التقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة «مؤسسة القلب الكبير»، خلال زيارتها الحالية لجمهورية مصر العربية، ممثلي عددٍ من المؤسسات التعليمية والصحية والتنموية التي تعمل مع «مؤسسة القلب الكبير»، وبحثت مع إداراتها والعاملين فيها الخطط المستقبلية اللازمة لتطويرها، وتعزيز كفاءتها في خدمة أبناء المجتمع المصري، وذلك في تأكيد على المكانة المميزة التي تحتلها في مشهد النهضة العربية وثقافتها.


وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي، خلال لقاءاتها وفود وممثلي المؤسسات المصرية، أن جمهورية مصر العربية هي القلب النابض للعروبة وحضارتها، وأن شعب مصر مدرسةٌ في الكرم والعطاء والأخوة، ويشهد لمصر عبر التاريخ وقفاتها الدائمة إلى جانب إخوتها في كل بلد عربي ومشاريع «مؤسسة القلب الكبير» في مصر ثمرة من ثمار التعاضد الإماراتي المصري.
شملت زيارة سموها مستشفى «أهل مصر للحروق» الذي من المقرر افتتاحه في فبراير المقبل، والتقت سموها الدكتورة هبة السويدي مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية وتجولت برفقتها في أقسام ومرافق المستشفى، واطلعت على التجهيزات والخدمات المتطورة.
وتفقدت «وحدة الشيخة جواهر القاسمي للرنين المغناطيسي» التي شيدت بالكامل بتمويل من «مؤسسة القلب الكبير» والتي بلغت تكلفتها 272 ألف دولار أميركي (نحو 999 ألف درهم).
وأشادت سموها، خلال لقائها عدداً من المسؤولين في إدارة المستشفى وأفراد الطاقم الطبي، بالمستوى المتقدم للتجهيزات التي تم اختيارها بدقة لتلبي احتياجات المرضى، وأثنت على الفكرة الرائدة للمستشفى ومبادرته الإنسانية والتي تتمثل في تقديم الرعاية الطبية المتطورة بالمجان لكل من يحتاج إليها من أبناء الشعب المصري.
وفي حديثها أمام الكادر الطبي في مستشفى «أهل مصر للحروق»، أكدت سموها أن الاحتضان المجتمعي والدعم النفسي الذي تمثله فكرة المستشفى ببرنامجه العلاجي لا يقلان أهميةً عن العلاج الدوائي، مشيرةً إلى أن المرضى بشكل عام وضحايا الحروق بشكل خاص يحتاجون للشعور بالاحتواء والاهتمام والرعاية والدعم المعنوي والعاطفي لتمكينهم من الصمود أمام آلامهم واستكمال رحلة علاجهم.
وأوضحت سموها أن الدعم الذي قدمته «القلب الكبير» يُعد متواضعاً أمام كرم وعطاء الشعب المصري وأمام دفء قلوب المصريين التي تعتبر بحد ذاتها خير علاج وخير سند لأبناء الشعب المصري بشكل عام، والفئات المستفيدة من خدمات المستشفى بشكل خاص.
وخلال زيارتها لأقسام علاج المرضى في المستشفى، التقت سمو الشيخة جواهر القاسمي مجموعة من المصابين بالحروق والمتعافين منها، واستمعت إلى ملاحظاتهم واقتراحاتهم، وناقشت معهم ما يمكن تنفيذه لتفادي تكرار هذه الحوادث، معربة سموها عن تقديرها لصبرهم وشجاعتهم وإصرارهم على التغلب على تحديات الإصابات.
وناقشت سموها خطط «مؤسسة القلب الكبير» المستقبلية لدعم المستشفى، وتعزيز شراكتها مع مؤسسة «أهل مصر» التي تقوم بإدارة المستشفى، وتقدم خدماتها بالمجان للمرضى، مؤكدة أهمية التعاون والتنسيق بين الجهات الخيرية والإنسانية لتحقيق الأهداف المشتركة في خدمة الإنسانية، والتخفيف من معاناة المحتاجين والمتضررين من الحوادث.
وأشارت سموها إلى أن مؤسسة القلب الكبير تسعى دائماً إلى توسيع نطاق تأثيرها، ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين في مختلف أنحاء العالم.
بدورها، ثمنت الدكتورة هبة السويدي الدعم الذي قدمته مؤسسة القلب الكبير والذي ساهم إلى حد كبير في تكامل المرافق والخدمات، مشيرةً إلى أن اللفتات الكريمة من سمو الشيخة جواهر القاسمي تجسد أرقى مشاعر الأخوة والتضامن والتعاون بين الأشقاء العرب، وترسخ العلاقات المستدامة بينهم.
وتضمنت زيارة سموها لجمهورية مصر العربية لقاءً مع وفد «مؤسسة مصر الخير» اطلعت خلاله على شرح مفصل حول «مدرسة القلب الكبير للتعليم الأساسي» التي تم تشييدها في محافظة مرسى مطروح بدعم وتمويل من «مؤسسة القلب الكبير» بقيمة 607.7 ألف دولار أميركي (نحو 2.2 مليون درهم)، وتوفر المدرسة خدماتها التربوية والتعليمية الحديثة لمراحل رياض الأطفال والابتدائية والإعدادية، مزودةً بمرافق وخدمات حديثة تشمل ملاعب للأطفال، وأخرى للرياضات المتنوعة وشاشات ذكية.
واستمعت سموها، خلال اللقاء، إلى شرح مفصل من وفد «مؤسسة مصر الخير» حول الأثر التعليمي الكبير للمدرسة على أجيال محافظة مرسى مطروح، ونقل الوفد لسموها إشادات المدرسين والطلاب والأهالي الذين توقعوا أن يكون مشروع «القلب الكبير» مجرد تحديث للمدرسة القديمة ليفاجؤوا بمدرسة جديدة من أكثر المدارس حداثةً وتطوراً.
 وعبر المدرسون والأهالي عن تقديرهم العالي لتوجيهات سمو الشيخة جواهر القاسمي وتأكيدها أن يتم تجهيز المدرسة وفق أعلى وأفضل المعايير.
وناقشت سموها مع وفد «مصر الخير» خطط وآفاق تطوير المدرسة، وإضافة مرحلة للتعليم الثانوي في حال الحاجة لذلك، مؤكدة أن التعليم يرتقي بالمجتمعات، ويحقق المساواة والعدالة، وأن كل شاب أوشابة عربية مسلحين بالعلم والمعرفة يشكلان ذخراً ورصيداً للأمة وضمانة لمستقبلها وازدهارها.
تعد حكاية «مدرسة القلب الكبير» تجسيداً حقيقياً لمدى متابعة سموها للأجيال العربية من شباب وفتيات واهتمامها بحصولهم على التعليم الذي أكدت سموها في أكثر من مناسبة أنه سر قوة تفوق الأمم ورفعة مجتمعاتها، وتعود بدايات الحكاية عندما كانت سمو الشيخة جواهر القاسمي تتابع على إحدى القنوات الفضائية المصرية أحد البرامج التلفزيونية الذي كان يعرض تقريراً عن مدرسة متواضعة الإمكانيات، مكتظةً بالطلبة والطالبات، فوجهت سموها فريق «القلب الكبير» بالتحري عن المدرسة والتواصل مع الجهات الموثوقة لبناء مدرسة جديدة بالكامل على الطراز الحديث، وبما يتلاءم مع تطور العلوم والتقنيات واحتياجات أجيال المستقبل.
وشهدت زيارة سموها لمصر لقاءً جمع وفداً من «مؤسسة القلب الكبير» بالسيدات المستفيدات والعاملات «مصنع الملابس الجاهزة» الذي أنشأته المؤسسة في صعيد مصر وفريق «المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (نداء)» التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي - الشريك المصري في مشروع المصنع، واستمعت سموها إلى شرح مفصل حول منتجات المصنع وخطط تطوير الجودة، وزيادة كفاءة الإنتاج وتوسيع الطاقة التشغيلية لاستحداث المزيد من الوظائف للسيدات والفتيات، حيث يعتبر مصنع الملابس الجاهزة أول مشروع يدار ويُشغل بالكامل من قبل فتيات وسيدات من صعيد مصر.
وبحثت سموها مع فريق «المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (نداء)» المزيد من الأفكار والتصورات حول مشاريع يمكن تنفيذها لتمكين النساء والفتيات في الصعيد من المساهمة في الارتقاء بمجتمعاتهن وتوفير العيش الكريم لعائلاتهن وكافة أبناء الصعيد بشكل عام.
وأكدت سموها، خلال اللقاء، أن المرأة المصرية عظيمة بعطائها وقدراتها، وكانت دائماً عبر تاريخ مصر الكبير شريكة في نهضة الحضارة المصرية والتي تشمل الثقافة والعلوم والاقتصاد والفنون والرقي الاجتماعي، موضحة أن اهتمامها بتمكين الفتيات والسيدات ينبع من قناعتها بأن المرأة عماد الحضارة وأساس التماسك الاجتماعي، والمدرسة الأولى للأجيال، وأن الاهتمام بالمرأة ينعكس على نواحي الحياة كافة.
كانت القلب الكبير قد أطلقت «مشروع الملابس الجاهزة» في صعيد مصر بتكلفة تبلغ 605 آلاف دولار أميركي (نحو 2.2 مليون درهم) على مساحة 500 متر مربع، مسندة مهمة تنفيذ المشروع إلى «المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة» (نداء) التابعة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
استهدف المشروع الذي يقع بالقرب من منازل العائلات التي تسكن محافظة قنا توفير 142 فرصة عمل بدوام كامل و284 فرصة عمل بدوام جزئي للسيدات والشباب، في حين يبلغ إجمالي عدد المستفيدين من المشروع على المستوى المجتمعي 2130 شخصاً.
والتقت سمو الشيخة جواهر القاسمي أيضاً فريق «مستشفى مجدي يعقوب»، واستمعت إلى شرح مفصل حول مرافق المستشفى وقدراتها الاستيعابية واحتياجاته المستقبلية.
وكانت سموها قد وجهت «القلب الكبير» بتقديم 4 ملايين دولار أميركي (نحو 14.6 مليون درهم) لإنشاء وتجهيز «وحدة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي» للعناية المركزة المخصصة للأطفال في «مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب» في العاصمة المصرية القاهرة وتصل طاقتها الاستيعابية إلى نحو 2000 طفل سنوياً وشمل الدعم توفير 16 سريراً ومعدات متطورة للفحص والرقابة المخصصة لحالات الأطفال ما بعد جراحة القلب والشرايين، إلى جانب توفير طاقم طبي متكامل يضم أطباء متخصصين وممرضين مدربين، ويعد المستشفى من أكبر صروح علاج وجراحة القلب والأوعية الدموية في الوطن العربي الذي يقدم خدمات الرعاية الصحیة وإجراء عمليات القلب والأوعية الدموية والقسطرة القلبیة بالمجان.

أخبار ذات صلة جواهر القاسمي تزور المستشفى الجنوبي في القاهرة المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جواهر القاسمي مؤسسة القلب الکبیر دولار أمیرکی مصر الخیر شرح مفصل أهل مصر

إقرأ أيضاً:

مصادر طبية فلسطينية: استشهاد عدد من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال غزة

قالت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الأربعاء، إن عددا من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة فقدوا حياتهم لعدم توفر إخصائيين جراحيين، إضافة إلى أن أغلب المصابين يصلون المستشفى مشياً على الأقدام، إذ لا توجد مركبة إسعاف واحدة في شمال قطاع غزة.

وأضافت المصادر، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ 10 أيام أغلب الكادر الطبي، ولم يتبق سوى طبيبين وبعض الممرضين، مشيرة إلى أن الكثير من الجرحى يموتون في الشوارع لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفى.

وتابعت المصادر، أن عددا من الأطفال والطواقم الطبية أصيبوا بجروح يومي أمس وأمس الأول نتيجة قصف جيش الاحتلال مباني تابعة للمستشفى بشكل مباشر وعشوائي.

ولفتت إلى أنه رغم المناشدات التي أطلقتها إدارة المستشفى إلى العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية، إلا أنها لم تحصل على أي إجابة.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها وجرائم الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة، لليوم الـ33 على التوالي، عبر قصف بري وجوي مكثف، وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.

وخلال الـ33 يوما، خلف العدوان على محافظة الشمال نحو ألف شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، وتدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير آلاف المواطنين جنوبا.

ولا تزال قوات الاحتلال تمنع وصول الطواقم الطبية إلى المصابين شمال القطاع لتقديم المساعدة العلاجية لهم، في ظل توقف الخدمات الصحية وخدمات الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ.

ارتفاع حصيلة شهداء غزة لـ 43.391 والإصابات لـ 102.347 منذ بدء العدوان الإسرائيلي

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 43374 شهيدا و102261 مصابا

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة لـ43 ألف شهيد و102 ألف مصاب

مقالات مشابهة

  • رئيسة «القومي للطفولة» تزور مؤسسة مجدي يعقوب وتشيد بخدمات رعاية الأطفال
  • هاريس تعترف بالهزيمة وتؤكد التزامها بالانتقال السلمي للسلطة
  • "مؤسسة الخير الوفير" لتسجيل كباتن أوبر وكريم تقدم حلول مبتكرة
  • موظفو مستشفى عتق يحتجون للمطالبة بتحسين الخدمات وصرف مستحقاتهم المالية
  • مصادر طبية فلسطينية: استشهاد عدد من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • طبيبان لـ300 ألف نسمة.. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضر
  • رئيس الدولة يطمئن على صحة طارق محمد عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في مستشفى زايد العسكري
  • أطباء "خليص" بمكة ينقذون حياة مريض من احتشاء حاد في عضلة القلب
  • فيديو | رئيسة سلوفينيا تزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي
  • رئيسة سلوفينيا تزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي