(1) هل استمعت للقاء السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في قناة الجزيرة مباشر ( الاثنين 15 يناير 2024م) ؟
من كثرة ما سمعت من تعليقات سالبة وناقدة وناغمة شككت في سمعي وتقديرى واعدت استماعه مرة اخرى ويمكن وصفه بإنه (حصيف) وإجاباته تمثل مواقف (رجل دولة).. دعنا من الاراء المتعجلة والنظرات ذات الزاوية الواحدة ، واخذ الأمر دون تمعن وخلفيات ، ولنقرأ اللقاء بتفاصيله.

.
وغالب الظن عندى أن بعض التعليقات حول اللقاء صادرة عن جهة تهدف للتفتيت والتشكيك فى المواقف الوطنية وإحداث خرق فى الجبهة الوطنية.. وسآتيك بالتفاصيل..
استغرق اللقاء 47 دقيقة ، ويمكن القول أنه ركز على ثلاثة موضوعات رئيسة (لقاء البرهان وحمدوك واستغرق 28 دقيقة) ، و زيارات مبعوث الأمم المتحدة رمضان العمامرة ونال 6 دقائق وحظيت مواقف القوى السياسية وقحت وتقدم ببقية البرنامج وتحديدا من الدقيقة 34 أى 13 دقيقة ، ودارت حولها الكثير من الأسئلة والاستدراكات وبعض المقاطعة ، ولكن اداء عقار هادىء ودقيق وموزون ، وأكثر مدة تحدث فيها استغرق 5 دقائق و35 ثانية فى بداية الحلقة شرح فيها لماذا قاطعوا إجتماع الإيقاد.. وهي زبدة اللقاء..
ومن حيث التلقائية ، فإن اجابات عقار كانت سلسة ومرتبة ، واكثر من ذلك تنم عن معرفة بخبايا اللقاءات التلفزيونية والقدرة على النفاذ للغاية الأساسية ، فلم يفوت فرصة التعليق والاضافة فى ثنايا اجاباته ولم ينفعل بقضايا انصرافية واستمع جيدا لبعض الأسئلة واجاب عليها وما حامت حوله..
(2)
وكذلك توصيفاته ، فقد حرص على إضافة كلمة (قوات الدعم السريع المتمردة) ووصف الحرب بانها وجودية و أن هناك مرتزقة أجانب ، وهناك جرائم ارتكبتها (المليشيا) من (نهب واغتصاب وتغيير ديمغرافي وإحتلال منازل وطرد مواطنين واحتلال البيوت ودفن الناس أحياء..الخ) ، ألقى بكل ما يريده خلال حديثه وبشفافية ومباشرة..
ومن حيث المواقف فإنه ثبت اربع نقاط اساسية:
– السعى للسلام ، وانفتاح الحكومة على أى خيارات ايجابية..
– يأتى ذلك مع الحفاظ على مصالح المواطنين وسيادة الدولة السودانية دون تفريط..
– انفتاح على القوى السياسية دون تمييز حيث اضاف (اللقاء مع قحت مثله وبقية القوى السياسية دون تميز)
– أن حل القضية سودانى ، ولا أحد يفرض علينا خياراته
(3)
سعى البعض لاختطاف حوار عقار تأسيسا على اجابته حول قصف الطيران والنفرة الشعبية ولقاء قحت ، ونورد لكم نصا ما قال :
– (اثناء الحرب تكون مهمتك تدمير العدو بأى وسائل ممكنة وقد تحدث بعض الأخطاء وتقع بعض الحوادث (ولكن ما بال المجتمع الدولى يصمت على جرائم دفن الناس احياء)..
– (الإستنفار نتيجة غضب الناس من انتهاكات الدعم السريع و مهمة الحكومة هى كيفية إدارة ذلك الغضب وتنظيمه وهذا شىء طبيعي والحكومة قادرة على ذلك) ، وبالمناسبة فإن السؤال عن الإستنفار جاء على لسان مقدم البرنامج وضمن سرد عقار عن لقاءه مع العمامرة ومخاوف الاخير حول ذلك ..
– وعن لقاء تقدم و قحت ، قال أنهم تقدموا بطلب ونحن (هكذا) ناقشناه فى مجلس السيادة ، ووافقنا عليه ضمن مقابلات القوى الاخرى ، واضاف عبارة مهمة ( الكثير من السودانيين يرون أن تقدم أو قحت يرون أنهم الجناح المدنى للدعم السريع وهذا الاتهام يقال بشدة ولذلك لا اري أن مقابلاتهم مع حميدتى ستؤدى للسلام)..
(4)
لا يمكن فصل بعض الاجابات عن سياق الأسئلة ، خاصة حين تتجاوز كونها مجرد إستفسار إلى (كمين) أو إفتراض أو قناعات ، وحتى لا نأخذ الأمور دون تبيان فأننى أشير لبعض الأمثلة:
– منذ أول سؤال (اوحى مقدم البرنامج أن رفض المشاركة فى إجتماع الإيقاد هو رفض للسلام) ، وكان بإمكانه توليد الأسئلة بدلا عن ذلك السؤال الإيحائي ..
– إلقاء جملة عرضية (العالم كله لا يرى ان حميدتى يقود مليشيا إلا أنتم إلا الحكومة السودانية ) ، فهذه محاولة تثبيت قناعاته..
– ومن ذلك سؤاله عن استمرار الحرب واضاف (مع المقاومة الشعبية) بما يعطى ايحاء أنها تأجيج واستمرار للحرب ، وفات عليه أنها جاءت بعد 9 شهور من الحرب وبعد مشاهدة ومعايشة جرائم الدعم السريع فى مختلف ولايات السودان ..
– وأكثر من مرة سأل مقدم البرنامج ضيفه عقار عن رأيه الشخصي ، وهذا معيب ، خاصة إذا كانت الإستضافة من مقر عمله وعلى راس مهامه..
ومع ذلك ، فأننى ادعم حق الصحفي فى طرح أسئلته دون تحميله اى أثقال سياسية..
(5)
من خلال هذا اللقاء ، فأننى أعتقد أن مواقف عقار تطورت كثيرا ، من موقف محايد واقرب إلى الوسيط ، إلى توصيف دقيق للحرب فى خطابه بمناسبة اعياد الميلاد (ديسمبر 2023م) ، وحتى هذا اللقاء ، وتميز بصدقية عالية ووضوح فى طرحه والابتعاد عن المواقف المتلونه..
– حرص فى إجاباته على رايه كرجل دولة ، وضمن فريق متكامل ، ووظف اللقاء لذلك بوضوح ودون تردد
ويبقى ملاحظة أخيرة ، هناك كثير من الساعين للفتنة واثارة الغبار وفيكم (سماعون لهم) ، وفى أيام الظروف الحرجة فإن التثبت أولى من التخبط..
حفظ الله البلاد والعباد

د.ابراهيم الصديق علي
الثلاثاء 16 يناير 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يشارك في لقاء رئيس جمهورية أذربيجان برفقة شيخ الأزهر

شارك الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بصحبة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في لقاء برئيس جمهورية أذربيجان، السيد إلهام علييف، وذلك على هامش قمة باكو COP27، وقد ناقش اللقاء التعاون بين مصر وأذربيجان في دعم رسائل السلام وتعزيز دور المؤسسات الدينية في مواجهة النزاعات.

 

دار اللقاء حول أهمية التعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في أذربيجان لنشر الفكر الوسطي الذي يحارب الأفكار المتطرفة، وأكد أن الأزهر الشريف يمثل منارة علمية ودينية تسهم في نشر الاعتدال وتعزيز ثقافة التعايش بين الشعوب، ويعد مركزًا حيويًّا للتعلم، حيث تخرج فيه علماء أجلاء أسهموا في تطوير الفكر الإسلامي والحضارة الإنسانية، ويحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على التراث الإسلامي ونقله للأجيال القادمة.

 

كما تناول اللقاء الدور الحيوي الذي تلعبه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية في تعزيز السلام المجتمعي ونشر ثقافة التسامح والتعايش، وعملها على توحيد الجهود الإفتائية العالمية، وتنسيق الرؤى حول القضايا المعاصرة، وتقديم فتاوى موحدة تساهم في حل الخلافات والنزاعات، وبناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات والأديان، وكذلك التصدي للأفكار المتطرفة التي تهدد السلم الاجتماعي.

 

من جانبه أبدى السيد إلهام علييف اهتمامه بتطوير التعاون المشترك في مجالات التعليم الديني وتأهيل القيادات الدينية ليكونوا دعاة سلام ومصدر استقرار.

مقالات مشابهة

  • الأنبا مكاريوس يلتقي المحامين في لقاء بعنوان “باراكليتون”
  • وزير الخارجية يعقد لقاءً مع نظيره الإماراتي
  • لقاء بين لافروف والحريري في أبو ظبي.. وتأكيد على ضرورة تطبيق الـ1701
  • توترات على مدار سنوات|ماذا دار في لقاء بين ترامب وبايدن ؟
  • لقاء في مجلس النواب يجمع نواب اللقاء النيابي التشاوري وكتلة التوافق الوطني
  • 12 لقاء في دوريَّي الناشئين والشباب .. غدا
  • بصحبة شيخ الأزهر.. مفتي الجمهورية يشارك في لقاء الشيخ محمد بن زايد
  • مفتي الجمهورية يشارك في لقاء رئيس جمهورية أذربيجان برفقة شيخ الأزهر
  • مفتي الجمهورية يشارك في لقاء رئيس أذربيجان برفقة شيخ الأزهر
  • جامعة أسيوط تنظم لقاء تعريفيًا لطلاب الدفعة الخامسة ضمن برنامج الوكالة الأمريكية