يوسف عيسى عبدالكريم

أنا ضد الحرب بغض النظر عن أسباب اندلاعها أو مبررات استمرارها. كما أنني لست من الذين يزكون نارها ويسعرون أوارها ولا حتى من الساعين فيها بمنكر القول او الفعل. ولكن هناك بعض القراءات العميقة يجب أن يلتفت إليها كل من كان له قلب أو الق السمع وهو شهيد.
إن من ترهات هذه الحرب والتي تم نشرها في الوسائط وإظهارها للناس عن قصد في عمل ممنهج بغرض إرسال رسائل محددة هي حادثة محاكمة الجندي حكيم تيه التابع للفرقة 14 مشاة بكاد قلي بتهمة الخيانة ومساعدة العدو فقط لأنه تلقى مكالمة- هاتفية أو قام بالاتصال مع أحد أقربائه في المناطق المحررة.


والمتابع لوضع حاميات الجيش في ذاك الوقت وحاليا يستنتج عدم كفاءة المحكمة العسكرية التي انعقدت وذلك لتعذر بلوغ القضاء العسكري لأدلة الجرم حسب الظروف المعلومة للجميع في الجزء الغربي من البلاد وذلك لعدم قدرة ولا إمكانية ضباط الحامية على استيراد تسجيلات المكالمة التي تمت او تفريغها لمعرفة محتوى ما دار فيها من حديث وتحليل الشفرات المستخدمة في الكلام اذا ما حاولنا ان نعتمد على الخبرة التي تعلمناها من أفلام الجاسوسية والحرب الباردة المنتجة في هوليوود او على منصات نتفلكس وامازون في معالجة مثل هذه القضايا.
لقد كانت الأمانة والشفافية تتطلب على الأقل نشر محضر الضبط والتحري الذي اجري مع المتهم للسودانيين لتعزيز مصداقية الجيش او إتاحة فرصة الدفاع عن المتهم من قبل طرف ثالث حتى يتثنى للناس التأكد من تطبيق ابسط متطلبات العدالة. وذلك بنفس مستوى الانتشاء والانتصار الذي قامت قيادة الفرقة 14 بالترويج فيه للمحاكمة عبر فيديو منشور في الوسائط.
الا ان أهلنا النوبة في الدلنج بكل مكوناتهم من جنود في القوات المسلحة والأجهزة النظامية وجنود الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو أثبتوا للسودانيين انهم فعلا أحفاد السلطان عجبنا واخوات الاميرة مندي الذين اغفلهم التاريخ الرسمي عن قصد. فقد علموا اهل الخرطوم ومدني كيف تكون صور الوفاء للوطن والدفاع عن الأرض والعرض وكيف يكون معنى الحفاظ على الأرض وكيف يكون التسامي على جراح التخوين والاتهام بالعمالة من اجل مصلحة الوطن فكبدوا المليشيا خسائر ولقنوها درسا في القتال وجعلوا الدلنج وليس غيرها من المدن عصية فعلا على الجنجويد.
سقطت مدني واقتلعت من بين براثن الجنرالات المتزينين بالأوسمة والنياشين والانواط. ورغما عن ذلك لم نر او نسمع عن جنرال واحد تمت محاكمته محكمة حرب كما حدث للجندي المغلوب على امره حكيم تية. لم نر نتائج التحقيق التي أعلن عن تشكيله من قبل الجيش. ناهيك عن الصمت المخجل وتفادي ذكر سقوط مدني في مقابل البروبقندا والتباهي الذي حدث في قضية الجندي حكيم تيه ومن يريد ان يفهم مشكلة دولة 56 في السودان بصورة اعمق فلينظر الى هذين النموذجين وليضع احدهما في مقابل الآخر
نموذج محاكمة الجندي حكيم تيه والتنصل عن تبعية العميد والي الدين حسن ونسة بعد اسره من قبل المليشيا واعتباره عامل نظافة تم استخدامه من قبل المليشيا لتشويه سمعة الجيش.
في مقابل نموذج سقوط مدني على يد اللواء احمد الطيب قائد الفرقة الأولى مشاة بمدني والذي ذهب التحقيق معه ادراج الرياح وجريمة الفريق طه الحسين مدير مكتب المخلوع سابقا التي تم التغاضي عنها ونسيانها.

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: من قبل

إقرأ أيضاً:

مقتل وإصابة سبعة أشخاص من أسرة واحدة خلال اشتباكات في معقل زعيم المليشيات الحوثية

مقتل وإصابة سبعة أشخاص من أسرة واحدة خلال اشتباكات في معقل زعيم المليشيات الحوثية

مقالات مشابهة

  • الناطق باسم القسام يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسرائيليات إثر هجمات الجيش شمال غزة
  • الجيش الأمريكي يعاني أزمة كبرى.. هجمات ضد قواته بالمنطقة ونقص في ذخيرته
  • الشيباني: تاورغاء تستحق بلدية مستقلة وقرار دمجها استهتار بكرامتها
  • مقتل وإصابة سبعة أشخاص من أسرة واحدة خلال اشتباكات في معقل زعيم المليشيات الحوثية
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • بعد استشهاد علام وقطايا.. بيان من حزب الله
  • 40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • أستاذ اقتصاد: الإشادة الدولية بنهج مصر الاقتصادي تعزز الثقة لدى المستثمرين
  • ميقاتي بذكرى الاستقلال: الجيش الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب يقدم التضحيات زودا عن ارض الوطن
  • المليشيا والدولة في السودان