الاقتصاد نيوز - متابعة

 

احتل العراق مراتب متقدمة، بقائمة الدول الأكثر انبعاثا لغاز الميثان من النفط والغاز، بحسب تقرير تحليلي.   وبحسب التقرير، فإن العراق جاء في المرتبة الرابعة عالميا، بعد إيران، فيما تصدرت روسيا القائمة، بالوقت الذي احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المركز الثاني، والمرتبة الثالثة من نصيب إيران.

  وتزايد الحديث عن خفض انبعاثات غاز الميثان من حقول النفط والغاز عالميا بصورة مكثفة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع انخفاض تكاليفه مقارنة بالقطاعات الأخرى الأكثر تكلفة في إزالة الانبعاثات.   وقدر تقرير تحليلي حديث حجم انبعاثات الميثان التي يمكن تجنبها من أكبر حقول النفط والغاز حول العالم بعشرات الملايين من الأطنان في عام واحد، إذا قرر المنتجون تركيز جهودهم على ذلك.   واستند التقرير- إلى تحليل بيانات ميدانية جمعت بوساطة الأقمار الصناعية عن انبعاثات غاز الميثان، الصادرة من أكبر 100 حقل نفط وغاز عالميا.   حقول الشرق الأوسط وأميركا الأكثر انبعاثا كشفت البيانات، التي حللتها شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي ، عن وقوع أكثر من 100 حقل من حقول النفط والغاز الكبرى المصدرة لانبعاثات غاز الميثان في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.   وأسهمت هذه الحقول الكبرى بأقل من 1 % من الإنتاج العالمي للنفط والغاز، إلا أنها أصدرت كميات كبيرة من انبعاثات الميثان وصلت إلى 100 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2022.   ويشير تقييم ريستاد إنرجي إلى أن أكثر من نصف انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز عالميا يصدر من أحداث التنفيس والتسرب الكبيرة، في حين يعزى الجزء الأصغر إلى مصادر الحرق والانبعاثات الصادرة من المعدات وحوادث التنفيس الأصغر حجما.   وتمثل منطقة الشرق الأوسط وأميركا الشمالية ما يقرب من نصف انبعاثات غاز الميثان الصادرة عالميا من أنشطة استكشاف وإنتاج النفط والغاز، تليها آسيا وروسيا وأفريقيا.   على النقيض من ذلك، تبدو انبعاثات غاز الميثان في قطاع المنبع بأميركا الجنوبية وأوروبا معتدلة نسبيا، مقارنة بالمناطق المنتجة الرئيسة للنفط والغاز في العالم.   وتهيمن أحداث التنفيس الكبيرة على بعض البلدان، مثل كثير من دول شمال أفريقيا، في حين تهيمن مصادر الانبعاثات المتناثرة الأقل حجما على بعض البلدان الأخرى.   وتعد الولايات المتحدة مثالا على الانبعاثات المتناثرة المنتشرة على نطاق واسع بأحجام أقل، ما يجعلها تواجه تحديا مختلفا في خفض انبعاثات غاز الميثان مقارنة بدول أخرى لديها تحديات أسهل للسيطرة على انبعاثات تبدو مركزة.   انبعاثات أوروبا أغلبها مستورد رغم انخفاض انبعاثات غاز الميثان المباشرة في أوروبا من قطاع الاستخراج، فإن اعتماد المنطقة بصورة كبيرة على النفط والغاز المستورد الذي يشكل 80 % من استهلاكها، عادة ما يؤدي إلى زيادة انبعاث الميثان.   وتستهدف لوائح الاتحاد الأوروبي المعلنة حديثا معالجة هذا الموضوع عبر محاصرة انبعاثات غاز الميثان في سلاسل القيمة العالمية للنفط والغاز بداية من المنبع وحتى المصب.   وتحظر هذه اللوائح، المقرر دخولها حيز التنفيذ بداية من 2027، إبرام عقود أوروبية جديدة لاستيراد النفط والغاز والفحم، إلا إذا التزم المصدرون بالالتزامات المفروضة نفسها على المنتجين في الاتحاد الأوروبي بخصوص المراقبة والإبلاغ والتحقق من الانبعاثات.   كما ستحدد هذه اللوائح حدودا لانبعاثات غاز الميثان للتحكم في مدى قبول واردات المواد الهيدروكربونية إلى الاتحاد الأوروبي من عدمه، بحسب تقرير ريستاد إنرجي.   الحقول البرية تستحوذ على 80 % تشير بيانات تقييم ريستاد إنرجي المعتمدة على الأقمار الصناعية، إلى أن 80 % من انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن أنشطة الاستخراج تأتي من الحقول البرية التقليدية، تليها حقول النفط الصخري بنسبة 15 %، خاصة في الولايات المتحدة وكندا.   ويرجع السبب في استحواذ الحقول التقليدية البرية على أغلب الانبعاثات إلى نسبة مساهمتها الكبيرة في الإنتاج العالمي، التي وصلت إلى النصف تقريبا خلال عام 2022.   بينما تأتي النسبة المتبقية من انبعاثات غاز الميثان والبالغة 5 % من الحقول البحرية والرمال النفطية، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.   أما من حيث كثافة غاز الميثان فتتمتع العمليات البرية في المتوسط بمستويات أعلى بكثير من القطاعات الأخرى، في حين تبدو بصمة الميثان في الإنتاج البحري أقل من المتوسط العالمي، خاصة في مشروعات المياه العميقة.   ويعزى انخفاض انبعاثات الميثان من العمليات البحرية العميقة إلى عدة عوامل، أبرزها التقنيات المستعملة والحجم والظروف تحت سطح البحر، كما تتميز المنصات البحرية الحديثة بامتلاكها أنظمة مراقبة ومعدات محسنة لغاز الميثان، ما يؤدي إلى انخفاض أحجام التسرب، بالإضافة إلى ميل الحقول العميقة إلى أن تكون ذات معدلات حرق منخفضة نسبيا.   معضلة البيانات النادرة وغير الموثوقة ينسب إلى انبعاثات غاز الميثان 30 % من مسؤولية ارتفاع درجة الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية حتى الآن، وهو ثاني أكبر الغازات المتسببة في ذلك بعد الكربون، وتصدر نصف انبعاثاته من 3 قطاعات رئيسة؛ الزراعة والنفايات والوقود الأحفوري، بحسب وكالة الطاقة الدولية.   ويصنف الميثان ضمن فئة غازات الدفيئة القوية قصيرة العمر، لسرعة تبدده من الغلاف الجوي مقارنة بثاني أكسيد الكربون، لكن درجة تأثيره المحتمل في الاحتباس الحراري أعلى بمعدل 84 مرة من الكربون، بحسب تقديرات منتدى الطاقة الدولي.   وصعدت قضية انبعاثات هذا الغاز إلى رأس جدول أعمال وأولويات الحكومات والمشغلين والمستثمرين بصورة واضحة خلال العامين الماضيين، وتجلى ذلك في مؤتمر المناخ كوب 28 الذي استضافته الإمارات- مؤخرا-.   ويراهن خبراء الطاقة والمناخ على نجاح الدول في الحد من انبعاثات غاز الميثان عالميا لسهولة هذه العملية، مقارنة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأكثر تعقيدا وتكلفة.   فما زالت معظم البيانات المبلغ عنها تعتمد على معايير حساب الانبعاثات البسيطة للمرافق والمعدات الموجودة في الموقع، وهو ما يقل كثيرا عن الانبعاثات الفعلية التي تحتاج إلى معايير أكثر دقة في القياس.
وتحتاج المبادرات العالمية والإقليمية المستهدفة للميثان لمعالجة هذه العقبة المتمثلة في بيانات الميثان المحدودة وغير الدقيقة بصورة حاسمة، حتى تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للوصول بانبعاثاته إلى الصفر على المديين القصير والمتوسط.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار انبعاثات غاز المیثان النفط والغاز من انبعاثات المیثان من المیثان فی حقول النفط

إقرأ أيضاً:

مصر ضمن قائمة أكبر 10 دول أفريقية في احتياطيات النفط الخام المؤكدة

 جاءت مصر ضمن قائمة أكبر 10 دول أفريقية تمتلك أكبر احتياطيات نفطية خام مؤكدة خلال عام 2025 ، وفق تصنيف منصة "بيزنس أفريكا".


وذكرت المنصة في تقرير لها اليوم، أن النفط يعد مصدرًا حيويًا للطاقة والاقتصاد في العديد من الدول الإفريقية، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من هذا المورد الثمين ويعد مصدرًا هامًا للإيرادات الاقتصادية، ويلعب دورًا محوريًا في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي ودعم استراتيجية مصر للطاقة في السنوات القادمة.


وتسعى مصر، وفق بيانات حكومية، إلى المزيد من عمليات الاستكشاف في قطاع النفط ، وتسريع جذب الاستثمارات والتعاون المستمر بين شركات القطاع الخاص. 


وفي الإطار، أعلنت الشركة العامة للبترول أنها تستهدف حفر 41 بئرًا جديدة لاستكشاف وإنتاج البترول والغاز في مناطق الصحراء الشرقية والغربية وخليج السويس، وإصلاح وإعادة تكملة 39 بئرًا بحقول الشركة المختلفة، خلال العام المالي 2025-2026. 


وذكر تقرير "بيزنس أفريكا" أنه رغم التحديات السياسية التي تمر بها ليبيا، إلا أنها تظل صاحبة أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، ما يجعلها تحتل المرتبة التاسعة عالميًا.


وتابع، لطالما كان النفط حجر الزاوية لعديد من اقتصادات الدول الإفريقية ويسهم في تعزيز موقع القارة الإفريقية في سوق الطاقة العالمي. 


ومن شمال إفريقيا إلى إفريقيا جنوب الصحراء، أصبح استخراج النفط محركًا اقتصاديًا رئيسيًا، حيث جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات الحكومية.


وأشار الى أن القائمة ضمت أيضا الجزائر التي تعد مصدرًا رئيسيًا للنفط والغاز، فإنها تمتلك احتياطيًا ضخمًا ما يضعها في المرتبة الخامسة عشرة عالميًا.


وفي غرب إفريقيا، تعتبر نيجيريا وأنجولا من أكبر المنتجين ،كما ضمت القائمة بعض الدول الأفريقية الأخرى منهم جنوب السودان وجمهورية الكونغو وأوغندا والجابون وتشاد.

مقالات مشابهة

  • “بتروغاز ليبيا”: خطط لزيادة الابتكار وتحقيق نمو مستدام في قطاع النفط
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • اكتشاف أنبوب نفطي غير قانوني يربط ميناء الضبة بمصفاة محلية في حضرموت
  • ارتفاع إنتاج النفط الليبي اليومي إلى مليون و413 ألف برميل
  • وزيرة البيئة لـ«الوطن»: مؤتمرات المناخ فرصة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة
  • الأمم المتحدة تدعو العراق إلى تنويع الاقتصاد ومغادرة الاعتماد على النفط والغاز
  • لليوم الثالث.. أسعار خام البصرة تنخفض مع استقرار النفط عالمياً
  • زعيم كوريا الشمالية:المواجهة طويلة الأمد حتمية مع الدول الأكثر عداء
  • لليوم الثاني .. أسعار خام البصرة تنخفض رغم استقرار النفط عالميا
  • مصر ضمن قائمة أكبر 10 دول أفريقية في احتياطيات النفط الخام المؤكدة