أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، رئيس COP28، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أن المؤتمر نجح في صياغة سياسات المناخ العالمية بما يُنصف الدول النامية والأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ.

وأضاف في حوار أجرته وكالة وام الإماراتية، أن دولة الإمارات وبفضل دعم القيادة الرشيدة، نجحت في جمع العالم وتوحيد الجهود والوصول إلى توافق دولي وضعَ العالم على مسار العمل المناخي الصحيح، ونجح في التوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي حظي بتوافق 198 طرفاً من جميع أنحاء العالم، وأرسى معايير جديدة للعمل المناخي العالمي، وقدّم استجابة طموحة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في اتفاق باريس تساهم في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.

5 درجة مئوية.

وأوضح أنه بعد مرور شهر على ختام COP28، أهم نتائج المؤتمر الذي توصل إلى اتفاق تاريخي شمل الجميع وأرسى مفاهيم عملية ومنطقية للعمل المناخي وتم من خلاله تحديث "اتفاق باريس".. مؤكداً أن COP28 حقق تقدماً جذرياً في تاريخ مؤتمرات الأطراف من حيث النتائج التاريخية ووفر الفرص المتنوعة للمجتمع الدولي.

وأكد أن COP28 كان الدورة الأكثر احتواءً للجميع في مؤتمرات الأطراف حتى الآن، حيث مثَّلَ جميع الفئات والآراء في عملية صنع القرار، واتخذت رئاسة COP28 إجراءات جريئة وحاسمة لتحقيق إنجازات تتجاوز بنود النص التفاوضي وبما يسهم في تحقيق نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي عالمياً، إضافة إلى تطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش.

وأثنى على جهود فريق العمل، وأعرب عن الفخر بتكاتف الجهات كافة وجميع شرائح المجتمع في دولة الإمارات لإنجاح الاستضافة، موجهاً الشكر والتقدير للجميع، كما أعرب عن الفخر والاعتزاز بجهود فريق الإمارات التفاوضي الذي يضم كفاءات وطنية شابة ومتميزة.

وأوضح أن العمل بدأ منذ اختيار دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر وذلك في ختام COP26 الذي أقيم في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة عام 2021، وأكد استمرار التنسيق والتعاون مع كلٍ من أذربيجان والبرازيل اللتين ستستضيفان COP29 وCOP30 على التوالي، وذلك حرصاً على تنفيذ مُخرجات "اتفاق الإمارات" التاريخي.

"اتفاق الإمارات" التاريخي

وأضاف أن دولة الإمارات نجحت في تأمين توافق دولي تاريخي بين الأطراف، ودفع جهود العمل المناخي الدولي عبر "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي يقدم خطة لتحقيق مستهدفات العمل المناخي لعام 2030، ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، بهدف الوصول إلى الحياد المناخي وتخفيف تداعيات تغير المناخ.

وأوضح أن الاتفاق يشجع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل كل قطاعات الاقتصاد، إضافة إلى استهداف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، وبناء زخمٍ قوي لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.

وأكد أن المؤتمر حقق إنجازات استثنائية تجاوزت بنود النص التفاوضي التاريخي الذي أقره الأطراف، حيث تم تحقيق تقدم في العديد من المجالات التي تدعم العمل المناخي، بما فيها جمع وتحفيز تعهدات مالية تفوق 85 مليار دولار، والتوَصّل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ، ودفعْ جهود تحقيق الهدف العالمي لـ "التكيّف"، كما أطلق مبادرات رائدة بشأن تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.

وأضاف أن COP28 شهد إنجازات استثنائية، منها التوصل في اليوم الأول إلى اتفاق استراتيجي طال انتظاره لسنوات طويلة من أجل تفعيل صندوق عالمي يركز على معالجة تداعيات تغير المناخ، أعقبته مجموعة من الإعلانات والتعهدات التي شملت أولويات العمل المناخي، بما في ذلك التمويل والصحة والغذاء والطبيعة والطاقة، مشيراً إلى أن التعهدات والإعلانات الجديدة التي صدرت في COP28 حظيت بدعم عالمي غير مسبوق.

وذكر أن COP28 شهد زخماً سياسياً إضافياً واهتماماً إعلامياً كبيراً لأن العالم كان يترقب نتائج أعمالنا، لذا، تجاوز عدد الإعلاميين الذين قاموا بتغطية فعالياته 5 آلاف صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم، كما استقبلت المنطقة الخضراء أكثر من 545 ألف زيارة، واستقبلت المنطقة الزرقاء ما يزيد على 400 ألف زيارة على مدار أسبوعَي COP28.

وأضاف أن عدد الموفدين المسجلين رسمياً الذين حضروا فعاليات COP28 بلغ نحو 85 ألف شخص، أي ما يفوق ضعف حضور مؤتمر COP21 في باريس، ليصبح الأكبر تاريخياً بين مؤتمرات الأطراف بمن فيهم 178 من أهم القيادات الدولية هم 156 رئيس دولة وحكومة و22 قائداً لمنظمات دولية، إضافة إلى أكثر من 780 وزيراً، و500 عمدة ورئيس بلدية، وما يزيد على 50 ألف طالب، وآلافٍ من المعنيين الرئيسيين، منهم برلمانيون، وشباب، وممثلو شركات تجارية ومؤسسات خيرية ومنظمات للمجتمع المدني والشعوب الأصلية، ليشكل COP28 أكثر دورات مؤتمرات الأطراف مشاركة واحتواءً للجميع.

القطاع الخاص

وأكد أن رئاسة COP28 ركزت خلال المؤتمر على تعزيز دور القطاع الخاص في مواجهة تغير المناخ من خلال "المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية"، الذي شهد إطلاق أكثر من 20 مبادرة، والتعهد بتقديم 7 مليارات دولار لدعم العمل المناخي وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، لافتاً إلى أن المنتدى شهد حضور أكثر من 1300 من الرؤساء التنفيذيين للشركات ورواد الأعمال التجارية والخيرية في العالم إلى جانب عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، وتضمن برنامج عمله الذي امتد على مدار يومين 34 جلسة عامة و19 حلقة نقاشية.

وقال الدكتور سلطان الجابر إن رئاسة COP28 حرصت على ضمان تركيز أجندة المؤتمر على الجوانب التي تمس الحياة اليومية للإنسان كالصحة والغذاء وحماية الطبيعة والاقتصاد المستدام، وفي هذا السياق، ركزت رئاسة المؤتمر على تمكين الأدوار الرئيسية للمجتمع المدني والمرأة والشباب والقادة المحليين والمجتمعات الدينية والشعوب الأصلية، والأفراد والمجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.

وأكد رئيس COP28 أن دولة الإمارات تنظر إلى العمل المناخي بوصفه فرصةً لتعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، إضافةً إلى الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ونقل المعرفة، وإيجاد فرص عمل في مجالات جديدة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: رئيس COP28 قمة المناخ كوب 28 مؤتمرات الأطراف اتفاق الإمارات العمل المناخی دولة الإمارات تغیر المناخ أکثر من

إقرأ أيضاً:

تأثيرات تغير المناخ على القارة الأفريقية| مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية: لدينا خطة لجعل مصر مركزا للمعلومات بأفريقيا للحد من التقلب المناخي.. أبو سنة: مصر نفذت برنامجا ناجحا لحماية البيئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" يونيدو" بأفريقيا لأول مرة لـ "البوابة نيوز": وفرنا دعم ١٠٠ مليون دولار لمصر وأفريقيا لرفع كفاءة استهلاك الطاقة.. لدينا خطة لجعل مصر مركز للمعلومات بأفريقيا لحماية الأوزون والحد من التقلب المناخي
 
وبالحديث عن الغازات الكربونية جراء التفجيرات والابادة الفلسطينية 
منظمة اليونيدو: " لا علاقة لنا بالسياسة.. نساعد في تقليل الآثار السلبية للأحداث الدراماتيكية بالحروب الدولية التي تحدث بالساحة
 
 
ما يشهده العالم حاليًا من تقلبات مناخية وأعاصير، يجعلنا نتفائل عن إلى أي مدى من الممكن بأن تصل بينا التغيرات المناخية، وحدتها، من تهديد على القارة الأفريقية الأكثر تضررا بالعالم جراء هذه التغيرات،  حيث تسعى البيئة من جهتها متمثلة في وحدة الأوزون بالعمل على نشر المواد التي تعمل على حماية الأوزون وتحد من التغير المناخي، في المواد المستخدمة في المبردات والتكييفات.
 
وكان لجريدة "البوابة نيوز" السبق في عمل لقاء مع الدكتور الدكتور تشو يونيوري، مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" يونيدو"، وذلك للوقوف على الوضع الحالي بالمنطقة العربية من جهة التغيرات المناخية ومن جهة الحروب والغازات الكربونية الدفيئة والتي تعزز من الاحترار العالمي، وما فعلته المنظمة من أجل ذلك، وما تقدمه المنظمة لجمهورية مصر العربية، وللقارة الأفريقية من جهة التغير المناخي والحد منه، وسبل الدعم للصناعة في استخدام مواد تعمل على حماية طبقة الأوزون والحد من استنفاذها.
 
حيث صرح الدكتور الدكتور تشو يونيوري، مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" يونيدو" بأفريقيا، انه ببرتوكول مونتريال بمنظمة اليونيدو استطاع بان يوفر ١٠٠ مليون دولار، من المقرر بان يتم انفاقها بجمهورية مصر العربية وبالقارة الأفريقية كامله لرفع كفاءة استهلاك الطاقة، على المستوى القريب والمتوسط والبعيد
وأوضح بان هناك تعاون مع جمهورية مصر العربية، وقارة أفريقيا بصفة عامه في خمس مجالات منها نص عليها برتوكول مونتريال، لحماية طبقة الأوزون، والحد من الاحتباس الحراري.
 
وأشار إلى أن منظمة اليونيدو تعمل بجميع أنحاء العالم، وأنه من ضمن المسؤولين عن القارة الافريقية، وهناك آخرون يعملون بآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، مشيرا الى ان المفهوم الجديد التي تسعى البلاد لنشره هو جعل جمهورية مصر العربية كمركز للمعرفة، تستطيع مساعدة المنطقة الأفريقية، وهذا هو تعاون نطلق عليه اسم " جنوب الجنوب" الخاص بأفريقيا؛ ونساعد مصر لتخطى الصعاب للتغلب على التغير المناخي
قائلا:" إنه لدينا خطة لجعل  مصر مركز للمعلومات بأفريقيا لحماية الأوزون والحد من التقلب المناخي.
وبالحديث عن التغيرات المناخية وتقلبات الطقس، فكان لابد من التحدث مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" اليونيدو" عن آثار الحروب المدمرة التي شهدتها الساحة مؤخرا عالميا، نحو الإبادة التي تتم في حق الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، ومن الحرب الروسية الأوكرانية؛ والتي تنتج عنها تصاعد الغازات السامه، والكربون، والمواد الدفيئة
حيث مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" يونيدو ل" البوابة نيوز"، بشأن الحديث عن الإبادة الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية، والغازات السامه والكربون الناتج من هذه الحروب، بأنه لا يريد التحدث بالسياسة، ولا يستطيع عن  الإجابة عن هذا السؤال
واستطرد كلامه قائلا:" اننا بمنظمة اليونيدو نتبع الأهداف الرئيسية للأمم المتحدة والتي تساعد في تقليل الآثار السلبية للأحداث الدراماتيكية التي تحدث بالساحة نحو المناخ، وتقلبات الطقس، والتي تحدث بسبب الحروب.
وأضاف لـ "البوابة نيوز": أننا نسعى للوصول إلى حلول ممكنه للتغلب على الأوضاع الراهنة التي تجري بالساحة العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية، واستخدام مواد صديقة للأوزون  ولا تضر طبقته، من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بمنظمة اليونيدو.
ومن ناحيته صرح أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة، بأن جمهورية مصر العربية نفذت برنامجا ناجحا واضحا لحماية البيئة والحفاظ على طبقة الأوزون، حيث تم توفير الدعم المادي والفني للتخلص من استخدام المواد المستنفذة للأوزون بجميع القطاعات الصناعية .
 وكشف أبو سنه اثناء تصريحه، إنه اعتبارا من بداية العام القادم سوف يقتصر استيراد بعض هذه المواد لتلبية احتياجات قطاع صيانة الأجهزة، والمعدات لحين إيقاف استخدامها وتخريدها
لافتًا إلى قيام وحدة الأوزون بإنشاء أول مركز لتجميع واستصلاح  وتهيئه هذه المواد لإعادة الاستخدام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، مما يقلل الطلب على الاستيراد، ويخفض أسعار هذه المواد بالأسواق المحلية. 

مقالات مشابهة

  • السفير مصطفى الشربيني: "cop 29" فرصة هامة للدول لتقديم خططها الوطنية المحدثة بشأن المناخ
  • وزيرة التخطيط تدعو القطاع الخاص للانضمام إلى جهود مكافحة التغير المناخي
  • السفير مصطفى الشربيني: cop 29 فرصة هامة للدول لتقديم خططها الوطنية المحدثة بشأن المناخ
  • أنصار دونالد ترمب يرسمون سياسات المناخ.. سيناريو الـ3 نقاط
  • تأثيرات تغير المناخ على القارة الأفريقية| مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية: لدينا خطة لجعل مصر مركزا للمعلومات بأفريقيا للحد من التقلب المناخي.. أبو سنة: مصر نفذت برنامجا ناجحا لحماية البيئة
  • الثمن الذي يريده المطبعين الجدد..!!
  • تركيا تدعو للاعتراف بسيادة الصومال وتوفير منفذ بحري لإثيوبيا
  • العويس: التصدي للتغير المناخي يتطلب التكامل
  • ما الذي سبب كارثة هائلة للأرض قبل 252 مليون سنة؟
  • إنطلاق أعمال المؤتمر الشبابي المحلي للتغير المناخي LCOY 2024 بمطروح