لجريدة عمان:
2024-11-15@22:26:41 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

هي المرة الأولى التي أزور فيها سلطنة عمان، رغم أنني زرت كل دول الخليج مجتمعة، سواء في رحلة عمل صحفي ضمن رحلاتي التي لا تعد ولا تحصى، أو بزيارات خاصة لا علاقة لها بمهنة الصحافة والإعلام التي تتطلب تجوالا وترحالا.

فوجئت أثناء هذه الزيارة، ببلد عريق في تاريخه القديم، وحديث ينافس بقوة ليأخذ مكانته المستحقة بين الدول الناهضة بقوة وثبات في التحضر

والتقدم.

.. بنهضة تراها رأي العين، وتلمسها أينما يممت فيها.

ورغم أن سلطنة عمان قد أسست في عهدها الجديد في سبعينيات القرن الماضي على يد السلطان قابوس بن سعيد وهو تاريخ قريب، إلا أنها خطت خلال حقبة قصيرة، خطوات سريعة في تأسيس بنية تنموية قامت على عاملي الاستقرار والأمن الوطني عبر خطط مدروسة، وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية، مع توازن بين (نهضة البلد وتقدمه) على المستوى المعيشي، وضمان استقراره... وبين (رفاهية شعبه)

بالاستفادة من موارد عائدات تلك مجالات متعددة كالسياحة التي تتمتع سلطنة عمان فيها بمواقع أثرية تاريخية كانت منارات علم ومشاعل تنوير ومعاقل قوة في عهدها ذاك. إلى جانب إدارة المواني الاستراتيجية التي تربط من سواحلها المترامية أركان العالم، وشرقه بغربه من موقع متميز تمر عبرها معظم حركة التجارة العالمية.

تلك مسيرة طويلة قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، سار عليها بخطوات مدروسة، وخطط طموحة، وقناعة راسخة بأن بلدا بتاريخ موغل في عمق التاريخ الإنساني، وشعبا عريقا يقوده بثقة، لابد وأن يحتل مكانة متقدمة بين الأمم والشعوب.

تاريخيا، امتد نفوذ وتأثير سلطنة عمان شرقا وغربا في محيطها الإقليمي من تخوم بلاد فارس، إلى شرق القارة الأفريقية المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر على امتداد القرن الأفريقي، فكانت سلطنة (زنجبار) و (تنجانيقا) المنطقة الأشهر التي امتدت إليها نفوذ عمان، وتعرف اليوم بـ (تنزانيا) حيث لاتزال آثار فترة حكم العمانيين باقية راسخة وشامخة على مر القرون، اكتسبت معظم عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة، ويفخر أهلها بذلك التاريخ العريق الذي انعكس عليهم دون أن يفقدوا هويتهم الوطنية أو يتنكرون لجذورهم وأصولهم القادمة من أرض أجدادهم.

تتميز سلطنة عمان بتمدد وتتعدد شواطئها ومياهها الدافئة التي يرتادها عشرات الآلاف من السياح للاستجمام والراحة، وكذا الاستمتاع بمذاق القهوة العربية العمانية المميزة، والتجول لأيام وسط سهولها وقمم جبالها الزاهية باللون الأخضر.

وهناك سلاسل من الجبال العالية التي تكسوها الخضرة والأشجار والنخيل، ما يجعلها بحق قبلة للذين يبحثون عن الراحة النفسية والاستجمام.

أكثر ما لفت نظري بمعية أسرتي لقضاء عطلتنا في هذه الدولة الناهضة بقوة في المنطقة، هو مدى درجة الأمان والهدوء والاستقرار التي تتمتع بها كل مدن سلطنة عمان، حيث يندر أن تجد أثرا لرجال الشرطة في شوارعها، بما فيهم رجال شرطة المرور نتيجة دقة الانضباط الواضح في الشارع العماني عامة، وسمة ظلت عليه منذ عقود، وسوف تدهش حقا إذا عرفت أن كل المحال التجارية، وبعض دور الخدمة المدنية (تترك أبوابها مفتوحة) خلال فترات الراحة التي تمتد لساعتين في كل المؤسسات والأسواق في فترة الصيف حيث الحر القائظ يلف سماء المنطقة، وهو في تقديري يمثل أعلى درجات الأمان والاطمئنان لدى المواطنين، كما يميز هذا البلد عن يقظة وثقة الدولة على قدرتها في حفظ الأمن القومي واستقرار الدولة، كما تضاعف ثقة المواطن والمقيم بأنه في حفظ وحرز وأمان أينما، ووقتما كان.

ومن المظاهر الملاحظة على مستوى الأداء الاقتصادي في عمان، هو ثبات العملة المحلية أمام العملات العالمية لسنوات طويلة، شهدت خلالها سلطنة عمان طفرات متتابعة في ارتفاع الاقتصاد الوطني بعكس الكثير من دول المنطقة التي يعاني بعضها من هزات أو انكماش في أوضاعها الاقتصادية. وهو ما يحسب لقادة هذا البلد، ويلقى تقديرا ممن يعيشون في كنف عمان، مواطنين ومقيمين وزوار.

أما أكثر ما لفت انتباه أسرتنا معا، فهو مشاهد الكرم، ومشاعر المحبة واللطف الذي يغمرك به العمانيون بصفة عامة حين يجدونك بينهم، فلا يشعرونك أنك غريب في بلدهم. وتلك سمة مشتركة وجدناها حيثما توجهنا أثناء رحلة عطلتنا التي حللنا فيها ضيوفا على هذا البلد الرائع المضياف، فتغمرك بكل مشاعر وأحاسيس الأخوة من كل من لاقيناه أو تعرفنا عليه.

وليحفظ الله، أهل عمان، وليوفق قادته في الحفاظ على إرثهم التاريخي وهويتهم التليدة وحضارتهم العريقة وكرمهم الفياض وروحهم الوثابة.

... وبعد:

هذه، شذرات وزهرات وقطاف في حق هذا البلد الذي أشعر أنني قد تأخرت كثيرا في زيارته، والتعرف عليه عن قرب، ومعايشة شعبه كريم الخصال بصحبة أسرتي في عطلتهم التي أجمعوا على أن تكون وجهتهم فيها سلطنة عمان.

وأقول... إن تأتي متأخرا، خير من ألا تأتي!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان هذا البلد

إقرأ أيضاً:

دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية

"عمان": منحت المنظمة العالمية للفيزياء الطبية الدكتورة زكية بنت سالم الرحبية جائزة العام في الفيزياء الطبية لعام ٢٠٢٤، ممثلة عن منطقة الشرق الأوسط، وتمنح هذه الجائزة السنوية للمتميزين في هذا المجال تكريمًا للإسهامات البارزة للمتخصصين، الذين يتم تسليط الضوء على كفاءاتهم وخبراتهم في المجال.

وقالت الدكتورة زكية الرحبية أخصائية أولى فيزيائي طبي، ومشرف حماية إشعاعية بالمستشفى السلطاني : الجائزة تفتح آفاقا واسعة للتقدم العلمي وتعزز من مكانة سلطنة عمان في المحافل العالمية وافتخر في حصولي على الجائزة العالمية وفخر لبلدي عمان لأنها تضيف رصيدا من الإنجازات التي سترفع اسم سلطنة عمان في المنظمات العالمية .. وأسعى إلى تمكين الكوادر العمانية في هذا المجال من مناصب قيادية، إيمانا مني بقدرات العمانيين. ونتطلع إلى تعزيز مشاركة سلطنة عمان وحضورها الفعّال في المحافل والمؤتمرات العلمية التخصصية والتعريف بأهمية التخصص في المجال الصحي والصناعي.

وأوضحت أن الجائزة جاءت نتيجة إسهاماتها في المجال، حيث توليت عدة مناصب مهمة كعضوة في المنظمة العالمية للفيزياء الطبية، ومجموعة النساء، ورئيسة لجنة الجوائز والتكريم في فيدرالية الشرق الأوسط للفيزياء الطبية، ونشر العديد من أوراق العمل والبحوث العلمية التي تخدم المجال الطبي في المجلات الطبية المرموقة وإقامة حلقات عمل تدريبية والمشاركة في تنظيم مؤتمرات مثل مؤتمر الشرق الأوسط للفيزياء الطبية ٢٠٢٣ الذي يعد من المؤتمرات العلمية المهمة، ودعوتي إلى الانضمام في تنظيم عدة مؤتمرات دولية ستقام العام المقبل بالتعاون مع منظمات عالمية.

مقالات مشابهة

  • سفير البحرين: سلطنة عمان تشهد نقلة نوعية في كافة قطاعاتها
  • نُطلق اعلانات الشارقة للكتاب في سلطنة عُمان لأن القارئ العماني نهم
  • دكتورة عمانية تحصد جائزة المنظمة العالمية للفيزياء الطبية
  • اختتام أعمال دورة المفتشين الوطنيين والتدريب على رأس العمل لمراقبة الجودة
  • خالد الجندي: الجنة التي كان فيها سيدنا آدم لم تكن جنة الآخرة
  • "نماء لتوزيع الكهرباء" تختتم مشاركتها في "مؤتمر كهرباء الخليج" بالبحرين
  • وفد عُماني يطلع على التجربة القطرية في التنمية الاجتماعية
  • منجزات من أجل الإنسان
  • صادم: أكاديمي يمني يكتشف نسخة منه دون علمه!
  • إطلاق التشغيل التجريبي لتطبيق TaxiF في سلطنة عمان