التاكسي الطائر.. خدمة سعودية جديدة لنقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
الرياض- لتقديم خيارات بديلة للحجاج مستقبلا، وتقليل الكثافة المرورية خلال موسم الحج، أعلنت السعودية اعتزامها إطلاق "التاكسي الطائر" الذي ستكون مهمته نقل الحجاج من المطارات المختلفة إلى الفنادق في مكة المكرمة.
ووفقا لوسائل إعلام سعودية، فإن الخطوط الجوية السعودية تتجه لتوفير خدمات أفضل للحجاج والمعتمرين تتمثل في نقل "ضيوف الرحمن" من المطار إلى الفنادق عبر طائرات كهربائية.
وقال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية السعودية إبراهيم كوشي إن الشركة وقّعت اتفاقا مع شركة ليليوم الألمانية لصناعة الطائرات الكهربائية لشراء ما يصل إلى 100 طائرة بغرض استخدامها في شبكة الخطوط السعودية المحلية.
وأكد كوشي التزام الخطوط السعودية بالاستدامة لأن الطائرات كهربائية 100%، ولأن شركته هي أول شركة طيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستخدم هذه الطائرات ضمن شبكتها.
وأوضح "سننظر أيضاً في البنية التحتية المطلوبة"، مضيفا أنه نظرا لأن هذه الطائرات يمكنها الإقلاع والهبوط عموديا، فهي لا تتطلب مطارات، لكن "الأمر أشبه بميناء به محطات للشحن، صعود ونزول للركاب، وسيتطلب ذلك بنية تحتية كاملة".
وخلال جلسة بعنوان "النقل والخدمات اللوجستية في خدمات ضيوف الرحمن"، بمؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة، قال مدير العمليات والمنتج للحج والعمرة بالخطوط السعودية عبد الرحمن عبد الباقي إن الخطوط السعودية تتجه -في مبادرة لها- إلى شراء 100 طائرة كهربائية، لنقل "ضيوف الرحمن" من مطار الملك عبد العزيز بجدة، إلى مهابط طائرات بفنادق مكة المكرمة خلال الأعوام القادمة.
نقلة نوعيّة في السعودية..
قريباً..إطلاق "التاكسي الطائر" لنقل الحجاج والمعتمرين من مطار #جدة إلى فنادق #مكة، بسرعة قصوى وجودة عالية.
– pic.twitter.com/ZVlSfabhA4
— أخبار السعودية (@SaudiNews50) January 13, 2024
مميزات متعددةوستتمكن الطائرة من نقل 4 إلى 6 ركاب في الرحلة الواحدة، وتتميز بمعدل انبعاثات كربونية منخفض، وهي طائرة صديقة للبيئة، مما يجعلها إحدى ممكنات استدامة السفر جوا. في حين تقطع مسافة قصوى بمعدل 250 كيلومترا في الساعة، وسيتم تدعيمها بمسارات جوية بين المطارات الرئيسية التي تعمل فيها المملكة وكخدمة خاصة للحجاج.
و"التاكسي الطائر" سيكون من نوع "ليليوم" وهي من أوائل المركبات الجوية العمودية الإقلاع والهبوط، ويتميز بمقصورة فريدة تتيح عدة خيارات لترتيب المقاعد، تتسم بمساحات رحبة تلبي احتياجات الحجاج من النخبة المتطلعين لأرقى تجارب السفر.
وتعتقد شركة ليليوم أن هذه الميزة ستسهم في رفع الطلب على الطائرات الكهربائية العمودية الإقلاع والهبوط، مما يضمن الوصول لمستويات الاستدامة في العالم.
والشهر الماضي، قالت "ليليوم"، التي تتنافس في سوق مزدحمة بالفعل لصناعة طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، إنها تخطط لتعزيز قدرتها الإنتاجية بما يسمح لها بصناعة نحو 400 طائرة سنويا، مع الاستفادة من برامج تهدف إلى دعم الأبحاث العامة.
وتأثر قطاع الطائرات الكهربائية حديث العهد بتحديات الحصول على شهادات الاعتماد وتمويل الابتكارات، مثل تكنولوجيا البطاريات الجديدة، وانخفضت أسهم ليليوم 73% العام الماضي 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخطوط السعودیة الإقلاع والهبوط التاکسی الطائر
إقرأ أيضاً:
نجم النسر الواقع
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم النسر الواقع، ويقع هذا النجم في كوكبة القيثارة، وقد اعتمد عليه العرب في الزراعة وتحديد المواسم، وهو جزء من «مثلث الصيف» الشهير في السماء الذي تمثله ثلاثة نجوم وهي النسر الواقع، والنسر الطائر الذي يقع في كوكبة العقاب، وذنب الدجاجة، ويحتل النسر الطائر المرتبة الخامسة من حيث لمعانه في السماء، وأما من حيث التسمية فكلمة الواقع تعني الهابط، أو الساقط، فجاء هذا الاسم لأن النجم يُرى وكأنه نسر يهبط أو ينقض على فريسته، وهذه التسمية تعكس طريقة العرب في ربط النجوم بالصور التي يتخيلونها في السماء، وهو جزء من إرثهم الفلكي العريق.
ويبدأ هذا النجم بالظهور في فصل الربيع قبل الفجر في نصف الكرة الشمالي، ويصبح واضحًا في الصيف، حيث يكون في أعلى السماء بعد غروب الشمس، ويظهر في نصف الكرة الجنوبي، لكن يكون منخفضًا على الأفق، وأما عن المعلومات الفلكية لهذا النجم فإن قطر النسر الواقع حوالي 2.7 ضعف قطر الشمس، ما يجعله أكبر بكثير من شمسنا، كما أن درجة حرارة سطحه تبلغ حوالي 9,600 كلفن، وهو أكثر حرارة من الشمس التي تبلغ حرارتها حوالي 5,778 كلفن، وبسبب هذه الحرارة العالية، يشع النجم بلون أبيض مزرق، ويبعد عن الأرض حوالي 25 سنة ضوئية ولذلك يعد أحد أقرب النجوم اللامعة إلينا، ولأن الثقافة العربية تحتفي بالكائنات الحية التي تعيش في بيئتها فإنها لم تغفل ذكر هذا الطائر الذي يعد من الطيور الجارحة في أشعارها وأمثالها، ولم تكتف بذلك بل قرنت بين النسر الذي يحلق في السماء وبين نجم النسر، وذكره الشعراء في قصائدهم، فنجد مثلا الشاعر المخضرم الذي عاش في الجاهلية والإسلام الشَّمَّاخ بن ضِرار الذُّبْياني يذكر نجم النسر الطائر والواقع ويجمع بينهما بلفظ «النسران»، فيقول:
قد بيَّن الليل وبُعْدُ الغَيْطان
بيْن المُزَجَّى والنَّجِيب المِعْوَان
مثل المثاقِيل بشِقِّ المِيزَان
كأنَّها وقد تدلَّى النِّسران
وكذلك الشاعر العباسي أبو العلاء المعري يقرن نجم النسر مع نجم السها ويجعلهما شاهدين على الزمان فقال:
سوف ألقى مِن الزمان كما لا
قوا بعُنف لا يستقال ودسر
ولو إني السها أو النسر قد شا
هَدتُ عصرينِ من يغوث ونسر
كما نجد الشاعر ابن الرومي يمدح أحدهم ويقرن نجم النسر بالفرقدين فـيقول:
أنت الذي أنزلتهُ همتُهُ
منزلة الفَرقدين والنسرِ
وأنت فـي عِفَّة السريرة وال
علم شبيه بجدك الحَبرِ
أما في المنظمات الفلكية فنجد الشاعر أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي يقول:
لأن تلك النجوم المضيئة
تدفع عنها جهدها الأذية
والنسر أيضًا عاطف عليه
والذئب غير واصل إليه
وقال الشاعر الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي عاش في الزمن المملوكي وهو يمدح رجلين ويثني عليهما ويقول إن النسرين وهما نسر السماء وهو النجم، ونسر الأرض الذي يطير فقال:
لَهفـي عَلى مَن حَديثي عَن كمالهما
يحيي الرَميم ويلهي الحيّ عن سمرِ
اِثنان لم يَرتَق النسران ما اِرتقيا
نسرُ السما إِن يلُح وَالأَرضِ إِن يَطِرِ
وأما الشاعر ابن نباتة المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي أيضًا فـيقول فـي مدح أحدهم:
إذا شمت منه طلعةً علويةً
فغالِ الثنا وأرفض سنا الأنجم الزهر
إذا ما علاءُ الدّين حام فخاره
فسل ثم عن نسرِ الكواكب لا النسر
وفي العصر الحديث فقد ذكر هذا النجم الشاعر عبدالباقي العمري الموصلي وقد قرنه بنجم العيوق فقال:
وحضيض القدر لم يرتفع
كعمود الصبح من حيث ارتفع
سقط العيوق والنسر وقع
كما رأينا البدر لما أن سطع