أكد رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، أمام أبرز شخصيات العالم في السياسة والأعمال في دافوس، الثلاثاء، بأن الحواجز التجارية "التمييزية" تمثّل تهديدا للاقتصاد العالمي، في إشارة واضحة للولايات المتحدة.

جاءت تصريحات "لي" فيما ينشغل المشاركون في النسخة الـ54 للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد سنويا بمجموعة من المخاطر التي يواجهها العالم، لا سيما حربا أوكرانيا وغزة والتغيّر المناخي والتطوّر السريع للذكاء الاصطناعي.

وسيلقي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يحضر المنتدى شخصيا للمرة الأولى، خطابه في وقت لاحق فيما يسعى لحشد الدعم من حلفائه بعد عامين من الحرب مع روسيا.

وتحدّث "لي" بعد أيام على انتخابات تايوان التي خيّم عليها التوتر نهاية الأسبوع، علما بأن بكين تعتبر الجزيرة جزءا من الصين.

لكن المسؤول الصيني الأرفع الذي يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي منذ العام 2017 لم يتطرّق إلى الانتخابات، وفضّل بدلا من ذلك التركيز على التجارة واقتصاد بلاده والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن "تدابير تجارية واستثمارية تمييزية جديدة" تظهر كل عام، و"أي عقبات أو عراقيل يمكن أن تبطئ أو توقف عجلة الاقتصاد العالمي".

ولم يذكر "لي" أي بلدان بالاسم، لكن بكين دخلت في خلافات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بشأن التجارة في السنوات الأخيرة، خصوصا في ما يتعلّق بالتكنولوجيا المتقدّمة والطاقة النظيفة.

ارتفع منسوب التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في عهد دونالد ترامب، وهو أمر تواصل في عهد الرئيس جو بايدن.

وفي أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تشديد القيود على صادرات الشرائح الإلكترونية المتطورة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ما أثار حفيظة بكين.

في الأثناء، أطلق الاتحاد الأوروبي تحقيقا في الدعم الذي تقدّمه الدولة الصينية لقطاع تصنيع المركبات الكهربائية.

وقال "لي" "هناك أمثلة عديدة على تقويض مزاجية طرف واحد الثقة المتبادلة مع الآخرين"، من دون أن يذكر دولة بعينها.

لكن لطالما اشتكت الشركات الأميركية والأوروبية من العقبات التي تواجهها في القيام بأي أعمال تجارية في أجواء قائمة على التكافؤ في الصين.

دعم أوكرانيا

ويشارك "لي" منتدى دافوس مع زيلينسكي الذي اجتمع مع مجموعة "رؤساء تنفيذيون من أجل أوكرانيا"، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

تحاول كييف جاهدة ضمان عدم تراجع الدعم من حلفائها في ظل أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لا سيما أن انتباه العالم انصرف مؤخرا إلى الشرق الأوسط، حيث تسود مخاوف من إمكانية اتساع رقعة الحرب الدائرة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.

وقال بلينكن بعد المحادثات "نحن عازمون على مواصلة دعمنا لأوكرانيا".

ويعرقل الجمهوريون في الكونغرس الأميركي تجديد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وتشعر كييف وحلفاؤها بالقلق من تراجع الدعم في حال فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية في وقت لاحق هذا العام.

وسيعقد قادة الاتحاد الأوروبي محادثات الشهر المقبل في مسعى لإقرار حزمة دعم لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (55 مليار دولار)، استخدمت المجر في ديسمبر حق النقض لمنع تمريرها.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في خطابها أن على حلفاء أوكرانيا ضمان حصول كييف على دعم ثابت.

وقالت "يمكن لأوكرانيا أن تنتصر في هذه الحرب. لكن علينا مواصلة دعم مقاومتهم".

واستُقبل زيلينسكي بتصفيق حار ووقف الحاضرون لدى دخوله اجتماعا مغلقا لمجموعة "رؤساء تنفيذيون من أجل أوكرانيا".

وأفاد قطب قطاع التعدين في أستراليا، أندرو فوريست، بأن الرؤساء التنفيذيين أعربوا عن دعمهم "الكامل" لزيلينسكي.

الذكاء الاصطناعي

هيمن ملف الذكاء الاصطناعي أيضا على المباحثات، بعدما أظهرت أمثلة عديدة العام الماضي مدى التقدّم المذهل الذي حققه القطاع.

ورغم الحماسة السائدة في هذا الصدد إلا أن التهديدات، التي يشكلها الذكاء الاصطناعي باتت تثير القلق أيضا.

وأفاد المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي، بأن التضليل الذي يقوده الذكاء الاصطناعي قبل الانتخابات في مختلف الدول، بما فيها الولايات المتحدة، يعد من أكبر المخاطر العالمية خلال العامين الجاري والمقبل.

وأكد "لي" على ضرورة وضع "خط أحمر" في ما يتعلّق بتطوير الذكاء الاصطناعي، لضمان عدم اقتصار الفائدة التي يأتي بها القطاع على "مجموعة صغيرة من الناس".

وشدد على أن "الحوكمة الجيّدة" ضرورية لهذا القطاع، وأن على العالم تجنّب "الانقسام القائم على المعسكرات أو المواجهة" في ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي.

وأما فون دير لايين، فقالت إن "على أوروبا تحقيق تقدّم" في ما يتعلق بهذا القطاع و"تقديم مثال على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لي أوكرانيا غزة التغي ر المناخي فولوديمير زيلينسكي المنتدى الاقتصادي العالمي الولايات المتحدة الصين دونالد ترامب جو بايدن الاتحاد الأوروبي أنتوني بلينكن الذكاء الاصطناعي رئيس الوزراء الصيني دافوس دافوس 2024 لي أوكرانيا غزة التغي ر المناخي فولوديمير زيلينسكي المنتدى الاقتصادي العالمي الولايات المتحدة الصين دونالد ترامب جو بايدن الاتحاد الأوروبي أنتوني بلينكن الذكاء الاصطناعي أخبار الصين الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«الإمارات العلمي» ينظم «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»

دبي:  محمد نعمان
نظّم نادي الإمارات العلمي التابع لندوة الثقافة و العلوم المجلس الرمضاني السنوي الخامس عشر تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»، في مقر الندوة بدبي، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وبحضور بلال البدور، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، والدكتور سهيل البستكي، الرئيس التنفيذي للعلاقات المجتمعية لتعاونية الاتحاد.
أدار الجلسة الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي ورئيس نادي الإمارات العلمي.
وشهدت الندوة تفاعلاً من الحضور الذين طرحوا أسئلة عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحديات المرتبطة به، فيما أكد المتحدثون أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية والخاصة لتسريع تبني هذه التقنيات وتطويرها.
وركزت مناقشات الندوة على توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، حيث تطرّقت إلى التطبيقات الصحية، والاستدامة البيئية، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والتعليم الشخصي والذاتي، والسياحة الذاتية والرقمية، وأتمتة النقل، إضافة إلى استكشاف علوم الفضاء.
الاستثمار في التكنولوجيا
وأكد د. عيسى البستكي، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل أصبح محركاً رئيسياً للتغيير والتطوير في مختلف جوانب الحياة، وتأثيره غير المسبوق سيمتد إلى المجتمعات والاقتصادات في العالم، ما يجعل الاستثمار في هذه التكنولوجيا ضرورة استراتيجية.
وتحدث د. محمد العلماء، رئيس جمعية الإمارات لجراحة المخ والأعصاب، عن توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، الذي سيحدث نقلة نوعية في القطاع الصحي خلال السنوات العشر المقبلة.
وأكد د. عبداللطيف الشامسي، مستشار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على إعداد المواهب للتعامل مع هذه التقنيات الحديثة. مشيراً إلى ضرورة تمكين كل طالب من التعلم الفردي وتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراته.
تحليل البيانات
وأكد سعيد المنصوري، مدير إدارة الاستشعار عن بُعد في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محورياً في تحليل البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية، ما يسهم بشكل كبير في دعم صناع القرار في مختلف القطاعات الحيوية.
وأكد المهندس مساعد الحمادي، مدير إدارة الاستراتيجية وحوكمة التقنيات لقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، أهمية تطوير بنية تحتية رقمية متكاملة لدعم هذا التحول، لأن هيئة الطرق والمواصلات في دبي تضع استراتيجيات متقدمة للاستفادة من هذه التقنيات في تطوير خدمات النقل وتعزيز كفاءتها.
وأشار د. عبدالرحمن المعيني، الوكيل المساعد لقطاع الملكية الفكرية بوزارة الاقتصاد، إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في دعم وتنمية القطاعات الاقتصادية، مؤكدًا أن هناك توجهاً استراتيجياً لمضاعفة الدخل القومي وتعزيز الابتكار والتجارة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يرعى المسنين في الصين
  • «الإمارات العلمي» ينظم «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • الاقتصاد الصيني يظهر بوادر تحسن وسط تصاعد الحرب التجارية
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • حروب ترامب التجارية تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة التضخم حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • منظمة: الحرب التجارية الأميركية تهدد النمو الاقتصادي العالمي وترفع التضخم
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • الذكاء الاصطناعي الصيني يهدد بيانات المستخدمين لشركة أمريكية