هل تطلب السعودية ثمنا أعلى للتطبيع مع إسرائيل بعد حرب غزة؟
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يعتقد خبراء أن السعودية ستطلب "ثمنا أعلى" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بعد الحرب التي تشنها الأخيرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأودت بحياة أكثر من 24 ألف فلسطيني، وفقا لنادين إبراهيم في تحليل بموقع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية (CNN) ترجمه "الخليج الجديد".
وبشأن احتمال تطبيع العلاقات، بوساطة الولايات المتحدة، بعد حرب غزة، قال سفير السعودية لدى لندن الأمير خالد بن بندر، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 9 يناير/ كانون الثاني الجاري: "بالتأكيد يوجد اهتمام" بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وفي إحدى جولات الدبلوماسية المكوكية عبر دول بالشرق الأوسط، بينها السعودية وإسرائيل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي إن محادثات التطبيع مستمرة و"توجد مصلحة واضحة في المنطقة في متابعة ذلك".
لكن خبراء يقولون إن "الثمن الذي ستطالب به السعودية مقابل التطبيع سيكون أعلى الآن مما كان عليه قبل حرب غزة؛ إذ قد تشعر الرياض بأنها مضطرة إلى انتزاع المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة وإسرائيل"، وفقا لنادين.
اقرأ أيضاً
أكسيوس: بلينكن أبلغ قادة إسرائيل أن السعودية تشترط حل الدولتين للتطبيع وإعمار غزة
خطوات إسرائيلية ملموسة
علي الشهابي، الكاتب والمحلل السعودي، قال إن "الحكومة السعودية لا تزال منفتحة على التطبيع، بشرط أن تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة على الأرض لإرساء أسس حل الدولتين".
وأوضح أن هذه الخطوات قد تكون مثلا "إنهاء الحصار بشكل كامل عن غزة (مفروض منذ 17 عاما)، وتمكين السلطة الفلسطينية بشكل كامل في غزة والضفة الغربية، والانسحاب من المناطق الرئيسية في الضفة الغربية".
الشهابي شدد على أن الخطوات يجب أن تكون "وعودا ملموسة وليست فارغة يمكن أن تنساها إسرائيل بعد التطبيع كما فعلت مع الدول الأخرى التي طبَّعت (إسرائيل معها)".
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل التي تحتل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.
ومرارا، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون احتمال قيام دولة فلسطينية. وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حكومة نتنياهو بقوله إنها "لا تريد حل الدولتين".
وإلى جانب الخطوات الإسرائيلية، ترغب السعودية في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، والحصول على أسلحة أكثر تطورا، وتشغيل دورة وقود نووية مدني كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم داخل المملكة.
اقرأ أيضاً
استطلاع: 97% من العرب مضغوطين نفسيا بسبب حرب غزة.. وارتفاع نسبة رفض التطبيع بالسعودية
تنازلات أكثر أهمية
في ظل حرب غزة، أجرى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى استطلاع للرأي، بين 14 نوفمبر/ تشرين الثاني و6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شمل ألف سعودي.
وأظهرت النتائج أن 96% منهم يعتقدون أنه "يجب على الدول العربية قطع جميع الاتصالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وأي اتصالات أخرى مع إسرائيل على الفور".
وقال فراس مقصد، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط بواشنطن العاصمة: "بالنظر إلى مدى غضب الرأي العام السعودي في ضوء حرب غزة، ستحتاج الرياض الآن إلى تنازلات إسرائيلية أكثر أهمية تجاه الفلسطينيين، ربما تشمل إنشاء دولة فلسطينية مؤقتة".
وردا على سؤال عما إذا كانت حركة "حماس" ستكون جزءا من أي دولة فلسطينية مستقبلية، لم يستبعد السفير السعودي بلندن هذا الاحتمال، قائلا إن ذلك "يتطلب الكثير من التفكير والعمل".
وتشعر الرياض بالقلق من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وقال الأمير بن بندر إن المستوطنين المتطرفين لم يحتلوا الأرض الفلسطينية فقط، بل احتلوا أيضا الحكومة الإسرائيلية، وهذه "العقلية الاستيطانية المتطرفة المطلقة هي العقبة الرئيسية الآن".
اقرأ أيضاً
غزة تنزف.. وبلينكن يُغري إسرائيل بتطبيع ويُمنِّي العرب بسلام
المصدر | نادين إبراهيم/ سي إن إن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية تطبيع إسرائيل حرب غزة دولة فلسطينية بايدن حماس مع إسرائیل حرب غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
ذكر مقال للكاتب داني زاكن نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "إسرائيل والسعودية تريان في ترامب رئيسا اكثر راحة بكثير من ناحيتهما، ولهذا فهما تنتظران تسلمه مهام منصبه وتصممان ببطء الخطوط الرئيسة الممكنة لاتفاق التطبيع لكن في موعد ما ستضطران للحديث أيضا عن تنازلات وعن الفلسطينيين".
وقال داكن في مقاله، "نبدأ بفكرة تستند الى معلومة: لن يكون اتفاق تطبيع مع السعودية قبل دخول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، رغم انه توجد تمهيدا لهذا استعدادات ومحادثات ومداولات مكثفة بين رجال ترامب وكل ذوي الشأن، بما في ذلك إسرائيل، النصف الأول من الجملة اقتبسها عن دبلوماسي سعودي كبير (شخصية أنا على اتصال معها منذ اتفاقات إبراهيم)، وهو الذي توجه الي بعد أن نشر في إسرائيل امس عن تقدم نحو التطبيع".
وتابع، أن "الإمكانية التي نشرت بإسرائيل اليوم في آب على لسان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى جدا، الذي شرح بان هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات كفيلة بالذات بان تسرع التطبيع في الفترة الانتقالية اذ يسهل عندها على الرئيس بايدن تلقي الاذن بذلك من الكونغرس الذي سيكون مطالبا بان يقر مثل هذا الاتفاق، بسبب ذاك القسم من اتفاق الدفاع الأمني بين السعودية والولايات المتحدة، والجمهوريون غير متحمسين لاقرار مثل هذا الاتفاق".
غير أنه حسب مصادر مطلعة شطبت القضية عن جدول الأعمال وذلك بسبب قرار مشترك لبايدن وترامب.
وأوضح الكاتب، أن "للإدارة الجديدة نوايا لإعادة تفعيل الخطة لترتيب الشرق الأوسط من جديد، بسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، وبعد تغيير صورة موازين القوى بفضل الإنجازات الإسرائيلية في لبنان وحيال ايران والتي حققت ثورة حقيقية، فإن هذه الخطة الجديدة باتت قابلة للتحقق اكثر من أي وقت مضى".
إضافة إلى ذلك، حتى لو كان للإدارة الراحلة احتمال للدفع قدما باتفاق ثلاثي مع السعودية وإسرائيل، فإن الدولتين الشريكتين معنيتان بانتظار ترامب، الأكثر راحة بكثير من ناحيتهما.
وتابع، "ليس صدفة أن التقى مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف في الأيام الأخيرة في الرياض مع العراب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والرجل الذي يمكن معه عقد الصفقات".
واستدرك، "صحيح حتى الآن، على حد قول الدبلوماسي السعودي الأمر الذي أكده أيضا مصدران إسرائيلي وأمريكي – فإن المحادثات غير الرسمية تعول على الخطوط العريضة للاتفاق في مستويين. الأول، المثلث الإسرائيلي – الأمريكي – السعودي، الذي يعنى بالجانب الأمني، بما في ذلك حلف دفاع وتناول في مسألة إقامة منشأة نووية مدنية سعودية".
أما الثاني، "إقليمي، يشرك معظم دول المنطقة من الخليج حتى لبنان (بناء على طلب فرنسا) ويكون شاملا، مثل خطة القرن بل واكبر بكثير "خطة كبرى".
تنمية إقليمية واسعة
ويتابع داكن، أن المشاكل في المستوى الأول هي مدى الحلف الأمني، والحاجة لاقرار مجلس الشيوخ لمثل هذا الحلف.
وأضاف، أن الورقة الإسرائيلية القومية هي المعرفة بانه اذا ما شمل هذا الحلف إسرائيل، بما في ذلك التطبيع، فان فرصه للمرور في مجلس الشيوخ عالية.
أما المستوى الثاني سيتضمن في داخله فضلا عن الخطط الاقتصادية الشاملة، تنمية إقليمية واسعا أيضا بتمويل دول الخليج في الدولتين الضعيفتين الأردن ولبنان ولدى الفلسطينيين وفق الكاتب.
ويرى داكن، أن هنا يكمن الخلاف الأساس، ظاهرا على الأقل. فقد عاد السعوديون وقالوا ان حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة لهم هو جزء لا يتجزأ من التطبيع. بالمقابل فانهم لا يثقون ولا بقدر قليل بالسلطة التي هي في نظرهم فاسدة وغير ناجعة.
وتابع، ولهذا فقد طالبوا بإصلاحات وتغييرات بعيدة المدى فيها. في لقاء كان في الرياض في كانون الثاني هذه السنة بمشاركة مستشار الامن القومي السعودي ومسؤولين كبار آخرين كرؤساء المخابرات الفلسطيني، المصري والأردني، أوضح للفلسطينيين بان فقط تغييرات بعيدة المدى في قيادة السلطة وفي سلوكها ستؤدي الى دعمهم لمشاركتها في خطة اليوم التالي.
ويقول الدبلوماسي السعودي ان تغيير رئيس الوزراء الفلسطيني كان جزء من استجابة أبو مازن للمطالب، وانه بعد انتخاب ترامب واضح أنه يوجد تقدم إضافي – والدليل، الحملة في جنين ضد الجهاد الإسلامي وحماس.
وفي إسرائيل، او على الأقل في الائتلاف الحالي سيجدون صعوبة في قبول التقدم الى دولة فلسطينية حتى لو كان مجرد ضريبة كلامية.
وختم كاتب المقال قائلا، "كما أن لدور السلطة في إدارة مدنية للقطاع سيصعب على نتنياهو الحصول على الموافقة. المعنى هو أنه عندما تتقدم الاتصالات، نحو النهاية سيتعين على نتنياهو أن يصطدم بشركائه الائتلافيين على هذه البنود، سيعرض المقابل الكبير، لكنف ي النهاية سيتعين عليه أن يقرر. اتفاق تاريخي وإعادة تنظيم الشرق الأوسط كله، حتى بثمن تغيير الائتلاف أو استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع وتجميد الوضع في الضفة. هذه المعضلة".