تفاصيل إطلاق أول حاضنة تكنولوجية رياضية.. تعمل على تمكين رواد الأعمال
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تطلق وزارة الشباب والرياضة من خلال الإدارة المركزية لتمكين الشباب بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من خلال جهاز تنمية الابتكار والاختراع، أول حاضنة تكنولوجية رياضية (MOYS) لدعم الشركات الناشئة في تكنولوجيا الرياضة بمركز شباب مدينة نصر.
مركز ديناميكي متخصصومن جانبه، أشار الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، إلى أن حاضنة الأعمال MOYS، هي مركز ديناميكي متخصص تم إنشاؤه بمركز شباب مدينة نصر كأول حاضنة بالهيئات الشبابية والرياضية تعمل لتمكين رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا الرياضة ذات الأثر الإجتماعى والاستثماري، تفتح أبوابها لأول مرة بمنتصف شهر يناير 2024، وستعمل على تحويل الأفكار الرائدة لإحداث ثورة تكنولوجية في المجال الرياضي في مصر، وتحقيق تأثير دائم على الاقتصاد المصري.
وأكد وزير الشباب والرياضة أنه سيتم احتضان 18 شركة تكنولوجية ناشئة في تكنولوجيا الرياضة على مدار عامي 2024-2025، وخلال فترة الاحتضان التي تتراوح بين (6-9) شهور بتمويل يصل الى 200 ألف جنية لكل شركة مع تقديم كافة الخدمات التقنية واللوجستية لها، مشيراً إلى أن باب التقديم لها سيتم فتحه لمدة شهر حتى 15 فبراير2025، وندعو الشباب المصري أن ينتهز هذه الفرصة للمشاركة ليصبح رائد أعمال ويشارك في ثورة التكنولوجيا الرياضة في مصر.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أن حاضنة تكنولوجيا الرياضة هي إضافة جديدة لباقة الحاضنات التكنولوجية ضمن برنامج حاضنات الأعمال الابتكارية للأفراد من خلال جهاز تنمية الابتكار والاختراع بالأكاديمية، مضيفاً أن "حاضنة تكنولوجيا الرياضة" تعد أول حاضنة تكنولوجية رياضية متخصصة للأفراد لدعم الشركات الناشئة في تكنولوجيا الرياضة بتمويل ودعم من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا يصل إلى خمسة ملايين جنيه مصري بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة من خلال الإدارة المركزية لتمكين الشباب وبالتعاون مع جامعة النيل الأهلية ومبادرة رواد النيل.
تشجيع رواد الأعمال الشبابأشار "صقر" إلى أن حاضنة تكنولوجيا الرياضة تأتي في إطار تفعيل دور الأكاديمية في دعم الأفكار الابتكارية للأفراد وتطويع البحث العلمي في إيجاد حلول سريعة وفاعلة لمشكلات المجتمع، كما تهدف أيضا إلى الاستفادة من طاقة الشباب بالمحافظات وقدرتهم على التغيير والتحسين وخاصةً مراكز الشباب على مستوى الجمهورية لدعم وتشجيع رواد الأعمال الشباب لتحويل أفكارهم التكنولوجية المبتكرة إلى منتجات حقيقية، ولإنشاء نوع جديد من الشركات الناشئة المحتملة لتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة لحل مشاكل مجتمعية، واستغلال إمكانية الوصول لعدد كبير من الشباب أصحاب الأفكار المبتكرة في جميع المحافظات.
وتعلن وزارة الشباب والرياضة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن فتح باب التقديم من خلال الرابط التالي:
https://coda.io/form/MOYS-SportsTech-Startup-Application-Form_dFRmpRt90W5
في موعد أقصاه 15 فبراير 2024، وسيتم الإعلان عن الفرق المختارة في 21 فبراير 2024، وستخضع الفرق المرشحة للاحتضان إلي دورة تدريبية لمدة 5 أيام بمقر الحاضنة بمركز شباب مدينة نصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشباب والرياضة وزير الشباب أكاديمية البحث العلمي البحث العلمي البحث العلمی والتکنولوجیا الشباب والریاضة رواد الأعمال من خلال
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.