رشقة صاروخية صوب جنوب إسرائيل بعد ساعات من تحذير رئيس الأركان من «تآكل الإنجازات العسكرية» بغزة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تجددت الاشتباكات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل في قطاع غزة، وشهدت مناطق المحافظة الوسطى وخان يونس جنوب القطاع معارك ضارية وذلك في اليوم الثاني بعد المئة من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقصف طيران الاحتلال مناطق مختلفة بالقطاع، وجددت مدفعيته قصف المُربعات السكنية والمناطق المأهولة وخاصة في خان يونس، والمغازي، وجباليا.
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عشرات القذائف الصاروخية من وسط القطاع، في أكبر رشقة صاروخية على جنوب إسرائيل في الآونة الأخيرة، وسقطت العديد من القذائف في بلدة «نتيفوت» في النقب وخلفت أضرارًا وخسائر. ودوت صافرات الإنذار في مستوطنات «غلاف غزة» والنقب بعد استهدافها بالرشقة الصاروخية.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان صحفي، مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة في المعارك بجنوب غزة، لترتفع حصيلة القتلى في صفوفه منذ بدء العملية البرية في السابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي إلى نحو 190، ومنذ بداية الحرب في السابع من الشهر ذاته إلى 523 ما بين جنديًا وضابطًا.
ووقعت اشتباكات ضارية صباح اليوم بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في شمال غزة، وأمكن سماع انفجارات حسب تقارير إخبارية، علما بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت كان قد أعلن الليلة الماضية أن مرحلة التوغل العسكري المكثف للجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة انتهت، وإشارته إلى أن هذه المرحلة ستنتهي قريبًا في جنوب القطاع.
وفي وقت لاحق من الليلة ذاتها، أفاد تقرير إخباري للقناة الـ 13 الإسرائيلية بأن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي حذر خلال اجتماعات مع القيادة السياسية في إسرائيل من «تآكل» ما وصفها بـ"الإنجازات العسكرية" في قطاع غزة، نتيجة لـ«غياب إستراتيجية سياسية» للحكومة الإسرائيلية حول ما بات يعرف إسرائيليا بـاليوم التالي للحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.
ولفت هاليفي إلى أن هناك إمكانية بأن يضطر جيش الاحتلال إلى العودة والعمل في المناطق التي انتهى فيها القتال بالفعل، بسبب تآكل الانجازات على خلفية مُماطلة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في بلورة خطة حول اليوم التالي للحرب.
اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية تدين جرائم المُستوطنين الإسرائيليين المُتصاعدة في الضفة الغربية
اشتباكات الحدود المصرية الإسرائيلية.. رد قوي من مصر
مُستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رشقة القسام.. صواريخ تتحدى الحرب وتُسقط أمن نتنياهو المزعوم
يمانيون/ تقارير بعد عامٍ وسبعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وفي وقتٍ كانت فيه حكومة الاحتلال تُروّج لانتهاء “مرحلة التهديد” من غزة، جاءت رشقة صاروخية من كتائب القسام لتقلب المعادلة رأسًا على عقب.
وفي توقيتٍ محسوب بعناية، وبالتزامن مع زيارة مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن، دوّت صافرات الإنذار من عسقلان إلى أسدود، وعادت مشاهد الهلع والرعب إلى شوارع المستوطنات.
في هذا التقرير نوجز تفاصيل ما وراء هذه الرشقة الصواريخ، أكانت مجرد رشقةٍ عابرة، أم أنها رسائل استراتيجية تُعيد العدوّ الصهيوني إلى نقطة الصفر.
رغم مرور أكثر من عامٍ ونصف على العدوان الشامل، والذي خلّف آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا في البنية التحتية المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء، تثبت كتائب القسام أن قدراتها لم تُقضَ، وأن يدها لا تزال قادرة على الوصول إلى عمق المستوطنات الصهيونية.
الصواريخ التي أُطلقت من دير البلح، وهي المنطقة التي شهدت وجودًا عسكريًّا لجيش الاحتلال منذ بداية الحرب، أصابت أهدافها بدقة، ما يعني أن القسام تحتفظ بمفاجآتٍ تكتيكية كبرى، وتعمل وفق استراتيجية منضبطة، بعيدة عن الفوضى أو العشوائية.
ويرى خبراء عسكريون، أن تزامن القصف مع زيارة نتنياهو لواشنطن لم يكن صدفة؛ فالرسالة موجهة بشكلٍ واضح للقيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية: أن “لا أمن دون وقف العدوان، ولا صفقات دون الإفراج عن الأسرى ورفع الحصار”.
القسام بهذه الخطوة، تعيد خلط أوراق الملف السياسي، وتؤكد أن الحرب لم تُنهِ المقاومة، بل زادتها مرونة وقدرة على إيصال رسائلها بصوت الصواريخ لا البيانات.
مشاهد الرعب في “أسدود وعسقلان وتل أبيب”، وسقوط صواريخ على مركبات ومبانٍ، وتوثيق لحظة وصول سيارات الإسعاف والإطفاء، كلها أعادت للأذهان مشاهد 7 أكتوبر “يوم العبور العظيم”.
كما أن اعتراف وسائل الإعلام العبرية بوقوع إصابات وأضرار مباشرة، وحديثها عن احتمال وجود “تشتيت جهود؛ تمهيدًا لتسلل بري من عناصر المقاومة”؛ يعكس حجم القلق والخوف الذي لا يزال يسيطر على الجبهة الداخلية رغم كلّ الادّعاءات الرسمية بالنصر.
مأزق القيادة الصهيونية – انقسام داخلي وتآكل الثقة:
التباينات في التصريحات بين قادة الاحتلال توضح أزمة القيادة، فبين من يطالب بالقضاء على حماس كالمجرم “سموتريتش”، ومن يرى الفشل الذريع كالصهيوني “يائير غولان”، هناك إدراك داخلي بأن الحكومة الحالية تقود الكيان نحو المجهول.
وهكذا، تُكتب فصائل الجهاد والمقاومة المعادلة من جديد، أن لا أمن للاحتلال، ما دام الدم الفلسطيني يسيل بلا حساب، كما أن الخلافات حول الرهائن، واستمرار القصف، وتآكل الردع، كلها مؤشرات على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في الكيان.
وبحسب المراقبين، فإن رشقة واحدة فقط كانت كفيلة بإظهار كذب الادّعاءات حول تدمير بنية المقاومة؛ ما يعني أن خيار الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود.
كما أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد كلّ هذه المدة، رغم الحصار الشامل، يضع تساؤلات كبرى حول كفاءة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدرة استخباراته على التنبؤ والتعطيل.
وتثبت المقاومة في غزة مجددًا أنها لم تُهزم، بل تتطور وتختار التوقيت والمكان والسلاح بعناية، والاحتلال رغم كلّ أدواته العسكرية والدبلوماسية، لم يتمكن من تحقيق “النصر الكامل”.
وعليه؛ وفي ظل غياب أفق سياسي حقيقي، وتصاعد الضغط الشعبي والدولي، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد جولات جديدة من التصعيد، ما لم يفرض اتفاق شامل يلبي الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين.
نقلا عن المسيرة نت