لقاء حواري بعنوان (حزب البعث مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق) في اتحاد الكتاب العرب
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
استضاف اتحاد الكتاب العرب لقاء حواريا بعنوان “حزب البعث مراجعة نقدية في الفكر والتطبيق”، شارك فيه الباحثان مهدي دخل الله عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ونبيل الصالح.
وأشار الدكتور دخل الله إلى أن حزب البعث يتجه إلى تفعيل المنهج النقدي في المجتمع ومر بمراحل متعددة من سنوات طويلة إلى المرحلة المعاصرة، إضافة إلى التغيير الجوهري والتجديد البنيوي وهذا ما يقوم به من خلال المدارس والكوادر وتعليم طرق التواصل والإقناع والقيادة.
ولفت الدكتور دخل الله في رده على سؤال من الحضور إلى أن رؤية البعث في الانتخابات تذهب إلى التجديد وتفعيل النشاط الاجتماعي الإيجابي والاهتمام بالثقافة والأدب والتخفيف من الجانب الرسمي لصالح المنظومة الوطنية.
وعن تجربة اللقاءات الحوارية بين رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني أنها تجربة أولى تهدف إلى تفعيل عمل المنظمات لتكون قاعدة أساسية في الدولة والحزب، ولتسليط الضوء على السلبيات وتلافي نقاط الضعف والتصدي للإرهاب ومواجهة الصراعات السلبية ودعم الايجابيات وتكافؤ الفرص، وهذا ما بدأ يحصل بعد السبعينيات.
وركز الباحث الصالح في محوره على ضرورة وجود النقد وكشف السلبيات وتغيير الغلط وأن يكون دور الحزب أساسياً في هذا النهج وعدم ترك أي أزمة بنيوية وصولاً إلى كشف الغلط وتغييره إلى الصواب.
ولفت الصالح إلى أنه لا بد من الحراك الثقافي وتوفير الثقافة المنفتحة والابتعاد عن الانغلاق والتصميم على تغيير السلبيات والتمسك بالإيجابيات والاستماع إلى الخصوم والأصدقاء والاستفادة مما يخدم المصلحة العامة ودعم النخب الفكرية والعلمية لأنها تخدم التطور.
وشارك في الحوار الذي أداره الدكتور الحوراني عدد من المثقفين الحضور والأدباء والإعلاميين وقدموا أفكاراً ومداخلات في الرؤى المطروحة.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أحد مرفع الجبن.. ذكرى "طرد آدم من الفردوس في الفكر الآبائي الأرثوذكسي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار الاستعدادات الروحية لصوم الأربعين المقدس، يحيي المؤمنون في الكنيسة الأرثوذكسية “أحد مرفع الجبن”، الذي يصادف الأحد الأخير قبل بداية الصوم. ويُعرف هذا اليوم أيضًا بـ “أحد الغفران”، حيث تذكرنا الكنيسة بحدث طرد آدم وحواء من الفردوس، وتدعو المؤمنين للتوبة والغفران استعدادًا للرحلة الروحية التي تبدأ مع الصوم.
وتعتبر هذه المناسبة لحظة للتأمل في الفقدان الروحي الذي أصاب الإنسان بعد السقوط، وكيف أن العودة إلى الله عبر التوبة والغفران تمثل الطريق الوحيد لاستعادة النعمة المفقودة. في هذا السياق، يتناول العديد من الآباء القديسين دلالات الطرد من الفردوس، حيث يوضح القديس يوحنا الذهبي الفم أن “الطرد لم يكن عقابًا انتقاميًا، بل تدبيرًا رحيمًا حتى لا يأكل الإنسان من شجرة الحياة وهو في حالة السقوط”. بينما يصف القديس غريغوريوس النيصي الطرد كصورة للانفصال الروحي عن الله، موضحًا أن “الإنسان لم يعد قادرًا على رؤية الله وجهًا لوجه بعد السقوط، لأن الخطيئة غطّت عينيه”.
كما يبرز القديس باسيليوس الكبير الصوم كوسيلة لاستعادة الفردوس المفقود، مؤكدًا أن “آدم خسر الفردوس بسبب الأكل بشهوة، ونحن نحاول استعادته من خلال الصوم”. ويعتبر الصوم في هذا اليوم، الذي يتضمن الامتناع عن الأطعمة الحيوانية، دعوة لتجديد النقاء الروحي والعودة إلى الله، كما كان الحال مع آدم قبل السقوط.
وفي “أحد مرفع الجبن” أيضًا، تقام صلاة الغفران في الكنائس، حيث يتبادل المؤمنون الغفران فيما بينهم، في خطوة تمهد لتوبة صادقة قبل بداية الصوم. وقد أشار القديس سمعان اللاهوتي الحديث إلى أن “من يرفض الغفران يغلق على نفسه أبواب الفردوس”، بينما دعا القديس مكاريوس المصري إلى أن “القلب الطاهر من الحقد والكراهية هو المدخل الحقيقي إلى الفردوس”.
يستعرض هذا اليوم أيضًا المقارنة بين آدم والمسيح، حيث يُظهر الآباء كيف أن آدم وحواء خالفا وصية الله وتسببوا في طردهم من الفردوس، في حين أن المسيح، من خلال صومه وصلبه وقيامته، فتح لنا طريق العودة إلى الفردوس والملكوت السماوي.
وفي ختام هذا اليوم، يوجه الآباء دعوة للمؤمنين للتحضير للصوم عبر التوبة الصادقة، الغفران الحقيقي، والاعتدال في الطعام، مع تكثيف الصلاة كسبيل للعودة إلى الله والعودة إلى الفردوس الذي فقدناه.
ختامًا، يُعتبر “أحد مرفع الجبن” ليس مجرد تحضير للصوم، بل هو تذكير بضرورة العودة إلى الله من خلال التوبة والغفران، كما قال القديس يوحنا الدمشقي: “كما فتح آدم باب الموت للعالم من خلال الطعام، كذلك بالصوم والصلاة نفتح باب الحياة الأبدية”