جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-02@02:13:09 GMT

ثلاجاتنا في مستقبل المستقبل

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

ثلاجاتنا في مستقبل المستقبل

 

مؤيد الزعبي **

هل تخيلت كيف ستكون ثلاجاتنا في المستقبل؟ وكيف يمكن لثلاجتك أنت أن يكون لها تأثير في حركة الموانئ وحتى في سجلات المخزون الاستراتيجي للدولة التي أنت فيها! وكيف يمكن أن تصبح مفتاحًا لأي مصنع إنتاج غذائي حتى يتوقع كميات الطلب على المنتج الذي تصنعه هذه الشركة؟! ربما لم تتخيل بعد؛ في هذا الطرح دعنا نتخيل أنا وأنت عزيزي القارئ كيف يكون شكل ثلاجات المستقبل وما هي المزايا التي ستتوفر بها.

شاهدت خلال الفترة الماضية العديد من المنتجات المتطورة في عالم الثلاجات وأنا أتحدث هنا عن ثلاجات الاستخدام المنزلي، وبهذه الثلاجات الحديثة بدأنا نجد أنها تحتوي على شاشات عملاقة على أبوابها، ويعرض لك البعض منها بداخله دون أن تفتحها، والبعض منها يوفر لك وصفات طعام بناءً على المكونات الموجودة لديك، وأيضًا بعض هذه الثلاجات توفر لك إمكانية وضع تنبيهات أو تذكيرات إلكترونية حتى تتذكر شيئا معينا؛ تمامًا مثل ما كانت تصنعه أمهاتنا أو زوجاتنا أو حتى نحن أحيانًا نستخدمها ورقة ونلصقها على باب الثلاجة لتذكرنا بشيء مُعين، والتي بعض الأشخاص يستخدمها ليذكر نفسه بالمواد أو الأصناف التي يحتاج أن يشتريها من السوق، ولكن مع هذه الثلاجات أصبحت هذه الخصائص مدمجة بحيث يمكنك تخصيص قائمة باحتياجاتك، وأزيدك من الشعر بيتًا بإمكانك أن تطلب هذه المنتجات أو الأصناف من خلال تطبيقات التوصيل أو التجارة الإلكترونية المدمجة في النظام.

البعض قد يقول إنه يكفي وبأننا قد وصلنا فعلًا لثلاجات المستقبل، ولهذا أود أن أخبرك عن ثلاجات مستقبل المستقبل، هناك عندما نُدخل إنترنت الأشياء في جميع أدواتنا ومستلزماتنا، حينها ثلاجاتنا لن ترتبط بالمتاجر الإلكترونية لا هي ستُربط بالمؤسسات المسؤولة عن الأمن الغذائي بحيث تكون قادرة على توفير بيانات فعلية عن حجم استهلاك المواطنين من كل مادة ومن كل صنف أو منتج أو حتى "براند" مُعين، ومن خلال هذه البيانات ستكون ثلاجتك مفتاحًا لهذه الوزارات أو المؤسسات في تحديد الكمية المناسبة من المخزون الاستراتيجي لأي صنف غذائي يدخل ثلاجتك، وتكون ثلاجتك أنت مفتاحاً لكل مصنع للتعرف على الكمية المطلوب إنتاجها في كل وقت من السنة بناء على سلوكيات المستهلكين.

مثل هذه التطورات ستكون مفيدة ليس فقط في قدرتنا على معرفة حجم استهلاك أي شعب من أي مادة أو صنف فقط، أيضًا يمكن أن تكون مفيدة لتقليل الهدر في الإنتاج خصوصًا في كل ما يتعلق بالمنتجات سريعة التلف مثل الألبان أو الأجبان، والتي يُهدر منها كل يوم مئات الآلاف من العبوات بسبب عدم صلاحية استخدامها، وأيضًا مثل هذه الخصائص ستمكنك أنت شخصيًا من تحديد الكميات المطلوب شرائها بناءً على تقديرات ثلاجتك من حجم استهلاكك أو حجم استهلاك عائلتك من أي منتج، وبهذا ستقلل مصاريفك أو تضبطها بالشكل الصحيح؛ بمعنى أن هذه الثلاجة ستخبرك عدد أكواب اللبن التي تستخدمها أسبوعيًا فلا داعي أن تشتري كميات أكبر وتُتلف دون أن تستخدمها، إلا لو كان لديك خطة أو ظرف يمكن  أن تحتاج فيه صنف معين بكمية أكبر.

عن طريق ربطت ثلاجاتنا بالذكاء الاصطناعي ستكون هذه الثلاجات قادرة على أنه تُصدِر لك تنبيهات عن المواد التي قاربت على الانتهاء والتي يمكن استخدامها خلال هذه الفترة بدلًا من اتلافها بعد أيام، وعندما نصل لمرحلة تكون فيها الثلاجات موصولة أو مرتبطة مع أدوات أخرى داخل مطابخنا مثل الطباخ أو الغاز أو حتى المايكرويف أو تتزود مطابخنا بأنظمة أذرع روبوتية فأنت لست بحاجة أن تتدخل لتعد طعامك؛ كل ما عليك أنه تختار الوصفة أو الأكلة تريدها لليوم الفلاني أو تختار قائمة لطعام الشهر كامل، والثلاجة ستطلب لك الأصناف التي تحتاجها لتعد هذه الوصفات بالدقة وبالكمية المناسبة وكل يوم تجد أكلك جاهزًا، وصحتين وعافية على قلبك عزيزي القارئ.

عندما نتحدث عن مستقبل المستقبل لأي شيء، فخيالنا وتوقعاتنا جميعها يمكن أن تتغير أو تتبدل ومهما فتحنا عقولنا لأفاق واسعة من الخيال إلا أن الخيال والإبداع والتطوير القادم سيسبقنا، وهذا الطرح مجرد فكرة أو تصور لشكل ثلاجاتنا في مستقبل المستقبل، وهنا أنا أتحدث عن ثلاجات منزلية، فتخيل لو طبقنا المثال أو التصور على ثلاجات مطاعم وفنادق ومخازن وسوبر ماركت ومراكز تجارية، وقتها ستكون ثلاجتنا مفتاحًا ومغذيًا وتخلق تأثيرًا عميقًا لاستراتيجيات عالمية في عالم صناعة الغذاء والأمن الغذائي وحركة الموانئ والشحن والتجارة العالمية.

هل تتخيل أن ثلاجتك هي التي ستُحدث كل هذه التأثيرات في مستقبل المستقبل؟! ولا تستبعد أن تكون ثلاجتك هي المتحكمة في الإنتاج الزراعي والصناعي العالمي؟!

** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام الشرق الأوسط

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن لحزب الله وإيران الرد على اغتيال نصرالله؟

تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التأثير المحتمل لاغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني وعلي الكركي وكبار التنظيم، مشيرة إلى أن الإيرانيين سيحاولون الانتقام، ربما في الخارج أيضاً، كما أن التنظيم اللبناني لا يزال لديه قدرات عسكرية كبيرة قد يستخدمها.

 

وقالت يديعوت أحرونوت، إنه من الطبيعي أن يكون لتصفية نصرالله آثار دراماتيكية على حزب الله وعلى إسرائيل، فحزب الله تنظيم سياسي عسكري لديه جيش مسلح يضم ما بين 30 و 50 ألف مقاتل من جميع الرتب، وترسانة من الصواريخ والطائرات بدون طيار لا تمتلكها معظم دول العالم.
ورغم ما حدث للتنظيم في الفترة الأخيرة من أضرار خطيرة، إلا أن ذلك لا يمنعه عن العمل، بل تسبب فقط في تعطيل قدرته على إطلاق وابل كثيف من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة من جميع الأنواع التي لا يزال يمتلكها، والتي تستطيع معظمها الوصول إلى كل جزء في إسرائيل برؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات.

 

بعد اغتيال #نصرالله.. هل انتهى #حزب_الله؟https://t.co/X5aBi30HFN pic.twitter.com/0cuijOFrcQ

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024

 


حالة صدمة

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القيادات المحلية لدى حزب الله الآن تعيش حالة من الصدمة، ولكنها مستمرة في العمل وفق التعليمات التي تلقتها قبل تدمير قيادتها، والدليل على ذلك إطلاق النار أمس وأمس الأول، ولكن بشكل غير منظم، وهو ما دفع المتحدثين باسم قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل للتأكيد على أن الأمر يتطلب أقصى درجات اليقظة والاستعداد لدخول المناطق المحمية لساعات.


الرد بقيادة إيرانية

ورأت الصحيفة أن الحدث الكبير سيحمل معه آثاراً استراتيجية بعيدة المدى، فالإيرانيون سيشاركون لأنهم هم من زودوا حزب الله بالترسانة الصاروخية التقيلة والدقيقة، وهم الذين يحاولون مساعدته على عدم فقدان القدرة الاستراتيجية على ضرب إسرائيل، وتقسيم جهد القوة الجوية حال قررت مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
وذكرت يديعوت إنه بالنسبة للإيرانيين، فإن الإضرار بنصر الله يعادل الإضرار بزعيم شيعي ديني، لذلك، ينبغي بالتأكيد توقع محاولة إيرانية للرد بقوة، موضحة أنه من الممكن أن يتم الرد بهجوم مباشر من قبل إيران، وقد يتم إرسال ميليشيات مسلحة أخرى للعراق وسوريا، واستطردت: "خلاصة القول، ينبغي الاستعداد لاحتمال أن تبلغ إيران قادة حزب الله الذين بقوا في لبنان: سنقود الانتقام وستكونون جزءا منه".

 

لم يفهم رسالة تفجير البيجر.. #إسرائيل: #نصرالله ارتكب خطأين فادحين https://t.co/BencfjsqWL pic.twitter.com/FaV5uznI9i

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024

 


شكل الرد

ومن المرجح أن يحاول الإيرانيون إلحاق الضرر بالإسرائيليين والمنشآت المرتبطة بإسرائيل واليهود في الخارج، بالإضافة إلى تشجيع الوكلاء في العراق وسوريا واليمن على إطلاق صواريخ ثقيلة وطائرات بدون طيار متفجرة بمعدل متزايد على إسرائيل، وذلك في الوقت الذي سيقوم فيه حزب الله بتفعيل آلية الهجمات الخارجية، والتي من المحتمل أن يقودها القيادي في التنظيم طلال حمية الذي لا يزال على قيد الحياة.


خليفة نصرالله

وأشارت الصحيفة إلى أن القيادي هاشم صفي الدين الرجل الثاني في حزب الله هو المرشح لقيادة التنظيم بعد نصرالله، فهو ابن خالته،  والأكثر خبرة، لذلك من المرجح أن يكون الوريث إذا لم يصبه أذى، موضحة أن ابنه متزوج من ابنة قائد فيلق القدس الإيراني الذي قُتل في هجوم أمريكي عام 2020، مما يعني أن لديه علاقة جيدة مع الإيرانيين.


التأثير على المفاوضات

وتساءلت الصحيفة عن مدى تأثير اغتيال نصرالله على مصير مفاوضات الرهائن في قطاع غزة، قائلة إنه من الصعب تحديده في هذه المرحلة، فمن ناحية يرى يحيى السنوار (إذا كان على قيد الحياة) ما حدث لنصر الله ويدرك أن مصيره سيكون مثله، وهو يعلم أن موته سيضعف كثيراً أهداف حماس التي تريد الاستمرار في البقاء بقطاع غزة، ومن ناحية أخرى، فإن القضاء على نصر الله يزيد من احتمال نشوب حرب إقليمية قد يستفيد منها السنوار، وفي هذه الحالة لن يتسرع في الموافقة على صفقة الرهائن.

 

من سيحل محل #حسن_نصرالله؟.. تقرير إسرائيلي يجيب https://t.co/ioIzzUfCf5 pic.twitter.com/iES95h0Mt2

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024

 


تهديد حقيقي على إيران

وتقول الصحيفة، إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد تعزيز المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن وعودة المستوطنين في الشمال بوقت واحد، فإنها تحتاج إلى خلق تهديد حقيقي لإيران الآن حتى لا تفكر في إشعال حرب إقليمية من خلال هجوم مباشر على إسرائيل.
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة: "في هذه الأثناء، ليس هذا هو الوقت المناسب لوقف القتال أو تخفيفه من جانبنا، نحن بحاجة إلى الاستمرار في زيادة الهجمات لبضعة أيام أخرى على الأقل حتى لا نفاجأ بلبنان وحتى نخلق عقلية رادعة طويلة المدى".
 

مقالات مشابهة

  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • كيف يمكن تداول عقود فروقات تداول العملات الرقمية؟
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • أحمد الطيبي: يمكن اغتيال شخص أو فرد ولكن لا يمكن اغتيال الشعوب
  • ياسين: لا يمكن لبلد أن يتعامل مع تهجير ربع سكانه مهما كان مستقراً
  • يمكن توثيقها بالجوال.. حادثة فلكية نادرة تحدث مرة واحدة كل 80 ألف عام!!
  • لافروف: لا يمكن لتركيا بيع أنظمة S-400 دون موافقتنا
  • كيف يمكن لحزب الله وإيران الرد على اغتيال نصرالله؟
  • ملتقى نادي الموارد البشرية يضيء على دور المهارات في تشكيل مستقبل العمل