موقع النيلين:
2025-04-29@18:14:37 GMT

شكرا.. أحفاد «مانديلا»

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT


جنوب أفريقيا ورثت العدل والإنصاف من «مانديلا»، الذى وقف إلى جوار الشعب الفلسطينى فى كل مآسيه، جربت جنوب أفريقيا الظلم فأحبت العدل، رزحت تحت نير التفرقة العنصرية فكرهت بغى إسرائيل على الفلسطينيين، جربت القهر العنصرى فكرهت كل من ينهجه وعلى رأسهم إسرائيل.

خاف العرب من إسرائيل، حتى اللجوء للمحاكم الدولية لإدانة إسرائيل لم يستخدموه خوفاً من الضغوط الأمريكية والأوروبية.

تقدمت جنوب أفريقيا فى خطوة شجاعة إلى محكمة العدل الدولية لإدانة إسرائيل، انتظر العرب جميعاً انضمام بعض الدول العربية إلى هذه الدعوى الجنائية، ولكن العرب خيبوا آمال جماهيرهم وأبنائهم.

تقدمت جنوب أفريقيا حيث تأخر الناس وأعطت حينما ضن الأصدقاء والإخوة بالعون والمساندة.

من أى معدن شريف بُنيت هذه الدولة العظيمة، حاملة لواء الحريات والعدالة الإنسانية؟ لا تهاب الضغوط الأمريكية والأوروبية، ولا تخشى بأسها، سلام عليكم أولاد وأحفاد «مانديلا»، فنعم ما زرع فيكم من قيم.

إسرائيل اشترت أفريقيا باستثناء جنوب أفريقيا، كانت عصية على أن تبيع نفسها فى سوق النخاسة الإسرائيلى الأمريكى، ترافق الزعيمان «مانديلا» وياسر عرفات، شعر كل منهما أنه صنو الآخر ورفيق كفاحه.

بعد انتخاب «مانديلا» قال كلمة رائعة جداً: «حريتنا لن تكتمل دون حرية الفلسطينيين»، وقارن بين تصرفات الفصل العنصرى فى بلاده وتصرفات إسرائيل مع الفلسطينيين، كانوا يسمون إسرائيل دوماً «دولة الفصل العنصرى».

شعرت جنوب أفريقيا دوماً أن مأساة فلسطين هى نفس مأساتها وآلامها وأحزانها، أيام الفصل العنصرى؛ «مانديلا» وتلاميذه أشهر من انتقدوا إسرائيل وفضحوا جبروتها وتعاطفوا وتآزروا مع الشعب الفلسطينى.

علاقة «مانديلا وعرفات» كانت أوثق من أى علاقة صداقة، كانت صداقة كفاح، واليوم يكرر المناضل الوطنى سيريل رامافوزا، رئيس أفريقيا، تعاليم أستاذه «مانديلا»، ويقف ببلاده فى أعظم موقف نصرة لشعب فلسطين الذى تخلى عنه العالم كله.

رئيس جنوب أفريقيا الحالى شجاع مثل «مانديلا»، ارتدى الكوفية الفلسطينية وحمل العلم الفلسطينى تعاطفاً مع الشعب الفلسطينى.

هناك تمثال لـ«مانديلا» فى الضفة الغربية؛ احتشد حوله الفلسطينيون عشية محكمة لاهاى، حاملين لافتات: «شكراً جنوب أفريقيا»، ونحن بدورنا نقول: «شكراً ملايين المرات لبلد الحريات والأحرار والأبطال، شكراً لأبناء وأحفاد مانديلا».

دأبت جنوب أفريقيا طوال 13 أسبوعاً تجمع الدليل تلو الآخر من أحداث غزة الأخيرة لتؤكد تعمد إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية للفلسطينيين فى غزة، هكذا هتف مندوبها الرائع أمام محكمة العدل الدولية، واتهم الاحتلال الإسرائيلى بأنه يتَّم أعداداً كبيرة من الأطفال فى غزة، وأن شاحنات المساعدات الإنسانية التى تدخل غزة تخضع لثلاث مراحل من التفتيش.

وهتف صائحاً فى العالم كله أمام المحكمة: «نية الإبادة الجماعية متوافرة لدى إسرائيل التى لم تتورع عن استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين وقنص النساء والأطفال فى غزة».

واستشهد ممثل جنوب أفريقيا بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى: «إنهم يحاربون حيوانات بشرية»، وتصريحات رئيس الكنيست الذى دعا لمحو غزة من على وجه الأرض.

ها هو أكبر مندوبيها لدى المحكمة يقول: «أما حانت لحظة القصاص العادل من دولة الاحتلال التى مارست كل فنون الانتهاكات منذ 75 عاماً عبر استهداف المدارس التى لم ترحم أطفالها والمستشفيات التى لم تشفق على مرضاها، بل ووضعت النساء هدفاً لها، وداست المقدسات؟!».

وأضاف محقراً أوروبا: «لم يراع العالم المتشدق بحقوق الإنسان مآسى الفلسطينيين على مدار عقود فى ظل انحياز صارخ لكيان عنصرى وقادته الذين باتوا يشربون دماء البشر كالمياه».

واليوم تتجه أنظار الفلسطينيين المكلومين -الذين فقدوا فلذات أكبادهم- للقضاء الدولى لعله ينصفهم فى عالم افتقد أدنى معايير العدالة.

اتهم ممثل جنوب أفريقيا إسرائيل بأنها دفعت أهالى غزة إلى حافة المجاعة، وقال: «إن جرائم إسرائيل فى غزة تعد إبادة جماعية»، وأضاف: «تقتل إسرائيل كل يوم 48 امرأة، و117 طفلاً فى غزة»، ومعظم مبانى غزة ومنشآتها مُسحت من على وجه الأرض، وهجرت 1.9 مليون فلسطينى، وقتلت 23 ألف فلسطينى.

كل الفريق القانونى لجنوب أفريقيا مسيحيو الديانة، كلهم يقتدى بأمثال «النجاشى» و«مانديلا»، وهذا يعلّمنا أن نصرة المظلوم يمكن أن تأتى على أيدى أهل دين أو عرق آخر، والمسلمة الوحيدة فيه هى المحامية القديرة عديلة هاشم، وهى تعد مكسبا كبيرا للفريق، فهى قانونية فذة ذات مبادئ معروفة بمساهماتها الكبيرة فى حقوق الإنسان والحريات العامة وصاحبة مركز «القانون غير الربحى»، تدافع عن المجتمعات المهمشة مجاناً، تهتم بقضية فلسطين منذ اقتحام إسرائيل للخليل ومذبحتها فيها، وهى تردد دائماً: «احتلال إسرائيل أسوأ من التفرقة العنصرية التى كانت فى بلادنا».

سلام على الأحرار فى كل مكان.

د. ناجح إبراهيم – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جنوب أفریقیا فى غزة

إقرأ أيضاً:

يا أحرار العالم، إن لِجنوب أفريقيا يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

انها الدولة التي أجهضت -عمليا- عقيدة أوبالأصح عقدة تفوق العرق الأبيض الخاطئة الظالمة white supremacy، عقدة أصبحت الوقود للاحتلال الأوربي الظالم لغالب دول العالم العربي والاسلامي وسواها من الدول الأفريقية والآسيوية، ولا أقول الاستعمار لكون اسم الإستعمار مشتق من العمران بينما كان الاحتلال الأوربي سارقا وناهبا -ولم يزل- لثروات الشعوب والدول.
وبقيت جنوب افريقيا ترزح تحت الضيم والاذلال عقودا طويلة، ويوم الانعتاق انبرى حاديهم نيلسون مانديلا قائلا:
(نتسامح، لكن لا ننسى).
وتداعت غالب حكومات العالم تبارك لمانديلا عدا الحكومة الأمريكية، كانت من أواخر حكومات العالم تهنئة له!، اتعرفون السبب؟!
لقد كانت تعتبره (إرهابياً)!، وكانت تصنف حزبه السياسي المؤتمر الوطني الأفريقي خلال الحرب الباردة بالجماعة الارهابية!، وبقي اسم نيلسون مانديلا مدرجاً على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب حتى عام 2008!.
ولكن بحول الله انتصر الحق على الباطل، واذا بمقولة نيلسون مانديلا (نتسامح، لكن لا ننسى.) تصبح مبدأ وعزيمة لدولة جنوب أفريقيا، استصحبتها حكومتها بكل شجاعة ورفعت دعوى وضيئة أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها دولة الكيان الصهيوني بالقيام بإبادة جماعية في قطاع غزة الفلسطيني، إذ لم تنس جنوب أفريقيا أنها عاشت من قبل احتلالا استيطانيا إحلاليا شبيها بالاحتلال الاستيطاني الإحلالي الصهيوني الحالي في الأرض الفلسطينية منذ عام 1948.
وبقيت أمريكا -كمافعلت من قبل- تتهم، وتصنف، وتدمغ بالإرهاب كيفما اتفق، فعلت ذلك بحماس التي تمنحها قوانين الأمم المتحدة حق مناهضة المحتل فصنفته جماعة ارهابية، ثم جاء الرئيس الأمريكي ترمب، وما أدراك ما ترمب، في البدء رفض مجئ رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا ضمن المهنئين له في واشنطن، ثم شرع في الضغط على جنوب أفريقيا لموقفها الشجاع من الحرب على غزة وشكواها قضائيا في المحافل الدولية، مما أدى إلى ادانة حكومة الكيان الصهيوني ليصبح رئيسها ملاحقا من محكمة الجنايات الدولية، طلبت الحكومة الأمريكية من جنوب افريقيا التخلي عن ذلك لكنها رفضت،
واذا بالضغوطات تصل حد التدخل في شئون جنوب أفريقيا الداخلية، بدا ذلك واضحا في قرار حكومة جنوب أفريقيا إعادة ملكية الأراضي الزراعية والسكنية من البيض دون مقابل بسبب عدم تطبيق البيض لإتفاقية مانديلا – ديكليرك والقاضية بشراكة البيض للسود بنسب معينة ترجع للسود حقهم في الأراضي، وهذه الأراضي تمثل للسود حقا مغتصبا ورمزا للإحتلال الذي وصل عمر وضع اليد فيه حتى الآن سنوات عديدة، طلبت أمريكا من جنوب افريقيا العودة عن قرار وارجاع الأراضي (بدون مقابل) إلى البيض وتم رفض ذلك، فالأمر قد اصبح مطلبا شعبيا عارما يؤدي إلى إسقاط أيما حكومة للسود، وبالتالي إعادة لسيادة البيض على جنوب افريقيا على المدى الطويل،
وما يحدث في الأراضي الزراعية يحدث اضعافه في ملكية التعدين والمناجم، حيث بدأ البيض ومنذ العام 1802م نهب الثروات (عشرات الاطنان في العام من الذهب، وكذلك الألماس، إذ تملك شركة ديبيرز التابعة للشركة الأمريكية العملاقة Anglo-American ما يفوق ال 90% من الأنتاج في جنوب افريقيا، وهي وشركة أروسا الروسية تملكان أكثر من 60% من إنتاج العالم)، وكل ذلك يذهب للسوق الأمريكي ومنذ عام 1900 تقريبا، ويقول بعض المحللين الأقتصاديين أن ذلك يعد احد أهم العناصر في تأسيس الأقتصاد الامريكي في وول ستريت…
ماكان من وزير التعدين في جنوب أفريقيا إلا اعلان طرد شركات التعدين العملاقة في حال تصاعد الضغط الأمريكي، وعلى اثر ذلك -ومع أن أمريكا تساعد دول الجنوب الأفريقي من فائض الإقتصاد في مشروع ال USAID- سعى الرئيس ترمب إلى ابطال مشروع ال USAID.
وفي تطور لافت وغير محسوب النتائج فتح ترامب امكانية الهجرة للبيض الجنوب افريقيين إلى أمريكا وأمر بتسهيل الأستثمارات لهم هناك، وهذا هو سبب الإحتشاد للبيض أمام السفارة الأمريكية في جنوب أفريقيا هذه الأيام للسفر إلى أمريكا.
جنوب افريقيا تسعى الآن -بحكمة رئيسها رامافوزا- ومن خلال دبلوماسية سفيرها في امريكا (الحاج) ابراهيم رسول مقاومة هذه الضغوط القاسية سعيا لتليين مواقف الحكومة الأمريكية، ولم تزل أمريكا تمارس اسلوب لي اليد والتخويف الذي يجيده رئيسها ترمب تماهيا مع دولة الكيان الصهيوني وحماية لها، بل واسهاما ومشاركة في مشروع اسرائيل الكبرى، وللعلم فإن جنوب افريقيا فيها أحد أقوى اللوبيهات اليهودية في القارة الأفريقية بل وفي العالم، وهو لوبي غني يمتلك الكثير من الاستثمارات، ومعلوم أن (ثقافة) صناعة المشاكل الداخلية والخارجية تجيده امثال هذه اللوبيهات، ظهر ذلك الآن فيما شرعت تفعله رواندا ضد جنوب أفريقيا،
أيها الناس، يا أحرار العالم، إن جنوب أفريقيا تستحق المناصرة والدعم، ليبادر العالم العربي والاسلامي قبل الآخرين، فإن الذي فعلته ولم تزل تفعله حكومة جنوب افريقيا لأجل القضية الفلسطينية ل(يد سلفت ودين مستحق)، وهي تحتاج كذلك إلى دعم ومناصرة كل أحرار وشرفاء العالم لكونها (لم تنس) ماقاله حاديها الراحل مانديلا، رفعت بمقولته الخالدة هذه راية تمثل العدالة الانسانية في عالم لم يزل فيه من يؤمنون ب(عقد) تتنافي مع حقوق الانسان والبشرية، عقد لم ينزل الله بها من سلطان.
عادل عسوم

adilassoom@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ممثل جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل: غزة أصبحت جحيماً ويجب محاسبة “إسرائيل” على جرائمها
  • ممثل السعودية أمام العدل الدولية: إسرائيل وظّفت الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة
  • جنوب إفريقيا لـ محكمة العدل: غزة تحولت إلى جحيم ويجب محاسبة إسرائيل
  • جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل: غزة تحولت إلى جحيم ويجب محاسبة إسرائيل
  • جنوب أفريقيا أمام «العدل الدولية»: غزة تحولت لجحيم ويجب محاسبة إسرائيل على جرائمها
  • جنوب إفريقيا تتهم إسرائيل أمام العدل الدولية بارتكاب انتهاكات جسيمة وتطالب بمحاسبتها
  • مندوب مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تمنع الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير
  • ممثلة فلسطين أمام محكمة العدل: “إسرائيل” حولت غزة إلى “جهنم” ودمرت حياة الفلسطينيين
  • عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
  • يا أحرار العالم، إن لِجنوب أفريقيا يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ