مؤرخ صهيوني: خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
الثورة نت/
أكد المؤرخ الصهيوني المعروف، البروفيسور إيلان بابيه، أن ثمة مؤشرات على نهاية المشروع الصهيوني.. داعيا “حركة التحرير الفلسطينية” إلى الاستعداد لملء الفراغ كي لا تسود فترة فوضى طويلة كما حصل في سوريا ودول أخرى في العالم العربي وشمال أفريقيا.
وتحت عنوان: “بداية نهاية المشروع الصهيوني”، قال المؤرخ بابيه، خلال ندوة عقدت يوم السبت الماضي في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني: إن بداية نهاية هذا المشروع هي “مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك”.
وعبر عن تفاؤله بالقول: “إننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني”.. قائلاً: “يجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة”.
ولفت المؤرخ الصهيوني وأستاذ كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة “إكسيتر” البريطانية، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، إلى خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني، حسب اعتقاده، وهي:
الأول يتمثل في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل السابع من أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في اسرائيل”.
وقال إن المجتمع العلماني، ومعظمه يهودي أوروبي، يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة، في حين أنه على استعداد لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أما التيار المقابل فيتمثل في “دولة يهودا”، ونشأ في المستوطنات المقامة في الضفة، ويطمح إلى تحويل “إسرائيل” إلى دولة دينية يهودية عنصرية.
ولفت إلى أن هذين المعسكرين “سيشهدان حروبا في المستقبل، كون “الأسمنت الذي يجمع الاثنين معًا هو التهديد الأمني، ولكن حتى هذا لا يبدو أنه يعمل بعد الآن، وهو يفشل أمام عيوننا”.
أما المؤشر الثاني، بحسب بابيه، فهو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا.. مشيرا في هذا السياق إلى حركة مقاطعة “إسرائيل” وسحب الاستثمارات منها (BDS).
وقال: “هذا أمر هام جدا.. إضافة إلى تأطير “إسرائيل” كدولة فصل عنصري من قبل المنظمات غير الحكومية المحترمة مثل منظمة العفو الدولية “أمنستي”، و”هيومن رايتس ووتش” و”بيتسيلم”.. أرى أننا ندخل في فترة جديدة بتحوّل الضغط من المجتمع إلى الحكومات”.
ويرتبط المؤشر الثالث بالعامل الاقتصادي، إذ يرى بابيه أنه “يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك.. بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر”.
وأضاف: “على الرغم من الإنفاق الضخم على الحرب بعد السابع من أكتوبر، ورغم دعم الولايات المتحدة، هناك رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لكيان إسرائيل”.
ويتجلى المؤشر الرابع، بحسب المؤرخ ذاته، في “عدم قدرة جيش الاحتلال على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”.
وقال في هذا السياق: إن “هناك 120 ألف نازح من الشمال لاجئون، كلهم من اليهود في الجليل، ولا يوجد أي لاجئ فلسطيني بينهم (..) بعد السابع من أكتوبر فشلت الحكومة في توفير المساعدة لعائلات القتلى والجرحى”.
يتمثل المؤشر الأخير في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينًا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”.
وقال المؤرخ الصهيوني: “هذا الافتراض لم يعد يحظى بتأييد العديدين من الجيل الشاب من اليهود.. وعدد غير قليل منهم ينشطون بالفعل في حركة التضامن مع الفلسطينيين.. هذا الجيل يترك الأصوليين المسيحيين كأساس رئيسي للوبي المؤيد لإسرائيل في المستقبل، وليس قاعدة صلبة للشرعية الدولية”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بدایة نهایة المشروع الصهیونی
إقرأ أيضاً:
مؤرخ عراقي: الأرشيف العثماني كنز للباحثين العرب وفك شفرته يستحق العناء
وأضاف بيات في حلقة جديدة من برنامج "المقابلة" أن الأرشيف العثماني يعد كنزا للباحثين العرب، حيث يحتوي على تفاصيل الحياة اليومية في البلاد العربية، من القضايا الإدارية إلى الأوبئة والزلازل، مشيرا إلى أن هذه الوثائق تكشف معلومات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
وولد الدكتور فاضل بيات في كركوك بالعراق عام 1946، وترعرع في بيئة ثقافية عربية وتركمانية، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة أنقرة عام 1975، وكانت أطروحته عن "الأتراك في العراق في العصر السلجوقي".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الهجرة اليهودية لفلسطين.. شجعها نابليون وقاومها السلطان عبد الحميدlist 2 of 4تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربيlist 3 of 4حضور تركيا في سوريا وتغيير موازين القوى الإقليميةlist 4 of 4جذور العائلات وصراع الرواية في معركة الهوية الفلسطينيةend of listوعمل بيات أستاذا للتاريخ واللغة التركية في جامعة بغداد من عام 1978 حتى عام 1996، قبل أن ينتقل إلى الأردن حيث عمل في جامعة آل البيت والجامعة الأردنية حتى عام 2007.
صعوبات فك الشفرةوأشار بيات -في حديثه للمقابلة- إلى أن قراءة وفهم الوثائق العثمانية ليست مهمة سهلة، حيث إن النصوص لا تحتوي على فواصل أو نقاط، بالإضافة إلى استخدام حروف عربية بطرق غير مألوفة.
وأضاف أن ترجمة الوثائق العثمانية إلى العربية تتطلب دقة كبيرة، إذ يجب أن تكون الترجمة مطابقة للنص الأصلي من حيث الطول والدقة، لافتا إلى أن ذلك يتطلب جهدا كبيرا وفهما عميقا للمصطلحات التاريخية.
وتحدث عن طبيعة العلاقة بين العرب والعثمانيين، التي كانت في بعض الأحيان تتسم بالتوتر بسبب سوء الفهم والتأثيرات الخارجية، وأكد أن الأرشيف العثماني يكشف أن العثمانيين لم يكونوا دائما قمعيين كما يُصورون في بعض المصادر العربية.
إعلانولفت في هذا السياق إلى أن العثمانيين حافظوا على الزعامات المحلية في البلاد العربية مثل شرفاء مكة، ولم يحاولوا إزالتها طالما اعترفت هذه الزعامات بالتبعية للدولة العثمانية.
التعليم في العهد العثمانيوأشار بيات إلى أن الأرشيف العثماني يكشف أن الدولة العثمانية لم تهمل التعليم في البلاد العربية كما يُشاع، وأنه كان هناك مدارس ومؤسسات تعليمية أنشأها العثمانيون في البلاد العربية.
وأضاف أن الأرشيف يحتوي على معلومات مفصلة عن المدارس والمؤسسات التعليمية التي أنشأها العثمانيون في البلاد العربية، بما في ذلك المدارس الطبية والحربية.
وتحدث بيات عن الوثائق العثمانية المتعلقة بالكويت، مشيرا إلى أن الأرشيف يحتوي على معلومات مهمة عن تاريخ الكويت وشيوخها في القرن الـ19.
وأضاف أن الأرشيف العثماني يحتوي على معلومات مفصلة عن العلاقة بين الدولة العثمانية وشيوخ الكويت، مما يساهم في فهم أفضل لتاريخ المنطقة.
دعوة للباحثين العربودعا بيات الباحثين العرب إلى دراسة الأرشيف العثماني لفهم أفضل لتاريخهم، مشيرا إلى أن الأرشيف يحتوي على معلومات غنية ومفصلة عن البلاد العربية خلال 4 قرون من الحكم العثماني.
وقال إن الأرشيف العثماني يحتاج إلى جهود كبيرة لفك شفرته، مشددا في الوقت ذاته على أن النتائج لهذا الجهد "تستحق العناء".
وأكد أن الأرشيف العثماني يعد كنزا للباحثين العرب، حيث يحتوي على معلومات جديدة يمكن أن تغير فهمنا لتاريخ المنطقة.
23/2/2025