وزير خارجية قطر يدعو للتركيز على غزة ويحذر من تصاعد التوترات في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، على أن التوترات في البحر الأحمر هي "الأكثر خطورة"، موضحا أن الخيار العسكري "لن يحل الأزمة"، وذلك عقب الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد مواقع في اليمن.
وقال في كلمة له خلال المؤتمر السنوي لمنتدى "دافوس" الاقتصادي، إن "الخيار العسكري لن يحل الأزمة في البحر الأحمر"، موضحا أن الوضع هناك "هو الأكثر خطورة؛ لأنه يؤثر في العالم وليس المنطقة فقط".
وأضاف أن "العالم يزداد صعوبة، والوضع في فلسطين حساس، وتوقعنا منذ البداية تصاعد الأمور"، مؤكدا ضرورة "ألا يتم التركيز على الأزمات الصغيرة فقط؛ بل على الصراع الأهم في قطاع غزة".
ولفت وزير الخارجية القطري إلى أن الطرق البديلة للبحر الأحمر أقل كفاءة، مضيفا: "أعتقد أننا لو أردنا التعامل مع القضية، فيجب التعامل مع القضية المركزية في غزة؛ للتخفيف من كل أشكال التوتر".
وأكد أن "الضربات العسكرية الأمريكية والبريطانية لن تكبح هجمات الحوثيين على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر دون جهود دبلوماسية".
كما أنه عبّر عن اعتقاد دولة قطر، بأن نزع فتيل الصراع في غزة سيوقف التصعيد على جبهات أخرى، موضحا أن الوضع الإقليمي الحالي يقدم "وصفة للتصعيد في كل مكان".
وشدد على أن مطالبة دولة الاحتلال بالموافقة على مسار إلزامي ومحدد زمنيا لحل الدولتين هو "مفتاح الاستقرار السياسي مستقبلا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "دول كثيرة لا تؤمن بجدوى إعادة الإعمار مع التصعيد كل فترة وجيزة في غزة".
وأكد أن الفلسطينيين هم من يجب أن يقرروا ما إذا كانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، التي تدير قطاع غزة ستستمر في لعب دور سياسي في المستقبل.
ولليوم الـ101 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 24 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ61 ألف مصاب بجروح مختلفة، وفقا لمصادر فلسطينية.
وعلى وقع تواصل العدوان، تتصاعد التوترات في المنطقة على جبهات مختلفة، لاسيما في البحر الأحمر الذي يعتبر أحد أهم الممرات المائية في العالم، وذلك عقب شن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات ضد مواقع تابعة للحوثيين في 5 مدن يمنية، ردا على استهداف الجماعة السفن المرتبطة بالاحتلال أو المتجهة إلى موانئه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية القطري فلسطين غزة الاحتلال فلسطين غزة قطر الاحتلال البحر الاحمر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی البحر الأحمر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات.. مبادرة باكستانية في ظل التوترات مع أفغانستان
إسلام آباد- اختُتمت، الأحد الماضي، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أشغال مؤتمر "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي برعاية الحكومة الباكستانية بالاشتراك مع منظمة رابطة العالم الإسلامي.
وتم الإعلان عن مبادرة "إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات" بهدف توفير الفرص التعليمية للفتيات في المجتمعات المسلمة حول العالم. وتتضمن عدة محاور، منها زيادة الوعي حول أهمية تعليم الفتيات، والتزام الدول الإسلامية بتطوير سياسات داعمة لذلك. كما تدعو إلى تخصيص يوم عالمي لتسليط الضوء على هذه القضية، وتشكيل منصات تعاون دولية لتنفيذها على أرض الواقع.
وشهدت حضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين محمد العيسى، وممثلي الحكومة والبرلمان الباكستانيين، وعدد من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي وأعضاء هيئات ومجالس العلماء، والناشطة الباكستانية في تعليم الفتيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي، والمنصة الأكاديمية للأمم المتحدة (جامعة السلام).
رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف (الثاني يمين) في مؤتمر إطلاق مبادرة تعليم الفتيات (رابطة العالم الإسلامي) مكانة مهمةتم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
كما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
تم اختيار باكستان لعقد هذا المؤتمر على ضوء المكانة السياسية والدينية التي تتمتع بها في جنوب آسيا، والدور الذي تلعبه في القضايا الإقليمية. كما أنها تسعى إلى تعزيز دورها في المنطقة.
إعلانكما أن إسلام آباد تواجه تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، وتعيش مرحلة سياسية دقيقة، إذ تشهد علاقتها مع أفغانستان توترا مستمرا. وقد تكون استضافتها لهذا المؤتمر بمثابة محاولة لتوضيح موقفها الداعم لحقوق المرأة والفتيات، خصوصا "في ظل القيود التي تفرضها حركة طالبان على تعليم الفتيات في أفغانستان منذ وصولها إلى الحكم في أغسطس/آب 2021″.
في هذا السياق، أكد محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على قضية تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة. وقال في تصريحاته خلال المؤتمر "إن التعليم هو الأداة الأهم في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية، ويجب أن يحصل جميع الأطفال، بغض النظر عن جنسهم، على فرص تعليمية متساوية".
ووفق العيسى، ستشمل المبادرة اتفاقيات نوعية مع الدول والمنظمات الدولية لمواصلة دعم تعليم الفتيات، مشيرا إلى أنها ستكون "تحولا حقيقيا في التعليم داخل المجتمعات المسلمة".
بدوره، أكد أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين طه استعداد المنظمة للمشاركة في دعم المبادرة، مشيرا إلى أن تعليم الفتيات يعد من الحقوق الأساسية التي يجب أن تسعى جميع الدول لتوفيرها. وقال إن "الدين الإسلامي يحث على طلب العلم للجميع من دون تمييز، ويجب أن تكون هذه المبادرة خطوة نحو تحقيق المساواة في التعليم بين الفتيات والفتيان".
من جانبها، شددت ملالا يوسفزي، في تصريحها حول المبادرة خلال حضورها المؤتمر، على أن التعليم "أداة التغيير الأقوى، وأن الفتاة المتعلمة تبني أجيالا أكثر وعيا وقوة". وأضافت أن "تعليم الفتيات ليس خيارا، بل هو ضرورة لبناء مستقبل أفضل".
المؤتمر شهد حضور مسؤولين باكستانيين ومنظمات عدة وكبار علماء المسلمين (رابطة العالم الإسلامي) دوافع سياسيةورغم أهميتها، فقد رأى مراقبون أفغان أن توقيت طرح المبادرة من قبل باكستان قد يكون مدفوعا بجانب سياسي في المقام الأول، إذ شهدت العلاقات بين كابل وإسلام آباد توترا ملحوظا في الآونة الأخيرة.
إعلانويعتقد أحمد سعيد، الدبلوماسي الأفغاني السابق، أن باكستان تسعى إلى الضغط على حكومة طالبان "التي تواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة". وأضاف للجزيرة نت أنها تبحث عن فرص لتعزيز موقفها الإقليمي خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع أفغانستان، وقد تكون هذه المبادرة جزءا من محاولة إظهار دورها في المنطقة.
وأوضح أن إسلام آباد تمر بتحديات أمنية واقتصادية "غير مسبوقة" مع ازدياد هجمات حركة طالبان الباكستانية، إذ تتهم حكومة حركة طالبان الأفغانية بتوفير الدعم لهذه الهجمات عبر أراضيها، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.
ومن هنا، يضع سعيد طرح هذه المبادرة في إطار "المكايدة السياسية مع أفغانستان"، إذ تسعى باكستان لتسليط الضوء على مواقفها السياسية وإظهار موقفها الداعم لقضايا المرأة والتعليم، في وقت تزداد فيه الضغوط على الحكومة الأفغانية بسبب سياساتها المتشددة تجاه تعليم الفتيات.
انقسام
من جانبه، يرى المحلل السياسي الأفغاني رفيق رجا أن هناك تباينا في الآراء داخل حكومة حركة طالبان بشأن قضية تعليم الفتيات. وقال "القادة المقربون من زعيم طالبان لديهم تفسيرات متشددة تجاه هذه المسألة، بينما يعتقد آخرون من داخل الحكومة أن تعليم الفتيات يجب أن يكون جزءا من التطور الطبيعي في أفغانستان، ويتعين تفعيل ذلك لحماية مصالح الشعب".
وأضاف أنه رغم أن الحكومة الأفغانية تواجه ضغوطا دولية كبيرة لتغيير موقفها، فإن "زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده لا يزال متمسكا بموقفه المتشدد، ولا يسمح لأي من القادة في الحكومة بمناقشة الموضوع، مما يخلق حالة من الانقسام الداخلي حول القضية".
من المؤكد أن إعلان إسلام آباد يعد خطوة مهمة في تعزيز حقوق الفتيات في المجتمعات المسلمة، ولكن نجاح المبادرة يعتمد على الالتزام الفعلي من الدول الإسلامية بتطبيق هذه السياسات، وكذلك على مدى استجابة حركة طالبان للضغوط الدولية المتعلقة بحقوق النساء والفتيات.
إعلانوتبقى الآفاق المستقبلية للمبادرة مفتوحة، حيث يتعين على المجتمع الدولي مواصلة دعمه وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات العالمية لتحقيق الأهداف المرجوة وتوفير الفرص التعليمية المتساوية للفتيات في جميع أنحاء العالم.