نددت وزارة الخارجية العراقية بـ"العدوان على سيادة العراق" بعد الضربات الإيرانية على مدينة أربيل بإقليم كردستان شمالي البلاد، وهددت باللجوء إلى مجلس الأمن.

وقالت الخارجية العراقية في بيان إن القصف الإيراني على مدينة أربيل "عدوان على سيادة البلاد وإساءة إلى حسن الجوار وأمن المنطقة"، وأضافت أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن.

كما أدانت بعثة الأمم المتحدة في العراق "بشدة" الهجوم الإيراني على أربيل، ودعت "لوقف الهجمات التي تنتهك سيادة العراق".

وفجر الثلاثاء، أعلن مجلس أمن إقليم كردستان شمال العراق في بيان أن الحرس الثوري الإيراني شن هجوما بصواريخ باليستية على عدة مناطق مدنية في أربيل عند الساعة 11:30 من مساء الاثنين، مما أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 6 آخرين.

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قصف ما وصفها بـ"مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران" في أربيل بصواريخ باليستية، حسبما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء.

وقد أدان رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني بشدة هذه الهجمات، وأكد في منشور على حسابه بمنصة إكس أن حكومته ستعمل على "إيقاف هذه الهجمات الوحشية".

ودعا بارزاني الحكومة المركزية في بغداد إلى اتخاذ موقف صارم ضد "الانتهاك الصارخ" لسيادة العراق وإقليم الشمال.

كما طالب شركاءهم في المجتمع الدولي بعدم الصمت إزاء هذه الهجمات المتكررة، وقال "سنعمل خلال الأيام المقبلة مع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل إيقاف هذه الهجمات الوحشية ضد شعبنا البريء".

يذكر أن الهجمات الصاروخية استهدفت مواقع في منطقة تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة أربيل التابعة لإقليم كردستان في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية ومن مساكن مدنية.

الضربات الصاروخية الإيرانية استهدفت مواقع في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية في أربيل (الأناضول) إدانة أميركية

وأدانت أميركا الهجمات، حيث قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إنّ "الولايات المتحدة تدين بشدّة الهجمات التي شنّتها إيران على أربيل اليوم (أمس) وتقدّم تعازيها لأسر القتلى. نحن نعارض الضربات الإيرانية الصاروخية المتهوّرة التي تقوّض استقرار العراق".

كما ندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون بـ"سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة"، مؤكّدة أنّه "لم يتمّ استهداف أيّ طواقم أو منشآت أميركية" في كردستان العراق.

قصف سوريا

وإلى جانب العراق قصفت إيران أيضا أهدافا داخل سوريا، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ دويّ انفجارات عنيفة سُمع في مدينة حلب وريفها، مشيرا إلى سقوط "ما لا يقل عن 4 صواريخ جاءت من اتجاه البحر الأبيض المتوسط" وسقطت في ريف حلب.

أما الحرس الثوري الإيراني فقال إنه قصف "أماكن تجمّع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين (…)وخاصة تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، في الأراضي المحتلّة في سوريا".

وفي بيانه، قال الحرس الثوري إنّ قصفه لهذه المواقع في سوريا أتى "ردّا على الفظائع الأخيرة للجماعات الإرهابية التي أدّت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا الأعزاء في كرمان وراسك".

وفي الثالث من يناير/كانون الثاني وقع تفجيران انتحاريان في مدينة كرمان بجنوب إيران قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، وذلك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لاغتياله بغارة أميركية في العراق، وأسفر التفجيران، اللذان تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية، عن مقتل 90 شخصا وعشرات الجرحى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرس الثوری هذه الهجمات مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

خاص 24.. خسائر "المحور الإيراني" تضع الحشد الشعبي والحوثيين أمام "مفترق طرق"

كان للضربات القاصمة التي تعرض لها تنظيم حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ومقتل أغلبية قيادات الصف الأول فيهما، وما تلى ذلك من سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وفراره من البلاد، دورٌ في مراجعة الحسابات من جانب بقية الأطراف المنضوية تحت مظلة المحور الإيراني، الذي يتشكل من أذرع تستخدمها طهران لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.
وفي الوقت الذي توقفت هجمات فصائل داخل الحشد الشعبي العراقي، معروفة بولائها المطلق لإيران تجاه إسرائيل بالمسيرات والصواريخ، خصوصاً بعد تحذير إسرائيلي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أكدت فيه حقها في الدفاع عن نفسها إذا لم تكن الحكومة العراقية قادرة أو راغبة في كبح جماح تلك الجماعات المسلحة، لا تزال ميليشيا الحوثيين مستمرة في شن هجمات على المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتنفيذ ضربات في الداخل الإسرائيلي أيضاً، ما يطرح تساؤلات حول مصير الفصائل العراقية والحوثيين، بعد تقليم بقية الأذرع الإيرانية في المنطقة.

كيف ستكون "قواعد المواجهة" بعد عودة ترامب وتقليم أذرع إيران؟ - موقع 24تتجه أنظار العالم حالياً صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، مع اقتراب بدء الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، وسط تكهنات بأن يعاود ترامب ممارسة "سياسة الضغط الأقصى على النظام الإيراني" التي ميّزت ولايته الأولى، لا سيما وأنه أفصح عن ... حسابات إيرانية

يرى رئيس مركز "التفكير السياسي" وأستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد الدكتور إحسان الشمري، أن توقف هجمات فصائل الحشد الشعبي "مرتبط بحسابات إيرانية أكثر من كونها عراقية، حيث سبق أن طالبت الحكومة العراقية الحالية، التي تمثل الفصائل المسلحة ركيزة أساسية لها وداعمة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بوقف هجماتها تجاه إسرائيل، وهذه الفصائل، التي طبقت مبدأ "وحدة الساحات" و"الإسناد"، لم تستجب لطلب الحكومة العراقية، ولكن الرؤية الإيرانية هي التي كانت ضاغطة ومؤثرة على الفصائل بوقف هجماتها".
وأضاف الشمري: "من جانب آخر، هناك عوامل أخرى ساهمت في وقف الهجمات، مثل مقتل حسن نصر الله وقيادات حزب الله الأخرى، بالإضافة إلى إنهاء حكم حماس وتقويض نفوذها وقوتها العسكرية، إلى جانب سقوط نظام بشار الأسد الحليف لإيران، كل ذلك دفع الفصائل إلى التراجع، خصوصاً أنها وجدت أن المحور الإيراني قد سُحق بشكل كامل، وانهارت قوة إيران الإقليمية، ولذلك أرادت هذه الفصائل المحافظة على ما تبقى لها من نفوذ في العراق سياسياً وعسكرياً، وعلى ترسانتها من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة".

التهديد الأكبر لإسرائيل.. الطائرات دون طيار لأذرع إيران - موقع 24شكل دخول الطائرات دون طيار إلى الحرب بين إسرائيل وحزب الله من جهة، والميليشيات الموالية لإيران من جهة أخرى مرحلة جديدة، أكثر خطورة، بفضل قدراتها على المناورة، والإفلات من الرادارات، ورخص ثمنها نسبياً، وتحقيقها نتائج قوية في بعض الأحيان. تسوية أمريكية

ولفت الدكتور إحسان الشمري إلى أن "هذه الفصائل توقفت عن الهجمات نتيجة وجود تسوية أمريكية، لأن إسرائيل كانت تتهيأ لضرب هذه الفصائل رداً على هجماتها، لكن تدخل الولايات المتحدة، وبضمانات تعهد بها رئيس الوزراء العراقي بإيقاف هجمات الفصائل وتفكيك سلاحها، دفع الفصائل إلى إيقاف الهجمات تكتيكياً ومرحلياً، لأنها غير قادرة على مواجه الآلة العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية"
وأكد رئيس مركز "التفكير السياسي" وأستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، أن "إيران لا تزال مؤثرة في هذه الفصائل، وحتى خلال زيارة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني الأخيرة، أظهرت تلك الفصائل تمسكها بسلاحها، ما يُظهر الدور الإيراني المؤثر في قرارها".
وأشار الشمري إلى أن "الضربة الإسرائيلية ضد فصائل الحشد الشعبي مؤجلة ولم يتم إلغاؤها، لأن خطابات نتنياهو تؤكد عزمهم على الاستمرار في ملاحقة إيران وأذرعها في المنطقة، كما أن ترسانة الأسلحة لهذه الفصائل لم تُفكك إلى الآن، والتي تضم صواريخ بالستية، علاوةً على أن اتفاقات الهدنة بين إسرائيل وحماس، وبين إسرائيل وحزب الله، يُنظر إليها على أنها اتفاقات هشة لن تصمد، كما أن المنشآت النووية الإيرانية ما زالت معرضة لضربات إسرائيلية، كل ذلك قد يُنذر بعودة الهجمات من جانب الفصائل كجزء من أوراق الضغط الإيرانية على إسرائيل، وبالتالي تصبح احتمالات تنفيذ ضربة إسرائيلية، قائمة".

اختبار كبير.. أذرع إيران بالمنطقة تترنح أمام هجمات إسرائيل - موقع 24كانت الفكرة بسيطة: عندما تندلع حرب كبرى مع إسرائيل، فإن كل الأعضاء في شبكة الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط المعروفة بـ"محور المقاومة"، ستنضم إلى القتال في اندفاعة منسقة للإسهام في تحقيق الهدف المشترك، ألا وهو تدمير إسرائيل. استراتيجية المُشاغلة والمناورة

وعن الهجمات المتفرقة التي يشنها الحوثيون، أكد الشمري أن "هذه الجماعة مدعومة من إيران ومن الفصائل العراقية المسلحة، وبالتالي فإن قراراتها في شن تلك الهجمات ليست فردية، وهي جزء من استراتيجية المُشاغلة والمناورة بالنسبة لإيران، التي لم يتبق لها سوى الفصائل العراقية والحوثي في المنطقة".
ونوَّه الشمري إلى أن "هجمات الحوثيين تندرج ضمن سياق وحدة الساحات، وأعتقد أن استمرار الحوثيين في هذه الهجمات يعني أنهم سيلاقون مصير حماس وحزب الله بإنهاء قوتهم العسكرية وقياداتها، خصوصاً وأن الحوثيون يواجهون حالياً (تحالف حارس الازدهار)، فضلاً عن الضربات الإسرائيلية، وبالتالي لا أرى أي مستقبل للحوثيين، في ظل المتغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط".

بعد مقتل هنية ونصر الله.. ما مصير أذرع إيران بالمنطقة؟ - موقع 24تلقى حلفاء إيران في المنطقة ضربات موجعة، أنهكت قواهم إلى حد كبير، دون أن تتمكن من تدمير قدراتهم بشكل كامل، وأحدثت شقوقاً في العلاقات السياسية والعسكرية المتبادلية، قد تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد لإعادة ترميمها، بحكم الاختلافات الجوهرية الطافية على السطح بين طهران وحلفائها. تحركات عراقية

بدوره، أكد الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، أن "معطيات الأحداث والمتغيرات في الشرق الأوسط وما حدث في سوريا ولبنان، أثرت بشكل كبير في وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك عمليات القصف من جانب المحور الإيراني، خصوصاً في العراق والجنوب اللبناني، وهناك تحركات شبه خفية في العراق تجنح باتجاه السياسة، وتبتعد عن العمليات العسكرية تجاه إسرائيل في هذه الفترة الحرجة والصعبة على الجميع".
وقال ناصر إن "عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة تعني انتصار الجمهوريين، الذين سبق وأن كانت لهم وقفات في وجه العراق خلال الأزمات السابقة، مثل عملية عاصفة الصحراء، والحصار الاقتصادي على العراق، وبالتالي هناك رؤية واضحة لدى الجمهوريين بأن العراق يجب أن يكون تحت سيطرة الولايات المتحدة، لا أن يكون مقرباً من إيران، لأن العقوبات الأمريكية على إيران تصبح غير مجدية إطلاقاً إذا كان هناك تمويل من الداخل العراقي، وبالتالي هناك تحرك أمريكي لقطع الإمدادات بين العراق وإيران، وهو ما أثر في الحشد الشعبي، ودفعه إلى وقف ضرباته على إسرائيل، كما أن المتغيرات التي تحدثنا عنها في البداية لا تستوجب استمرار القصف من جانب المحور الإيراني من الداخل العراقي باتجاه إسرائيل".

لا يعمل خارج العراق..الحشد الشعبي ينفي إرسال مسلحين إلى سوريا - موقع 24قال رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، الموالية لإيران فالح الفياض، اليوم الإثنين، إن قواته لم تدخل إلى سوريا، رداً على تقارير عن عبورها الحدود لمساعدة حلفائها في الحكومة السورية. اتفاق "مبهم"

وأضاف الباحث في الشأن السياسي علي ناصر، أن "اتفاق غزة الذي جرى في قطر بحضور مصر، وكذلك الولايات المتحدة، التي تعتبر الضامن الأكبر للاتفاق المرحلي المكون من 3 مراحل بين إسرائيل وحماس، هو اتفاق "مبهم"، كما إن الأسماء التي سيتم الإفراج عنها مبهمة بشكل كبير، وقد تتعرض لمتغيرات، خصوصاً بعد تصريحات مسؤولين إسرائيليين بأن حماس حاولت تغيير مسودة الاتفاق ومعطياته المبدئية، عن طريق طرح أسماء لتحريرها، وهو ما سيضع الاتفاق أمام مشاكل رغم إقراره وتطبيقه على أرض الواقع مؤخراً".
ومضى قائلاً: "أما بخصوص الحشد الشعبي، فقد كانت هناك نية لضرب مواقعه داخل العراق، كما كانت هناك تحركات في الداخل العراقي من أجل ترك تلك المواقع تجنباً للخسائر، وهذه التحركات كانت من جانب حكومة محمد شياع السوداني من خلال إجراء العديد من الاتصالات والزيارات الإقليمية والدولية التي ساهمت في منع أي ضربات على الداخل العراقي، ولكن هناك مخاوف من فرض عقوبات اقتصادية قد تتمثل في إيقاف صرف رواتب الحشد الشعبي، وهو ما يعتبر أكبر خطر قد يواجه الداخل العراقي، لأن إيقاف الرواتب يعني أن هيئة الحشد الشعبي التابعة لرئاسة الوزراء ستواجه مشكلة كبيرة، وبالتالي فإن الحكومة العراقية مطالبة بإظهار هذه الهيئة كجهة تابعة لها، وليست تابعة للمرشد الأعلى وإيران، وبالتالي إبعادها عن المخاطر المحدقة بها".

لغز اليمن.. في ظلّ فشل الحروب الإيرانية - موقع 24يظل اليمن والتحولات التي شهدها، منذ خروج علي عبدالله صالح، من السلطة في فبراير (شباط) 2012، لغزاً كبيراً. زاد الوضع تعقيداً واللغز عمقاً منذ سيطرة الحوثيين، أي إيران، على صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.

مقالات مشابهة

  • خاص 24.. خسائر "المحور الإيراني" تضع الحشد الشعبي والحوثيين أمام "مفترق طرق"
  • رغم دعوة رئيس السن.. جلسة برلمان كردستان لن تعقد
  • مقتل شقيقين وإصابة آخر بحادث سير مروع في أربيل
  • مدينة مرسى مطروح:رصف شوارع وتركيب الانترلوك لمناطق العجارمة والمغاربة وكفر الشيخ
  • من النفط إلى الأمن الإقليمي.. تحديات تنتظر العراق في 2025
  • الطباطبائي: القرار العراقي ” مستقل “عن إيران!
  • الجيش الإيراني يجري مناورات قرب حدوده مع العراق
  • بعد اجتماع الوزراء.. وفد فني من بغداد الى أربيل لمناقشة ازمة رواتب الإقليم
  • اجتماع بين مالية بغداد وإقليم كردستان لمناقشة المشاكل العالقة
  • المشروع الإيراني في العراق يتجرع السُّم مرتين