فلسطين مخبأة في كتب؛ إليك نماذج منها
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
سأنتقي لكم اليوم أهمّ ما كتب عن جرحنا النازف الدامي فلسطين..، ولا أدّعي أنّ مختاراتي صائبة لكنّها على جانب من الحقيقة المغيّبة ..التّي يراد أنّ تبقى دائما مخبأة في طيّات الكتب، لذا سأختار للسادة القرّاء بعض المتون التي تطرّقت لفلسطين من فائها إلى نونها، ومرّت بالاحتلال البريطاني فالنكبة فالتهجير القسري فالانتفاضة الأولى .
ليس من الممكن أن نتحدث عن القضية الفلسطينية من دون أن نذكر المفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد، الرجل الذي عاش في المنفى، ورغم ذلك لم تزده الغربة إلا تعلقا بالقضية حتى صار أحد رموز النضال الفلسطيني، وقد تناول سعيد الارتباط الوثيق ما بين ولادة “الحركة الصهيونية” والسياسة الاستعمارية الغربية، كما تتبع تاريخ الشعب الفلسطيني حتى قرون خلت، وندد بعدها بازدواجية المعايير في العالم الغربي عند تناول “القضية الفلسطينية”، مُشيرا إلى أن التعاطف الغربي الداعم لإسرائيل الذي وقف خلف حل “مسألة اليهود” من خلال الاستعمار والاستيطان هو الذي أفرز “المسألة الفلسطينية” بديلا عنها، عندما تسبب في لجوء أكثر من 700 ألف فلسطيني هُجِّروا قسرا من مدنهم وقراهم بأبشع الطرق.
تأتي أهمية كتاب “النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود”، للمؤرخ عارف العارف ( 1891 إلى 1973 )، بأنّه وثق المرحلة التي سبقت وتلت النكبة، مستندا في ذلك إلى معايشته الشخصية لأحداثها، حيث قام بتدوين كل الأحداث التي كان يراها بصورة يومية خلال النكبة، فيعتبر هذا الكتاب بأنه مرجع مفصل للمعارك التي كانت تجري بين القوات الصهيونية وجيوش الإنقاذ العربية، التي أكد العارف أن فشلها جاء نتيجة سوء التقديرات السياسيّة للحكومات العربية آنذاك، وعدم مدّها بما كانت تحتاجه عسكريا.
ويشار إلى أن العارف، قام برصد الأماكن والأسماء والأرقام والإحصائيات، وكذلك قام بتوثيق أسماء بعض المتطوعين في جيوش الإنقاذ، وقال العارف في تقديمه للكتاب، “من واجبنا أن ندوّن الحوادث التي حدثت كما حدثت، وأن نذكرها كما هي قبل أن ينسج الدهر عليها خيوط النسيان ”
حاول “كارل صباغ” دحض الافتراءات والادعاءات الصهيونية..من ضمنها أنّ فلسطين أرض بلا شعب ..وينقل عديد الشواهد الدالة على تكذيبها في كتابه “فلسطين تاريخ شخصي” إذ تجادل الحركات الصهيونية الأولى دائما أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، ويزيدون على ذلك بادعاء أن الهوية الفلسطينية لم تتشكل إلا رد فعل على الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين، فنجد رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير تقول في حوارٍ لها عام 1970: “لا حقيقة لوجود ما يسمى بالشعب الفلسطيني”، رغم ذلك وفي الحوار نفسه تشير إلى أنها قبل قيام دولة إسرائيل حملت جوازَ سفرٍ فلسطينيا في حقيبتها.
ويعتبر ” كتاب التطهير العرقي في فلسطين ” للكاتب إيلان بابيه؛ من الكتب الجريئة التي تناولت القضية الفلسطينية بطريقة جديدة وهي الخروج عن الرواية الرسمية، عن طريق تسجيل شهادة موثّقة عن حرب التطهير العنصري التي تعتبرها إسرائيل حرب التحرير.
واعتبر الدكتور ريتشارد فولك، أستاذ القانون الدولي وممارسته في جامعة برينستون، ومقرّر حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية سابقا، أن “إيلان بابيه ألف كتابا مدهشا بما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية وحاضرها ومستقبلها”، النظرة الثاقبة التي وظفها البروفيسور بابيه في بحثه، وكذلك شجاعته؛ وجهتا خطاه للتنقيب والكشف عن أكبر عدد من الجرائم؛ فهو ينظر أيضا إلى الحروب التي حدثت في غزة بمنظور جرائم التطهير العرقي، وفي الكتاب معلومات توثق حرب 1948 والأعمال الوحشية التي حدثت في القرى، والإعدامات الجماعية، وتعذيب الضحايا، ويشير بابيه، إلى أن فكرة تهجير العرب من ديارهم كانت في أذهان القادة الصهاينة منذ ثلاثينات القرن الماضي.
يتتبع توماس سواريز في كتابه “دولة الإرهاب” نهم الإسرائيليين لاختلاق جذور تاريخية لوجودهم الغريب عن الأرض، الذي تحول فيما بعد إلى محاولات يائسة لخلق تاريخ وتراث وآثار من العدم، وهو الهدف الذي من أجله أعادوا استخدام اللغة العبرية من جديد باعتبارها لغتهم الأم، بعدما كانت إحدى اللغات الميتة لسبعة عشر قرنا..
يمكن وصف هذا الكتاب بأنه أحد أهم المراجع التي تدحض بالوثائق والأدلة التاريخية كلّ ما يشاع عن “دولة إسرائيل الديمقراطية”، لنتعرف من خلاله على “الأسس العنصرية” التي قامت عليها الدولة الصهيونية الساعية لإنشاء وطن يهودي نقي العِرق، ولن ترضى بغير السطو على أرض فلسطين كاملة حلا لهذا النزاع الذي استمر أكثر من 75 عاما…
الكتاب يحتوي على كثير من المحاور المهمة التي تكشف حقيقة “الإرهاب الصهيوني” الذي مورس في حق الفلسطينيين، بداية من صبغ المشروع الصهيوني بصبغة توراتية لتشريع أحقيتهم في أرض فلسطين، مرورا بتجريم “المقاومة الفلسطينية” ووضعها داخل إطار “معاداة السامية”، ووصولا إلى تجريد الفلسطينيين من قوميتهم بأن أطلقوا عليهم لفظة “العرب” على عمومها، وكأن العرب كتلة هلامية واحدة أو مجموعة من البدو الرحل بإمكانهم العيش في أي مكان…
هذا قليل من كثير ممّا كتبه وحبّره الكتّاب الحقيقين الذين لا يخافون من قول الحقيقة ..، وما زلت كما قلتها سابقا عند وعدي ..هكذا أرى المشهد:
” إبادة جماعية أمام العالم
الويل لمن يقوم بها
ويساهم فيها
من جيل عربي ما.
أوصيتُ أبنائي وجيناتي بهذا…”
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعة أمريكية تطرد طلابا على خلفية رفضهم لحرب الإبادة الصهيونية في غزة
أعلنت جامعة كولومبيا الأمريكية عن طرد أو تعليق أو إلغاء شهادات طلاب على خلفية مظاهرات مناهضة لحرب الإبادة الصهيونية على غزة في إبريل الماضي، وذلك بعد استهدافها بتخفيضات في التمويل الفدرالي الأسبوع الماضي.
وتأتي الخطوة تأتي من الجامعة في سياق حملة قمع ضد نشطاء طلاب شاركوا في احتجاجات رافضة لحرب الإبادة الصهيونية بحق أهالي غزة العام الماضي، بعد أن خفضت السلطات الأمريكية 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي للجامعة.
وكانت الجامعة واحدة من 60 مؤسسة تستفيد من التمويل الفدرالي، هددتها السلطات بمزيد من التخفيضات، وقد أرسلت لها وزارة التعليم الأمريكية رسالة تُبلغها فيها بأنها قيد التحقيق في تهمة “المضايقة والتمييز المعادي للسامية”، وتُحذرها من إجراءات إنفاذ القانون المحتملة إذا لم “تحمِ الطلاب اليهود”، حد زعمها.
وكانت مؤسسات مثل كولومبيا وهارفارد وبرينستون من بين الجامعات التي تلقت الرسالة التي استشهدت بالباب السادس من قانون الحقوق المدنية، الذي قالت وزارة التعليم إنه يُلزم الجامعات “بحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي، ويوفر لهم وصولا مستمرا إلى مرافق الحرم الجامعي والفرص التعليمية”.
وزعمت وزيرة التعليم ليندا مكمان في الرسالة أن “الطلاب اليهود الذين يدرسون في جامعات أمريكية راقية لا يزالون يخشون على سلامتهم وسط الانفجارات المعادية للسامية المتواصلة التي عطّلت الحياة الجامعية بشدة لأكثر من عام”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة التعليم خفض تمويل جامعة كولومبيا بمقدار 400 مليون دولار، مشيرة بالتحديد إلى “فشلها في حماية الطلاب اليهود من المضايقات المعادية للسامية”، إذ كانت الجامعة مركزا رئيسيا خلال موجة الاحتجاجات الجامعية التي اجتاحت الولايات المتحدة العام الماضي مع تصاعد حرب إسرائيل على غزة.
ومع أن الجامعة لم ترد علنا على رسالة وزارة التعليم، فقد قالت رئيستها المؤقتة كاترينا أرمسترونغ إن خفض التمويل سيؤثر على “البحث والوظائف الحيوية للجامعة”، وسيؤثر على الموظفين والطلاب، خاصة أن التمويل الحكومي يغطي حوالي ربع تكاليف التشغيل السنوية التي تزيد على 6 مليارات دولار.
وبعد ذلك أعلنت جامعة كولومبيا أن الطلاب المشاركين في الاحتجاجات العام الماضي قد تلقوا إيقافا لعدة سنوات أو طردا نهائيا عقب تحقيقات الجامعة، وحتى الذين تخرجوا منذ ذلك الحين ستُلغى شهاداتهم، ولكنها لم تكشف عن أسماء الطلاب الذين فرضت عليهم الهيئة القضائية عقوبات ولا عددهم الدقيق.
وردا على مزاعم السلطات الأمريكية، سخر ناشطون من تلك الادعاءات بقولهم يبدوا أن السلطات تريد إخلاء الجامعات من جميع الطلاب لكي يشعر الطلاب اليهود بالراحة ليعودوا إلى الدراسة، مع العلم أنه لم يتعرض لهم أحد خلال الفعاليات الاحتجاجية ضد حرب الإبادة.
على العكس من المزاعم الأمريكية فقد حاول طلاب يهود استفزاز والاعتداء على المشاركين في الاحتجاجات لكن المتظاهرين لم يردوا عليهم ولم يكترثوا لهم.