رؤساء شركات دولية: سوق أبوظبي العالمي يزود الشركات بالأدوات والدعم اللازمين للتعامل مع إعادة الهيكلة المعقدة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أكد رؤساء شركات عالمية أن الإطار القانوني والتنظيمي لسوق أبوظبي العالمي، والبنية التحتية للخدمات المالية التي يمتلكها، وآليات حل النزاعات المعمول بها فيه، ميزات تسهم في إيجاد بيئة مواتية لإعادة هيكلة الشركات الإقليمية والعالمية؛ إذ يزود السوق الشركات بالأدوات والدعم اللازمين للتعامل مع عمليات إعادة الهيكلة المعقدة والظهور ككيانات أكثر قابلية للحياة والاستدامة، وتعزيز قدراتها على الصمود أمام الرياح المعاكسة.
وقال هؤلاء في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن النظام الشامل لإعادة الهيكلة والإعسار في دولة الإمارات تطور بشكل كبير خلال أقل من عقد من الزمن، وطور قواعد العمل الخاصة به وفق أفضل الممارسات الدولية، وتبنى الدروس المستفادة من الأساليب الأكثر تأثيرًا لتحويل مسار الشركات المعسرة، وهو ما أدى إلى نهج ثلاثي المستويات، يتمثل في إعادة التنظيم التوافقي، وإعادة الهيكلة في حالة الإفلاس، أو إعادة التأهيل والتصفية كملاذ أخير.
وأشاروا إلى أن التحسينات المتعاقبة على لوائح الإعسار ساعدت على الخروج بإطار عمل خاص بدولة الإمارات، يتناسب مع الاحتياجات المحددة للشركات الخارجية والشركات المعسرة داخل المنطقة الحرة، لا سيما بعد أن تم إدخال تعديلات مهمة في عامي 2020 و2021، تلتها لوائح الإعسار الجديدة لعام 2022، مشيرين إلى أن سوق أبوظبي العالمي يسعى بوجه عام إلى إيجاد الفرص للشركات الدولية والإقليمية الجديدة وتزويدها بمجموعة متنوعة من الخيارات والأدوات الداعمة لإعادة هيكلة ديونها وتحويل أعمالها بما يرسخ مكانة العاصمة كوجهة مفضلة لها.
وأضاف رؤساء الشركات أن الثقة في إعادة هيكلة الشركات الإقليمية والعالمية على مر السنين ضمن مبادرات سوق أبوظبي العالمي، أنتجت العديد من قصص النجاح التي استفادت من أدوات التحول الموجودة في المركز المالي الدولي، حيث يقدم السوق منظومة متكاملة، بدءًا من الوصول إلى رأس المال، والسوق، والمزايا الضريبية للشركات، والموقع الاستراتيجي، والمواهب، وحتى الثقة في الإطار القانوني، ومقدمي الخدمات المهنية والمنظومة الاستشارية والابتكار التقني المتطور.
وتتخذ العديد من الجهات الفاعلة المتخصصة في هذا المجال، من سوق أبوظبي مقرًا لها، وتقدم خدماتها لدعم فرص إعادة الهيكلة الموجودة في المنطقة، ومن بينها “إس سي لوي” و”بلانتير كابيتال” و”مجموعة فيديرا”، بالإضافة إلى شركات إعادة الهيكلة، مثل “ألفاريز ومارسال” و”أف تي أي” و “تينيو وروتشيلد”، وشركات الاستشارات القانونية مثل “دي ال ايه بايبر” و”كوين إيمانويل” و”كليري جوتليب”.
وقال مباشر مقدم، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بلانتير كابيتال، وهو صندوق استثماري يتكون من شركات استثمارية خاصة، إن سوق أبوظبي العالمي وضع قواعد تنظيمية قوية، من شأنها المساعدة في دفع النمو الاقتصادي وأسواق رأس المال الفعالة.
وأضاف أن “بلانتير كابيتال” تدعم جهود أبوظبي لتوفير أطر تنظيمية معززة والمثابرة على تطويرها، بما يدعم قطاع إعادة الهيكلة والإعسار، وهو أمر مهم، خصوصًا بالنظر إلى بيئة الاقتصاد الكلي الصعبة، والزيادة المتوقعة في فرص حدوث حالات خاصة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هذه الأطر التنظيمية الجديدة ستتيح للشركات في نهاية المطاف إمكانية الوصول إلى رأس المال بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
من جانبه، قال بيتر سوميخ، الشريك الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة “دي ال ايه بايبر”، إن وجود محاكم سوق أبوظبي العالمي والمحاكم الإلكترونية، يبني الثقة لدى الشركات المختلفة في منظومة سوق أبوظبي العالمي، الذي وفر إمكانيات فريدة من نوعها لا تمتلكها جميع المراكز المالية الدولية في العالم، حيث تستكمل المحاكم وتعزز قدرات السوق.
بدوره أكد ماثيو وايلد، المدير الإداري الأول في شركة “تينيو” والذي يتمتع بخبرة 30 عامًا في مجال إعادة الهيكلة على مستوى العالم، أن سوق أبوظبي العالمي أنشأ منظومة شاملة تعمل لصالح جميع الأطراف، وقال: “يوفر السوق بقوانينه ونظام المحاكم الذي تم اختباره، منصة تشمل الكثير مما يتطلبه أصحاب المصلحة، لعملية إعادة الهيكلة عند محاولة إنقاذ الشركات والحفاظ على القيمة، وذلك ضمن إطار قانوني يمكن التنبؤ به نسبيًا، والقدرة على اجتذاب أموال جديدة كتمويل للمدينين، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الإجراءات التي تدعم العديد من الخيارات، ومن بينها عمليات إعادة الهيكلة، وإعادة التأهيل، والتصفية، والإفلاس”.
وأضاف: “يمكن لأصحاب المصلحة الاستفادة من خلال الوصول إلى الإطار القانوني والقوانين المجربة والمختبرة في سوق أبوظبي العالمي، والتي تساعد الشركات وتجذب المستثمرين الأجانب”.
من جهتها، قالت بولينا ليادنوفا، الشريكة في “كليرلي جوتليب”، وهي شركة إعادة هيكلة مقرها سوق أبوظبي العالمي، إن ثقافة الإنقاذ وإعادة التأهيل المؤسسي في سوق أبوظبي العالمي الخاصة بقطاع إعادة الهيكلة تلبي توقعات الشركات المتخصصة في هذا المجال وتوفر لها البيئة المثاللية لأداء عملها وفق أفضل المعايير.
وتلعب المحاكم دورًا حاسمًا في عملية إعادة هيكلة وإعسار الشركات، ونظرًا لأن محاكم سوق أبوظبي العالمي ومركز التحكيم تعد جزءا من ولايته القضائية، فقد بنى “السوق” منظومة أعمال تمكينية، تتكامل وتمنح الشركات دعمًا شاملًا في حالة الحاجة إلى خدمات المحكمة.
وبدءًا من الخطوات الأولية وتقديم الطلبات وجلسات الاستماع وحتى تقارير الشهود والتأجيلات، فإن محاكم سوق أبوظبي العالمي مجهزة تجهيزًا بشكل كامل للتعامل الشامل مع قضايا الإعسار؛ إذ يعد مركز التحكيم فيه بمثابة مساحة رقمية فريدة من نوعها لجلسات التحكيم والوساطات التي تخدم المجتمع الدولي لحل النزاعات وفق أفضل الممارسات.
وأشرف سوق أبوظبي العالمي بعناية على الدور المحوري الذي تلعبه المحاكم ومركز التحكيم في تطور الشركات، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن التعديلات التي تم إدخالها على أنظمة الإعسار تقدم مزيدًا من الوضوح بشأن الشكل والمحتوى المنصوص عليهما في المسائل الإجرائية بموجب الأنظمة، وهي تتماشى مع منصة المحاكم الإلكترونية لمحاكم سوق أبوظبي العالمي.
كما تم إجراء تحسينات أيضًا، للسماح للمسؤولين بالتقدم إلى محاكم سوق أبوظبي العالمي للاستفادة من الحصول على أولوية التمويل.
وفي هذا الإطار قال بيركاي أونجل، رئيس استثمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا لدى شركة “إس سي لوي”: “هناك ثقة كبيرة بالمنظومة القضائية في سوق أبوظبي العالمي وبقدرتها على حل قضايا الإفلاس المعقدة والحفاظ على القيمة لجميع أصحاب المصلحة. ويسعدنا أن نرى المزيد من وثائق القروض وإعادة الهيكلة التي تتدخل فيها محاكم سوق أبوظبي العالمي باعتبارها السلطة القضائية الرئيسية لحل النزاعات، الأمر الذي سيتيح الاستفادة من الإطار التنظيمي المعمول به في السوق للخروج بنتائج إيجابية في القضايا التي تتطلب حلولًا معقدة”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: محاکم سوق أبوظبی العالمی إعادة الهیکلة إعادة هیکلة
إقرأ أيضاً:
القمة الثقافية أبوظبي تنطلق 27 ابريل القادم
تنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي فعاليات الدورة السابعة من منتداها العالمي الرائد “القمة الثقافية أبوظبي” خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2025 في منارة السعديات في المنطقة الثقافية بأبوظبي تحت شعار ” الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد”، ستلقي هذه النسخة الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانيّة، فى ظلّ فترة تحوّلاتٍ متسارعة.
وعلى مدار ثلاثة أيام من الندوات والمحادثات الإبداعية ودراسات الحالة والمحادثات الفنية وورش العمل، سيشهد المؤتمر على مشاركة مجموعة من أشهر القادة والفنانين والمفكرين والمبدعين، لتبادل وجهات نظرٍ جديدة حول إعادة تصوّر المستقبل، بما أنّ طرق التفكير والابداع تغيرت بسرعة هائلة.
وخلال فترة انعقاد القمّة، سيتمّ البحث في ثلاثة مواضيع فرعية. في اليوم الأول سيتمّ التركيز على “إعادة تشكيل المشهد الثقافي”. مع استمرار التحوّلات الكبرى في توزيع القوى في عالمٍ يتميّز بالثورة الرقميّة والتّفاوت الاقتصادي والتقلّبات الجيوسياسية، يتمّ إعادة تعريف الهويّات الثقافية وقِيم المجتمع.
وستتناول الجلسات تأثير هذه التّحولات على إنتاج الثقافة واستقبالها واستهلاكها، ومناقشة الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الإبداعي في توجيه البشرية من حالة غموض وصولًا نحو مستقبلٍ واعد.
في اليوم الثاني ستتمّ مناقشة “الحدود الجديدة لبيئة ما بعد الإنسان” حيث ستبحث جلسات هذا اليوم في كيفية تمكين الثقافة من ضمان تعزيز التغيّرات مع التقدّم السريع في التكنولوجيا وانعكاسها على التجربة الإنسانية، كما يلقي البرنامج الضوء على كيفية عمل القطاعات الثقافية والإبداعية من خلال تكييف نماذج أعمالها وبنيتها التحتية وسياساتها، للاستفادة من الفرص التي توفّرها هذه الحدود الجديدة.
وفي اليوم الثالث ستتمّ مناقشة موضوع “أطر جديدة لإعادة تعريف الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد”، وكيف يمكن للجهود الإبداعية والتعاونية وتصاعد النهج “العالمي” من تعزيز المرونة والشمولية والاستدامة. كما ستتناول الجلسات كيف يمكن للابتكار الثقافي والتكنولوجيا أن يساعدا في إعادة تشكيل السّرديات وخلق أرضية مشتركة جديدة للتغلب على الصراعات العالمية. ومن خلال القيام بذلك، يصبح بالإمكان اعتماد نماذج إنسانية تمّ اختبارها مسبقًا للانطلاق نحو الازدهار في عالمٍ سريع التغيّر.
وسيضمّ هذا الحدث شركاء عالميين مثل منظمة اليونسكو، إيكونوميستإمباكت، متحف التصميم، جوجل، متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم وأكاديمية التسجيل. ومن بين الشركاء الإضافيين، إيمجنيشن أبوظبي، الاتحاد الدولي لمجالس الفنون والوكالات الثقافية، المجمع الثقافي، ذا ناشيونال، نادي مدريد، بيت العائلة الإبراهيمية، متحف اللوفر أبوظبي، بيركلي أبوظبي، أكاديمية أنور قرقاشالدبلوماسية والمعهد الفرنسي.
القمة الثقافية هي منتدى عالمي سنوي، يجمع قادةً عالميين من قطاعات الصناعة الثقافية والإبداعية، لاستكشاف السّبل التي من خلالها يمكن للثقافة تحويل وتغيير المجتمعات في جميع أنحاء العالم. يعكس المنتدى التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالحفاظ على التراث الثقافي الغني في أبوظبي وحمايته وتعزيزه، مع ترقية الفكر الإبداعي والابتكار بهدف بناء مستقبلٍ ثقافي عالمي أكثر شمولاً واستدامة.وام