أفادت صحيفة «الجارديان» البريطانية بأن مستشارًا كبيرًا للرئيس الصومالي أعلن استعداد بلاده لخوض الحرب لمنع إثيوبيا من الاعتراف بإقليم أرض الصومال الانفصالي وبناء ميناء هناك.

وهزت مذكرة التفاهم الموقعة في الأول من يناير، والتي تسمح لإثيوبيا غير الساحلية بتطوير قاعدة بحرية على ساحل أرض الصومال، منطقة القرن الأفريقي، إحدى أكثر مناطق العالم اضطرابا.

ويطالب الصومال بأرض الصومال كجزء من أراضيه، وأعلن بطلان الاتفاق. ودعا رئيسها حسن شيخ محمود، يوم الأحد الماضي، الصوماليين إلى “الاستعداد للدفاع عن وطننا”، فيما نظمت مسيرات في العاصمة الصومالية مقديشو، ضد الاتفاق.

ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، قال المستشار في إشارة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد: "نحن نتبع كل الخيارات الدبلوماسية وأعتقد أن إثيوبيا ستعود إلى رشدها، لكننا مستعدون للحرب إذا أراد آبي أحمد الحرب".

وخاضت إثيوبيا والصومال صراعا في عامي 1977 و1978 على منطقة متنازع عليها وما زالت التوترات عميقة.

وغزت إثيوبيا الصومال في عام 2006 لطرد قوات اتحاد المحاكم الإسلامية من مقديشو، مما ساعد على إشعال شرارة تمرد حركة الشباب، واليوم هي واحدة من أكبر المساهمين بقوات في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال.

وقال المستشار إن صفقة الميناء "فاجأت الصومال "، وزعم أن "آبي" نفى نيته السعي للوصول إلى البحر عبر أرض الصومال عندما استجوبه محمود في قمة عقدت في المملكة العربية السعودية في نوفمبر.

وكانت أرض الصومال مستعمرة بريطانية حتى عام 1960، وتمتعت بخمسة أيام من الاستقلال قبل أن تتحد طوعا مع الصومال، وهي مستعمرة إيطالية سابقة.

وانتهى الاتحاد بانفصال أرض الصومال في عام 1991، بعد صراع من أجل التحرير دام عقدًا من الزمن ضد النظام العسكري الذي كان يدعمه السوفييت.

واليوم، أصبحت أرض الصومال دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع، ولها عملتها الخاصة وبرلمانها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.

على مدى عقدين من الزمن، عانت الصومال من ابتلاء حركة الشباب، وهي فرع قوي لتنظيم القاعدة، فيما تتمتع أرض الصومال بالسلام نسبيًا، حتى برغم أن الاشتباكات الأخيرة على حدودها الشرقية مع الصومال أدت إلى إضعاف صورتها المستقرة.

ومع ذلك، لا يزال غير معترف بأرض الصومال من قبل أي دولة، ولن تعترف الحكومات الغربية بها حتى تعترف بها البلدان الأفريقية، ولكن زعماء القارة أحجموا عن الاعتراف بها.

ومن دون الاعتراف بها، تكافح أرض الصومال لجذب الاستثمارات، كما أنها معزولة عن التمويل الدولي، الذي يتم توجيهه في الغالب عبر مقديشو.

وفي مقابلة مع صحيفة "الأوبزرفر"، قال وزير خارجية أرض الصومال، عيسى كايد، إن صفقة الميناء مع إثيوبيا "سوف تضفي الشرعية على حقنا في تقرير المصير" ويمكن أن تكون مؤثرة لاعتراف الدول الأخرى بالإقليم.

وقال كايد: "الاعتراف هو ما كنا نناضل من أجله طوال هذا الوقت وهو أهم شيء يمكننا تقديمه لشعب أرض الصومال".

ومع ذلك، هناك ارتباك حول محتوى الصفقة بين أرض الصومال وإثيوبيا، ولم يعلن أي من الجانبين عن النص الكامل.

وعندما ضربت أرض الصومال، قال موسى بيهي عبدي، رئيس أرض الصومال، إن إثيوبيا وافقت على منح الاعتراف الرسمي مقابل عقد إيجار لمدة 50 عامًا لشريط من الساحل، والذي ستقوم بتطويره للأغراض "البحرية والتجارية".

ومع ذلك، قالت إثيوبيا إنها وافقت فقط على "إجراء تقييم متعمق تجاه اتخاذ موقف بشأن جهود أرض الصومال للحصول على الاعتراف".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصومال إثيوبيا أرض الصومال أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب

بابكر فيصل

إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.

ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.

وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.

تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.

كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.

الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.

هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).

لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.

إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.

مقالات مشابهة

  • الصومال يوافق على استفادة إثيوبيا من سواحله
  • بالأرقام.. الأضرار النهائية للحرب الإسرائيلية على لبنان
  • تقسيم الوطن: حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
  • الصومال يدين هجوماً إثيوبياً على مدينة حدودية.. وأديس أبابا تعرب عن الانزعاج
  • تقسيم الوطن : حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
  • الحضور التركي بأفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
  • الحضور التركي بإفريقيا.. كيف نجح أردوغان في حل الخلاف بين إثيوبيا والصومال؟
  • نانسي عجاج: افخر بأني ديسمبرية ولن نسمح للحرب بسرقة ذاكرتنا الجمالية
  • وزير الخارجية الصومالي: نسعى إلى مواصلة التشاور السياسي والتعاوني مع مصر
  • زلزال في إثيوبيا بالقرب من سد النهضة: تأثيره على القشرة الأرضية وزيادة المخاوف