ناقلات تحمل الغاز القطري تستأنف رحلاتها وسط توتر في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أظهرت بيانات تتبع السفن من شركة "إل.إس.إي.جي"، الثلاثاء، أن أربع ناقلات تستخدم في نقل شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري استأنفت رحلاتها بعد توقفها لعدة أيام في ظل الهجمات البحرية التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في البحر الأحمر، بينما حذر رئيس الوزراء القطري من تداعيات تبلبل حركة الملاحة.
وأظهرت البيانات أن ناقلة الغاز الطبيعي المسال "الركيات" استأنفت الإبحار عبر البحر الأحمر وهي متجهة إلى قطر، بعد أن توقفت منذ 13 يناير أثناء رحلتها في البحر الأحمر، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وأظهرت البيانات أن سفن "الغارية والحويلة والنعمان" المحملة بالغاز الطبيعي المسال القطري تتحرك أيضا لكنها غيرت مسارها لتتجه جنوبا على الرغم من أنها لا تزال تشير إلى قناة السويس كوجهة لها.
وعادة ما تتجه شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية التي تمر عبر قناة السويس إلى أوروبا.
وكانت الناقلات الثلاث قد توقفت قبالة سواحل عمان منذ 14 يناير.
وأظهرت البيانات أن الوقت المقدر لوصول النعمان قد تأخر أيضا لأكثر من أسبوعين حتى الرابع من فبراير من 19 يناير.
ولم تستجب شركة قطر للطاقة على الفور لطلبات "رويترز"، للتعليق خارج ساعات العمل الرسمية.
ولم يستجب مالكو السفن ومديرو السفن الأربع ومن بينهم "تيكاي شيبينج جلاسجو وبروناف" لإدارة السفن وناقلات القطرية للشحن البحري على الفور لطلبات التعليق لـ"رويترز".
وامتنعت شركة شل، التي تمتلك ذراع الشحن والتأجير ستاسكو وهي مديرة الناقلة النعمان، عن التعليق.
وأدت هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة التجارة على الطريق الرئيسي بين الشرق والغرب والذي يمر من خلاله حوالي 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات التي تبلبل حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وقال آل ثاني أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية إن "الغاز الطبيعي المُسال... على غرار أي شحنات تجارية أخرى. سيتأثر بذلك"، في إشارة إلى التوتر القائم في منطقة البحر الأحمر عقب استهداف الحوثيين اليمنيين سفنا تجارية حربا بعد هجوم السابع أكتوبر.
وأضاف رئيس الوزراء القطري أن "هناك طرقات بديلة، وتلك الطرقات البديلة ليست أكثر كفاءة، بل أقل كفاءة من الطريق الحالية"، معتبرا أنه لمعالجة انعدام الأمن المتزايد يجب معالجة "القضية المركزية" في غزة.
وتأتي تصريحات آل ثاني بعد أيام من شن القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وذلك ردا على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.
ووصف رئيس الوزراء القطري الأزمة في البحر الأحمر بأنها "التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً"، وسط مخاوف اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
ومع تزايد التوتر العسكري في المنطقة من اليمن إلى لبنان مرورا بسوريا والعراق، رأى رئيس الوزراء القطري أن الحل العسكري "لن يضع حدا لهذا الأمر ولن يحتويه. لذلك على العكس من ذلك، أعتقد أنه سيخلق ... مزيدا من التصعيد".
وذكرت وكالة بلومبرغ، الإثنين، أن خمس سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أوقفت أثناء توجهها نحو مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي، حيث نفذ الحوثيون عددا متزايدا من الهجمات بالصواريخ والمسيرات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها.
والإثنين، توعدت جماعة الحوثي بتوسيع أهدافها في منطقة البحر الأحمر لتشمل السفن الأميركية، وذلك في أعقاب الضربات الأميركية والبريطانية على مواقعها في اليمن.
وتتوقف السفن مؤقتا أو تحول مسارها بعيدا عن البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس، أسرع طريق للشحن من آسيا إلى أوروبا.
وسفن الغاز الطبيعي المسال من بين العديد من السفن التي اضطرت إلى الاتجاه إلى الطريق الأطول حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح بدلا من ذلك.
ويقدر محللون أن طريق رأس الرجاء الصالح يمكن أن يضيف نحو تسعة أيام إلى الرحلة التي تستغرق 18 يوما من قطر.
ومن شأن الطريق الأطول أن يؤدي إلى تأخير التسليم، ولكن مستويات تخزين الغاز في أوروبا جيدة.
وتقدر وكالة ستاندرد اند بورز شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية عبر القناة عند 14.8 مليون طن سنويا، والشحنات الأميركية عند 8.8 مليون طن والشحنات الروسية عند 3.7 مليون طن.
والإثنين، تراجعت الأسعار القياسية للغاز الأوروبي للشهر الحالي على منصة دوتش تي.تي.إف، حيث ساعدت التوقعات بطقس أكثر اعتدالا وتوفر كميات كافية من الغاز في المخازن إلى تقليل المخاوف المتعلقة بالشحن.
وقال مصدر كبير مطلع على الأمر لـ"رويترز"، الإثنين، إن شركة قطر للطاقة، ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، توقفت عن إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر رغم استمرار الإنتاج.
وفي عام 2023، صدرت قطر أكثر من 75 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وفقا لبيانات "إل.إس.إي.جي"، بما في ذلك 14 مليون طن إلى المشترين في أوروبا و56.4 مليون طن إلى آسيا.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 7 أكتوبر.
وتسببت الحرب في غزة بسقوط 24285 قتيل و61154 جريحا غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق ما ذكرته وزارة الصحة التابعة لحماس، الثلاثاء.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شحنات الغاز الطبیعی رئیس الوزراء القطری فی البحر الأحمر ملیون طن
إقرأ أيضاً:
طرح مشروع خط الغاز الطبيعي بين قطر وتركيا مجددا
أنقرة (زمان التركية) – تستعد تركيا مرة أخرى لطرح مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي بينها وبين قطر، والذي يمر عبر السعودية والأردن وسوريا ووصولا إلى بلغاريا عبر تركيا.
بدأت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الاستعدادات لتلبية احتياجات سوريا من الطاقة، عبر إصلاح خط كهرباء بيريجيك-حلب الرابط بين تركيا وسوريا.
وبمجرد أن يبدأ الخط بالعمل بكامل طاقته، تهدف تركيا إلى توفير الكهرباء لـ 150 ألف أسرة في سوريا، وسيكون أمن إمدادات الطاقة عاملاً مهماً لتسريع عودة اللاجئين السوريين.
وعلى الناحية الأخرى، ستطرح أنقرة مجددا مشروع خط الغاز، الذي تم طرحه على جدول الأعمال في عام 2009 ولكن تم تأجيله لاحقًا لأسباب فنية واقتصادية وجيوسياسية مختلفة.
وفي ذلك الوقت، كان المشروع يهدف إلى نقل احتياطيات قطر الهائلة من الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية عبر تركيا، لكن المسار المخطط للخط ليمر عبر سوريا لم يتسن تحقيقه بسبب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة ومعارضة النظام السوري للمشروع.
والخط، الذي كان مخططا له سابقا أن يبلغ طوله 1500 كيلومتر، سيدخل قطر-السعودية-الأردن وسوريا ثم تركيا من غازي عنتاب، ويخرج إلى أوروبا من بلغاريا.
وإذا تم تنفيذ خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي من المقرر أن تبلغ سعته 30 مليار متر مكعب على الأقل، فسيتم تجاوز العتبة الحرجة في هدف تركيا المتمثل في أن تصبح قاعدة الطاقة في المنطقة.
وقطر هي الدولة التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، حيث يبلغ 25 تريليون متر مكعب.
وبينما تهدف قطر إلى تنويع خيارات الطرق المتاحة لها في صادرات الغاز الطبيعي المسال وزيادة نفوذها في سوق الطاقة، تولي تركيا أهمية كبيرة لمشاريع خطوط الأنابيب بما يتماشى مع استراتيجيتها لتصبح مركزًا للطاقة.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الأوروبية لتنويع أمن إمدادات الطاقة والمنافسة على موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، يعتبر مشروع خط الأنابيب التركي-قطر خطوة استراتيجية فيما يتعلق بتوازنات الطاقة الإقليمية والعالمية.
Tags: - بلغاريااسطنبولالاتحاد الأوروبيالسعوديةتركياغاظطبيعيقطركهرباءنفط