ثلاجاتنا في مستقبل المستقبل
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
مؤيد الزعبي **
هل تخيلت كيف ستكون ثلاجاتنا في المستقبل؟ وكيف يمكن لثلاجتك أنت أن يكون لها تأثير في حركة الموانئ وحتى في سجلات المخزون الاستراتيجي للدولة التي أنت فيها! وكيف يمكن أن تصبح مفتاحًا لأي مصنع إنتاج غذائي حتى يتوقع كميات الطلب على المنتج الذي تصنعه هذه الشركة؟! ربما لم تتخيل بعد؛ في هذا الطرح دعنا نتخيل أنا وأنت عزيزي القارئ كيف يكون شكل ثلاجات المستقبل وما هي المزايا التي ستتوفر بها.
شاهدت خلال الفترة الماضية العديد من المنتجات المتطورة في عالم الثلاجات وأنا أتحدث هنا عن ثلاجات الاستخدام المنزلي، وبهذه الثلاجات الحديثة بدأنا نجد أنها تحتوي على شاشات عملاقة على أبوابها، ويعرض لك البعض منها بداخله دون أن تفتحها، والبعض منها يوفر لك وصفات طعام بناءً على المكونات الموجودة لديك، وأيضًا بعض هذه الثلاجات توفر لك إمكانية وضع تنبيهات أو تذكيرات إلكترونية حتى تتذكر شيئا معينا؛ تمامًا مثل ما كانت تصنعه أمهاتنا أو زوجاتنا أو حتى نحن أحيانًا نستخدمها ورقة ونلصقها على باب الثلاجة لتذكرنا بشيء مُعين، والتي بعض الأشخاص يستخدمها ليذكر نفسه بالمواد أو الأصناف التي يحتاج أن يشتريها من السوق، ولكن مع هذه الثلاجات أصبحت هذه الخصائص مدمجة بحيث يمكنك تخصيص قائمة باحتياجاتك، وأزيدك من الشعر بيتًا بإمكانك أن تطلب هذه المنتجات أو الأصناف من خلال تطبيقات التوصيل أو التجارة الإلكترونية المدمجة في النظام.
البعض قد يقول إنه يكفي وبأننا قد وصلنا فعلًا لثلاجات المستقبل، ولهذا أود أن أخبرك عن ثلاجات مستقبل المستقبل، هناك عندما نُدخل إنترنت الأشياء في جميع أدواتنا ومستلزماتنا، حينها ثلاجاتنا لن ترتبط بالمتاجر الإلكترونية لا هي ستُربط بالمؤسسات المسؤولة عن الأمن الغذائي بحيث تكون قادرة على توفير بيانات فعلية عن حجم استهلاك المواطنين من كل مادة ومن كل صنف أو منتج أو حتى "براند" مُعين، ومن خلال هذه البيانات ستكون ثلاجتك مفتاحًا لهذه الوزارات أو المؤسسات في تحديد الكمية المناسبة من المخزون الاستراتيجي لأي صنف غذائي يدخل ثلاجتك، وتكون ثلاجتك أنت مفتاحاً لكل مصنع للتعرف على الكمية المطلوب إنتاجها في كل وقت من السنة بناء على سلوكيات المستهلكين.
مثل هذه التطورات ستكون مفيدة ليس فقط في قدرتنا على معرفة حجم استهلاك أي شعب من أي مادة أو صنف فقط، أيضًا يمكن أن تكون مفيدة لتقليل الهدر في الإنتاج خصوصًا في كل ما يتعلق بالمنتجات سريعة التلف مثل الألبان أو الأجبان، والتي يُهدر منها كل يوم مئات الآلاف من العبوات بسبب عدم صلاحية استخدامها، وأيضًا مثل هذه الخصائص ستمكنك أنت شخصيًا من تحديد الكميات المطلوب شرائها بناءً على تقديرات ثلاجتك من حجم استهلاكك أو حجم استهلاك عائلتك من أي منتج، وبهذا ستقلل مصاريفك أو تضبطها بالشكل الصحيح؛ بمعنى أن هذه الثلاجة ستخبرك عدد أكواب اللبن التي تستخدمها أسبوعيًا فلا داعي أن تشتري كميات أكبر وتُتلف دون أن تستخدمها، إلا لو كان لديك خطة أو ظرف يمكن أن تحتاج فيه صنف معين بكمية أكبر.
عن طريق ربطت ثلاجاتنا بالذكاء الاصطناعي ستكون هذه الثلاجات قادرة على أنه تُصدِر لك تنبيهات عن المواد التي قاربت على الانتهاء والتي يمكن استخدامها خلال هذه الفترة بدلًا من اتلافها بعد أيام، وعندما نصل لمرحلة تكون فيها الثلاجات موصولة أو مرتبطة مع أدوات أخرى داخل مطابخنا مثل الطباخ أو الغاز أو حتى المايكرويف أو تتزود مطابخنا بأنظمة أذرع روبوتية فأنت لست بحاجة أن تتدخل لتعد طعامك؛ كل ما عليك أنه تختار الوصفة أو الأكلة تريدها لليوم الفلاني أو تختار قائمة لطعام الشهر كامل، والثلاجة ستطلب لك الأصناف التي تحتاجها لتعد هذه الوصفات بالدقة وبالكمية المناسبة وكل يوم تجد أكلك جاهزًا، وصحتين وعافية على قلبك عزيزي القارئ.
عندما نتحدث عن مستقبل المستقبل لأي شيء، فخيالنا وتوقعاتنا جميعها يمكن أن تتغير أو تتبدل ومهما فتحنا عقولنا لأفاق واسعة من الخيال إلا أن الخيال والإبداع والتطوير القادم سيسبقنا، وهذا الطرح مجرد فكرة أو تصور لشكل ثلاجاتنا في مستقبل المستقبل، وهنا أنا أتحدث عن ثلاجات منزلية، فتخيل لو طبقنا المثال أو التصور على ثلاجات مطاعم وفنادق ومخازن وسوبر ماركت ومراكز تجارية، وقتها ستكون ثلاجتنا مفتاحًا ومغذيًا وتخلق تأثيرًا عميقًا لاستراتيجيات عالمية في عالم صناعة الغذاء والأمن الغذائي وحركة الموانئ والشحن والتجارة العالمية.
هل تتخيل أن ثلاجتك هي التي ستُحدث كل هذه التأثيرات في مستقبل المستقبل؟! ولا تستبعد أن تكون ثلاجتك هي المتحكمة في الإنتاج الزراعي والصناعي العالمي؟!
** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام الشرق الأوسط
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تزويد طلبة مسندم بالمهارات الأساسية في الروبوتات والبرمجة
اختتم بمحافظة مسندم ملتقى الناشئين للروبوت والبرمجة بجولة في مدارس نيابة ليما وقرية كمزار، والملتقى استهدف أكثر من 400 طالب وطالبة في المدارس البحرية.
وهدف الملتقى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها تزويد الطلبة بالمهارات الأساسية في مجالات الروبوتات والطائرات بدون طيار والواقع الافتراضي، وهي تقنيات تشكل المستقبل الرقمي وتشجع على الاهتمام بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلبة، بالإضافة إلى إعداد جيل من الشباب قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية والمساهمة في بناء مستقبل رقمي واعد.
وقد قدمت في الملتقى مجموعة متنوعة من الحلقات التدريبية التي تغطي جوانب مختلفة من التكنولوجيا الحديثة تعرف من خلالها الطلاب على كيفية تصميم وبرمجة الروبوتات وكيفية التحكم في الطائرات بدون طيار واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي في التعليم والترفيه والاعتماد على التطبيق العملي والتجارب المباشرة، مما يساعد الطلاب على فهم هذه التقنيات بشكل أفضل وتطوير مهاراتهم فيها.
وقالت حليمة بنت عبد الله الشحية، مديرة مدرسة ليما للتعليم الأساسي: إن هذا الملتقى فرصة للطلبة للتعرف على التكنولوجيا الحديثة وتطوير مهاراتهم فيها، ونحن ممتنون للمنظمين على إتاحة هذه الفرصة لطلابنا.
وأوضح الطالب علي بن عبد الله الكمزاري من مدرسة محمد بن صالح المنتفقي قائلا: إن تجربة الملتقى رائعة واستمتعت كثيرا بتعلم تقنيات جديدة في البرمجة والتفاعل مع زملائي في تطوير الروبوتات وكانت الورش العملية مفيدة جداً وساعدتنا على تطبيق ما تعلمناه بشكل عملي كما أن المسابقات أضافت جواً من التحدي فاكتسبت مهارات جديدة، ستفيدني في المستقبل وأصبحت أكثر ثقة بقدراتي.
وتقول الطالبة يمنى بنت جاسم الكمزارية: لقد تعلمت الكثير عن الروبوتات والطائرات بدون طيار والواقع الافتراضي أتمنى أن أصبح مهندسة في المستقبل وأن أساهم في تطوير هذه التقنيات.
بينما قال الطالب عبد الله بن سليمان الشحي من مدرسة ليما: تعلمت كيف أبرمج الروبوتات واجعلها تقوم بحركات وأعمال مختلفة، أحببت العمل مع أصدقائي في الفرق وحل التحديات معا، وأحببت أيضا الألعاب التعليمية والأنشطة التي كانت تساعدنا على الفهم بشكل أفضل، وسأشارك في الملتقى مرة أخرى لأنني استمتعت كثيراً وتعلمت أشياء جديدة.