لجريدة عمان:
2025-03-04@16:44:59 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

هي المرة الأولى التي أزور فيها سلطنة عمان، رغم أنني زرت كل دول الخليج مجتمعة، سواء في رحلة عمل صحفي ضمن رحلاتي التي لا تعد ولا تحصى، أو بزيارات خاصة لا علاقة لها بمهنة الصحافة والإعلام التي تتطلب تجوالا وترحالا.

فوجئت أثناء هذه الزيارة، ببلد عريق في تاريخه القديم، وحديث ينافس بقوة ليأخذ مكانته المستحقة بين الدول الناهضة بقوة وثبات في التحضر

والتقدم.

.. بنهضة تراها رأي العين، وتلمسها أينما يممت فيها.

ورغم أن سلطنة عمان قد أسست في عهدها الجديد في سبعينيات القرن الماضي على يد السلطان قابوس بن سعيد وهو تاريخ قريب، إلا أنها خطت خلال حقبة قصيرة، خطوات سريعة في تأسيس بنية تنموية قامت على عاملي الاستقرار والأمن الوطني عبر خطط مدروسة، وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية، مع توازن بين (نهضة البلد وتقدمه) على المستوى المعيشي، وضمان استقراره... وبين (رفاهية شعبه)

بالاستفادة من موارد عائدات تلك مجالات متعددة كالسياحة التي تتمتع سلطنة عمان فيها بمواقع أثرية تاريخية كانت منارات علم ومشاعل تنوير ومعاقل قوة في عهدها ذاك. إلى جانب إدارة المواني الاستراتيجية التي تربط من سواحلها المترامية أركان العالم، وشرقه بغربه من موقع متميز تمر عبرها معظم حركة التجارة العالمية.

تلك مسيرة طويلة قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، سار عليها بخطوات مدروسة، وخطط طموحة، وقناعة راسخة بأن بلدا بتاريخ موغل في عمق التاريخ الإنساني، وشعبا عريقا يقوده بثقة، لابد وأن يحتل مكانة متقدمة بين الأمم والشعوب.

تاريخيا، امتد نفوذ وتأثير سلطنة عمان شرقا وغربا في محيطها الإقليمي من تخوم بلاد فارس، إلى شرق القارة الأفريقية المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر على امتداد القرن الأفريقي، فكانت سلطنة (زنجبار) و (تنجانيقا) المنطقة الأشهر التي امتدت إليها نفوذ عمان، وتعرف اليوم بـ (تنزانيا) حيث لاتزال آثار فترة حكم العمانيين باقية راسخة وشامخة على مر القرون، اكتسبت معظم عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة، ويفخر أهلها بذلك التاريخ العريق الذي انعكس عليهم دون أن يفقدوا هويتهم الوطنية أو يتنكرون لجذورهم وأصولهم القادمة من أرض أجدادهم.

تتميز سلطنة عمان بتمدد وتتعدد شواطئها ومياهها الدافئة التي يرتادها عشرات الآلاف من السياح للاستجمام والراحة، وكذا الاستمتاع بمذاق القهوة العربية العمانية المميزة، والتجول لأيام وسط سهولها وقمم جبالها الزاهية باللون الأخضر.

وهناك سلاسل من الجبال العالية التي تكسوها الخضرة والأشجار والنخيل، ما يجعلها بحق قبلة للذين يبحثون عن الراحة النفسية والاستجمام.

أكثر ما لفت نظري بمعية أسرتي لقضاء عطلتنا في هذه الدولة الناهضة بقوة في المنطقة، هو مدى درجة الأمان والهدوء والاستقرار التي تتمتع بها كل مدن سلطنة عمان، حيث يندر أن تجد أثرا لرجال الشرطة في شوارعها، بما فيهم رجال شرطة المرور نتيجة دقة الانضباط الواضح في الشارع العماني عامة، وسمة ظلت عليه منذ عقود، وسوف تدهش حقا إذا عرفت أن كل المحال التجارية، وبعض دور الخدمة المدنية (تترك أبوابها مفتوحة) خلال فترات الراحة التي تمتد لساعتين في كل المؤسسات والأسواق في فترة الصيف حيث الحر القائظ يلف سماء المنطقة، وهو في تقديري يمثل أعلى درجات الأمان والاطمئنان لدى المواطنين، كما يميز هذا البلد عن يقظة وثقة الدولة على قدرتها في حفظ الأمن القومي واستقرار الدولة، كما تضاعف ثقة المواطن والمقيم بأنه في حفظ وحرز وأمان أينما، ووقتما كان.

ومن المظاهر الملاحظة على مستوى الأداء الاقتصادي في عمان، هو ثبات العملة المحلية أمام العملات العالمية لسنوات طويلة، شهدت خلالها سلطنة عمان طفرات متتابعة في ارتفاع الاقتصاد الوطني بعكس الكثير من دول المنطقة التي يعاني بعضها من هزات أو انكماش في أوضاعها الاقتصادية. وهو ما يحسب لقادة هذا البلد، ويلقى تقديرا ممن يعيشون في كنف عمان، مواطنين ومقيمين وزوار.

أما أكثر ما لفت انتباه أسرتنا معا، فهو مشاهد الكرم، ومشاعر المحبة واللطف الذي يغمرك به العمانيون بصفة عامة حين يجدونك بينهم، فلا يشعرونك أنك غريب في بلدهم. وتلك سمة مشتركة وجدناها حيثما توجهنا أثناء رحلة عطلتنا التي حللنا فيها ضيوفا على هذا البلد الرائع المضياف، فتغمرك بكل مشاعر وأحاسيس الأخوة من كل من لاقيناه أو تعرفنا عليه.

وليحفظ الله، أهل عمان، وليوفق قادته في الحفاظ على إرثهم التاريخي وهويتهم التليدة وحضارتهم العريقة وكرمهم الفياض وروحهم الوثابة.

... وبعد:

هذه، شذرات وزهرات وقطاف في حق هذا البلد الذي أشعر أنني قد تأخرت كثيرا في زيارته، والتعرف عليه عن قرب، ومعايشة شعبه كريم الخصال بصحبة أسرتي في عطلتهم التي أجمعوا على أن تكون وجهتهم فيها سلطنة عمان.

وأقول... إن تأتي متأخرا، خير من ألا تأتي!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان هذا البلد

إقرأ أيضاً:

غباشي: القمة العربية الطارئة من أخطر القمم في تاريخ المنطقة

قال مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما هو مطروح أمام القمة العربية مهم جدا، والخطة المصرية خطة مقنعة ولكنها ستصدم مع فكرة من سيدير قطاع غزة.

عربية النواب: القمة الطارئة بالقاهرة خطوة محورية نحو موقف موحد بشأن فلسطينمختار غباشي: القمة العربية ضرورية واختبار في المقام الأول

وأضاف مختار غباشي خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن القمة العربية الطارئة اليوم من أخطر القمم التي مرت في العالم العربي، متابعا: هناك بعض القادة العرب اعتذروا عن حضور القمة العربية الطارئة.

ولفت إلى أن القمة العربية الطارئة اليوم في القاهرة، هي ضرورة واختبار في المقام الأول، مشددا على أهمية التناقش والاتحاد لثبات وقف إطلاق النار وحفظ حقوق الفلسطينيين.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية أثبتت وجودها وحضورها من أول يوم لتسليم المحتجزين الإسرائيليين، فهي مازالت قوية ومتواجدة بالرغم من الحرب القاسية التي شنت عليها طوال الفترة الماضية.

مقالات مشابهة

  • الإسكان تستعرض فرص الاستثمار العقاري في مهرجان عالمي بفرنسا
  • غباشي: القمة العربية الطارئة من أخطر القمم في تاريخ المنطقة
  • سلطنة عمان تحقق إنجازا طبيا بفصل توأم سيامي
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • وزير الصناعة التقى سفير سلطنة عمان.. هذا ما تمّ بحثه
  • جلالة السلطان يصدر 4 مراسيم سامية.. عاجل
  • المهرجانات.. رافد اقتصادي وسياحي يدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • نمو اشتراكات الهواتف المتنقلة في سلطنة عمان إلى 7.8 مليون بنهاية يناير2025
  • لأول مرة منذ سنوات.. الكشف عن سبب صيام سلطنة عمان مع باقي دول الخليج في أول أيام رمضان
  • «الحماية الاجتماعية» سلطنة عمان .. فصاحة سياسية وجماليات المواطنة