد - نقطة انطلاق جيدة لتمكين تقاسم الأعباء الدفاعية مع القوات الأمريكية.
استكشاف طرق بديلة: في حين أن تأمين البحر الأحمر وباب المندب يجب أن يبقى الهدف الرئيسي للولايات المتحدة، يجب على الإدارة الأمريكية أيضاً تسريع الجهود الرامية إلى تعزيز المرونة في الخدمات اللوجستية في ساحة العمليات وتطوير بدائل برية سريعة وفعالة من حيث التكلفة مثل "خط إمداد إقليمي" و/أو الممر البري بين الإمارات وإسرائيل.
ومن خلال هذه التدابير وغيرها، يمكن للولايات المتحدة وضع استراتيجية شاملة ضرورية للمهمة طويلة الأمد المتمثلة في التصدي للتهديدات الحوثية والإيرانية للخدمات اللوجستية العسكرية والتجارة العالمية بشكل نهائي.
وفي الخامس عشر من آذار/مارس، أطلق الرئيس ترامب حملة عسكرية متواصلة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن، مستهدفاً كبار المسؤولين ومراكز القيادة ومستودعات الأسلحة والبنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.
"يتمثل هدف الإدارة الأمريكية في استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث نفذ الحوثيون المدعومون من قبل إيران هجمات متفرقة على مدار سنوات قبل أن يصعدوا من استهدافهم للسفن التجارية والعسكرية مع بدء الحرب على غزة في عام 2023".
إن الدور الحاسم لهذا الممر المائي في التجارة العالمية معروف جيداً - فهو يسهل نقل بضائع بقيمة تريليون دولارسنوياً، إلى جانب 30% من حركة الحاويات في العالم.
ومع ذلك، يعمل هذا الممر أيضا بوصفه طريق عبور رئيسي للخدمات اللوجستية العسكرية المشحونة تجارياً، مما يتيح النشر السريع والفعال للقوات والموارد الأمريكية عبر مسارح عمليات متعددة.
ومن خلال تعطيل كل من هذين الدورين، تمثل هجمات الحوثيين تحدياً مباشراً لما وصفته الولايات المتحدة بأنه "مصلحة وطنية أساسية".
تحدي استراتيجي
ينبع بروز هذا التهديد من الاستراتيجية الأوسع نطاقاً التي تنتهجها إيران، والمتمثلة في تمكين وكلائها من حرمان خصومها من حرية المناورة في المنطقة. فقد تضمنت التعزيزات الضخمة التي قامت بها الولايات المتحدة وقوات التحالف في حملتي 1991 و2003 في العراق استخدام الموانئ في جميع أنحاء الخليج العربي.
ورداً على ذلك، طورت إيران استراتيجية متعددة الطبقات (A2AD)، اعتمدت فيها على الميليشيات الوكيلة، وأنظمة الضربات بعيدة المدى، والصواريخ أرض - جو، والقوات غير التقليدية، بهدف تقييد حرية الوصول إلى الخليج.
وفي اليمن، أتاح دعم طهران وتوجيهها للحوثيين إمكانية تهديد حركة المرور في البحر الأحمر والموانئ السعودية الرئيسية مثل جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، مما يعزز الهدف الإيراني المتمثل في عرقلة الطرق اللوجستية البديلة ويخدم مصالح الحوثيين أيضاً.
وتُعزى تكتيكات الجماعة - التي تشمل الضربات الدقيقة بالمسيرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية - إلى التدريب الإيراني والمعدات وغيرها من أشكال الدعم.
ورداً على هذا التهديد، واصلت السفن العسكرية المتحالفة عبور مضيق باب المندب، غير أن العديد من شركات الشحن التجارية اضطرت إلى سلوك مسار أكثر تكلفة من الناحية المالية والبيئية حول رأس الرجاء الصالح.
وبذلك، فإن قدرات الحوثيين تبطئ وتيرة الدعم اللوجيستي العسكري، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت الجماعة قد نجحت فعليًّا في "تحييد" واشنطن وشركائها في البحر الأحمر بشكل فعال.
ومن أجل الحفاظ على العمليات القتالية المشتركة في زمن الحرب، تعتمد الولايات المتحدة على الشحن التجاري لنقل ما يصل إلى 80% من العتاد الدفاعي.
وإضافة إلى قدرات النقل البحري الخاصة بالجيش، يمكن لوزارة الدفاع الوصول إلى السفن المملوكة للقطاع الخاص أثناء الأزمات من خلال اتفاقية النقل البحري الطوعي متعدد الوسائط، مما يعزز مرونتها ويخفض التكاليف ويضمن الانتشار السريع في مسارح العمليات البعيدة.
ويتطلب هذا الاعتماد الكبير على النقل البحري التجاري خطوط إمداد آمنة لنقل الخدمات اللوجستية العسكرية دون عوائق خلال عمليات الطوارئ. غير أنه نظراً للموارد المحدودة للبحرية الأمريكية والتزاماتها الواسعة النطاق، لا يمكن حماية كل شحنة غير مسلحة بمرافقة عسكرية.
فضلاً عن ذلك، حتى السفن المرافقة تعرضت للهجوم من حين لآخر في البحر الأحمر، وإن كان ذلك دون جدوى. لذا، فإن التهديد البحري المستمر للحوثيين سيكون له تداعيات خطيرة على أي عمليات طوارئ تكون فيها الخدمات اللوجستية ذات أهمية قصوى.
وللإيضاح: إذا سلكت شحنة نفط من بحر العرب إلى روتردام، الطريق البديل حول رأس الرجاء الصالح، فستحتاج إلى ما يقدر بخمسة عشر يوماً إضافياً وما يصل إلى مليون دولار من الوقود الإضافي، وبالتالي، من المرجح أن تواجهه الشحنات اللوجستية في الاتجاه المعاكس تأخيرات مماثلة (انظر الرسم البياني).
وحتى إذا كانت شركات النقل التجاري مستعدة للمخاطرة لتفادي هذا التأخير بعبور البحر الأحمر، فإن التأمين ضد مخاطر الحرب قد يرفع التكاليف بنسبة تقارب 1 % من قيمة تأمين السفينة.
بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، فإن زيادة وقت العبور حول أفريقيا ستجعل هذا الخيار غير عملي بالنسبة للسيناريوهات التي تتطلب حركة سريعة وآمنة للموارد العسكرية عبر مسارح عمليات واسعة.
أذ تتطلب الطبيعة العالمية للمنافسة بين القوى العظمى من البنتاغون نقل الأصول بين المناطق الأوروبية، والوسطى، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وحتى في الظروف الاعتيادية، سيكون استخدام باب المندب إلزامياً كلما أصبحت هذه التحولات ملحة.
ومن الجدير بالذكر أن النقل البحري هو وسيلة النقل الأكثر فعالية من حيث التكلفة المتاحة للخدمات اللوجستية العسكرية. أما النقل الجوي فهو أكثر تكلفة وأكثر طلباً، لكن البنتاغون سيستمر في استخدامه لإعادة التموضع الاستراتيجي الفوري للقدرات ذات القيمة العالية.
ويستعرض القسم التالي كيف يمكن للجيش الاستفادة بشكل أكبر من النقل البري كخيار ثالث.
خيار النقل البري؟
بالنظر إلى قدراتهم في مجال الطائرات المسيرة والصواريخ، يمكن للحوثيين استهداف سفن الشحن في مختلف أنحاء البحر الأحمر وجزء كبير من بحر العرب وشمال المحيط الهندي، وذلك على الرغم من أن إصابة السفن المتحركةمن مسافة بعيدة تُعد مهمة صعبة.
وتكون السفن أكثر عرضةً للخطر أثناء تفريغ حمولتها في الموانئ، إلا أنه بمجرد نقل الشحنة إلى الشاحنات أو الطائرات أو غيرها من وسائل النقل داخل الميناء، تنخفض احتمالات اعتراضها.
وبناءً على ذلك، فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل بالإضافة إلى باب المندب يمكن أن يساعد في التخفيف من التهديد الحوثي.
وتقترح شبكة النقل عبر البحر العربي (TAN)، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي يشمل المطارات، الموانئ البحرية، والمحاور البرية - في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية بهدف تنويع خيارات الشحن.
فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض السفن أن تتجاوز المضيق وترسو في جدة، ثم تنقل حمولتها بعد ذلك جواً أو براً.
وكما ذُكر سابقاً، تقع جدة ضمن نطاق استهداف الحوثيين، غير أن إدخال هذا المسار وغيره من المسارات البديلة من شأنه أن يربك حسابات الجماعة ويوفر قدراً أكبر من المرونة في اتخاذ القرارات الأمريكية الرامية إلى تعزيز السلامة والجاهزية بشكل عام.
وقد تم اختبار نظام (TAN) ، إلا أنه لم يتم تفعيله بشكل كامل بعد. وتشير تجارب القيادة المركزية الأمريكية، التي بدأت عام 2015، إلى التوصل لنتائج واعدة، إلا أن التأخيرات الجمركية لا تزال قائمة بسبب عدم توحيد اللوائح، كما أن الاشتراطات المسبقة للتخليص الجمركي تُعيق الكفاءة.
من الناحية النظرية، يمكن أن يتعامل الممر الجمركي مع آلاف الأطنان يومياً إذا تم تفعيله بالكامل وتطبيق الاتفاقيات الجمركية كافة، مما قد يجعله منافساً لحجم التجارة اليومية عبر مضيق هرمز في الخليج العربي.
غير أن هذا الممر ما يزال مقيداً بمشكلات تتعلق بالمقاولين، وحدود الشحنات العسكرية، وضعف التكامل بين وسائل النقل، فضلاً عن أن جهود تحسين العمليات لم تكتمل.
ومن بين الخيارات المطروحة أيضاً الممر البري بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا الإسرائيلي، مروراً بالأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين، وصولاً إلى الإمارات، ليربط الخليج العربي مع تجاوز البحر الأحمر بالكامل.
وتنشط شركتا نقل - شركة "تراك نت" الإسرائيلية وشركة "بيور ترانس" الإماراتية - بالفعل على طول هذا الطريق، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي.
وقد جرى تجهيز هذا الممر حالياً لاستقبال ما يصل إلى 350 شاحنة يومياً، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز الممر الذي يعمل بكامل طاقته.
أياً كانت الخيارات التي تعتمدها واشنطن، فإن إيجاد بدائل متعددة ومرنة سيكون ضرورياً طالما ظل الشحن البحري تحت التهديد.
ومع المزيد من الاستثمار في الاستكشاف واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة، كتعزيز الدفاعات الجوية في موانئ التفريغ، يمكن لكل من ممر النقل البحري والممر الإماراتي الإسرائيلي تلبية هذه المتطلبات، ودعم عمليات النقل العسكري في مسرح الشرق الأوسط، وربما أيضاً تقليص أوقات التسليم إلى وجهات مثل الأردن، والكويت، والسعودية، والإمارات.
المصدر : معهد واشنطن