مدينة تعز في الشتاء… أزمة مياه خانقة فاقمها الحصار وغياب المنظمات الداعمة! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/إفتخار عبده
يعاني سكان مدينة تعز من صعوبة كبيرة في الحصول على المياه الصالحة للاستخدام، فاقم هذه المعاناة الحصار المفروض على المدينة من قبل الحوثيين وغياب بعض المنظمات الداعمة في السنوات الأخيرة.
وتستفحل الأزمة في المدينة الأقل نصيبا من الخدمات الضرورية، كلما جاء فصل الشتاء، فهو موسم لجري المواطن كل يوم وراء بعض جالونات من الماء سعة 20 لترا، تستخدم خلال ساعات.
ويسيطر الحوثيون على 70 % من الموارد المائية لمحافظة تعز، وعلى أهم الحقول المائية خصوصا حقول الحوجلة والحيمة، كما أنه هناك منطقة توجد فيها آبار جوفية، ولكن أغلبها تقع في مناطق التماس بين القوى الحكومية وجماعة الحوثي، وغالبا هي تحت السيطرة النارية للحوثيين .
ومع اتساع رقعة الفقر والبطالة وغلاء المعيشة الذي سببه انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بات غالبية سكان المدينة يعتمدون بشكل كلي على منظمات الإغاثة في حصولهم على المياه من خزانات السبيل.
طوابير طويلة أمام خزانات السبيل
ويقف الآلاف من سكان مدينة تعز، من نساء ورجال وفتية كل يوم في طوابير طويلة أمام خزانات السبيل، التي وضعت من قبل منظمات أو من فاعلي الخير، وعادة ما تنتهي حصة ذلك اليوم من الماء دون أن يحصل البعض على نصيبهم فيعودان بخيبة كبيرة.
ويصل سعر الوايت الواحد سعة 6 آلاف لتر من الماء غير الصالح للشرب إلى ثلاثين ألف ريال ويقل هذا المبلغ إذا كان في المناطق القريبة من الآبار كالقريبة من وادي الضباب أو القريبة من منطقة صالة وغيرها، وأما الماء الكوثر فيكون سعره قرابة ضعف هذا المبلغ.
المواطن هائل أحمد (40 عاما- أحد الساكنين في حي الجحملية ) يقول ل “يمن مونيتور” نشعر بالراحة من الجري وراء الماء في فصل الصيف فقط، فعندما تنزل الأمطار نستغل ذلك في تعبئة ما لدينا من خزانات صغيرة وأوان، وأما فصل الشتاء فهو موسم العناء بالنسبة لنا “.
وأضاف أحمد” نشعر بالضيق والاختناق في كل يوم نقف فيه في طابور الحارة، ازدحام شديد وقلة في نسبة الماء، حتى أننا نأتي في وقت مبكر، قبل مجيء الوايت لنحجز لنا مكانا ولجالوناتنا في الطابور، وإذا لم نستعجل ستفوت علينا حصتنا أو الكثير منها “.
وأردف” أحصل في الأسبوع الواحد على ثمانية جالونات موزعة في يومين من الوقوف في الطابور، استخدم هذا الماء لمدة أسبوع كامل مع الكثير من الحرص والاقتصاد “.
وناشد هائل فاعلي الخير بالمزيد من الماء للحواري التي تزدحم بالسكان قائلًا” ثقتنا – بعد الله- بفاعلي الخير أكبر من ثقتنا بغيرهم، هم الذين ينظرون لما يعانيه المواطنون برحمة وأمة البقية كأنهم لا يرون ولا يسمعون”.
معاناة ليست وليدة اليوم
بهذا الشأن، يقول عبد الرحمن العديني (عاقل حارة الضربة في شارع جمال وسط المدينة، الأكثر في الكثافة السكانية) “معاناة مدينة تعز من نقص المياه ليست وليدة اليوم أو وليدة هذا العام وحسب؛ إنها معاناة مستمرة منذ أن أطبق الحصار على المدينة قبل تسع سنوات وحتى يوم الناس هذا”.
وأضاف العديني ل “يمن مونيتور” الماء الذي كان يأتي إلى المدينة من منطقة الحوبان كان كافيا للسكان في أن تعيش حياتهم دون تخبط أو جري في الحواري، لكن انقطاعه أضاف مسألة كبيرة للناس هنا فلا سبيل لديهم في فصل الشتاء في الحصول على المياه إلا أن يقوموا بشراء الوايتات، أو البقاء في طوابير الحواري التي تصرف في الأسبوع مرة أو مرتين “.
وأردف” يصل سعر الوايت الواحد سعة 6 آلاف لتر القادم إلى وسط المدينة إلى ثلاثين ألف ريال هذا إذا كان غير صالح للشرب والذي يطلق عليه بين السكان مسمى (الماء المالح) وأما الماء الكوثر والذي يطلق على مسمى (الماء الحالي) فهو بالعادة يكون سعر الوايت الواحد منه قرابة الضعف، وهذا المبلغ الكبير لا يستطيع عامة الناس شراءه خصوصا مع هذا الوضع المعيشي الذي أنهك غالبية أبناء اليمن “.
وتابع” يبقى السبيل الوحيد للسكان هنا في الحصول على الماء هذه الأيام هو الوقوف في طوابير الحواري كالماء جاء وايت وهو في العادة يصرف في الأسبوع الواحد مرة واحدة للماء المالح، يتم تقسيم الماء بين الواقفين في الطابور من ثلاث أو أربعة جالونات سعة 20 لترا، ويتم النظر من قبل بعض المشرفين على الخزانات في إعطاء الأسر الكبيرة زيادة جالون أو اثنين “.
وواصل” وأما بالنسبة للماء الحالي (الكوثر) فيصرف في الأسبوع مرة واحدة تتم تعبئة خزان السبيل، ومن ثم يقوم المشرف عليه بتقسيط هذا الماء الموجود في الخزان إلى ثلاث مرات في الأسبوع، يوم يصرف فيه لكل أسرة حاولنا ويوم لا يصرف فيه “.
وأكد” هذه معاناة كبيرة يعانيها السكان جراء حرمانهم من الماء والغلاء الذي فيه؛ وهذا ما يسبب الضجيج الكبير كلما فتح المجال للناس في تعبئة الماء، الناس بحاجة للماء والماء غير كاف؛ وهذا ما يحدث سخط كبير واستياء من الناس، وعادة ما يكون المشرف على الماء منبوذا من قبل الناس، ومتهما بالرياء وكل ذلك يرجع للأزمة الخانقة التي يعاني منها السكان في مدينة تعز المحاصرة “.
وشدد العديني على ضرورة” النظر لمعاناة الناس في المدينة من قبل السلطة المحلية في المحافظة ومن قبل مدير المياه والصرف الصحي وتوفير الماء للمواطنين الذين يذوقون المرارة الكبيرة في هذا الجانب “.
يؤكد ذلك المواطن، محمد صالح (مشرف على إحدى خزانات السبيل في منطقة صالة) قائلا:” حاجة السكان للمياه في مدينة تعز فاقت كل ما تقدمه المنظمات وفاعلو الخير، وهذا ما يصيب الناس بالسخط والاستياء من الواقع ومن فيه “.
وأضاف صالح ل” يمن مونيتور “نحصل في الأسبوع الواحد على خزاني سعة 3 آلاف لتر من الماء الصالح للشرب، نقوم بتوزيعه بين سكان الحارة لكل بيت جالون سعة 20 لترا، لكن الكمية في العادة غير كافية”.
وتابع “السكان يتوافدون للحارة بكثافة وهذا ما يشكل عبئا علينا، زيادة السكان تحتاج إلى زيادة في منسوب المياه ونحن بالكاد استعطنا الحصول على هذه الحصة بعد معاناة كبيرة ومعاملات كثيرة لدى المنظمات الداعمة”.
وواصل “نناشد السلطة المحلية وفاعلي الخير في النظر لحال المواطنين الساكنين قرب خطوط النار؛ فهذه المناطق بالعادة تكون شبه منسية ولا يلتفت إليها ويخشى أصحاب الوايتات الدخول إليها، مع أنها مأهولة بالسكان”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأزمة الحصار الشتاء تعز یمن مونیتور الحصول على فی الأسبوع مدینة تعز من الماء وهذا ما من قبل
إقرأ أيضاً:
السياحة أهم القطاعات الداعمة لتنوع الاقتصاد
البلاد – الرياض
أوضح وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، أن قطاع السياحة قادر على إيجاد الوظائف في مختلف مناطق المملكة؛ لما تحظى به من مواقع ومرافق سياحية متعددة، مشيرًا إلى أن قطاع السياحة يعد أحد أهم القطاعات في دعم تنوع الاقتصاد واستدامته، في ظل رؤية المملكة 2030.
جاء ذلك خلال مشاركته ضمن الجلسة الحوارية” التوجهات المستقبلية للمحتوى المحلي في ظل رؤية السعودية 2030″، ضمن أعمال منتدى المحتوى المحلي 2024 المقام في الرياض.
وأكد معاليه أن القطاع السياحي رفع مساهمته في الاقتصاد المحلي من 3 % ( عام 2019 إلى 5 %) في عام 2023، ويُسعى خلال الأعوام القادمة نحو تحقيق النسبة المتبقية 10 % التي تمثل المتوسط العالمي.
وتطرق إلى أن المنظومة السياحية أسهمت في توطين الوظائف من 3 % ( عام 2019 إلى 10 %) وهو المتوسط العالمي، حيث أعلنت المملكة بناء مدن سياحية كبيرة؛ مثل: نيوم والبحر الأحمر والقدية والدرعية، وكذلك مشاريع القطاع الخاص كمشروع “الأڤينيو”، حيث يقدر حجم هذه الاستثمارات بأكثر من 500 مليار دولار خلال الـ 15 سنة المقبلة.