سودانايل:
2025-01-19@19:48:59 GMT

صحوة أم مناورة

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

عصب الشارع –
إستبق نائب رئيس المجلس الإنقلابي مالك عقار إجتماع الإيقاد المقرر بعد غدا الخميس في أوغندا بتصريحات جديدة تماماً ومفاجاة في لقاءه مع قناة الجزيرة مباشر، وقام بتحويل تصريحاته حتي قبل أيام قليلة (فجأة) الي مائة وثمانون درجة، وقال إن البرهان وافق على مقابلة وفد من تنسيقية (تقدم) في الوقت الذي تراه وأنهم سيتعاطون إيجابيا مع كافة المبادرات التي تهدف للتفاوض وزاد في ذلك بان قائد اللجنة الانقلابية ملتزم بلقاء قائد الدعم السريع حميدتي في جيبوتي حسب ما تم الإتفاق عليه في وقت سابق.


حديث عقار المفاجيء جاء وسط صمت مريب من كافة الجهات التي ما تزال تدعم الحرب وتنادي بتسليح المواطنين وتشن حملات مكثفة على كل من يدعوا للحوار لوقف الحرب وإعتقالات وتنكيل وتخوين لثوار ثورة ديسمبر والناشطين السياسيين من الأحزاب والقوى السياسية المختلفة ومن ضمنها (تقدم) التي قال بأنه قد وافق على الجلوس إليها ومايمثله من صدمة عنيفة للساعين لقطع كل الطرق للحوار وجلوس كل الأطراف في مائدة واحدة لبحث كيفية إيقاف الحرب وإعادة الديمقراطية وعلى رأسهم طبعاً كيزان العهد المباد والذين كانوا حتى الأمس يتحدثون عن بل بس..
بكل تأكيد أن التوقيت الذي جاءت فيه هذه التصريحات يجعلها في شكل مناورة لتبريد حدة القرارات التي يمكن تصدر عن قمة رؤساء دول الإيقاد الغاضبين من مناورات (البرهان) طوال الفترة الماضية ولا يمكن (تصديق) كل ما ورد فيها إلا في حالة واحدة وهي أن يخالف البرهان أيضاً كل التوقعات والقرار الصادر من وزارة خارجية الكيزان بعدم مشاركته ويسافر إلى أوغندا للمشاركة في تلك القمة وأن يعيد ما قاله نائبه في خطاب أمامها حتي يقطع الشك باليقين ويصبح حديثه (شاهدا) علي صدق نوايا اللجنة الامنية.
في السياسة لا توجد عهود وأحاديث فضفاضة بل يوجد إتفاق مكتوب وموثق وسيظل حديث عقار الذي لا يعلم أحد حتى الآن إن هو رأي شخصي أم قرارات تم الإتفاق عليها أم مناورة و(تبريد) لتمرير وتخفيف القرارات الساخنة التي يتوقع أن تخرج بها تلك القمة، ويظل مجرد حديث يمكن أن يتراجع عنه كالعادة بمجرد انتهاء القمة، ولكنه في كل الاحوال سيضع عقار على الكرسي الساخن سواء تم تنفيذه أو لم يتم وهي بكل تأكيد ستهز عرش المنادين بإستمرار الحرب ولن تؤثر في القرارات التي ستخرج بها القمة إلا إذا ما تم إلحاقها بقرارات (رسمية) تؤكد مصداقيتها خلال اليومين القادمين قبل إنعقاد القمة أو مشاركة البرهان فيها كما اسلفنا وفي كل الأحوال فإن اليومين القادمين هما الفصل فإما أن هناك تغيير جذري فعلاً في سياسة اللجنة الأمنية وأما أن راس عقار قد حان قطافه..
والثورة ستظل مستمرة ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من الذي انتصر في حرب غزة؟

التوصل الى اتفاق لإطلاق النار بين اسرائيل وحماس يعني أن نتنياهو فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلن عنها يوم الثامن من أكتوبر 2023، عندما قرر اجتياح قطاع غزة وخوض حربٍ برية وجوية وبحرية وإعلامية ونفسية ضد الفلسطينيين، محاولاً سحقهم بشكل تام.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" إنه سيبدأ حرباً شاملة ضد قطاع غزة، وإنَّ لهذه الحرب أهدافٌ ثلاثة: استعادة الأسرى الاسرائيليين، القضاء التام على حركة حماس، وتأمين المستوطنات في محيط القطاع أو ما يُسمى "غلاف غزة".

وواقع الحال أنَّ اسرائيل خاضت أطول حربٍ في تاريخها على الإطلاق واستمرت 15 شهراً ضد القطاع لكنها فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف الثلاثة، واضطرت في نهاية المطاف الى البحث عن أسراها عبر "صفقة" وليس بالقوة، كما اعترفت ضمناً بأن القضاء على حركة حماس غير ممكن، وأن هزيمة شعبٍ يتمسك بأرضه هو ضربٌ من الخيال والمستحيل.

لمن يسألون من انتصر في هذه الحرب الدموية المدمرة فإننا نقول بأنَّ الحروب تُقاس بالمآلات وليس المسارات، أي إن الحروبَ تُقاس بنتائجها لا بتفاصيلها اليومية، وهذا ما انطبق وينطبق على كل الصراعات الكبرى في تاريخ البشر، ففي الحرب العالمية الأولى تكبدت قوات الحلفاء التي انتصرت خسائر أكبر بكثير من تلك التي تكبدتها دول المركز، وفقد المنتصرون ما مجموعه 22 مليون إنسان، بينما فقد الطرفُ الخاسر أقل بكثير: 16 مليوناً فقط.

في الحرب العالمية الثانية كان المشهدُ أكثر وضوحاً، فقد تكبد معسكر "الحلفاء" خسائر تزيد عن 61 مليون قتيل، بينما اقتصرت خسائر دول "المحور" على 12 مليون قتيل فقط، ورغم ذلك فان نتيجة الحرب كانت لصالح من تكبدوا خسائر أكبر.

المشهد ذاته كان في حرب فيتنام، وثورة الجزائر، وثورة جنوب أفريقيا، والأمثلة على ذلك كثيرة.. وهذا يعني بالضرورة أن الحروب تُقاس بنتائجها وليس بتفاصيلها اليومية، كما إنها ليست معادلة رياضيات نحسبُ فيها كل طرف ماذا خسر لنستنتج بأن صاحب الخسارة الأكبر هو المهزوم، إذ إن هذه الطريقة تصلح لمباريات كرة القدم وليس للحروب والصراعات الكبرى.

المهم أيضاً في هذا السياق أن وقف إطلاق النار يأتي وليس لدى اسرائيل أي سيناريو لليوم التالي، حيث لم ينجح الاسرائيليون في الاطاحة بحكم حركة حماس، ولم ينجحوا كذلك في خلق وضع جديد يخدم مصالحهم، وعلى مدار الشهور الـ15 للحرب فشلوا في إقناع أية دولة عربية بأن تتدخل عسكرياً في القطاع، كما فشلوا في إقناع السلطة الفلسطينية بأن تحل بديلاً لإدارة القطاع، وفشلوا أيضاً في خلق أي سيناريو بديل.

المؤكد اليوم أن هذه الحرب التي استمرت 15 شهراً، والتي هي أطول مواجهة عسكرية في تاريخ الطرفين، إنما هي انتهت الى تغيير المنطقة بأكملها، إذ إن اليوم التالي لهذه الحرب ليس كاليوم السابق لها، كما أنَّ الحسابات القادمة لأية مغامرة عسكرية اسرائيلية مستقبلية ستكون بكل تأكيد مختلفة تماماً عن الحسابات التي كانت لدى الاسرائليين سابقاً.

مقالات مشابهة

  • عقار يصف العقوبات الأمريكية ضد البرهان بأنها استهداف لوحدة السودان
  • من الذي انتصر في حرب غزة؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • رئيس لجنة التحقيق في أحداث كمبو طيبة بولاية الجزيرة يؤدي القسم أمام عقار
  • دمار هائل.. كيف يمكن إعادة بناء غزة بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • مكتب نتنياهو يحدد اليوم الذي يمكن فيه إطلاق سراح رهائن حماس إذا وافق مجلس الوزراء على اتفاق غزة
  • الجيش السوداني: العقوبات التي فرضت على البرهان ظالمة
  • القوات المسلحة السودانية تستنكر القرار الجائر الذي صدر ضد البرهان
  • الخارجية السودانية: نرفض ونستنكر العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان