موسكو-سانا

أكد السفير الروسي السابق في كل من اليمن ولبنان ألكسندر زاتسيبكين أن روسيا تقف بشكل حاسم ضد الوجود الأمريكي في سورية، وتعتبره احتلالاً ووجوداً غير مشروع، وأن الاتفاقات بين الحكومتين الروسية والسورية وجميع الحلفاء تؤكد ضرورة إنهاء هذا الاحتلال، وبسط سيادة سورية على كامل ترابها الوطني، مشيراً إلى أن النهج العدواني للولايات المتحدة سبب الصراعات في العالم.

وقال زاتسيبكين في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم: “إن كل ما يجري من عدوان على اليمن، واحتلال لأراض سورية، ودمار في غزة، وتوسع للنازية الجديدة في أوكرانيا تعود أسبابه إلى النهج الاستعماري للسياسة الأمريكية، وأن الموقف الروسي تجاه هذه الممارسات واضح ولن يتغير، لأنه يعتمد على قرارات مجلس الأمن وقواعد القانون الدولي ويجري التنسيق بهذا الصدد بين روسيا والأطراف المعنية، وبالدرجة الأولى مع سورية لإنهاء الاحتلال الأمريكي فيها”.

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الوضع في أوكرانيا “مهم جداً لمستقبل الأمن العالمي والعلاقات الدولية بشكل عام، بما في ذلك القضايا الخاصة بالوضع في غزة، حيث لا يزال خطيراً جدا،ً إذ إن “إسرائيل” تستمر في إبادة الناس الأبرياء، وروسيا تقف ضد هذه الأعمال العدوانية وتطالب بوقف إطلاق النار ومواصلة هذه الجهود لمنع الانزلاق نحو تصعيد الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر”.

ولفت زاتسيبكين إلى أهمية “كبح السياسة الأمريكية العدوانية المدعومة أطلسياً في أوكرانيا ومناطق الشرق الأوسط، وإلى ضرورة التوصل إلى تسويات عادلة للنزاعات الإقليمية، وبالدرجة الأولى للنزاع العربي الإسرائيلي وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي منذ أمد بعيد”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حامل القلم في مجلس الأمن: إرث استعماري بلبوس دبلوماسي

كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة

"حامل القلم" في مجلس الأمن ليس مجرد مصطلح دبلوماسي، بل هو مفهوم يحمل في طياته أبعادًا تاريخية وسياسية تعكس استمرارية الأنماط الاستعمارية في العصر الحديث. يشير هذا المصطلح إلى الدولة التي تتولى صياغة القرارات والمبادرات المرتبطة بملف معين يناقشه مجلس الأمن. وتُمنح هذه الدولة صلاحية تقديم مشاريع القرارات ومتابعة المفاوضات حولها، لتصبح بمثابة “الوصي" على القضايا المعنية، سواء كانت متعلقة بالنزاعات الإقليمية أو القضايا الإنسانية أو العقوبات.

أصل المفهوم وتطوره
ظهر مفهوم "حامل القلم" بعد الحرب العالمية الثانية، مع تأسيس مجلس الأمن كأحد أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية لحفظ السلم والأمن الدوليين. في البداية، كان هذا الدور غير رسمي ويعتمد على المبادرات الفردية للدول الأعضاء، لكنه تحول بمرور الوقت إلى ممارسة منظمة ضمن أعراف مجلس الأمن. غالبًا ما يُسند هذا الدور إلى إحدى الدول دائمة العضوية، خاصة تلك التي لديها مصالح مباشرة أو تاريخ استعماري في المنطقة المعنية، مما يجعل "حامل القلم" امتدادًا غير مباشر لنظام الهيمنة السياسية والاستعمارية.
على سبيل المثال، فرنسا تتولى عادة صياغة القرارات المرتبطة بدول غرب إفريقيا، بينما تركز بريطانيا على شؤون الشرق الأوسط، والولايات المتحدة على قضايا أمريكا اللاتينية. هذا التوزيع ليس عشوائيًا؛ بل هو انعكاس مباشر لتقسيم النفوذ الاستعماري القديم الذي أعاد إنتاج نفسه في شكل دبلوماسي.

السودان ورفض الوصاية
فيما يتعلق بالسودان، فإن قضية "حامل القلم" تأخذ بعدًا خاصًا. خلال الأزمات التي مرت بها البلاد، لا سيما في دارفور والنزاع بين الشمال والجنوب، كانت المملكة المتحدة عادة هي "حامل القلم"، وهو أمر يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرارات الدولية المتعلقة بالسودان.
إن قبول السودان بهذا الوضع يعني ضمنيًا الاعتراف بمبدأ الوصاية الذي يتنافى مع سيادة الدولة وكرامتها الوطنية. من الناحية الفعلية، يسمح مفهوم "حامل القلم" للدول الكبرى بالتدخل في شؤون الدول النامية تحت مظلة الشرعية الدولية، وهو ما يُعد استمرارًا لنهج استعماري قديم لكنه مغلف بخطاب حقوق الإنسان والسلام العالمي.

دعوة لموقف صارم
ينبغي على السودان أن يرفض علانية هذه الوصاية، ليس فقط لاعتبارات سياسية، بل أيضًا لدلالاتها الرمزية. إن مواجهة هذه الممارسات تبدأ بإعادة تعريف الأدوار داخل مجلس الأمن، والمطالبة بإشراك أوسع للدول المتضررة في صياغة القرارات التي تؤثر على مصيرها.
في عالم يدعي أنه تجاوز مرحلة الاستعمار، يظل مفهوم "حامل القلم" شاهدًا على أن النظام الدولي لم يتحرر بعد من إرث الهيمنة. على السودان، وباقي الدول المتضررة، أن تُبقي أعينها مفتوحة، وأن تعمل على تفكيك هذه الهياكل الموروثة، لتؤكد أن السيادة ليست مجرد شعار، بل ممارسة حقيقية لا تقبل التأويل أو المساومة.
"حامل القلم" ليس مجرد أداة تنظيمية؛ إنه طوق استعماري جديد، وعلينا أن نكسر هذا الطوق."

quincysjones@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ رسائل الترهيب
  • مسؤول أمريكي: إطلاق الصاروخ الروسي كان يهدف لإرهاب أوكرانيا
  • السيد القائد: الأمريكي لديه توجه عدواني تجاه العرب والمسلمين والفيتو الأخير في مجلس الأمن يعكس ذلك النهج
  • 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال.. غطاء دبلوماسي
  • 49 فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال.. غطاء دبلوماسي
  • أوكرانيا تضرب العمق الروسي بصاروخ ستورم شادو البريطاني لأول مرة
  • الخارجية: سورية تطالب جميع دول العالم بالقيام بواجبها الإنساني واتخاذها موقفاً حازماً لإيقاف المجازر المتسلسلة التي يرتكبها كيان الاحتلال في المنطقة ومحاسبة قادته على جرائمهم وعدوانهم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب
  • القيصر الروسي في عزلته المجيدة
  • تحذيرات من هجوم روسي كبير على أوكرانيا وإجراء عاجل من أمريكا لحماية مواطنيها
  • حامل القلم في مجلس الأمن: إرث استعماري بلبوس دبلوماسي