عربي21:
2025-03-11@07:10:05 GMT

هنا الجنوب.. الفرصة الوحيدة لعالم جديد!

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

يتضح باستمرار أنّ سلاح الولايات المتحدّة الأهمّ لفرض إرادتها على العالم هو هيبتها، هذه الهيبة لا أحد يشكّ في أنّها مُستمدة من قوّة الدولار والأسلحة الفتاكة ومن ميراث الاستعمار الذي صاغت به النخبَ التابعة لها في العالم، ولا ينبغي أن يفوت، والحالة هذه، ذلك البريق الذي تتبهرج به الهيبة، بلد الأحلام والحرية والفرص التي لا تنفد، بلد الثقافة الأخاذة التي تسلب العالم وعيه بالسينما والموسيقى ونمط الحياة الأمريكي، وتلفّ العالم بالتقنيات التي لا تكاد تتنافس إلا فيما بينها، فإن أطلّ أحد برأسه إلى ميدان المسابقة، يُحتوى بنعومة، أو يُحطم بلا رحمة.

. هذه أمريكا المُرعِبة والمُحببة.

يمكن الجزم بأن أمريكا هي هكذا في قلوب النخب العربية الحاكمة، هلع يملأ أفئدة رجال تلك النخبة ويكاد يسقط بها تحت أقدامهم، وغرام بكل شيء فيها، ربما حتى بالديمقراطية التي لا يحبّون استنساخها في بلادهم؛ إذ يمكن للمرء أن يقع في غرام ما يكره، وانجذاب دائم إليها يُشعر بدرجة من قلّة الحيلة أقرب إلى الهوان، هوان التابع الأبديّ، هوان المربوط من قديم بحبل خفيّ، وحزن غامض إزاءها، حزن مفتول من تلك الخيوط الثلاثة: الهلع، والغرام، والهوان، كعاشقة لا تجد من سيّدها إلا الإذلال المزخرف بالغواية.

أيّ شيء يَحُطّ تلك النخب عن الارتفاع ببلادها عمّا هي عليه؛ وهي تملك كلّ هذه المضائق والممرّات المائية والثروات الطبيعية والمواقع الاستراتيجية، بحيث تُحرز سيادتها وتحرّر إرادتها وتفرض نفسها على هذا العالم؟! فلتوضع هذه النخب اليوم في ميزان الحرب الغزّية، لتخرج منه بوزن صفريّ، وبقيمة مُستفادة من الانصهار في كفّ الإرادة الأمريكية
وإلا فأيّ شيء يَحُطّ تلك النخب عن الارتفاع ببلادها عمّا هي عليه؛ وهي تملك كلّ هذه المضائق والممرّات المائية والثروات الطبيعية والمواقع الاستراتيجية، بحيث تُحرز سيادتها وتحرّر إرادتها وتفرض نفسها على هذا العالم؟! فلتوضع هذه النخب اليوم في ميزان الحرب الغزّية، لتخرج منه بوزن صفريّ، وبقيمة مُستفادة من الانصهار في كفّ الإرادة الأمريكية.

الهيبة الأمريكية اختُبِرَت مرات عديدة في العالم، وليس ثمّة حاجة لاستدعاء انكشافها في غير المجال العربيّ والإسلامي، فقد كانت تلتقط أنفاسها وهي تجرّ خيبتها مُستترة بليل أفغانستان، في نهاية لاحتلال دام عشرين عاما؛ لم يتبق منه إلا السلاح الذي لم تحتمل خفة الهروب الليلي حمله، وإذا كان لَيلُ الأمريكي فجرَ الأفغاني، فقد كان في الحقيقة التاريخية بداية الفجر العالميّ، وبالأحرى بداية فجر الجنوب العالميّ، وكأيّ فجر فإنّه ينتزع ضوءه من الظُلمات الكثيفة، وفي التاريخ والجغرافيا، وفي الصراع والتدافع؛ يليق بكلّ انتزاع ذلك الألم الفَجريّ العنيف!

وكأيّ إمبراطورية مرتبكة بين القوّة الطاغيّة الظاهرة، وبين الإدراك المشوش لانحسار الهيبة؛ فإنّها لا تتعلّم من أخطائها. مأساة المفرط في قوته؛ في كون هذه القوّة تأتي على بصيرته، فالعيون الأمريكية وبقدر ما هي معزّزة بكلّ ما لم يخطر على قلب بشر من قبل من وسائل الرؤية البعيدة وأدوات الاستشعار؛ فإنّها مُغلّفة بالدولار، وكأنّ الرأس الأمريكي ممسوكا دائما بقبضات المتغطرسين الأثرياء، وعَمى القويّ في كونه لا يمكنه رؤية قوّة الضعيف، وهكذا تحاول أمريكا مرتبكة إخافة الفقراء في اليمن، الذين لا يملكون ما يخافون عليه، تماما كما اندفعت غريزة المحو الإسرائيلية لدفع الغزّي للاستسلام بعدما لم تُبِق له ما يخشى عليه. تَشبيه القويّ بالثور الهائج بديع، والحالة هذه.

ها هي الإمبراطورية لا تملك أيّ خيارات في دعمها لحرب الإبادة الإسرائيلية، إلا رمي الصواريخ على اليمن، فيردّ اليمنيون بضربة مباشرة لباخرة أمريكية. هل يفكر الأمريكان، حقّا، في غزو جبال اليمن؟! هل يفكرون في تجربة أفغانية، ولكن عربية هذه المرّة تُجهز على ما تبقى من الهيبة الأمريكية؟! ماذا فعلت قنابلهم الطُّنّيّة المخترقة للتحصينات في غزّة المُلقاة من طائراتهم أو من الطائرات الإسرائيلية؟! وماذا فعلت طائراتهم التجسسية في سماء غزّة وأجهزة تنصّتهم المحيطة بها؟! وماذا فعلت فرقهم الخاصة المساندة للقوّات الإسرائيلية المنهكة؟! وهذه غزّة، الضيقة المنبسطة صغيرة المساحة، فماذا لهذا الأمريكي في اليمن؟!

الأمريكي يرمّم هيبته في نفسه، وهو لا يكاد يصدق، فقط لأنّ قوته عمياء، أنّ غطرسته مشروع مفتوح للتمريغ الدائم في تضاريس الكرة الأرضية، في غاباتها ورمالها وجبالها ووديانها وبحارها، من فيتنام إلى العراق إلى أفغانستان إلى غزّة إلى اليمن.

وحدها النخب العربية الحاكمة التي تعتقد أنّ الأمريكي مطلق القدرة، نافذ الإرادة، ولكن الفقراء في أفغانستان والعراق واليمن وغزّة، لم يؤمنوا بذلك أبدا، ويستخدمون سلاحا غريبا عن تلك النخب، وهو الإيمان بأنّ القدرة المطلقة والمشيئة النافذة لله وحده، وأنّ الصراع هو بين الإرادات، لا بين القوى المادية. وصراع هذا حاله، لا يلزمه بعدَ الإيمان ذاك؛ إلا الاستعداد بالاستطاعة الممكنة، والصمود، ومن لم تكن له تجربة صمود تُعرَف، كيف له أن يعرف قيمة الصمود في صراع كهذا، وكيف له ألا يراه شعارا أو خطابة أو إنشاء فارغا؟!

ها هو المنطق، وها هي الأخلاق، في الجنوب فقط، حيث الضعفاء وحدهم، ولأنّهم ضعفاء فقط فوحدهم من يملك إرادة مواجهة الأقوياء، وإعادة التوازن، العقل والأخلاق، للعالم، ولأنهم فقراء فلا شيء يخشون عليه إلا إيمانهم وكرامتهم وإراداتهم
من أدنى ظروف المكابدة التي يمرّ بها المرء في حياته الشخصية صعودا في واجبه العامّ واصطفافا إلى جانب فقراء العالم؛ لا شيء أثمن ولا أقوى من هذا الصمود، ينتزع به المرء إنجازه، أو في أقلّ الأمر يحافظ به على كرامته واحترامه لنفسه، لذلك، لا عجبَ أنّ بعض المثقفين والمعقبين على الشأن العام، وعلى هذه الحرب الدائرة، حتى من موقع الانتصار للمظلومين، لا تجد لهم في رؤاهم القلقة والمضطربة مكانة للصمود؛ قيمة ومعنى، فإدراك القيمة المادية للصمود لا يتأتى إلا من الإيمان والتجربة، والصمود في معناه العام هو رفض الاستسلام، لا ساعة المواجهة فحسب، بل في كلّ ساعة، وأن تتعلّم الوقوف بعد كلّ كبوة، والاشتعال بعد كلّ انطفاء، والبناء بعد كل هدم، والترميم بعد كلّ إتلاف.

ها هم الفقراء في غزّة قد ألقوا عود ثقابهم المشتعل على العالم الجافّ، وها هو صداهم في اليمن يثبت أنّ أمريكا تطبق على العالم بهيبة يمكن الوقوف إزاءها، وإظهار الصلابة نحوها، وها هي جنوب أفريقيا تضع "إسرائيل" في قفص الاتهام، ومعها ذلك العالم الذي يُسمّي نفسه بكلّ وقاحة، "العالم الحرّ"، إذ إنه حرّ في انتهاك بقية العالم واستضعافه وسرقته والتسلط عليه ونهب ثرواته، "العالم الحرّ" الذي يرى "إسرائيل" حرّة في إبادة من تشاء وتهجير من تشاء، في ضَربٍ من السياسة المُعدمة من كلّ منطق يمكن التفاهم معه، ومن كل خُلُق يمكن التعويل عليه.

ها هو المنطق، وها هي الأخلاق، في الجنوب فقط، حيث الضعفاء وحدهم، ولأنّهم ضعفاء فقط فوحدهم من يملك إرادة مواجهة الأقوياء، وإعادة التوازن، العقل والأخلاق، للعالم، ولأنهم فقراء فلا شيء يخشون عليه إلا إيمانهم وكرامتهم وإراداتهم.

هنا الجنوب.. الفرصة الوحيدة لعالم جديد.

twitter.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن امريكا غزة اليمن القوة النظام العالمي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بعد کل

إقرأ أيضاً:

مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟

(CNN) -- لا يزال موعد نهائيات كأس العالم 2026 على بعد أكثر من عام، لكن كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال السفر يحذرون من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تواجه صعوبة في تنظيم البطولة بشكل فعّال ما لم يتم إجراء تغييرات كبيرة بسرعة.

وقال جيف فريمان، رئيس رابطة السفر الأمريكية والرئيس التنفيذي لها، وويليام هورنباكل، رئيس مجلس إدارة شركة "MGM Resorts" والرئيس التنفيذي لها، لـ CNN Sport إن لديهما مخاوف حقيقية بشأن ما إذا كان نظام السفر الأمريكي مستعداً للتعامل مع تدفق المسافرين الأجانب المتوقع قدومهم خلال البطولة.

وتتعدد المخاوف، فقد تثني فترات الانتظار الطويلة للحصول على الموافقات على تأشيرات المشجعين الآلاف عن محاولة القدوم إلى الولايات المتحدة لحضور البطولة.

وقد تؤدي التكنولوجيا القديمة ونقص الموظفين إلى انتظار الزوار الذين يصلون إلى الولايات المتحدة لفترة طويلة لإنهاء إجراءات الجمارك، وقد تمتد الطوابير الطويلة لتجاوز الإجراءات الأمنية إلى خارج المطارات.

وقال فريمان إن الوقت ينفد لمعالجة قائمة المخاوف، حتّى لو كان موعد البطولة لا يزال على بعد أكثر من 15 شهراً، رغم أنه أكد أنه يأمل في أن تتمكن الإدارة من تصحيح المسار.

وأضاف: "إن الوقت ينفد منا، فلم يتبقَ لنا سوى 16 شهراً قبل انطلاق البطولة، لدينا 3 مواقع في كندا، وموقع واحد في المكسيك، هناك زوار سيرغبون في الانتقال عبر الحدود إلى هنا، كيف سيعمل هذا؟..نود أن نرى المزيد من الإلحاح للوصول إلى حقيقة الأمر".

وتابع: "أين الحاجة الملحة للتركيز حقاً على ما يلزم لجعل هذا الحدث ناجحاً، بالطريقة الّتي نسير بها، سنواجه صعوبات، لكن لم يفت الأوان بعد لتخصيص الموارد للتركيز على بعض هذه العقبات الرئيسية وضمان أن تظهر أمريكا، كما طلب الرئيس، وتحظى بأعظم كأس عالم على الإطلاق".

وفي تصريح لشبكة CNN، قال متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن الاتحاد يعمل مع الحكومة الأمريكية للتأكد من نجاح البطولة، وهي واثقة من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفعل ما هو ضروري، لجعل المنافسة عملية مبسطة للجماهير في جميع أنحاء العالم.

وأكمل: "نواصل العمل مع مختلف الإدارات والوكالات التابعة للحكومة الأمريكية، لضمان قدرة الولايات المتحدة على الاستفادة من هذه الفرصة الّتي تأتي مرة واحدة في الجيل للاستفادة من مليارات الدولارات من الفوائد المالية الإيجابية، وجمع الملايين من الناس من دول ومجتمعات مختلفة للاحتفال في الولايات المتحدة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "من الجدير بالذكر أن الإدارة الحالية كانت في السلطة أثناء عملية تقديم عروض الترشح لاستضافة البطولة لعام 2026، ووقعت على الضمانات الحكومية كجزء من تلك العملية".

ومن المتوقع أن يجلب الاحتفال الّذي يستمر شهراً ملايين الضيوف الأجانب إلى الولايات المتحدة، ما بين 6 و8 ملايين، وفقاً لتقديرات رابطة السفر الأمريكية، كما من المتوقع أن يؤدي تدفق المسافرين إلى إجهاد النظام، خاصة وأن الحكومة الفيدرالية تتعرض لضغوط هائلة من ترامب وإيلون ماسك لخفض التكاليف.

وتقدر رابطة السفر أن أكثر من 3 ملايين شخص سينتقلون عبر مطارات أمريكا حوالي 50 مرة في عام 2026، مقابل 5 مرات في عام 2024.

قال جيف فريمان: "نحن نعلم بالفعل أن هذا الطلب المتزايد، سوف يغمر النظام، الأمر ليس مسألة: هل سيحدث ذلك؟ سوف يحدث ذلك، لم يتم بناء النظام للتعامل مع الطلب الذي لدينا".

في حين أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، أن دونالد ترامب يبذل قصارى جهده لإنجاز الحدث بسلاسة.

وقال روجرز: "الرئيس ترامب من عشاق الرياضة ورجل الاستعراض الأسطوري، وسوف يعمل على تنظيم حدث مذهل يبرز عظمة أمريكا، مع ضمان سلاسة الخدمات اللوجستية لجميع الرياضيين من الطراز العالمي والضيوف الحاضرين".

تحذيرات بشأن كوابيس السفر


رسم فريمان وهورنباكل صورة لكيفية ظهور نظام السفر عندما يصبح مثقلاً بالأعباء، وهي ليست صورة جميلة.

قال جيف فريمان: "إذا لم نكن مستعدين، فستكون هناك طوابير طويلة خارج المطارات، الطوابير الطويلة خارج المطارات تشكل مشهداً رائعاً (لكاميرات التلفزيون)، ولا أعتقد أن أي شخص يريد أن يحدث ذلك، أليس كذلك؟"

يمكن أن تكون الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش الجمركية للمسافرين الأجانب الذين يصلون إلى الولايات المتحدة والأمريكيين العائدين إلى ديارهم بمثابة كابوس.

قال فريمان على الرغم من أن جداول شركات الطيران يمكن التنبؤ بها ومعروفة في الغالب، إلا أن المسافرين الذين لا يمتلكون نظام الدخول العالمي يقضون أحياناً ساعتين أو أكثر في طابور فقط، لإخبار موظف الجمارك أنه ليس لديهم ما يعلنون عنه.

قال فريمان عن الزوار الأجانب: "هل هذا هو الترحيب الذي يتلقونه في الولايات المتحدة بعد الطيران هنا لمدة 14 ساعة، ما يدفعني للجنون في هذا الأمر هو أنه لا يوجد شيء أكثر قابلية للتنبؤ به من موعد هبوط الطائرة وعدد الأشخاص على متنها، ولا يوجد عذر لوضع الناس في مثل هذا الموقف".

قال متحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود في بيان إنهم "مستعدون لتنفيذ استراتيجية شاملة، لتسهيل السفر لضمان عدم مواجهة المسافرين الدوليين الذين يحضرون كأس العالم لتأخيرات غير ضرورية في مطاراتنا الدولية وموانئ الدخول البرية".

على سبيل المثال، في المدن المضيفة، ستتمكن هيئة الجمارك وحماية الحدود من تعديل الموارد وقدرة الأفراد على أساس يومي لتقليل أي تأثير على أوقات الانتظار.

قال المتحدث: "ستكون هذه هي أولويتنا القصوى، نحن ندرك أن العديد من الزوار ستكون هذه هي المرة الأولى الّتي يقومون فيها بمراجعة هيئة الجمارك وحماية الحدود".

وقيل إن العديد من التأخيرات ناجمة عن عدم الإلمام بالقوانين واللوائح الأمريكية، لذا ستطلق هيئة الجمارك وحماية الحدود حملات توعية تهدف إلى إخبار الزوار بما يحتاجون إلى معرفته قبل السفر إلى الولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث أنهم يعملون أيضاً على تكثيف استخدامها لتكنولوجيا القياسات الحيوية وقدرات التفتيش الأخرى، إلى جانب تدريب مسؤولي الجمارك، وتُستخدم القياسات الحيوية للوجه الآن في جميع نقاط الدخول في مطارات الدولة الدولية البالغ عددها 55 مطاراً، و39 ميناءً بحرياً، وجميع ممرات المشاة المؤدية إلى البلاد.

كما يُشجعون المسافرين على التسجيل في برامج المسافرين الموثوق بهم التابعة لـ هيئة الجمارك وحماية الحدود والّتي يمكن أن تساعد في تسريع الدخول إلى الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع مراقبة جوازات السفر عبر الهاتف المحمول.

ومع ذلك، تدرك هيئة الجمارك وحماية الحدود أن هذا سيكون تحدياً وأن زيادة عدد المسافرين قد تؤثر على أوقات المعالجة، وسيعمل مكتب العمليات الميدانية التابع لهيئة الجمارك وحماية الحدود من خلال سلسلة قيادة موحدة مع وزارة الأمن الداخلي والسلطات الفيدرالية والولائية والمحلية الأخرى، لضمان المعالجة الآمنة لهؤلاء الركاب.

وقال المتحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية: "باعتبارها الخط الأمامي لأمريكا، ستكون هيئة الجمارك وحماية الحدود مسؤولة عن ضمان معالجة مشجعي كرة القدم القادمين من جميع أنحاء العالم بكفاءة وسرعة، مع ضمان أعلى مستويات الأمن القومي".

هناك مخاوف أخرى، إذ يؤدي نقص مراقبي الحركة الجوية إلى كفاح بعض المطارات لمواكبة الطلب على المزيد من الرحلات الجوية القادمة والمغادرة، ووفقاً لفريمان وهورنباكل، فإن التكنولوجيا المستخدمة لتشغيل نظام مراقبة الحركة الجوية عفا عليها الزمن، إذ سخر كلاهما من الاستخدام المستمر للرادار لتتبع الطائرات بدلاً من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وقال فريمان إن طرح آلات المسح عالية التقنية الّتي يمكنها فحص حقائب اليد بسرعة ودقة، لن يكتمل في جميع مطارات الولايات المتحدة حتّى عام 2042.

وقال فريمان إن كل هذا يؤدي إلى شيء واحد وهو أن الولايات المتحدة تتخلف عن الدول الأخرى، عندما يتعلق الأمر بتسهيل السفر إلى داخل البلاد وخارجها، وقد تتكشف هذه القضايا عندما يبدأ العالم في الوصول إلى الحدث الرياضي الأكثر شعبية في العالم.

وقال فريمان: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين على حقيقة أن لدينا نظاماً متقدماً في السن يكافح لمواكبة الطلب الّذي لدينا الآن، ناهيك عن ما سيحدث في السنوات القليلة القادمة".

دعوة للبيت الأبيض لتولي السيطرة

كان ترامب في منصبه عندما تمّ منح حق استضافة كأس العالم للولايات المتحدة والمكسيك وكندا في عام 2018، وهو ينظر إليه على أنه إنجاز عظيم، لدرجة أنه يمكن أحياناً رؤية نسخة طبق الأصل من كأس المسابقة جالسة خلف مكتبه في المكتب البيضاوي.

وتحدث الرئيس عن البطولة باعتبارها فرصة لاستعراض الوطنية والتأكد من تفوق عرض الولايات المتحدة على بقية العالم عندما يأتون لزيارتها، مؤكداً: "ستكون البطولة حدثاً خاصاً، أعتقد أنه سيكون شيئاً خاصاً حقاً".

الجمعة، وقع ترامب، بحضور رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، على أمر تنفيذي يقضي بتشكيل فريق عمل تابع للبيت الأبيض خاص بمونديال المنتخبات 2026، على أن يشرف على الاستعدادات للحدث الكروي الأكبر، وهذا ما دعا إليه جيف فريمان وويليام هورنباكل في وقت سابق.

وقال إنفانتينو: "شكراً لك يا سيدي الرئيس على تشكيل فريق العمل هذا، لأنه من المهم أن يشعر كل من يأتي إلى أمريكا بالأمان والترحيب، ولهذا السبب من المهم أن تشكل الحكومة فريق العمل في البيت الأبيض برئاسة الرئيس نفسه".

مقالات مشابهة

  • في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • إذ أراد الجيش انتصار بالخرطوم عليه التصدي بشكل حاسم لظاهرة الشفشفة في المناطق التي يستعيدها
  • اليمن يفرض معادلة الحصار بالحصار
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ومناشدة لذوي الضمائر الإنسانية حول العالم
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ويناشد ذوي الضمائر الإنسانية حول العالم
  • مفتي عُمان: نشكر ونقد موقف أبطال اليمن الصارم وإنذارهم العدو بشد الحصار عليه
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم