قرار جديد البرهان تجاه عبور الطيران الإسرائيلي
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
متابعات- تاق برس- كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، عن أن الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان، منح الموافقة على طلب إسرائيلي لتوسيع عدد الرحلات التي تعبر أجواء السودان، واعتبرت أن ذلك تطور مهم يبرز التواصل الدبلوماسي المتنامي بين البلدين.
وقالت صحيفة بديعوت احرنوت إن هذه القرار ستزيد من طاقة الرحلات اليومية من ثلاث رحلات إلى إحدى عشر رحلة، مما يمهد الطريق لتعزيز الاتصال والتعاون بين البلدين.
يأتي هذا القرار الرئيسي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية بين السودان وإسرائيل، عقب إعلان تطبيع العلاقات في عام 2020. منذ ذلك الحين، سعت كلا البلدين بنشاط إلى مبادرات مختلفة لتعزيز التعاون في عدة قطاعات، بما في ذلك التجارة والتكنولوجيا والآن الطيران.
عن طريق السماح بزيادة عدد الرحلات التي تعبر أجواء السودان، ستسهم هذه الخطوة بشكل كبير في تبسيط وتحسين مسارات السفر الجوي بين إسرائيل ومناطق أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط وما وراءهما. لن تسهل القدرة الموسعة فقط السفر السلس للركاب، بل ستعزز أيضًا فرص التجارة والسياحة، مما يعود في النهاية بالفائدة على اقتصادي كلا البلدين.
واشارت الصحيفة إلى ان الموافقة تمثل مرحلة أخرى في العلاقة السودانية الإسرائيلية، التي شهدت عدة تطورات إيجابية منذ الاجتماع التاريخي للبرهان مع نتنياهو في عنتيبي يوغندا. إنها تسلط الضوء على استعداد كلا البلدين لاستكشاف طرق تعاون جديدة وتعزيز مناخ السلام والاستقرار في المنطقة.
واضافت “بينما يواصل البلدان تحقيق رؤيتهما المشتركة، من المتوقع أن يسهم الزيادة في حركة المرور الجوي في نمو الشراكات التجارية وتبادل الثقافات والتفاعلات بين الأشخاص. ستلعب توسيع الاتصالات الجوية دورًا حاسمًا في تعزيز الروابط بين السودان وإسرائيل، وتعزيز التفاهم المتبادل وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا.
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.
ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.
في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .
في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .
في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .
الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .
أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.
الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.
إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .
حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب