عام الانتخابات.. هكذا يهدد الشرق الأوسط بايدن بنتائج عكسية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يمثل الشرق الأوسط تحديا متعدد الأوجه بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة وأن الرأي العام الأمريكي أصبح ينتقد بشكل متزايد سلوك إسرائيل، مما يضع ضغوطا إضافية على الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته في عام حاسم قبل انتخابات يأمل أن تمنحه فترة رئاسية ثانية، بحسب استطلاع لآراء خبراء أجراه "المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية" (ISPI).
بين 4 و11 يناير/ كانون الثاني الجاري، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة شملت إسرائيل وفلسطين وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والبحرين.
وكانت هذه جولته الرابعة في الشرق الأوسط، منذ اندلاع حرب غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "مما يسلط الضوء على الأهمية الدائمة للمنطقة في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية"، بحسب المعهد في تحليل ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف أنه "منذ بداية التصعيد العسكري بين إسرائيل وغزة، وجدت الولايات المتحدة نفسها في موقف صعب، حيث تسعى إلى إيجاد توازن بين دعمها غير المشروط لإسرائيل وحاجتها إلى العمل مع الدول العربية بشأن خطط التهدئة الإقليمية".
اقرأ أيضاً الجارديان: هجمات البحر الأحمر تنذر بمخاطر اقتصادية تهدد انتخاب بايدن وسوناك
تشجيع أمريكي
وفقا لعمر رحمن، زميل مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، فإنه "أي اختلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن غزة حتى الآن لم تكن كافية لإحداث تغيير ملموس في علاقتهما".
وتابع: "ورغم أن إدارة بايدن نأت بنفسها خطابيا عن التدمير الإسرائيلي المتعمد لغزة، فإن أفعالها، عبر الاستمرار في تسليح الجيش الإسرائيلي وتوفير الدعم البحري والمخابراتي ودعم إسرائيل في مجلس الأمن، لم تسفر إلا عن تشجيع إسرائيل على الاستمرار في هذا المسار".
و"في حين يظل بايدن ملتزما شفهيا بحل الدولتين، فإن القادة الإسرائيليين أصبحوا يعلنون معارضتهم لهذه النتيجة"، كما أضاف رحمن.
وأردف أن "الولايات المتحدة تدفع ثمنا باهظا فيما يتصل بسمعتها نتيجة لدعمها غير المشروط لإسرائيل، وهو ثمن من المرجح أن يرتفع مع تدهور الوضع في غزة. ومن المؤكد أن هذا سيزيد من التوتر في العلاقة، خاصة وأن المزيد من الأمريكيين أصبحوا ينتقدون إسرائيل".
اقرأ أيضاً
ترامب يفوز بأول انتخابات تمهيدية وبايدن يعتبره الأوفر حظا لمنافسته
موقف الناخبين
"يبدو أن نهج إدارة بايدن تجاه حرب غزة لا يزال يركز على تجنب انتشار عدم الاستقرار وتقليل العواقب طويلة المدى للحرب الإسرائيلية"، وفقا لجيانلوكا باستوري، زميل باحث مشارك في المعهد.
وتابع أنه بموازاة دعمها لإسرائيل، فإن "الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا (ضد حرب روسية منذ 2022) بالفعل، وهو جهد سياسي واقتصادي مهم. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين (الأمريكيين) سئموا منه على نحو متزايد".
ورأى أنه "من هذا المنظور، فإن (الوضع الراهن) في الشرق الأوسط يمكن أن يأتي بنتائج عكسية في الانتخابات المقبلة".
و"بينما تعرضت إدارة بايدن لانتقادات بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل، لكن من الصعب اتخاذ مسار بديل للعمل؛ فدعم إسرائيل قضية شعبية بين الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين، ولا يستطيع الرئيس أن يتركها لخصومه، حتى على حساب خسارة دعم العناصر الأكثر تأييدا للفلسطينيين بين أنصاره""، بحسب باستوري.
اقرأ أيضاً
الشباب الأمريكي والحرب على غزة.. على بايدن أن يقلق في الانتخابات المقبلة
هجمات الحوثيين
ومتطرقا إلى بؤرة تصعيد إضافية في الشرق الأوسط، قال سكوت رومانيوك، وهو أكاديمي بجامعة جنوب ويلز، إن كل هجوم من الحوثيين (على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل تضامنا مع غزة) يؤدي "إلى رد فعل عسكري (بقيادة واشنطن) لاستعادة الاستقرار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب (تمر منه 40% من التجارة العالمية)".
واستدرك: "لكن على الرغم من أن الوجود العسكري متعدد الجنسيات (في البحر الأحمر) آخذ في التطور، مما أدى بشكل فعال إلى صد هجمات الحوثيين الكبرى، إلا أنه لم ينجح بعد في ردعهم".
رومانيوك حذر من أن الوضع الراهن "يزيد من احتمال نشوب صراع يشمل دولا أخرى وجهات فاعلة غير حكومية. ومن المحتمل أن يؤدي وجود القوة واستخدامها إلى سلسلة من العواقب السلبية. وينطبق هذا بشكل خاص عندما يتم استخدام القوة (الأمريكية في هذه الحالة) بطريقة هجومية، بينما يجب أن تكون دفاعية أو وقائية".
وبالإضافة إلى الحوثيين في اليمن، شنت جماعات أخرى موالية أيضا لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان وجماعات في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات، وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة.
اقرأ أيضاً
17 موظفا بحملة بايدن الانتخابية ينشرون رسالة احتجاج على موقفه من حرب غزة
المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بايدن الشرق الأوسط حرب غزة إسرائيل انتخابات الرئاسة إيران الولایات المتحدة الشرق الأوسط اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
د. عمرو محمد عباس محجوب
منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.
عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.
في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.
في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.
منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.
لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842