رقصات الدولارات واناقة الـ تاهو تتحكم في ساحة البرلمان
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
16 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: كشف النائب السابق محمد سلمان الطائي عن فضيحة جديدة تهز الساحة السياسية في العراق، حين أكد بأن العديد من النواب تلقوا مبالغ مالية كبيرة لدعم مرشح محدد في جلسة البرلمان الأخيرة التي انتهت بالفشل في انتخاب رئيس جديد للبرلمان.
وقال الطائي إن هناك نوابًا صوتوا لصالح مرشح معين بعد تلقيهم مبالغ تتراوح بين 100 إلى 200 ألف دولار، بالإضافة إلى سيارة “تاهو” تقدر قيمتها بأكثر من 60 ألف دولار.
وهذه الاتهامات تلقي بظلال كبيرة على نزاهة العملية البرلمانية، وتكشف عن تورط بعض النواب في قضايا فساد.
وفي سياق ذي صلة، أشارت منصات إعلامية تابعة للتيار الصدري إلى أنه في “أيام الثلث المعطل” كانت تُفترض فيها قيمة النائب بنحو 3 ملايين دولار، مما يبرز تاريخًا مظلمًا لتجارة الأصوات والمناصب في الساحة العراقية.
وفي أعقاب هذه الكشف، أعلن البرلمان رفع الجلسة الخاصة بانتخاب رئيس جديد للبرلمان، والتي استمرت لأكثر من 6 ساعات، إلى أجل غير مسمى، مما يعكس حالة من الارتباك وعدم اليقين في الساحة السياسية العراقية.
وكشف فضيحة الرشاوى وتلقي النواب مبالغ مالية ضخمة يسلط الضوء على الظاهرة المتفشية في الساحة العراقية، وهي ظاهرة المال السياسي الفاسد الذي يسيطر على عملية انتخاب المناصب الحكومية. يُظهر ذلك مدى تأثير المال في توجيه قرارات النواب وتحديد اتجاهات انتخابات المناصب الرفيعة.
وفي ظل تلقي النواب مبالغ مالية وهدايا قيمة لتأييد مرشح محدد، يبرز الفقر الأخلاقي والفساد الذي ينخر النظام السياسي. و تتساءل الاوساط الشعبية عن قدرة النظام على تحقيق الإصلاح والتغيير في ظل هذا الواقع المُحزن، حيث يكون المنصب قد أصبح مادة قابلة للشراء.
ويتطلب مكافحة هذه الظاهرة إصلاحات هيكلية في النظام السياسي وتشديد الرقابة والعقوبات على مرتكبي هذه الجرائم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عراق متردد أمام دمشق الجديدة: إرث الحلفاء وصراع المحاور
16 يناير، 2025
بغداد/المسلة: شهدت العلاقة بين العراق وسوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حالة من الفتور الواضح، في وقت بادرت فيه العديد من الدول إلى التقارب مع دمشق الجديدة. ورغم أن العراق كان يُفترض أن يكون في طليعة المبادرين إلى مد جسور العلاقات، إلا أن التحفظ بدا جليًا، مع زيارة أمنية قصيرة لدمشق كانت أقرب إلى خطوة شكلية من مبادرة سياسية متكاملة.
هذا التريث العراقي يُعزى إلى تغييرات جذرية في المشهد السوري، حيث أطاح التحول بنظام الأسد، أحد الحلفاء التقليديين للعراق، والذي كان يمثل جزءًا من محور إيران الإقليمي.
النظام السوري الجديد، الذي يكن العداء لطهران، أدى إلى تعقيد المشهد بالنسبة لحكومة بغداد التي ترتبط بتحالفات وثيقة مع إيران. هذه المعادلة جعلت العراق يتجنب أي تحرك قد يُفسر كابتعاد عن نهجه التقليدي في المنطقة.
التحالفات الداخلية والخارجية في العراق لعبت دورًا محوريًا في هذا الجمود، ويبدو ان جهات قريبة من إيران داخل العراق تسعى لعرقلة أي تقارب مع النظام السوري الجديد، خوفًا من الإضرار بمصالح إيران في المنطقة أو من تداعيات سياسية داخلية قد تؤثر على التوازنات الطائفية والسياسية في العراق.
غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أن النظام الجديد في دمشق يمثل “عدوًا لإيران والحليف السابق للعراق”، مما يضع بغداد في موقف معقد. وأوضح أن “الاختلاف الطائفي السياسي بين السلطتين، إلى جانب المخاوف من عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا، عوامل تدفع العراق إلى التريث”.
ورغم أن هذه المخاوف تبدو غير مبررة إلى حد كبير، خاصة أن تنظيم داعش يواجه قيودًا شديدة في سوريا عبر قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية، إلا أنها تبقى حاضرة في المشهد العراقي.
في ظل هذه الظروف، من غير المرجح أن نشهد قريبًا إقامة علاقات وثيقة بين بغداد ودمشق الجديدة. ومع ذلك، قد تتخذ العلاقات طابعًا براغماتيًا محدودًا، يركز على التعاون الأمني والاقتصادي دون أن يمتد إلى شراكات أعمق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts