أثار الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني، على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق، ردود فعل غاضبة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا أعربت فيه عن استنكارها الشديد وإدانتها للهجوم الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين.

وشددت الخارجية العراقية، في البيان، على أن هذا يعد "عدوانا على سيادة العراق وأمن شعبه وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة"، مؤكدة أن العراق سيتخذ كافة الإجراءات القانونية بما في ذلك تقديم شكوى إلى مجلس الأمن.

وأشارت الوزارة إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمر بتشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي للتحقيق في الهجوم وجمع المعلومات لدعم موقف الحكومة دوليا وتقديم الأدلة والمعلومات الدقيقة.

وفي وقت لاحق أصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانا ذكرت فيه أنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي.

من جانبه، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني، وقال إن طهران تحترم سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها لكنها في الوقت نفسه تستخدم "حقها المشروع والقانوني لردع تهديدات الأمن القومي".

وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه هاجم مقر التجسس الإسرائيلي في إقليم كردستان العراق، في حين قالت قوات النخبة إنها ضربت أيضا أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان في وقت متأخر من مساء الاثنين، إن الصواريخ الباليستية استخدمت لتدمير قاعدة تجسس وتجمعات للجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة في وقت متأخر من الليلة.

وبالإضافة إلى تلك الضربات قرب أربيل عاصمة كردستان، قال الحرس الثوري إنه شن هجمات في سوريا ضد "مرتكبي العمليات الإرهابية" في إيران، بما في ذلك تنظيم "داعش".

وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين في القصف الذي شنه الحرس الثوري الإيراني في ساعة متأخرة من مساء الاثنين واستهدف فيه مواقع في الإقليم بصواريخ باليستية.

وعلق رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، على الهجوم، وقال إن كل المزاعم الإيرانية لتبرير هجماتها على أربيل، لا أساس لها من الصحة.

وطالب بارزاني من الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد بعدم الاكتفاء بإدانة القصف الإيراني، قائلا: "نأمل أن تتخذ الحكومة العراقية الاتحادية كافة الإجراءات اللازمة لوقف تكرار الهجمات الإيرانية في المستقبل".
وعلى الساحة الدولية، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان له عبر موقع الوزارة الرسمي، إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارة الهجمات الإيرانية في أربيل اليوم.

وأضاف ميلر في بيانه: "نحن نعارض هجمات إيران الصاروخية المتهورة التي تقوض استقرار العراق، وندعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لتلبية طموحات الشعب العراقي".

من جانبها، اتهمت فرنسا إيران، بانتهاك سيادة العراق والمساهمة في تصعيد التوترات الإقليمية؛ وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "تعتبر مثل هذه الأعمال انتهاكات صارخة وغير مقبولة ومقلقة لسيادة العراق وهجوما على استقراره وأمنه، وكذلك كردستان داخله".

كما أدانت بريطانيا الهجوم، وقال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن: إنني أدين عمل إيران العدواني ضد أربيل، الذي يشكل انتهاكا لسيادة العراق وسلامته الإقليمية".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرس الثوري الإيراني هجوم مدينة أربيل إقليم كردستان العراق الحرس الثوری الإیرانی وزارة الخارجیة إقلیم کردستان

إقرأ أيضاً:

خيارات الفصائل العراقية بين الانضمام للمؤسسة الأمنية والاحتفاظ بالسلاح

20 يناير، 2025

بغداد/المسلة: تشهد الساحة العراقية حالة من الجدل المتصاعد عقب التصريحات عن مساعٍ لدمج الفصائل المسلحة في المؤسسة الأمنية أو دفعها لتسليم سلاحها.

و تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين في هذا الشأن، والتي أكد خلالها ضرورة إخضاع السلاح لسلطة الدولة، لاقت ردود فعل متباينة، وسط تصعيد في الخطاب السياسي للفصائل المتأثرة بهذه التحركات.

المواقف المتباينة للفصائل

من أبرز الردود كان النفي القاطع من كتائب “سيد الشهداء” وحركة “النجباء”، حيث صرح المتحدث باسم الأولى، كاظم الفرطوسي، بعدم وجود أي اتصالات رسمية بشأن نزع السلاح، معتبراً أن الموضوع لم يُطرح حتى الآن.

من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة النجباء، حسين الموسوي، أن الحديث عن مثل هذه المبادرات غير واقعي نظراً للتحديات الأمنية والسياسية التي تواجه العراق.

شروط وتساؤلات

تحدث علي الفتلاوي، المقرب من الفصائل، عن ارتباط وجود السلاح بمواجهة “التهديدات الخارجية”، مشيراً إلى أن الانسحاب الأميركي وعدم تنفيذ الاتفاقية الأمنية يعقد المشهد. ولفت إلى استعداد الفصائل لمناقشة التخلي عن سلاحها إذا انتهت هذه التهديدات، منوهاً إلى أن الدعوات الحالية تأتي في إطار الضغوط الدولية الساعية لإضعاف نفوذ محور المقاومة.

ضغوط داخلية وخارجية

الخبير علاء النشوع رأى أن تصريحات وزير الخارجية تأتي نتيجة لضغوط دولية وإقليمية مكثفة، مشيراً إلى صعوبة مواجهة الفصائل بسبب قدراتها العسكرية المتقدمة وتأثيرها على الأجهزة الأمنية. وأوضح أن تعقيد الملف يرتبط بمخاوف من استهداف المصالح الإقليمية والدولية في العراق.

توازنات حساسة

يرى أستاذ العلوم السياسية علي غوان أن الضغوط الأميركية تهدف إلى إعادة هيكلة المشهد السياسي في العراق، لكن الحكومة تواجه تحديات بسبب تضارب المصالح الداخلية.

ومع استمرار هذه المعطيات، يبدو أن الحديث عن نزع السلاح في ظل الظروف الحالية يتجاوز كونه مطلباً محلياً ليصبح ساحة لصراعات إقليمية ودولية، ما يجعل تحقيقه مرتبطاً بتغيرات جوهرية في المشهد السياسي والأمني.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الخارجية: قرار تخفيض التصنيف الأمني سيفتح المجال أمام الشركات البريطانية للدخول إلى السوق العراقية
  • الجيش الإيراني يجري مناورات قرب حدوده مع العراق
  • مسؤول حكومي: العبور بين العراق وسوريا عبر معبر القائم سيعود لنشاطه في شباط المقبل
  • مسؤول حكومي: العبور بين العراق وسوريا عبر معبر القائم سيعود لنشاطه في شباط المقبل - عاجل
  • المشروع الإيراني في العراق يتجرع السُّم مرتين
  • خيارات الفصائل العراقية بين الانضمام للمؤسسة الأمنية والاحتفاظ بالسلاح
  • صراع النفوذ.. هل تتخلى الفصائل العراقية عن سلاحها؟
  • نيسان تعد العراق “جزء استراتيجي للنمو” وتطلق إنفنيتي “كيو أكس 80” في كردستان
  • العاهل الأردني يبحث مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق التطورات الإقليمية الراهنة
  • رئيس دولة الإمارات يستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق