الخليج الجديد:
2025-04-10@10:10:08 GMT

حصيلة مئة يوم!

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

حصيلة مئة يوم!

حصيلة المئة يوم

حصيلة طويلة ومعقدة لمئة يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن العنوان الكبير لهذه الحصيلة هو الفشل الإسرائيلي الكبير.

لم تنجح إسرائيل في اقتناص أي من قادة حماس في غزة، فلا وصلت إلى الصف الأول منهم أو الصف الثاني أو مساعديهم ولا حتى القادة السياسيين.

أراد الإسرائيليون في أول أيام الحرب تهجير سكان غزة بدفعهم للهروب نحو مصر، فلم ينجح هذا المشروع في مئة يوم، ولا يبدو أنه يمكن أن ينجح في ألف يوم.

هذه الحرب غيَّرت المنطقة بأكملها، فمن كان يتوقع أن يقوم اليمنيون بإغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، فيحاصروا الاحتلال كما هي غزة محاصرة؟

لم تحرر إسرائيل أي من أسراها في غزة بالقوة، ومن حاولت تحريره انتهى به الأمر قتيلاً وآخرون من الأسرى قتلوا بالقصف العشوائي وقتلت قواتها ثلاثة منهم مباشرة.

لم ينجح الإسرائيليون في سحق المقاومة وقدرتها على إطلاق الصواريخ لا تزال على حالها، بل إن التحدي الكبير والمفاجأة الأكبر أن إطلاق الصواريخ يتم من شمال القطاع.

* * *

أنهت إسرائيل مئة يوم من الحرب الضروس على غزة، وما زالت تواصل القتال، من دون تحقيق أي فوائد ومن دون جدوى على الاطلاق.. ومن دون أن تحقق أياً من الأهداف التي تحركت عسكرياً من أجل تحقيقها، وبذلك فإن هذه الحرب هي أطول الحروب على الإطلاق التي تخوضها دولة الاحتلال، منذ عام 1948، كما أنها بكل تأكيد الحرب الأعنف والأكثر شراسة، فضلاً عن أن أكثر من نصف ضحاياها من النساء والأطفال، وهي سابقة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل على الأرجح.

في عام 1967 احتاجت القوات الإسرائيلية لستة أيام فقط، حتى تهزم ثلاث دول عربية مجتمعة، والأهم من ذلك أنها في ستة أيام احتلت من الأراضي العربية أكثر من مئتي ضعف مساحة قطاع غزة، الذي لم تتمكن من السيطرة عليه في مئة يوم!

في حرب الأيام الستة عام 1967 فقدت الأمة العربية سيناء (60 ألف كيلومتر مربع)، والجولان (1800 كلم)، والضفة الغربية (5860 كلم)، إضافة إلى القدس الشرقية وأراضٍ أردنية شرقي النهر، ومجموع هذه المساحات يتجاوز مئتي ضعف مساحة غزة (365 كيلومترا فقط).

فضلاً عن أنَّ إسرائيل تمتلك اليوم بكل تأكيد أضعاف الترسانة العسكرية التي كانت لديها قبل 57 عاماً، ولديها من التكنولوجيا اليوم ما لم يكن متوفراً في ذلك الحين، ومع ذلك فقد تمكنت من ثلاث دول عربية في ستة أيام، ولم تتمكن من غزة في مئة يوم.

ثمة حصيلة طويلة ومعقدة لمئة يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن العنوان الكبير لهذه الحصيلة هو الفشل الإسرائيلي الكبير، وهو الفشل الذي توقعناه منذ الأيام الأولى للحرب، فلا نجح الاحتلال في استعادة أي من أسراه، ولا نجح في القضاء على حركة حماس، ولا حتى في إضعاف قدرتها على توجيه الضربات، ولا نجح في تحقيق أي من الأهداف الثلاثة التي أعلنها، وإنما الشيء الوحيد الذي نجح فيه هو قتل النساء والأطفال، ومن ثم الإدعاء بأنه يقوم بالدفاع عن النفس.. وأي جيشٍ هذا الذي يُشكل الأطفالُ والنساءُ تهديداً له؟!

أما أبرز ملامح حصيلة المئة يوم الأولى من هذه الحرب الطويلة، فهو كالتالي:

أولاً: لم تنجح إسرائيل في استعادة أي من أسراها المحتجزين في قطاع غزة بالقوة، بل إن من اكتشفت مكانه وحاولت تحريره انتهى به الأمر قتيلاً، فضلاً عن عدد آخر من الأسرى قتلوا في عمليات القصف العشوائي، التي يتعرض لها القطاع، ما يعني أن الأمر لم يتوقف عند عدم تحقيق هذا الهدف، بل إنَّ الحرب فاقمت المشكلة بدلاً من حلها.

ثانياً: ربما يكون الإسرائيليون قد أضعفوا حركة حماس، أو ضربوا بعض المواقع التابعة لها، لكن الأكيد أنهم لم ينجحوا في سحقها، كما أن قدرتها على إطلاق الصواريخ لا تزال على حالها، بل إن التحدي الكبير والمفاجأة الأكبر هو أن إطلاق الصواريخ يتم من شمال القطاع، أي من المنطقة التي أعلن الإسرائيليون سابقاً أنهم مسحوها وانتهوا من جزء كبير من عملياتهم العسكرية فيها.. فمن أين يخرج هؤلاء المقاتلون؟ ومن أين تنطلق هذه الصواريخ؟

ثالثاً: لم تنجح إسرائيل في اصطياد أي من قادة حماس في غزة على الإطلاق، فلا وصلت إلى الصف الأول منهم ولا حتى إلى الصف الثاني، أو مساعديهم، بل لم يتمكنوا من الوصول حتى إلى القادة السياسيين الذين عادة ما يسهل الوصول إليهم بسبب أنهم لا يتخذون الكثير من الإجراءات الأمنية.

رابعاً: أراد الإسرائيليون في الأيام الأولى للحرب تهجير سكان غزة بدفعهم إلى الهروب نحو مصر، فلم ينجح هذا المشروع في مئة يوم، ولا يبدو أنه من الممكن أن ينجح في ألف يوم، إذ تقول المعلومات بأن أعداداً كبيرة رفضوا حتى النزوح من منطقة الى أخرى داخل القطاع، وأعدادا كبيرة من الغزيين رفضوا حتى ترك منازلهم في الشمال والانتقال مؤقتاً إلى الجنوب، فضلاً عن الهروب إلى الخارج.

خامساً: هذه الحرب غيَّرت المنطقة بأكملها، فمن كان يتوقع من قبل أن يقوم اليمنيون بإغلاق مضيق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، فيحاصروا الاحتلال كما هي غزة محاصرة؟ ومن كان يتوقع هذه الهبة الشعبية من المحيط إلى الخليج لإدانة الاحتلال ونصرة الشعب الفلسطيني، وذلك بعد سنوات عجاف من التطبيع ومن محاولات طمس القضية الفلسطينية من عقول أبناء الشارع العربي؟

سادساً: لا شك في أن هذه الحرب غيرت المزاج العالمي بأسره، وفضحت الاحتلال، فهل كان أحد يتوقع بأن تمثل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة «الابادة الجماعية»؟ وهل كان أحد يتوقع أن تبدأ المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب ارتكبت بحق الصحافيين الفلسطينيين؟ وهل كان أحد يتوقع أن تتولى جنوب افريقيا ملاحقة دولة الاحتلال نيابة عن العرب والمسلمين؟ وهل كان أحد يتوقع أن يخرج الملايين في كل مدن العالم للتنديد بالاحتلال ومناصرة الشعب الفلسطيني؟ كلها أحداث لم يكن أحد يتوقعها ولو في أحلامه.

هذه حصيلة مئة يوم من الحرب الإسرائيلية الخائبة على غزة، وهذا هو مسار الأحداث هناك، مع ضرورة الإشارة بطبيعة الحال إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 24 ألف فلسطيني خلال هذه المئة يوم أغلبهم من النساء والأطفال.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة غزة حصيلة مئة يوم الفشل الإبادة الجماعية إطلاق الصواريخ الحرب الإسرائيلية مئة یوم من الحرب إطلاق الصواریخ فی مئة یوم هذه الحرب قطاع غزة یتوقع أن لم ینجح نجح فی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهدد بفصل نحو ألف عسكري بسلاح الجو إثر مطالبتهم بوقف الحرب

إسرائيل – هدد قادة بسلاح الجو الإسرائيلي نحو ألف من طواقم الطائرات من ضباط وجنود، بينهم طيارون، بالفصل من الخدمة إذا لم يسحبوا توقيعاتهم على رسالة تطالب بوقف الحرب على غزة، وفق إعلام عبري.

وامس الأربعاء، قالت صحيفة “هآرتس” إن “970 من أفراد طاقم الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا على رسالة تعارض الحرب ولكنها لا تدعو إلى رفض الخدمة”.

وأضافت: “في الأيام الأخيرة، أجرى كبار القادة في سلاح الجو مكالمات هاتفية شخصية مع أفراد خدمة الاحتياط في السلاح، الذين وقعوا على الرسالة الجديدة ضد استمرار القتال في قطاع غزة”.

وقالت: “أبلغ القادة عناصر الاحتياط بسلاح الجو بأنهم إذا لم يسحبوا توقيعاتهم، فسوف يتم فصلهم من الخدمة”.

وبعد التهديد، سحب 25 فقط من الموقعين على الرسالة توقيعاتهم، وطلب 8 جدد إضافة توقيعاتهم بسبب التهديد بالفصل الفوري من الخدمة، وفق المصدر ذاته.

ويؤكد الموقعون على الرسالة، بما في ذلك كبار ضباط سلاح الجو الإسرائيلي والطيارون، على أن “القتال في غزة يخدم مصالح سياسية، وليس أمنية”.

وبحسب الصحيفة، اجتمع قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، قبل أيام مع عدد من كبار الضباط الموقعين على الرسالة.

وقالت “هآرتس”: “انتقد ضباط الاحتياط خلال لقاء بار، بشدة قراره تهديد جميع الموقعين على الرسالة بالعزل، معتبرين أن التهديد تجاوز خطا أحمر قانونيا وأخلاقيا، وينتهك حقوق جنود الاحتياط في التعبير عن موقفهم السياسي”.

ومن جانبه، ادعى بار، أن “الحديث لا يدور عن عقاب”، قائلا: “من يوقع على نص يدعي أن استئناف الحرب سياسي بالدرجة الأولى ويضر بفرص إطلاق سراح المختطفين لا يستطيع أن يقوم بواجبه في الاحتياط”، وفق تعبيره.

واعتبر أن “توقيع مثل هذه الرسالة في وقت الحرب غير شرعي”، على حد قوله.

وفي الاجتماع، قال بار، إنه يرجّح أن يتم قريبا توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

وفي 19 مارس/آذار الماضي، عزل الجيش الإسرائيلي ضابطي احتياط أحدهما في الاستخبارات العسكرية والآخر في سلاح الجو، رفضا المشاركة في الحرب بقطاع غزة بعد استئناف القتال، ووصف أحدهما وزراء الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو بـ”الخونة القذرين”.

وفي 18 مارس الماضي، خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

ويرى معارضو نتنياهو وأهالي الأسرى الإسرائيليين بغزة إن خرق وقف إطلاق النار ساعد نتنياهو في تعزيز ائتلافه اليميني المُهتز في ظل محاكمته المُستمرة بتهم الفساد.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • مجلس الشيوخ يؤيد تعيين هاكابي سفيرا لواشنطن في إسرائيل
  • إسرائيل تهدد بفصل نحو ألف عسكري بسلاح الجو إثر مطالبتهم بوقف الحرب
  • الحرب علي غزة.. تراجع غير مسبوق في عدد المواليد في إسرائيل عام 2024
  • يديعوت أحرونوت: 1700 مليونير غادروا إسرائيل.. هل السبب الحرب؟
  • 50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • تصاعد رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل مع استمرار الحرب على غزة
  • التهديدات لم تعد كافية.. إسرائيل تنتقل للتنفيذ وترسم حربها
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • جيورا آيلاند: إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة
  • إسرائيل قتلت كل شيء