لجريدة عمان:
2024-09-19@18:07:16 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

عُمان ميزان الخليج ومهد العراقة وموئل الحكمة

هي المرة الأولى التي أزور فيها سلطنة عمان، رغم أنني زرت كل دول الخليج مجتمعة، سواء في رحلة عمل صحفي ضمن رحلاتي التي لا تعد ولا تحصى، أو بزيارات خاصة لا علاقة لها بمهنة الصحافة والإعلام التي تتطلب تجوالا وترحالا.

فوجئت أثناء هذه الزيارة، ببلد عريق في تاريخه القديم، وحديث ينافس بقوة ليأخذ مكانته المستحقة بين الدول الناهضة بقوة وثبات في التحضر

والتقدم.

.. بنهضة تراها رأي العين، وتلمسها أينما يممت فيها.

ورغم أن سلطنة عمان قد أسست في عهدها الجديد في سبعينيات القرن الماضي على يد السلطان قابوس بن سعيد وهو تاريخ قريب، إلا أنها خطت خلال حقبة قصيرة، خطوات سريعة في تأسيس بنية تنموية قامت على عاملي الاستقرار والأمن الوطني عبر خطط مدروسة، وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية، مع توازن بين (نهضة البلد وتقدمه) على المستوى المعيشي، وضمان استقراره... وبين (رفاهية شعبه)

بالاستفادة من موارد عائدات تلك مجالات متعددة كالسياحة التي تتمتع سلطنة عمان فيها بمواقع أثرية تاريخية كانت منارات علم ومشاعل تنوير ومعاقل قوة في عهدها ذاك. إلى جانب إدارة المواني الاستراتيجية التي تربط من سواحلها المترامية أركان العالم، وشرقه بغربه من موقع متميز تمر عبرها معظم حركة التجارة العالمية.

تلك مسيرة طويلة قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، سار عليها بخطوات مدروسة، وخطط طموحة، وقناعة راسخة بأن بلدا بتاريخ موغل في عمق التاريخ الإنساني، وشعبا عريقا يقوده بثقة، لابد وأن يحتل مكانة متقدمة بين الأمم والشعوب.

تاريخيا، امتد نفوذ وتأثير سلطنة عمان شرقا وغربا في محيطها الإقليمي من تخوم بلاد فارس، إلى شرق القارة الأفريقية المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر على امتداد القرن الأفريقي، فكانت سلطنة (زنجبار) و (تنجانيقا) المنطقة الأشهر التي امتدت إليها نفوذ عمان، وتعرف اليوم بـ (تنزانيا) حيث لاتزال آثار فترة حكم العمانيين باقية راسخة وشامخة على مر القرون، اكتسبت معظم عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة، ويفخر أهلها بذلك التاريخ العريق الذي انعكس عليهم دون أن يفقدوا هويتهم الوطنية أو يتنكرون لجذورهم وأصولهم القادمة من أرض أجدادهم.

تتميز سلطنة عمان بتمدد وتتعدد شواطئها ومياهها الدافئة التي يرتادها عشرات الآلاف من السياح للاستجمام والراحة، وكذا الاستمتاع بمذاق القهوة العربية العمانية المميزة، والتجول لأيام وسط سهولها وقمم جبالها الزاهية باللون الأخضر.

وهناك سلاسل من الجبال العالية التي تكسوها الخضرة والأشجار والنخيل، ما يجعلها بحق قبلة للذين يبحثون عن الراحة النفسية والاستجمام.

أكثر ما لفت نظري بمعية أسرتي لقضاء عطلتنا في هذه الدولة الناهضة بقوة في المنطقة، هو مدى درجة الأمان والهدوء والاستقرار التي تتمتع بها كل مدن سلطنة عمان، حيث يندر أن تجد أثرا لرجال الشرطة في شوارعها، بما فيهم رجال شرطة المرور نتيجة دقة الانضباط الواضح في الشارع العماني عامة، وسمة ظلت عليه منذ عقود، وسوف تدهش حقا إذا عرفت أن كل المحال التجارية، وبعض دور الخدمة المدنية (تترك أبوابها مفتوحة) خلال فترات الراحة التي تمتد لساعتين في كل المؤسسات والأسواق في فترة الصيف حيث الحر القائظ يلف سماء المنطقة، وهو في تقديري يمثل أعلى درجات الأمان والاطمئنان لدى المواطنين، كما يميز هذا البلد عن يقظة وثقة الدولة على قدرتها في حفظ الأمن القومي واستقرار الدولة، كما تضاعف ثقة المواطن والمقيم بأنه في حفظ وحرز وأمان أينما، ووقتما كان.

ومن المظاهر الملاحظة على مستوى الأداء الاقتصادي في عمان، هو ثبات العملة المحلية أمام العملات العالمية لسنوات طويلة، شهدت خلالها سلطنة عمان طفرات متتابعة في ارتفاع الاقتصاد الوطني بعكس الكثير من دول المنطقة التي يعاني بعضها من هزات أو انكماش في أوضاعها الاقتصادية. وهو ما يحسب لقادة هذا البلد، ويلقى تقديرا ممن يعيشون في كنف عمان، مواطنين ومقيمين وزوار.

أما أكثر ما لفت انتباه أسرتنا معا، فهو مشاهد الكرم، ومشاعر المحبة واللطف الذي يغمرك به العمانيون بصفة عامة حين يجدونك بينهم، فلا يشعرونك أنك غريب في بلدهم. وتلك سمة مشتركة وجدناها حيثما توجهنا أثناء رحلة عطلتنا التي حللنا فيها ضيوفا على هذا البلد الرائع المضياف، فتغمرك بكل مشاعر وأحاسيس الأخوة من كل من لاقيناه أو تعرفنا عليه.

وليحفظ الله، أهل عمان، وليوفق قادته في الحفاظ على إرثهم التاريخي وهويتهم التليدة وحضارتهم العريقة وكرمهم الفياض وروحهم الوثابة.

... وبعد:

هذه، شذرات وزهرات وقطاف في حق هذا البلد الذي أشعر أنني قد تأخرت كثيرا في زيارته، والتعرف عليه عن قرب، ومعايشة شعبه كريم الخصال بصحبة أسرتي في عطلتهم التي أجمعوا على أن تكون وجهتهم فيها سلطنة عمان.

وأقول... إن تأتي متأخرا، خير من ألا تأتي!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان هذا البلد

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان والمملكة المتحدة تبحثان تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري

العُمانية- "عمان": استقبل معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اليوم بمكتبه، معالي دوجلاس ألكسندر وزير الدولة لسياسة التجارة والأمن الاقتصادي بالمملكة المتحدة؛ لبحث سبل تعزيز مجالات التعاون بين البلدين الصديقين في القطاعات التجارية والصناعية والاستثمارية.

واستعرض الجانبان مؤشرات نمو التجارة البينية وسبل تعزيزها وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات، والتأكيد على المضي قدمًا في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وتم خلال المقابلة تقديم عرض مرئي عن عمق العلاقات العُمانية البريطانية وأهمية تعزيزها في مجالات الاستثمار والتجارة ونقل التكنولوجيا، وعرض عن «رؤية عُمان 2040» ومحاورها وأهدافها، إضافة إلى إبراز مقومات البيئة الاستثمارية في سلطنة عُمان والتعريف بالمستجدات الاقتصادية وقوانين الاستثمار والتسهيلات التي تقدمها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للمستثمرين في مختلف القطاعات.

حضر المقابلة من الجانب العُماني سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل الوزارة للتجارة والصناعة، وسعادة بانكج كيمجي مستشار الوزارة للتعاون الدولي والتجارة الخارجية، فيما حضرها من المملكة المتحدة المفوض التجاري لجلالة الملك في منطقة الشرق الأوسط، ورئيس الفريق التفاوضي للمملكة المتحدة لاتفاقيات التجارة الحرة، وسعادة الدكتورة سفيرة المملكة المتحدة المعتمدة لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين من الجانبين.

بحث علاقات الاستثمار والتعاون العماني الأمريكي

من جانب اخر اختتم الوفد العماني برئاسة معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار زيارته إلى الولايات المتحدة الامريكية، بعد عقد لقاءات ثنائية مع عدد من المسؤولين الأمريكان وممثلي الشركات الأمريكية المتخصصة في قطاع الصناعات التحويلية وقطاعات الطاقة والصحة وتقنية المعلومات والسياحة والخدمات المالية، جاءت الزيارة في إطار سعي وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار المتواصل لتعزيز العلاقات التجارية لسلطنة عُمان بالتعاون مع شركائها، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في تطوير المنظومة التجارية والصناعية والاستثمارية، واستكمالاً لجهود البلدين الصديقين نحو تنمية الشراكات الاستثمارية والتجارية بين الجانبين واستعراض الفرص الاستثمارية في سلطنة عُمان لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040، والاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين والتي أكملت 15 عاماً منذ البدء فيها في العام 2009م.

حيث بدأت الزيارة في ولاية نيويورك والتقى معالي قيس بن محمد اليوسف والوفد المرافق له بعدد من الشركاء العاملين في قطاع الخدمات المالية والشركات المتخصصة في الاستثمار وبعض الشركات في القطاعات المستهدفة، كما تبعها اللقاء بعدد من الطلبة العمانيين المبتعثين في ولايتي نيويورك وماساتشوستس.

وتوجه الوفد بعد ذلك إلى ولاية واشنطن العاصمة حيث التقى خلال الزيارة مع المسؤولين الأمريكان من وزاة الخارجية و مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة التجارة الأمريكية وأعضاء من الكونجرس الأمريكي وركزت المناقشات على آلية تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين وتفعيلها وبعض البرامج العامة. كما زار الوفد العماني برئاسة معالي قيس بن محمد اليوسف إلى البنك الدولي وأطلع على المشاريع المشتركة بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار والبنك الدولي وخاصة فيما يتعلق بمؤشر جاهزية الأعمال والذي يطلقه البنك الدولي حيث ستكون سلطنة عُمان من ضمن الدول التي سيتم تقييمها ضمن مؤشر جاهزية الأعمال في مؤشرات البنك الدولي في العام 2025، وسيقوم البرنامج الوطني لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية ( نزدهر) بمتابعة هذا المؤشر بإشراف من المكتب الوطني للتنافسية، كما ناقش الاجتماع التعاون مع البنك الدولي فيما يتعلق بتعيين خبراء في تحسين بيئة الأعمال في سلطنة عُمان و تعزيز الصادرات العُمانية.

وقد قامت السفارة العمانية في واشنطن بإقامة حفل استقبال في مركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن خلال الزيارة بحضور ممثلي الجهات الحكومية الأمريكية وبعض الجهات الصديقة وعدد من المستثمرين، وبمشاركة الطلبة العمانين المبتعثين في الولايات القريبة من العاصمة واشنطن. حيث القى الدكتور ماجد الخليلي مدير مركز السلطان قابوس الثقافي كلمة رحب فيها بالحضور وأشار إلى الجهود المختلفة التي تبذلها سلطنة عمان في تعزيز علاقاتها مع مختلف دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية.

الفرص الاستثمارية

كذلك زار الوفد ولاية اريزونا وتم خلال الزيارة اللقاء بهيئة التجارة في الولاية والاطلاع على الفرص الاستثمارية وكيف يمكن تشجيع التجارة البينية والاستثمارات بين ولاية اويزونا و سلطنة عمان ، كم قام الوفد بزيارات ميدانية لعدد من الشركات التي أبدت استعدادها للاستثمار في سلطنة عُمان والاستفادة من المقومات الاستثمارية وخاصة في قطاعات الطاقة والهيدروجين والصناعات الطبية والصناعات المتقدمة وفي قطاع تقنية المعلومات.

وقام الوفد بزيارة جامعة اريزونا تم خلال اللقاء ببعض الطلبة المبتعثين للجامعة والاطلاع على دور الجامعة في الشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص في مشاريع التنمية الاقتصادية.

واختتم الوفد زيارته في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تعرف خلالها على تجربة إحدى الشركات العُمانية الرائدة في مجال تقنية المعلومات والتي توسعت أعمالها لتشمل عدد من الولايات الأمريكية، وناقش الوفد آلية الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الامريكية والاستفادة من جلب الاستثمارات المتنوعة إلى سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • التحول الرقمي .. انعكاسات إيجابية متزايدة على كفاءة الخدمات وسهولة الوصول إليها
  • مفتي سلطنة عمان :تطوير اليمن الشقيق لقدراته العسكرية أمر يدعو للفخر والاعتزاز
  • إبراهيم بني عرابة لـ عمان: المهرجان فرصة لمشاهدة عروض انتقائية.. والمسرح العماني له عشاقه
  • افتتاح معرض الفنون التشكيلية العمانية البحرينية
  • رابط منفعة الأيتام والأرامل سلطنة عمان 2024 والشروط اللازمة
  • عبر منصة الجزيرة 360.. رحلة يخاطب الحواس بجولة فريدة في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تشيد بتقرير الأونكتاد عن المساعدة المقدمة للشعب الفلسطيني
  • في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلّم.. لا قُدّسَت أمةٌ لا يأخذُ الضّعيف فيها حقّه غير مُتعْتَع
  • عمان تستضيف "الملتقى العربي الثاني لإحصاءات السياحة".. 14 أكتوبر
  • سلطنة عمان والمملكة المتحدة تبحثان تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري