أزمة المعارضة.. اميركا تبحث عن التسوية!
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
من الواضح لجميع المراقبين ان الولايات المتحدة الاميركية تبحث بشكل جدي عن تسوية شاملة في المنطقة، ولعل لبنان هو احدى الساحات التي تعتبرها واشنطن حجر الاساس في التهدئة او التصعيد، وبالتالي فإن الذهاب إلى حلّ يجب أن يمر في لبنان وتحديداً عبر "حزب الله"، لذلك يعمل المبعوثون الاميركيون على اجراء مشاورات غير مباشرة مع الحزب لفهم سقفه السياسي ومسار معركته الميدانية.
أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" أنه مستعد للتسوية بعد انتهاء الحرب في غزة، من دون ان يحدد أطر هذه التسوية وما الذي يمكن تقديمه للأميركيين ومقابل ماذا، وعليه بات مسار التسوية حتمياً إلا في حال حصول تطورات دراماتيكية غير محسوبة، وبات الحديث عن تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة جزء من النقاش اللبناني والاقليمي مقابل إلتزام الحزب بالقرار 1701.
هذه التطورات وضعت قوى المعارضة أمام تحد اساسي، وأزمة سياسية عميقة، خصوصاً أن الحليف الاساسي لهذه القوى، أي الولايات المتحدة الاميركية، ستبدأ حواراً مع "حزب الله" وهذا يعني أن عملية الأخذ والردّ ستكون هي الحاكمة في المرحلة المقبلة، وسيتمكن الحزب من الحصول على مكتسبات سياسية حقيقية من الاميركيين في مقابل ما سيقدمه لهم في موضوع الحدود الجنوبية..
تتخوف قوى المعارضة أن يطالب "حزب الله" بمكتسبات في الداخل اللبناني، خصوصاً ان الموضوع الرئاسي سيكون هو الطبق الرئيسي على طاولة الحلّ للازمة الداخلية، ما يعني أن إمكانية تنازل واشنطن في الداخل أكبر من اي إمكانية للتنازل على صعيد الحدود مع فلسطين المحتلة، وعليه فإن الخسارة السياسية ستواجه قوى المعارضة، إن وافقت واشنطن، على فوز رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالمعركة الرئاسية خصوصا وان التسوية لن تشمل اسم الرئيس فقط، بل قد تكون تسوية مشابهة لما حصل في الطائف وقد يتم تلزيم الادارة السياسية للبنان لمجموعة من الدول وعلى رأسها ايران مثلاً، او هكذا تعتقد قوى المعارضة. وفي ذلك ضربة قاسية جداً لن يكون من السهل تخطيها لانها تحظى بغطاء اقليمي ودولي، كما أن "حزب الله" ستبقى لديه ورقة الجنوب ليحركها في أي لحظة يشعر فيها أن مكتسباته الداخلية غير مضمونة.
ليس واضحا بعد ماذا تريد ان تفعل المعارضة، فهي بين خيارين، الاول الاستمرار في موقفها الحالي والرهان على عدم حصول اي تسوية بين واشنطن و"حزب الله" ما يقدم لها مكتسبات حقيقية، والثاني تقديم تنازل جدي لـ "حزب الله" قبل التسوية ما يتيح لها البقاء داخل الساحة السياسية اذ انها ستكون عمليا جزءاً من التسوية السياسية. كذلك تستطيع المعارضة المحافظة على موقفها البقاء خارج التسوية والسلطة في المرحلة المقبلة وتحمل تبعات ذلك. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قوى المعارضة حزب الله
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: العزوف عن الزواج أزمة أخلاقية تهدد المجتمع
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن العزوف عن الزواج بدافع الظروف الاقتصادية أمر غير محمود، مؤكدًا أن هذا الاتجاه يؤدي إلى تدمير الأخلاق وانتشار الفساد في المجتمع.
وقال الدكتور نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو حكمة إلهية ومقصد شرعي، مستشهدًا بقول الله تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً".
وأشار إلى أن المودة والرحمة والألفة بين الأزواج باتت تختفي تدريجيًا بسبب العادات والتقاليد التي كبلت الأسر والأبناء، ومن أبرزها المغالاة في تكاليف الزواج والمطالب غير الضرورية.
الشريعة الإسلامية أقامت الزواج على أسس ميسرةوأوضح مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية أقامت الزواج على أسس ميسرة دون تقييده بحدود مالية باهظة، مشيرًا إلى حديث النبي :"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
وأكد الدكتور نظير عياد أن انتشار العنوسة وتأخر سن الزواج يؤدي إلى تفشي الفساد في المجتمع، لافتًا إلى أن الزواج يجلب البركة في الرزق، مستشهدًا بحديث النبي:"ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف".
واختتم حديثه قائلًا:"الزواج باب من أبواب الرزق، ووسيلة لتوسيعه، ولكننا نصطدم بعادات وتقاليد ظالمة حرمت الشباب والفتيات من تكوين أسر مستقرة، مما يؤدي إلى أزمات اجتماعية خطيرة