عام 1932.. عندما هزمت طيور الإيمو الجيش الأسترالي
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
تتجاوز الجيوش والبلدان عادة هزائمها العسكرية، ولكن من الهزائم ما يصعب نسيانه، خاصة عندما يصبح الحدث في البلاد مصدرا لا ينضب للسخرية، مثل هزيمة الجيش الأسترالي عام 1932، في عملية عسكرية ضد طيور الإيمو الشبيهة بالنعام، عندما قرر القيام بعملية عسكرية ضدها بعد أن دمرت كثيرا من محاصيل القمح.
بدأ كل شيء –كما أوردت مجلة لوبوان الفرنسية- في أوائل الثلاثينيات عندما ضرب الكساد الكبير الزراعة بشدة في غرب أستراليا، مما أدى إلى إغراق المزارعين في أزمة عميقة بعد انهيار سعر القمح، ومما زاد الوضع تدهورا قدوم موجة هجرة طيور الإيمو العملاقة إلى المنطقة.
نزل أكثر من 20 ألفا من طيور الإيمو، التي يصل طول الواحد منها إلى متر و90 سم ويمكنه تجاوز سيارة تسير بسرعة 50 كم في الساعة، وداست المحاصيل وأكلت كل شيء في طريقها، مما شكل ضربة حقيقية للأستراليين.
في هذه الظروف اختارت الحكومة الأسترالية، بحثا عن الشعبية، حل هذه المشكلة جذريا، وذلك بإرسال الجيش، ونشر جنود مجهزين ببنادق لويس الآلية و10 آلاف طلقة للقضاء على هذه المخلوقات المخربة، على أن تمول الحكومة حركة الجنود وتترك للمزارعين تزويدهم بالطعام والسكن، وما يكفي لدفع ثمن الذخيرة.
لاقت المبادرة ترحيبا من قبل السكان المحليين، وظن الجيش أن 3 جنود يكفون لإسقاط العدو، خاصة أن الإيمو طيور لا تستطيع الطيران، ولكن الجيش أخطأ في التقليل من ذكاء هذه الوحوش وسرعتها.
يقول العميد جوينيد بورفيس، الذي "قاتل" في هذه العملية "لقد أثبت طائر الإيمو أنه لم يكن غبيا كما يعتقد الناس. لكل مجموعة قائدها الذي يقف للحراسة ليعتني أقرانه بالقمح، وعند أول إشارة مشبوهة يعطي الإشارة وتخرج عشرات الرؤوس من المحصول".
وتسببت طيور الإيمو المنظمة والمتفاعلة في هزيمة لأستراليا، دون أي خسائر في جيشها، لتكون العملية عرضة للسخرية على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، بقدر ما بدت إهدارا كبيرا، حيث استُخدم 2500 طلقة ذخيرة مقابل قتل حوالي 100 من طيور الإيمو.
وقد لخص عالم الطيور الأسترالي دي إل سيرفينتي حرب الإيمو بشكل جيد في الموسوعة البريطانية، وكتب "يبدو أن قيادة الإيمو قد تبنت تكتيك حرب العصابات، وسرعان ما انقسم جيشها الذي لا يستطيع المناورة كثيرا، إلى وحدات صغيرة لا حصر لها مما جعل استخدام المعدات العسكرية غير مربح، ولذلك انسحبت القوة الميدانية الساخطة من منطقة القتال بعد حوالي شهر"، ليعدّ ذلك هزيمة للجيش الأسترالي أمام آلاف من طيور الإيمو.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل تعلم ماذا يحدث لجسمك عندما تبتعد عن اللحوم؟
لحم مسلوق (مواقع)
تزداد في الآونة الأخيرة الدعوات للاعتماد على الأنظمة الغذائية النباتية، والتوقف عن تناول اللحوم، وذلك بفضل الدراسات التي تبرز الفوائد الصحية الكبيرة لهذا التحول الغذائي.
فما الذي يحدث لجسمك عندما تختار أن تتوقف عن تناول اللحوم؟ وكيف يمكن أن يؤثر هذا الخيار على صحتك بشكل عام؟.
اقرأ أيضاً السعودية توقف دعمها المالي لمجلس القيادة.. هل هي بداية انهيار جديد في الحكومة؟ 28 مارس، 2025 رد حاسم من حماس على تظاهرات غزة المنددة بسياستها: ماذا قالت؟ 27 مارس، 2025كشف مجموعة من الأبحاث الحديثة عن التأثيرات الإيجابية للتوقف عن تناول اللحوم واعتماد نمط غذائي نباتي، حيث أثبتت الدراسات أن هذا النظام الغذائي يساهم بشكل كبير في تحسين صحة الإنسان.
تشير الأبحاث إلى أن التقليل أو الامتناع عن تناول اللحوم يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السكتات الدماغية، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع الثاني، فضلاً عن تقليص احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان.
من خلال حديثها، أوضحت أخصائية تغذية أن الفوائد الصحية المترتبة على هذا التحول تعود بشكل رئيسي إلى تقليل تناول الدهون المشبعة، حيث أن اللحوم، وخاصة الحمراء والمصنعة، تحتوي على كميات كبيرة من هذه الدهون، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطان.
وأضافت الأخصائية أن التغذية النباتية تساهم في تقليل الالتهابات داخل الجسم، مما يحسن من الصحة العامة ويقلل من احتمالية حدوث العديد من المشكلات الصحية.
إضافة إلى ذلك، أظهرت توصيات عدة منظمات صحية مرموقة، مثل جمعية القلب الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن تبني نظام غذائي يعتمد على النباتات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة، مع السماح بتناول كميات معتدلة من اللحوم بدلاً من استبعادها بالكامل.
من الواضح أن التوقف عن تناول اللحوم لا يعني فقط تحسين صحة الجسم، بل هو خطوة نحو حياة أكثر توازناً وخالية من المخاطر الصحية المرتبطة بالعادات الغذائية غير السليمة.