ملصقات السيارات.. معارك إعلامية بلا سلاح - صور
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تناقل الرموز الإعلامية على نطاق واسع يعكس التأثير الكبير لها
مَعَ تصاعدِ المقاومةِ في قطاعِ غزةَ، انطلقتْ معاركُ إعلاميةٌ بِلا سِلاحْ، اجتاحتِ الساحةَ الإعلاميةَ الأردنية، فانطلقت حملاتُ تضامنٍ واسِعَة، شَمِلَت المسيراتُ، وجمعِ التُبرعات، والوَقفاتُ التضامنية، وحتى التبرُعُ بالدم، وتَوَسَعَ نِطاقُ الحَملَات لتشملَ إضافةَ مُلصقَاتٍ على المَركبَات، مُستَنِدَةً إلى مصطلحاتٍ تعبيريةٍ مِثْلَ "حلل يا دويري"، أو الاعتمادِ على الكلمةِ الشهيرِة لـ "أبي عُبيدة"، في تعبيرٍ عن التضامنِ الشديدِ مَعَ الأحداثِ الجارِيَة، رَغْمَ الظروفِ الصَعْبَة.
اقرأ أيضاً : إدارة السير: هذه المخالفة غرامتها 30 دينارا
هذهِ المُلصَقَات، على الرَغمِ مِنْ شُيُوعِهَا، تُعَدُ غَيْرَ قانونية، ويمكنُ أنْ يتعرضَ سائقو المركباتِ الذينَ يضعُونَها لمخالفةِ قانونِ السَيْر
تنعكسُ آثارُ الحربِ في غَزَةَ على جميعِ جوانبِ الحياة، حيثُ يُمكِنُ مُشاهدُةُ هذهِ المُلصقاتِ في مَتَاجِرِ بيعِ اكسسواراتِ الهواتِفِ والسياراتِ، حيثُ تَتَمُ طِباعَتُهُا وَبَيعِهَا للمواطنين.
تواجُدُ هذهِ الرُموزُ الإعلامِيَةُ على نِطاقٍ واسعٍ يَعكِسِ التأثيرَ الكبيرَ الذي يمتلكهُ الجانِبُ الإعلاميُ في نقلِ الرسائِلِ والتعبيرِ عَنِ التضامُنِ مَعَ الشعبِ الفلسطيني، لكنّهَا تبقى مُخالِفَةً للقانون، لِمَا تُشكِلُهُ من تشتيتٍ للسائقينَ وحجبِ الرؤيا في عديدِ الحالات.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية المقاومة عدوان الاحتلال الحرب في غزة غزة
إقرأ أيضاً:
الحضور الإسفيري ومواجهة التحديات الإعلامية والسياسية
في عصر يتسم بسيطرة الممارسات الحقيرة ضد الحق والقيم النبيلة، يتزايد التحدي أمام الأفراد الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الحقائق، ومواجهة التوجهات السطحية التي أصبحت سمة بارزة للخطاب السياسي والإعلامي في الميديا الحديثة. هذا الواقع يدفعني إلى الحضور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، ليس فقط كمراقب، بل كفاعل يسعى لهزيمة تفاهة الطروحات السياسية والإعلامية التي تهيمن على المشهد.
منصات التواصل الاجتماعي اليوم ليست مجرد أدوات للتسلية أو التعبير العابر؛ بل أصبحت ميدانًا مفتوحًا لمعركة الأفكار والقيم. في ظل هذه الممارسات المنفلتة، حيث يتماهى التزييف مع الواقع، أجد نفسي أمام واجب أخلاقي يتمثل في الوقوف بصلابة لمواجهة محاولات التجهيل الممنهج الذي ينهض بقوة على أكتاف إعلام لا يُراعي المهنية، ويفضل الدعاية السطحية على الحقائق المعمقة.
هزيمة التفاهة أنه تحدٍ جماعي وليس فرديًا , رغم أنني أؤمن بدور الفرد، إلا أنني أدرك جيدًا أن مواجهة هذا الواقع تتطلب حراكًا جماعيًا. وهنا تأتي الحاجة إلى تفعيل دور الصامتين الذين يمثلون غالبية المستخدمين على هذه المنصات. هؤلاء الصامتون، الذين يحملون وعيًا ولكنه محاصر بصخب السجالات الفارغة، يمكنهم أن يكونوا قوة هائلة لإحداث التغيير. من خلال مشاركتهم، يمكن كسر هيمنة الأطروحات الأحادية التي تنشرها جهات أصولية تسعى لاحتكار الإعلام الرقمي وتوجيهه لخدمة أهدافها السياسية الضيقة.
مقارعة التجهيل في الميديا المنفلتة
التجهيل الذي تشهده الساحة الإعلامية ليس عفويًا، بل هو نتاج منظومة تعمل بخبث لاستغلال الميديا المنفلتة في صناعة وعي زائف. مهمتي هنا ليست فقط كشف هذا التجهيل، بل تقديم خطاب بديل يرتكز على المصداقية، والتحليل العميق، وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة.
دور الإعلام الرقمي المسؤول
الطموح الذي أسعى لتحقيقه يتجاوز مجرد الرد أو النقد إلى بناء منصات رقمية مسؤولة. منصات تُعطي الأولوية للمحتوى النزيه، وتفسح المجال للأصوات المتنوعة، بعيدًا عن الاستقطاب الحاد. كما أنني أرى في التكنولوجيا أداة يمكن تسخيرها بذكاء لخلق حوارات بنّاءة تُسهم في ترسيخ الوعي العام وإعادة بناء الثقة في الإعلام كوسيلة للتنوير لا التعتيم.
رؤية مستقبلية
في ظل التحولات التي يشهدها العالم الرقمي، يظل الحضور الإسفيري مسؤولية ملحة؛ لكن هذا الحضور يجب أن يكون واعيًا، منظمًا، ومبنيًا على رؤية تتجاوز اللحظة الراهنة لتضع أسسًا لمستقبل إعلامي أكثر إنصافًا ومهنية. معًا، يمكننا تحويل هذه المنصات إلى أدوات للتغيير الإيجابي، وإعادة الاعتبار للقيم النبيلة التي يجب أن تقود المجتمعات نحو مستقبل أفضل.
إنها معركة تستحق أن تُخاض. ليس فقط من أجل الحاضر، بل من أجل الأجيال القادمة التي ستعيش في عالم تُشكّل فيه الحقائق والقيم النبيلة أساسًا للعيش المشترك.
zuhair.osman@aol.com