اقتصاد العالم.. صورة غامضة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
اقتصاد العالم.. صورة غامضة
تداعيات العدوان الغاشم على غزة تدكّ الاستقرار الاقتصادي في المنطقة والعالم.
كانت المؤسسات المالية الدولية في حال تفاؤل حذر، لكنها عادت لتخفض توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2024، وتقر بصعوبة التعافي السريع.
الصورة ضبابية أمام راسمي السياسات النقدية والمالية والاقتصادية حول العالم، فلا شيء واضحا في ظل غموض وحالة لا يقين، ولا أرقام ثابتة.
حرب الممرات البحرية في منطقة الشرق الأوسط أعادت خلط الأوراق، وبدأ العالم يتحدث عن زيادات متوقعة في الأسعار وعودة التضخم للزيادة.
لم تتعاف بعد اقتصادات الدول الكبرى، وفي مقدمتها أميركا والصين وألمانيا، ولا تزال تعاني تداعيات التشدد النقدي ورفع سعر الفائدة والجائحة وحرب أوكرانيا وحرب غزة.
يواجه الاقتصاد العربي والعالمي راهنا موجات حروب وفوضى ومخاطر جيوسياسية وتغيرات مناخ حادة واختناقات قنوات الشحن وسلاسل التوريد واضطرابات تشغيل الممرات المائية.
* * *
مرة أخرى تبدو الصورة شبه رمادية على مستوى مستقبل الاقتصاد العربي والعالمي في المستقبل القريب على الأقل، في ظل موجات من الحروب والفوضى وتنامي المخاطر الجيوسياسية وتغيرات المناخ الحادة واختناقات قنوات الشحن وسلاسل التوريد واضطرابات التشغيل في الممرات المائية، ومنها باب المندب وخليج هرمز وقناتا السويس وبنما.
عالمياً، تبدو الصورة أقرب للسوداوية، فبعد أن توقع الكثيرون أن يكون 2024 هو عام التقاط الأنفاس وبدء انطلاقة جديدة تشهد عودة الانتعاش للاقتصادات الكبرى، وحدوث زيادات في معدلات النمو، وخلق فرص عمل أكثر، وانقشاع موجة التضخم وهدوء قفزات الأسعار، بات الواقع يشي بغير ذلك.
جائحة كورونا تطل برأسها من جديد لتحصد في شهر ديسمبر الماضي نحو 10 آلاف حالة وفاة بالفيروس، وفق أرقام منظمة الصحة العالمية التي حذرت من أن كوفيد-19 لا يزال يشكل تهديدا كبيرا، وأن نسبة انتقال العدوى ارتفع بشدة.
ومع تلك التحذيرات الجدية عادت دعوات الأفراد إلى تلقّي اللقاح وإجراء اختبار الكشف عن الفيروس ووضع كمامات والتأكد من تهوية الأماكن الداخلية المزدحمة بشكل جيد.
وبعيدا عن تطورات الجائحة لم تتعاف بعد اقتصادات الدول الكبرى، وفي مقدمتها أميركا والصين وألمانيا، ولا تزال تعاني من تداعيات سياسات التشدد النقدي ورفع سعر الفائدة والجائحة وحرب أوكرانيا ثم حرب غزة.
وبعد أن كانت المؤسسات المالية الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي، في حال تفاؤل حذر، عادت لتخفض توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2024، وتقر بصعوبة التعافي السريع.
البنوك المركزية الكبرى نفسها باتت في حال ارتباك شديدة، بعد أن ظنت أن الأوقات الصعبة قد مرت، وأنه حان الوقت لرسم صورة متفائلة للاقتصاد العالمي.
وباتت الصورة ضبابية أمام راسمي السياسات النقدية والمالية والاقتصادية حول العالم، فلا شيء واضحا في ظل غموض وحالة لا يقين، ولا أرقام ثابتة يمكن على أساسها وضع خطط واتخاذ قرارات تخالف تلك المتخذة منذ 3 سنوات، ولا تعرف تلك البنوك هل ستعطي إشارة البدء لخفض سعر الفائدة بعد موجة زيادات قياسية لم تحدث منذ 40 سنة، أم تتأنى لحين اتضاح الرؤية.
حرب الممرات البحرية في منطقة الشرق الأوسط أعادت هي أيضا خلط الأوراق، وبدأ العالم يتحدث عن زيادات متوقعة في الأسعار وعودة التضخم للزيادة، مع المواجهات بين القوات الأميركية والبريطانية وأنصار الله في اليمن بمنطقة البحر الأحمر، وزيادة كلفة الشحن حول العالم وتعقد سلاسل التوريد وعزوف السفن والشاحنات العملاقة عن المرور عبر باب المندب مفضلة رأس الرجاء الصالح.
حرب غزة والإجرام الذي يمارسه جيش الاحتلال ضد أهالي غزة، وحديث قادة الاحتلال عن حرب طويلة خلط الأوراق أيضا، وكان له انعكاسات سلبية، ليس فقط على اقتصاد دولة الاحتلال واقتصاد قطاع غزة، بل امتدت التأثيرات لما هو أبعد من ذلك، خاصة وأن احتمالات توسيع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط لا تزال قائمة، رغم الحرص الأميركي والأوروبي على تحجيمها.
عربياً، لا تزال اقتصادات دول المنطقة رهنا لأسعار النفط المتقلبة، والمفاوضات مع الدائنين الدوليين للحصول على قروض جديدة، ولا تزال حالات الإفلاس والتعثر تهدد بعض الاقتصادات العربية، في ظل تراجع إيرادات النقد الأجنبي، وتبعات التوسع المفرط في الاقتراض الخارجي، وزيادة أعباء الديون الخارجية.
في ظل تلك الخريطة المعقدة، باتت الحكومات في مأزق، ومعها المواطن الذي سيتحمل وحده تكلفة تبعات المخاطر الخارجية وفشل السياسات المحلية المطبقة، خاصة المتعلقة بإدارة المال العام.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: التضخم الركود كوفيد 19 حرب أوكرانيا حرب غزة الاقتصاد العالمي الاقتصاد الإسرائيلي الشحن البحري البحر الأحمر باب المندب قناة السويس قناة بنما لا تزال
إقرأ أيضاً:
زيادات في بطاقات التموين والمرتبات.. أخبار سارة من رئيس الوزراء للمصريين قبل رمضان
وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مجموعة من الرسائل المهمة للمواطن المصري، كما أعلن عن زيادات في الاجور والمعاشات، وكشف تفاصيل حزمة اجتماعية عاجلة تستهدف الاولى بالرعاية قبل رمضان .
قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن الربع الأخير من العام يشهد أرقام إيجابية في الاقتصاد المصري، متابعا: معدل الاستثمار الأجنبي المباشر في زيادة جيدة خلال الفترة الحالية.
وأوضح مدبولي، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، أن الربع الأول من عام 25/24 شهد تدفق بقيمة 2.7 مليار دولار، متابعا: الدولة تعمل بكل جهدها على هذا الملف مع تعميق الصناعة وزيادة الصادرات المصرية.
ولفت إلى أن الأرقام تبشر بأن الإجراءات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة تأتي بثمارها، بالرغم من كل التحديات الا أن الاقتصاد المصري يسير في المسار السليم.
ونوة بأن هناك زيارة للمنطقة الصناعية وافتتاح للعديد من المشروعات، وذلك غدا.
وأضاف أننا نراجع بشكل يومي المخزون الأمن للسلع الاستراتيجية، وذلك لمراجعة كافة الاحتياطات الخاصة بالسلع في شهر رمضان وللصيف القادم أيضا.
رفع الحد الأدنى للأجور إلى 7000 جنيهأعلن مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن زيادة جديدة في المرتبات والمعاشات والأجور، اعتبارًا من يوليو المقبل، وذلك في إطار جهود الدولة لتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
وأكد مدبولي، خلال مؤتمر صحفي، أنه تم إقرار الحد الأدنى للأجور عند 7000 جنيه، بما يتماشى مع ما وافق عليه القطاع الخاص، لضمان تحقيق مستوى معيشي أفضل للعاملين.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه سيتم إضافة مجموعة من العلاوات القطعية إلى المرتبات، بحيث لا تقل الزيادة في راتب أدنى درجة وظيفية عن 1100 جنيه، إضافةً إلى العلاوات الأخرى التي قد يحصل عليها الموظفون.
نصيحة من رئيس الوزراء للمواطنينأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تعرض مجموعة من المواطنين للنصب عن طريق منصة fbc للاستثمار.
وقال مدبولي في كلمته بمؤتمر صحفي له عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي :"بعد الإعلان عن حالات النصب الإلكتروني رأينا ارقام ضخمة من الأموال وعدد كبير من المصريين تعرضوا للنصب".
وتابع "الأرقام التي تعرض فيها مواطنين للنصب لا تتعدى 2 مليون جنيه وتم القبض على شبكة fbc المتواجدة في مصر".
وأكمل مدبولي :" هذا التطبيق متواجد خارج مصر وليس داخلها، وأناشد الشعب المصري عدم الانسياق وراء منصات وهمية وغير حقيقية وغير قانونية".
واكد مصطفى مدبولي :" الشبكات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي في تطور مستمر ولازم إحنا كمواطنين يكون لدينا وعي كبير تجاه هذه النوعية من سبل النصب والاحتيال.
المنطقة الاقتصادية بقناة السويس
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن البنك المركزي أعلن عن أرقام رسمية تشير إلى زيادة كبيرة في تحويلات المصريين بالخارج.
وأضاف “مدبولي”، أنه هذا الأسبوع شهد توقيع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عددًا من مشروعات الشراكة الاقتصادية والصناعية.
وتابع رئيس الوزراء أنه سيتم غدًا افتتاح عدد من المشروعات الجديدة في هذه المنطقة الواعدة، بالإضافة إلى تفقد التطورات الجارية في ميناء السخنة.
وفي سياق آخر، أكد مدبولي أنه قام بزيارة سريعة إلى الكويت حيث التقى بأمير الكويت وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا مؤخرًا.
وأوضح أنه ناقش مع المسؤولين الكويتيين العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، متوقعًا أن الأيام القادمة ستشهد أخبارًا جيدة بشأن التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وأشار مدبولي إلى أنه سلم أمير دولة الكويت دعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور القمة العربية، لافتًا إلى أنه سيتم قريبًا زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي إلى مصر للإعلان عن المشروعات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين البلدين.
ملف السد الأثيوبي
أكد مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن قيام إثيوبيا ببناء السد دون التوافق مع دول المصب، خاصة مصر والسودان، يعد خرقًا واضحًا لكل الأعراف والقوانين الدولية، وكذلك الاتفاقيات السابقة التي تم إبرامها.
وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحفي، أن مصر حرصت على اتباع جميع الإجراءات السياسية والدبلوماسية والتفاوض مع إثيوبيا على مدار 13 عامًا، في محاولة للتوصل إلى اتفاق عادل يحفظ حقوق جميع الأطراف.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر قررت وقف التفاوض بعد عدم تحقيق أي تقدم في القضايا الجوهرية التي تمس حقوقها المائية، مؤكدًا أن مصر ليست ضد التنمية في أي دولة، ولكن هذه التنمية يجب أن تراعي الحقوق التاريخية والمائية للدول الأخرى، خاصة دول المصب.
وأكد مدبولي أن مصر ليست ضد تنفيذ إثيوبيا أو أي دولة أخرى في حوض النيل لمشروعات تنموية، ولكن من الضروري أن تتم هذه المشروعات مع مراعاة المصالح والحقوق المائية لكافة الدول المعنية، وفقًا للاتفاقيات والقوانين الدولية.