محاكمة جديدة لدونالد ترامب في خضمّ الانتخابات التمهيدية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
غداة انتصاره الساحق في ولاية أيوا، يمثل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الثلاثاء أمام محكمة مدنية في نيويورك، حيث تتم مقاضاته للمرة الثانية بتهمة التشهير من قبل الكاتبة إي جين كارول، بعدما كان قد أُدين في العام 2023 بتهمة الاعتداء الجنسي عليها.
والخميس، أعلن ترامب (77 عاما)، الذي يعد المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بعد فوزه بسهولة في الانتخابات الحزبية في ولاية أيوا، عن نيته الحضور والدفاع عن نفسه شخصيا في قاعة المحكمة في مواجهة إي جين كارول (80 عاما) الكاتبة السابقة في مجلة "إيل" (Elle).
وأفادت وسائل إعلام أميركية، بأن ترامب سيحضر افتتاح المناظرات، الثلاثاء، ثم يواصل حملته الانتخابية في اليوم ذاته في نيوهامشير، الولاية الثانية التي ستشهد تصويتا في الانتخابات التمهيدية.
والخميس، قال ترامب عن الكاتبة "لم أرَ هذه المرأة في حياتي... ليس لدي أي فكرة عن هويتها"، مكررا وصفها بالكاذبة أو "المجنونة"، على الرغم من إدانته في مايو الماضي بالاعتداء الجنسي عليها في العام 1996 والتشهير بها في العام 2022 ومطالبته بدفع تعويض لها بقيمة خمسة ملايين دولار.
وكتبت محامية المدعية، روبرتا كابلان، إلى القاضي، معربة عن قلقها من أن ترامب سيحول الجلسة إلى "سيرك" و"يسعى إلى زرع الفوضى".
وفي ظل استهدافه بست محاكمات مدنية وجنائية على الأقل، قام رجل الأعمال الثري بتحويل لوائح الاتهام إلى منصّة سياسية، مضاعِفا الإهانات للقضاة والمدّعين العامين، الذين يتهمهم بقيادة "حملة شعواء" لمنعه من الفوز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
وقال بأحرف كبيرة على موقعه الإلكتروني مخاطبا أنصاره "لست أنا الذي يستهدفونه. بل أنتم".
في التاسع من مايو 2023، قرر إثنا عشر عضوا في هيئة المحلفين في المحكمة المدنية الفدرالية في مانهاتن بالإجماع، بمسؤولية ترامب في "الاعتداء الجنسي" على إي جين كارول في العام 1996 في غرفة قياسٍ للملابس في أحد المتاجر في نيويورك، كما قام بالتشهير بها في أكتوبر 2022.
وحكم المحلفون على ترامب، الذي استأنف ولم تتم محاكمته جنائيا في هذه القضية، بتعويض قدره خمسة ملايين دولار.
غير أن إي جين كارول تقدمت أيضا بشكوى تشهير بسبب تصريحات سابقة لترامب، في يونيو 2019، في أعقاب الاتهامات الأولى بالاغتصاب الواردة في كتاب.
وادعى رئيس الولايات المتحدة آنذاك أن الكاتبة التي "ليست نوعه المفضل" من النساء، اخترعت كل شيء من أجل "بيع كتاب جديد".
وتأخرت الإجراءات بسبب معارك إجرائية، ولكن لا يزال من المقرر إجراء محاكمة ثانية.
وفي إشارة إلى التوترات المحيطة بمحاكمات الرئيس السابق، فرض القاضي، لويس كابلان، (الذي لا علاقة له بالمحامية روبرتا كابلان) عدم الكشف عن هوية المحلفين.
وحذر من أن "القضية الوحيدة المطروحة في المحاكمة ستكون الضرر الذي لحق بالسيدة كارول بسبب التعليقات" التي وصفها بأنها "تسيء لسمعتها" و"كاذبة" و"خبيثة".
وتسعى إي جين كارول للحصول على تعويض قدره 10 ملايين دولار على الأقل، عن الأضرار الأخلاقية والمهنية التي لحقت بها.
وفي خضم الحملة الانتخابية التمهيدية، ستثير المحاكمة مجددا مسألة سلوك ترامب تجاه عدد من النساء، في ظل اتهامه عدة مرات بالاعتداء الجنسي، رغم أنه لم تتم إدانته جنائيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الانتخابات فی العام
إقرأ أيضاً:
بالأرقام والتاريخ.. هذا المرشح الأميركي الذي يفضله الإنجيليون
في صباح مشمس في مركز مدينة دالاس الأميركية، تجمهر 3 آلاف من المسيحيين الإنجيليين لحضور صلاة الأحد في الكنيسة المعمدانية الأولى. لم يكن هذا العدد حقيقياً، بل تجاوز 6 آلاف شخص بعد احتساب الحاضرين عن طريق خدمة "الأونلاين" التي توفرها الكنيسة. هذا الحشد الغفير من الحضور في يوم من أيام ديسمبر 2021 كان مردَّه حضور الرئيس السابق دونالد ترامب للمشاركة في الصلاة الأسبوعية التي تقام في الكنيسة.
"أستطيع أن أقول بدون أي تردد على الإطلاق إنه الوحيد المؤيد للحياة وللحريات الدينية ولإسرائيل في تاريخ أميركا".. هذه الجملة جاءت في تقديم كبير القساوسة روبرت جيفريس لدونالد ترامب قبل أن يلقي الأخير كلمته في مناسبة عيد الميلاد.
وكما تردد صدى الجملة في القاعة الكبيرة للكنيسة، تردد أيضاً بين أوساط المسيحيين الإنجيليين. فهم على وفاق أيديولوجي مع ما يطرحه ترامب في خطاباته بشأن القضايا الرئيسية، ويلتقون فكرياً مع مشروع ترامب المحافظ والذي يتمثل في جوانب متعددة كمعارضة الإجهاض، والتضييق على حقوق المثليين، والدعم الكبير لإسرائيل، والحفاظ على قيم الأسرة والزواج، الأمور التي بدت جلية في تعييناته للقضاة الفيدراليين في المحكمة العليا من ذوي المشروع المحافظ.
الكتاب المقدس والسياسةالإنجيليون هم أكثر فئة محافظة بين المسيحيين في أميركا. فهم يؤكدون على أولوية التمسك بالكتاب المقدس وما جاء فيه، ويؤمنون بضرورة الإيمان الشخصي، وأهمية نشر منهجهم للآخرين. للأسرة عندهم دور تقليدي، إذ أن الرجل يُعتبر القائد والمكلَّف، والمرأة هي الراعية والأم، ويتعهد أولادهم بالامتناع عن ممارسة الجنس قبل الزواج.
ووفقاً لمسح أجرته مجموعة "بارنا" في أغسطس من هذا العام، يعتبر 51 في المئة من الإنجيليين أن موضوع الإجهاض، أحد أبرز القضايا الانتخابية، أمر أولوي وبالغ الأهمية. ولكي تُفهَم هذه النسبة، فلا بد من وضعها في سياقها. فاليوم، يقدَّر عدد الأميركيين الإنجيليين من البالغين بحوالي 30 مليون أميركي، أي ما يعادل تقريباً 24 في المئة من تعداد سكان أميركا. مما يعني أن لصوتهم في الانتخابات وزناً قد يساهم في ترجيح كفة مرشح على آخر.
استطلاع يكشف اختلاف مواقف الأميركيين بشأن "مسيحية" ترامب وهاريس أظهر استطلاع جديد أجراه مركز أسوشيتد برس-نورك للشؤون العامة في الفترة ما بين 12 إلى 16 سبتمبر أن عددا قليلا من الأميركيين يرون أن المرشحين للرئاسة، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كمالا هاريس، "مسيحيين بشكل خاص".ورغم أن القس جيفريس كان قد أوضح، في تصريحات لصحيفة "ذي دالاس مورنينغ نيوز" أن رسالته في يوم الأحد الذي استضاف فيه ترامب، "لن يكون لها علاقة بالسياسة على الإطلاق، بل سيكون كل شيء عن عيد الميلاد". ولكن، وحسب محللين سياسيين محليين، في حديثهم لقناة WFAA التابعة لشبكة "آي بي سي" الأميركية، فإن التجمع في ذلك اليوم تحول إلى "تعبئة سياسية لجمهور الكنيسة" بناء على ما ورد في خطبتي جيفريس وترامب.
جذور قديمةوكما قام جيفريس بهذه البادرة، فإن الكنائس الإنجيلية غالباً ما تعمل كمراكز للتعبئة السياسية. والكثير من قساوسة الكنيسة يشجعون جماعاتهم بشكل مستمر على التسجيل للتصويت والمشاركة في الانتخابات في تجمعات مشابهة. هذه الممارسة ليست بجديدة، بل تعود جذورها لثمانينيات القرن الماضي، حين عاش الشخص المؤثر في عالم الإنجيليين الأميركيين؛ جيري فالويل.
بدأ فالويل حياته المهنية بعد أن أسس كنيسة توماس رود المعمدانية في أواخر الخمسينات، ولكن سرعان ما نمت كنيسته وأصبح شخصية معروفة في أوساط الإنجيليين. إلا أن الشهرة الحقيقة لهذا الشخص لمعت على المستوى الأميركي من خلال برنامجه التلفزيوني "ساعة لإنجيل الزمن القديم"
أسس فالويل منظمة The Moral Majority (الأغلبية الأخلاقية) بهدف تعزيز القيم المسيحية المحافظة، ولحشد الإنجيليين للمشاركة في العملية السياسية، إذ اعتقد فالويل أن المسيحيين "لديهم التزام أخلاقي" بالتأثير على الحكومة والسياسة العامة.
استطاع فالويل بمرور الأيام أن يحول الإنجيلية نحو هوية أكثر نشاطاً سياسياً، إذ كشف استطلاع أجراه معهد أبحاث الديانة العام في عام 2022 أن 72 في المئة من الإنجيليين من العرق الأبيض يخططون للتصويت في انتخابات عام 2024، في حين أن 60 في المئة فقط من سكان أميركا يخططون للتصويت.
لعب فالويل دوراً كبيراً في فوز رونالد ريغان في انتخابات عام 1980. فمبادئ الحزب الجمهوري تلتقي في كثير من النقاط مع منظمة "الأغلبية الأخلاقية" التي حثَّت الإنجيليين على العودة إلى مبادئ الإنجيل. وانتشرت وقتها عبارة "لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" التي رددها رونالد ريغان في خطابات عدة.
لمن يصوتون؟لا يزال الإنجيليون مستمرون في دعم الجمهوريين على مدى السنوات الأخيرة، كما يظل يشكلون جزءاً حيويا من قاعدة الحزب الجمهوري. ولكن، ووفقاً لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث، فقد صنف 50 في المئة من الشباب الإنجيليين أنفسهم على أنهم ديمقراطيون، وهذا يعني أن الأجيال التي تتراوح أعمارهم من 18 إلى 29 بدأوا بالميلان تجاه الحزب الديمقراطي.
هل سيشكل الإنجيليون العرب جسرا مع الغرب؟ هل سيشكل الإنجيليون العرب جسرا مع الغرب؟كما أن الأرقام بدأت تؤكد هذا الاتجاه الجديد، فبالعودة لنتائج الانتخابات لعام 2020، تبين أن 27 في المئة من الإنجيليين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً صوتوا لصالح جو بايدن. كما أن 47 في المئة من هذه الفئة بدأت ترى قضايا مثل العدالة الاجتماعية والمساواة العرقية وتغيير المناخ أكثر أولوية من قضية الإجهاض.
وبالرغم من هذه الأرقام، تتوقع استطلاعات أجرتها مجموعة "بارنا" في 2021 أن يفوز الحزب الجمهوري بأصوات الإنجيليين لعام 2024، ولكن قد لا تستمر هذه الحالة للسنوات القادمة. فجيل الشباب بدأ بالسعي إلى الحصول على تمثيل أوسع في كتلة التصويت الإنجيلية. وبدأ القادة الإنجيليون بمواجهة تحديات جديدة لتحقيق التوازن بين القيم التقليدية للطائفة وبين الجيل الأصغر سناً والأكثر تنوعاً.