الخليج الجديد:
2024-07-04@00:53:01 GMT

حصيلة مئة يوم!

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

حصيلة مئة يوم!

حصيلة المئة يوم

حصيلة طويلة ومعقدة لمئة يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن العنوان الكبير لهذه الحصيلة هو الفشل الإسرائيلي الكبير.

لم تنجح إسرائيل في اقتناص أي من قادة حماس في غزة، فلا وصلت إلى الصف الأول منهم أو الصف الثاني أو مساعديهم ولا حتى القادة السياسيين.

أراد الإسرائيليون في أول أيام الحرب تهجير سكان غزة بدفعهم للهروب نحو مصر، فلم ينجح هذا المشروع في مئة يوم، ولا يبدو أنه يمكن أن ينجح في ألف يوم.

هذه الحرب غيَّرت المنطقة بأكملها، فمن كان يتوقع أن يقوم اليمنيون بإغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، فيحاصروا الاحتلال كما هي غزة محاصرة؟

لم تحرر إسرائيل أي من أسراها في غزة بالقوة، ومن حاولت تحريره انتهى به الأمر قتيلاً وآخرون من الأسرى قتلوا بالقصف العشوائي وقتلت قواتها ثلاثة منهم مباشرة.

لم ينجح الإسرائيليون في سحق المقاومة وقدرتها على إطلاق الصواريخ لا تزال على حالها، بل إن التحدي الكبير والمفاجأة الأكبر أن إطلاق الصواريخ يتم من شمال القطاع.

* * *

أنهت إسرائيل مئة يوم من الحرب الضروس على غزة، وما زالت تواصل القتال، من دون تحقيق أي فوائد ومن دون جدوى على الاطلاق.. ومن دون أن تحقق أياً من الأهداف التي تحركت عسكرياً من أجل تحقيقها، وبذلك فإن هذه الحرب هي أطول الحروب على الإطلاق التي تخوضها دولة الاحتلال، منذ عام 1948، كما أنها بكل تأكيد الحرب الأعنف والأكثر شراسة، فضلاً عن أن أكثر من نصف ضحاياها من النساء والأطفال، وهي سابقة تاريخية لم يشهدها العالم من قبل على الأرجح.

في عام 1967 احتاجت القوات الإسرائيلية لستة أيام فقط، حتى تهزم ثلاث دول عربية مجتمعة، والأهم من ذلك أنها في ستة أيام احتلت من الأراضي العربية أكثر من مئتي ضعف مساحة قطاع غزة، الذي لم تتمكن من السيطرة عليه في مئة يوم!

في حرب الأيام الستة عام 1967 فقدت الأمة العربية سيناء (60 ألف كيلومتر مربع)، والجولان (1800 كلم)، والضفة الغربية (5860 كلم)، إضافة إلى القدس الشرقية وأراضٍ أردنية شرقي النهر، ومجموع هذه المساحات يتجاوز مئتي ضعف مساحة غزة (365 كيلومترا فقط).

فضلاً عن أنَّ إسرائيل تمتلك اليوم بكل تأكيد أضعاف الترسانة العسكرية التي كانت لديها قبل 57 عاماً، ولديها من التكنولوجيا اليوم ما لم يكن متوفراً في ذلك الحين، ومع ذلك فقد تمكنت من ثلاث دول عربية في ستة أيام، ولم تتمكن من غزة في مئة يوم.

ثمة حصيلة طويلة ومعقدة لمئة يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن العنوان الكبير لهذه الحصيلة هو الفشل الإسرائيلي الكبير، وهو الفشل الذي توقعناه منذ الأيام الأولى للحرب، فلا نجح الاحتلال في استعادة أي من أسراه، ولا نجح في القضاء على حركة حماس، ولا حتى في إضعاف قدرتها على توجيه الضربات، ولا نجح في تحقيق أي من الأهداف الثلاثة التي أعلنها، وإنما الشيء الوحيد الذي نجح فيه هو قتل النساء والأطفال، ومن ثم الإدعاء بأنه يقوم بالدفاع عن النفس.. وأي جيشٍ هذا الذي يُشكل الأطفالُ والنساءُ تهديداً له؟!

أما أبرز ملامح حصيلة المئة يوم الأولى من هذه الحرب الطويلة، فهو كالتالي:

أولاً: لم تنجح إسرائيل في استعادة أي من أسراها المحتجزين في قطاع غزة بالقوة، بل إن من اكتشفت مكانه وحاولت تحريره انتهى به الأمر قتيلاً، فضلاً عن عدد آخر من الأسرى قتلوا في عمليات القصف العشوائي، التي يتعرض لها القطاع، ما يعني أن الأمر لم يتوقف عند عدم تحقيق هذا الهدف، بل إنَّ الحرب فاقمت المشكلة بدلاً من حلها.

ثانياً: ربما يكون الإسرائيليون قد أضعفوا حركة حماس، أو ضربوا بعض المواقع التابعة لها، لكن الأكيد أنهم لم ينجحوا في سحقها، كما أن قدرتها على إطلاق الصواريخ لا تزال على حالها، بل إن التحدي الكبير والمفاجأة الأكبر هو أن إطلاق الصواريخ يتم من شمال القطاع، أي من المنطقة التي أعلن الإسرائيليون سابقاً أنهم مسحوها وانتهوا من جزء كبير من عملياتهم العسكرية فيها.. فمن أين يخرج هؤلاء المقاتلون؟ ومن أين تنطلق هذه الصواريخ؟

ثالثاً: لم تنجح إسرائيل في اصطياد أي من قادة حماس في غزة على الإطلاق، فلا وصلت إلى الصف الأول منهم ولا حتى إلى الصف الثاني، أو مساعديهم، بل لم يتمكنوا من الوصول حتى إلى القادة السياسيين الذين عادة ما يسهل الوصول إليهم بسبب أنهم لا يتخذون الكثير من الإجراءات الأمنية.

رابعاً: أراد الإسرائيليون في الأيام الأولى للحرب تهجير سكان غزة بدفعهم إلى الهروب نحو مصر، فلم ينجح هذا المشروع في مئة يوم، ولا يبدو أنه من الممكن أن ينجح في ألف يوم، إذ تقول المعلومات بأن أعداداً كبيرة رفضوا حتى النزوح من منطقة الى أخرى داخل القطاع، وأعدادا كبيرة من الغزيين رفضوا حتى ترك منازلهم في الشمال والانتقال مؤقتاً إلى الجنوب، فضلاً عن الهروب إلى الخارج.

خامساً: هذه الحرب غيَّرت المنطقة بأكملها، فمن كان يتوقع من قبل أن يقوم اليمنيون بإغلاق مضيق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، فيحاصروا الاحتلال كما هي غزة محاصرة؟ ومن كان يتوقع هذه الهبة الشعبية من المحيط إلى الخليج لإدانة الاحتلال ونصرة الشعب الفلسطيني، وذلك بعد سنوات عجاف من التطبيع ومن محاولات طمس القضية الفلسطينية من عقول أبناء الشارع العربي؟

سادساً: لا شك في أن هذه الحرب غيرت المزاج العالمي بأسره، وفضحت الاحتلال، فهل كان أحد يتوقع بأن تمثل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة «الابادة الجماعية»؟ وهل كان أحد يتوقع أن تبدأ المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب ارتكبت بحق الصحافيين الفلسطينيين؟ وهل كان أحد يتوقع أن تتولى جنوب افريقيا ملاحقة دولة الاحتلال نيابة عن العرب والمسلمين؟ وهل كان أحد يتوقع أن يخرج الملايين في كل مدن العالم للتنديد بالاحتلال ومناصرة الشعب الفلسطيني؟ كلها أحداث لم يكن أحد يتوقعها ولو في أحلامه.

هذه حصيلة مئة يوم من الحرب الإسرائيلية الخائبة على غزة، وهذا هو مسار الأحداث هناك، مع ضرورة الإشارة بطبيعة الحال إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 24 ألف فلسطيني خلال هذه المئة يوم أغلبهم من النساء والأطفال.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة غزة حصيلة مئة يوم الفشل الإبادة الجماعية إطلاق الصواريخ الحرب الإسرائيلية مئة یوم من الحرب إطلاق الصواریخ فی مئة یوم هذه الحرب قطاع غزة یتوقع أن لم ینجح نجح فی

إقرأ أيضاً:

صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان إلى 37 ألفا و900 منذ طوفان الأقصى

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى "37 ألفا و900 شهيد و87 ألفا و60 إصابة" فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

وإلى جانب الضحايا، ومعظمهم أطفال ونساء، أسفرت الحرب الإسرائيلية التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، عن أكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

 

وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي للضحايا: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 23 شهيدا و91 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

 

وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و900 شهيد و87 ألفا و60 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي".

 

وشددت على أنه "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

 

وسبق وأن أعلنت الوزارة، الأحد، ارتفاع ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى "37 ألفا و877 شهيدا و86 ألفا و969 إصابة".

 

وتواصل قوات الاحتلال هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

 

كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

 

وللعام الـ18يحاصر الاحتلال قطاع غزة، وأجبر حربه نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.


مقالات مشابهة

  • في يومها الـ 271 - كم وصلت حصيلة شهداء وجرحى الحرب على غزة؟
  • ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 37925 منذ اندلاع الحرب 
  • الصحة في غزة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة بلغت 37925
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان إلى 37 ألفا و900 منذ طوفان الأقصى
  • بعد استشهاد الصحفي أبو شريعة.. حصيلة شهداء صحفيي غزة ترتفع لـ153
  • ارتفاع حصيلة قتلى الحرب في غزة إلى نحو 38 ألف شهيد
  • بعد مقتل الصحفي أبو شريعة.. حصيلة شهداء صحفيي غزة ترتفع لـ153
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • غزة.. ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • في يومها الـ 269 .. كم وصلت حصيلة شهداء وجرحى الحرب على غزة؟