في ختام زيارة إلى السودان، رمطان لعمامرة يؤكد سعي الأمم المتحدة لتعزيز مسار الحل السلمي
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
اختتم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة زيارة رسمية هي الأول له إلى السودان منذ تعيينه في هذا المنصب في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي. وجاءت زيارة المبعوث الشخصي إلى السودان في إطار جولات لعقد مشاورات مكثفة مع الأطراف السودانية، وجهات إقليمية ودولية لدعم الجهود المتواصلة لاستعادة السلام في السودان.
في مدينة بورتسودان، التقى لعمامرة برئيس مجلس السيادة، الفريق الركن عبد الفتاح البرهان وعدد من المسؤولين الحكوميين وشرائح المجتمع السوداني. وقال المبعوث الشخصي، في بيان في ختام الزيارة، إنه تعلم الكثير فيما يتعلق بحقائق السودان وتطلعات المستقبل وكذلك إلى وجهة النظر الرسمية لدولة السودان حول عدد من المبادرات الرامية إلى حل الأوضاع وإطلاق عملية سلام تؤدي إلى الحل السلمي المنشود الذي يسمح للشعب السوداني باستئناف الحياة الكريمة في دولة مستقلة ذات سيادة تؤدي دورها في القارة الأفريقية وفي العالم العربي وعلى الساحة العالمية، وفقا للبيان.
وقال المبعوث الأممي إنه خرج بمعلومات دقيقة ومفيدة حول الدولة السودانية، مشيرا إلى أنه سيعمل جاهدا مع كافة الأطراف لبلورة الدور الإيجابي للأمم المتحدة في هذا الصدد.
وفي سياق جولته الأولى، كان لعمامرة قد توقف في القاهرة لإجراء محادثات معمقة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط حول إمكانية تعزيز التعاون الدولي للمساهمة في الحل السلمي للأزمة السودانية. كما التقى بعدد من المسؤولين المصريين من بينهم مساعد الوزير المكلف بالسودان ومع ممثلين عن المجتمع المدني السوداني.
أشد أنواع المعاناة
من ناحية أخرى، قال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن السودان به أشد أنواع المعاناة التي نشهدها في عالمنا اليوم، وبرغم ذلك فإن خطة الاستجابة الإنسانية لم تتلق سوى 37 في المائة من حجم التمويل المطلوب.
جاءت تصريحات غريفيثس خلال إجابته عن سؤال في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الاثنين، حيث قال إن تركيز انتباه العالم على أماكن أخرى مثل غزة وأوكرانيا يجعل من الصعب جدا إيجاد التمويل للاستجابة للأزمة في البلاد. وأضاف: "السودان هو المكان الذي أشعر فيه بعجزنا على تقديم المساعدة للناس هناك. عملية الأمم المتحدة ليست موجودة في الخرطوم (بسبب كثافة القتال). كما أنها تتعرض الآن للعديد من الهجمات في ود مدني التي تعتبر نقطة الانطلاق بالنسبة للخرطوم".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إلى السودان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: نصف سكان جنوب السودان يواجهون مستويات كارثية من الجوع
حذرت ممثلة برنامج الأغذية العالمي والمديرة القطرية في جنوب السودان، ماري-إلين ماكغروارتي من أن ما يقرب من 7.7 مليون شخص في جنوب السودان - أي أكثر من نصف السكان - يواجهون مستويات كارثية من الجوع، واصفة الوضع بأنه من بين الأسوأ منذ استقلال البلاد.
وفي إحاطة للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الأربعاء، أشارت ماكغروارتي إلى تصاعد العنف في منطقة أعالي النيل الكبرى خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدة أن الصراع والانقسامات السياسية والأمنية المتزايدة تضاعف من الوضع الإنساني الصعب واليائس.
وأوضحت أن القتال يدفع الناس والمجتمعات من ديارهم في أكثر المناطق ضعفا وانعداما للأمن الغذائي، وذلك بالتزامن مع دخول البلاد موسم العجاف السنوي الذي يبلغ فيه الجوع ذروته.
وكشفت المسؤولة الأممية أن 40% من هؤلاء الجياع موجودون في منطقة أعالي النيل الكبرى المتأثرة بتصاعد الصراع، حيث يعاني أكثر من 60% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي ولا يستطيعون تأمين وجبة واحدة لعائلاتهم يوميا.
وأكدت ماكغروارتي أن القتال في المنطقة أجبر ما يقرب من 100,000 شخص على الفرار من منازلهم، مما أدى إلى تعليق المساعدة الغذائية الإنسانية الضرورية لدرء الجوع الكارثي خلال موسم العجاف.
نهب المواد الغذائية يفاقم الكارثة
وأوضحت ماكغروارتي أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تعليق عملياته وأصبح غير قادر على الوصول إلى أكثر من 213,000 شخص في ست مقاطعات بسبب الصراع. وأشارت إلى أن هذه المجتمعات والعائلات محاصرة بالفعل في "آفة الجوع" بسبب تكرار العنف وتغير المناخ وغياب الاستقرار والتنمية في مناطق تعد من بين الأكثر بعدا في البلاد ويصعب الوصول إليها حتى في الظروف العادية. ومع تصاعد القتال، أصبح من المستحيل على البرنامج الوصول إلى هذه المناطق عبر النهر أو البر، حيث لا توجد طرق أو وسائل نقل مناسبة.
وأعربت عن أسفها للإبلاغ عن نهب أكثر من 100 طن متري من المواد الغذائية والإمدادات الغذائية، خاصة للأطفال الذين يعاني أكثر من 17% منهم من سوء التغذية في تلك المناطق. وشددت على أن هذه الموارد لا يمكن تعويضها وأن المخزونات الإنسانية في جنوب السودان مستنزفة بالفعل.
وحذرت ماكغروارتي من أن تفشي الكوليرا الذي يمثل تهديدا مميتا آخر يتفاقم مع استمرار الصراع وعدم الاستقرار وزيادة النزوح في منطقة أعالي النيل.
تأثير الحرب في السودان
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المسؤولة الأممية إلى أن الحرب في السودان تدفع المزيد من الأشخاص إلى الفرار إلى جنوب السودان، حيث وصل حتى اليوم أكثر من 1.1 مليون شخص، العديد منهم عائدون ولاجئون وصلوا بلا شيء. كما أدت الحرب في السودان إلى تعطيل سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الولايات المتاخمة للسودان بصورة كبيرة.
وفي الختام، قالت ماكغروارتي: "جنوب السودان ليس في وضع يسمح له بتحمل حرب أخرى. تصاعد الصراع مدمر بالنسبة للعائلات والمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي... شعب جنوب السودان يستحق التحرر من الصراع والجوع، ويستحق اهتمامنا ودعمنا".