أدانت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، العدوان الإيراني على أربيل، بعدما أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية على العاصمة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

قصف إيراني قرب مطار أربيل في العراق

وجاء في بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن الحكومة أعربت عن استنكارها وإدانتها الشديدين للعدوان الإيراني على مدينة ومطار أربيل، والمتمثل بقصف الأماكن السكنية الآمنة بالصواريخ الباليستية، حيث ضربت ما لا يقل عن 3 صواريخ باليستية منزلاً خاصًا لرجل الأعمال الكردي الشهير بشراو دزيه في شمال مدينة أربيل خلال تجمع عائلي، مما أدى إلى مقتل 4 من أفراد عائلته، بما في ذلك طفلين يبلغان من العمر 11 شهرًا و18 شهرًا، وأصيب 6 آخرون.

وقدمت الحكومة العراقية شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، جراء للعدوان الإيراني على مدينة ومطار أربيل، إذ بدأ رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني بالفعل تحقيقاً في الأمر.

وأدان رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، هجمات الحرس الثوري الإيراني علي مطار أربيل، وحث المجتمع الدولي على عدم التزام الصمت في مواجهة الهجمات المتكررة، مضيفا أن حكومة إقليم كردستان ستعمل مع المجتمع الدولي لوقف الهجمات.

ماذا يحدث في مطار أربيل

وأعلن مطار أربيل، في إقليم كردستان، خلال الساعات الأولي من صباح اليوم، عن عودة حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها، بعد أن توقفت لبضع ساعات  إثر سماع  10 انفجارات هزت مدينة أربيل شمالي العراق، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الاخبارية».

ويذكر أن الحرس الثوري الإيراني، قد صرح في بيان، أنه قرر قصف مقر تابع للموساد الإسرائيلي في كردستان العراق، وذلك رداً على أعمال قولت الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة باغتيال قادة الحرس الثوري وجبهة المقاومة، إذ استهدف مقر تجسس للموساد الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيران مطار أربيل أربيل الحرس الثوري الإيراني مجلس الأمن العراق كردستان الحرس الثوری مطار أربیل

إقرأ أيضاً:

واشنطن ام طهران.. العراق في قلب معادلة التوازن الإقليمي.. ماذا ستختار بغداد؟ - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

تمثل العلاقة بين إيران والولايات المتحدة في العراق أحد أكثر الملفات حساسية، حيث تتداخل المصالح الاستراتيجية لكل من الطرفين، ما ينعكس بشكل مباشر على الوضع الأمني والسياسي في البلاد. وبينما تواصل واشنطن تعزيز وجودها العسكري، تؤكد طهران أن بقاء هذه القوات يشكل تهديدًا مباشرًا لعمقها الاستراتيجي. في هذا السياق، يوضح الخبير الأمني صادق عبد الله أن المصالح الإيرانية في بغداد لا تتعلق فقط بملف الوجود الأمريكي، بل تشمل أبعادًا إقليمية أوسع.


العراق "ساحة المواجهة"

منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، تحول العراق إلى ساحة مواجهة غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. فبينما عززت واشنطن وجودها العسكري، رأت طهران في ذلك تهديدًا لأمنها القومي، ما دفعها إلى دعم فصائل مسلحة لممارسة الضغط على القوات الأمريكية.

وأوضح عبد الله في حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "العداء بين طهران وواشنطن ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى تغيير النظام الإيراني عام 1979، وهو ما جعل العلاقة بين الطرفين قائمة على التوتر الدائم"، مشيرًا إلى أن "بقاء القوات الأمريكية في العراق لا يخدم المصالح الإيرانية، بل يزيد من قلقها الأمني، ويدفعها إلى اتخاذ إجراءات وقائية لمواجهة أي تهديد محتمل".


محاولات إيرانية لتعزيز النفوذ

أكد عبد الله أن إيران تعمل على ترسيخ نفوذها في العراق عبر عدة مسارات، تشمل العلاقات الاقتصادية، والتأثير السياسي، ودعم الفصائل المسلحة التي تتبنى خطابًا مناهضًا للوجود الأمريكي. وأشار إلى أن "إيران كانت الداعم الرئيسي لعشرات الهجمات ضد القوات الأمريكية بعد 2003، كما أنها كثفت جهودها لإخراج هذه القوات، خصوصًا بعد اغتيال قاسم سليماني، الذي لعب دورًا محوريًا في بناء النفوذ الإيراني في المنطقة".

وأضاف أن "التحولات الإقليمية الأخيرة، مثل تراجع تأثير إيران في سوريا ولبنان، زادت من أهمية العراق كمنصة لنفوذها الاستراتيجي"، لافتًا إلى أن "طهران باتت ترى في العراق ركيزة أساسية في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة".


اعتراف بصعوبة المواجهة المباشرة

على الرغم من التصعيد المستمر بين الطرفين، يرى عبد الله أن الحرب المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة لا تزال مستبعدة. وقال: "رغم العداء الممتد لعقود، فإن هناك ثوابت غير معلنة بين الطرفين، من بينها تجنب الدخول في مواجهة مباشرة قد تجر المنطقة إلى حرب شاملة".

وأشار إلى أن "طهران قد تلجأ إلى حلول دبلوماسية طويلة الأمد، تتضمن تفاهمات غير مباشرة مع واشنطن حول مستقبل العراق"، مضيفًا أن "الضغوط الاقتصادية والعقوبات المفروضة على إيران قد تدفعها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في العراق والمنطقة".


إرادات متعددة تفرض نفسها

يتضح أن العراق بات نقطة تقاطع لمصالح متعددة، حيث تسعى طهران للحفاظ على نفوذها، بينما تعمل واشنطن على تقويض هذا النفوذ وتعزيز تحالفاتها داخل البلاد. في الوقت ذاته، تواجه الحكومة العراقية تحديًا كبيرًا في تحقيق توازن دقيق بين المصالح الأمريكية والإيرانية، بما يضمن استقرار العراق وعدم تحوله إلى ساحة صراع دائم.

ويرى محللون أن التوصل إلى معادلة تحقق التوازن بين النفوذين الأمريكي والإيراني في العراق يتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة، إلى جانب تقوية مؤسسات الدولة العراقية بحيث لا تصبح ساحة مفتوحة للصراعات الخارجية.

ويبقى العراق محورًا رئيسيًا في الصراع الأمريكي-الإيراني، حيث تسعى كل من طهران وواشنطن إلى تحقيق أهدافهما الاستراتيجية ضمن حدوده. وبينما تواجه إيران تحديات اقتصادية وسياسية قد تدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها الإقليمية، تستمر الولايات المتحدة في فرض مزيد من الضغوط لضمان تقييد النفوذ الإيراني. في هذا المشهد المعقد، يبدو أن العراق لا يزال في قلب معادلة التوازن الإقليمي، حيث ستحدد طبيعة التفاهمات بين الأطراف المختلفة مستقبل الاستقرار في المنطقة.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات


مقالات مشابهة

  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • ترامب: أفضل التوصل إلى اتفاق مع طهران لأني لا أريد أذية الشعب الإيراني
  • في سجن إيراني ... صحفي أمريكي يضرب عن الطعام
  • ماهر الأسد والحرس الثوري والحشد الشعبي وراء العمليات الإرهابية في سوريا
  • تعليق الحكومة العراقية على إنهاء الإعفاءات عن الغاز الإيراني
  • وكيل محافظة سقطرى ينتقد طيران اليمنية ويطالب الحكومة بسرعة نقل العالقين إلى الأرخبيل
  • رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني: لن تمتلكوا سلاحا نوويا
  • عبر "ممرات الظل" والعراق واليمن.. كيف تتهرب إيران ومليشياتها من العقوبات؟
  • منصة النفوذ الإيراني: العراق تحت ضغط أمريكي متزايد
  • واشنطن ام طهران.. العراق في قلب معادلة التوازن الإقليمي.. ماذا ستختار بغداد؟ - عاجل