معرض الكتاب.. قصور الثقافة تقدم الأعمال الكاملة لعبد الفتاح الجمل
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تصدر الهيئة العامة لقصور الثقافة الجزء الثاني من أعماله الكاملة، في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024، ضمن احتفال الهيئة العامة لقصور الثقافة بمئوية ميلاد الكاتب عبد الفتاح الجمل.
يأتي ذلك في إطار برنامج وزارة الثقافة، متضمنًا نصوصًا مترجمة وحكايات شعبية، ليكون متممًا للجزء الأول الذي صدر العام الماضي بنصوصه السردية ورواياته، من تدقيق وتقديم عائشة المراغي.
تضم النصوص المترجمة والحكايات؛ ثلاثة كتب هي: "حكايات شعبية من مصر" الذي نشره في بداية الثمانينيات من القرن الماضي مع دار "الفتى العربي" ضمن سلسلة تطوف أرجاء الوطن العربي لتقطف من كل قطر حكاياته الشعبية أو الخرافية، المتناقلة من جيل إلى جيل، وتقدمها بفصحى "إقليمية" تحافظ على نكه الحدوتة وحلاوتها، لتظهر في النهاية مرسومة ملونة تثري الخيال. وقد أعدَّ تلك الحكايات في مصر، عبد الفتاح الجمل، وقدَّم لها بما يشبه "محاضرة" عن اللغة العربية وجمالياتها، موضحًا أن العامية هي "ابنة شرعية" للفصحى، مجتّرًا حكي مُليء بالخيال والحيوية والمفاجآت، تصحبها رسومات بريشة الفنان إيهاب شاكر، بالإضافة إلى جزئي "خرافات أيسوب" المصحوبة برسوم الفنان الإنجليزي آرثر راخام (19 سبتمبر 1867 – 6 سبتمبر 1939).
أما الجزء الأول من الأعمال الكاملة فقد تضمن أربعة نصوص سردية، هي: روايته الأولى "الخوف" التي تعتبر اللبنة الأساسية لروايته الأخيرة "محِّب"، وتجري وقائعها في قريته عبر 12 فصلًا حول صراع ممتد بين أهالي القرية والكلاب. و"آمون وطواحين الصمت" الذي ينتمي إلى "أدب الرحلات" إذ يروي رحلتين قام بهما الجمل؛ الأولى من الإسكندرية إلى السلوم عام 1968، والثانية من مرسى مطروح إلى سيوة عن طريق مدق الأسطبل عام 1973. و"وقائع عام الفيل كما يرويها الشيخ نصر الدين جحا" الذي جاء في "61 فقرة متتالية" تحكي بأسلوب ساخر عن حجا في رحلته مع الزمان والمكان. وروايته الأشهر "محِّب" التي نُشرت منقَّحة للمرة الأولى، بتعديلات قام بها عبد الفتاح الجمل بنفسه - بالقلم الرصاص- على إحدى نُسَخ الطبعة الأولى الصادرة عن دار الهلال عام 1994، مضيفًا عدد من السطور والهوامش، ومصلِّحًا لبعض الأخطاء اللغوية التي نتجت عن الجمع. ويأتي نشر الجزءين ضمن سلسلة "روائع الأدب العربي" التي تتولى إدارة تحريرها لبنى الطماوي.
جدير بالذكر أن عبد الفتاح الجمل كاتب متفرد ومكتشف وراع، اعتاد أن يعطي بلا حدود ولا يتنظر الجود في المقابل. لم تكن كتابته مقيَّدة بإطار وظيفي أو إبداعي، بل يكتب في أي شكل وكل موضوع. الكتابة بالنسبة له فعل ممتد، منذ بدأ وعيه وإدراكه يتشكلان في قريته "محِّب" التي شهدت مولده في 23 يوليو 1923، واستمرت معه في محطات حياته المتعددة والمختلفة، وربما كانت هي الدافع لاختياراته؛ بأن يدرس اللغة العربية في كلية الآداب جامعة الإسكندرية ويتخرج منها عام 1945، وأن يعمل مدرِّس ابتدائي في أبو قير ثم في الكلية الأمريكية بأسيوط، وأن يترك ذلك من أجل الصحافة والعمل بجريدة المساء، التي لم يجد عناءً في الالتحاق بها، إذ مهَّدت كتاباته الطريق. ومع تولي الجمل مسؤولية الملحق الأدبي والفني للجريدة؛ قرر أن يدمج بين المدرِّس والصحفي والمبدع، فصار -كما وصفوه- "الراعي الصالح" صاحب الأيادي البيضاء على جيل كامل من نجوم الأدب المعاصرين، منهم على سبيل المثال: إبراهيم أصلان، أمل دنقل، جار النبي الحلو، جمال الغيطاني، زين العابدين فؤاد، عبد الرحمن الأبنودي، مجيد طوبيا، محمد البساطي، محمد المخزنجي، يحيى الطاهر عبد الله، وغيرهم. وبعد تقاعده التحق بالعمل بدار الفتى العربي المختصة بأدب الأطفال والفتيان، ثم تفرغ في شهوره الأخيرة للقراءة وكتابة مقال أسبوعي بجريدة "أخبار الأدب" تحت عنوان "أزعرينة" حتى وافته المنية في 18 فبراير 1994.
وتقدم هيئة قصور الثقافة، مجموعة كبيرة من أحدث إصدارات سلاسلها بجناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 بمركز مصر للمعارض الدولية (صالة 1 – جناحB3 ) تتجاوز 120 عنوانا جديدا، تتناسب مع جميع الفئات العمرية، وبأسعار مخفضة للجمهور، ويقام المعرض هذا العام بمشاركة عدد كبير من دور النشر المصرية والعربية وتحل عليه النرويج ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار عالم المصريات الشهير الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، والكاتب الكبير يعقوب الشاروني شخصية لمعرض الطفل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة قصور الثقافة عبد الفتاح الجمل
إقرأ أيضاً:
صخر الشارخ.. قصة العربي الذي جعل الحواسيب تتحدث بالعربية
في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الـ 18 من ديسمبر، والذي يأتي وسط سباق تكنولوجي، يستذكر العرب مسيرة الشارخ والكثير من الإنجازات التي قدمها، أبرزها تلك المتعلقة بإخضاع التكنولوجيا لخدمة اللغة العربية، فقد كان الأول في هذا المجال، والأكثر تأثيراً وخلوداً أيضاً.
مسيرة فريدة
ولد الشارخ في الكويت عام 1942م، ونشأ ليصبح أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في عالم الأعمال والتكنولوجيا. حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1956م، ثم الماجستير من كلية وليامز الأمريكية عام 1968م. وشغل العديد من المناصب المرموقة، منها نائب مدير الصندوق الكويتي للتنمية وعضو مجلس إدارة البنك الدولي، وساهم في تأسيس بنك الكويت الصناعي.
ريادة التكنولوجيا العربية
التحول الأبرز في مسيرة الشارخ كان تأسيسه لشركة «صخر» لبرامج الحاسوب عام 1982م، التي فتحت آفاقًا جديدة للغة العربية في عالم التكنولوجيا. استعان بالعالم المصري نبيل علي لتطوير أسس اللغة العربية وقواعدها في الحواسيب، مما أثمر عن إطلاق أول حاسوب عربي يحمل اسم «صخر».
إنجازات بارزة
قدمت شركة «صخر» إسهامات تقنية استثنائية، من برامج الترجمة إلى الرقمنة والنطق الآلي. كما ساهمت في إدخال القرآن الكريم والسنة النبوية إلى الحواسيب، وطورت برامج التعرف الضوئي على الحروف والترجمة الآلية. وحازت على ثلاث براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع الأمريكي.
دعم الثقافة العربية
إلى جانب التكنولوجيا، كان الشارخ داعمًا كبيرًا للثقافة العربية. أسس مشروع «كتاب في جريدة» بالتعاون مع اليونسكو عام 1997م، وأطلق «معجم الشارخ» عام 2019م، الذي يُعد من أهم المعاجم الحديثة المتاحة مجانًا على الإنترنت. كما أنشأ أرشيفًا للمجلات الثقافية والأدبية، وموّل مشاريع ثقافية عدة، منها «مركز دراسات الوحدة العربية».
إرث خالد
لم تقتصر إنجازات الشارخ على التكنولوجيا والثقافة، بل كان أيضًا أديبًا. أصدر روايات ومجموعات قصصية، أبرزها «قيس وليلى»، و»أسرار»، و»الساحة».
جوائز وتكريمات
حصل الشارخ على العديد من الجوائز، منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 2021م، وجائزة الدولة التقديرية من الكويت عام 2018م.
فقيد الأمة
وبرحيل محمد الشارخ في يوم الأربعاء 6 مارس 2024م عن عمر ناهز الـ 82 عامًا، تخسر الكويت والعالم العربي شخصية استثنائية كرست حياتها لخدمة اللغة العربية، وترك بصمة عميقة في التكنولوجيا والثقافة، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة الناطقين بلغة الضاد.