آفاق قاتمة لسوق العمل العالمي في 2024
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
حذرت منظمة العمل الدولية في تقييم واقعي حديث لسوق العمل العالمي من ارتفاع وشيك في البطالة العالمية لعام 2024. وفي حين أظهر التعافي الأولي بعد جائحة كورونا مرونة نسبية، فإن تقرير منظمة العمل الدولية حول العمالة والتوقعات الاجتماعية في العالم لاتجاهات العام الجديد يكشف عن هشاشة كامنة، مع تزايد التفاوتات الاجتماعية وركود الإنتاجية مما يثير مخاوف كبيرة.
ويسلط التقرير -الذي صدر في جنيف- الضوء على التحديات الدقيقة التي تهدد بتقويض آفاق تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية، مما يثير تساؤلات حول مسار القوى العاملة العالمية.
مرونة وسط التحدياتويسلط التقرير-الذي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه- الضوء على المرونة النسبية التي أظهرتها أسواق العمل على الرغم من تدهور الظروف الاقتصادية. وقد انخفض كل من معدل البطالة ومعدل فجوة الوظائف إلى ما دون مستويات ما قبل الوباء، حيث بلغ 5.1% في عام 2023، وهو تحسن طفيف من 5.3% في عام 2022. ومع ذلك، يحذر التقرير من أن هذه الأرقام الإيجابية، تخفي هشاشة قد تؤدي إلى تفاقم توقعات سوق العمل وارتفاع معدلات البطالة العالمية في عام 2024.
مزيد من عدم المساواةويتوقع التقرير أنه في عام 2024، سيبحث مليونا عامل إضافي عن وظائف، مما يرفع معدل البطالة العالمي من 5.1% في 2023 إلى 5.2% في العام الجديد. توقعات مدفوعة بانخفاض الدخل المتاح للإنفاق في غالبية دول مجموعة الـ20، ومن غير المرجح أن يتم تعويض تآكل مستويات المعيشة بسبب التضخم بسرعة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك فوارق كبيرة لا تزال قائمة بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل، مع ارتفاع فجوة الوظائف ومعدلات البطالة في البلدان الأخيرة وفقا لما أورده التقرير.
ويشير التقرير إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض أعداد العاملين الفقراء بعد عام 2020، فقد زاد عدد العمال الذين يعيشون في فقر مدقع بنحو مليون شخص في عام 2023. واتسع التفاوت في الدخل، مما يثير المخاوف بشأن تأثيره على الطلب الكلي والتعافي الاقتصادي المستدام.
وتوقعت منظمة العمل الدولية أن تظل معدلات العمل غير الرسمي ثابتة، لتمثل حوالي 58% من القوى العاملة العالمية في عام 2024.
اختلالات سوق العملوفي حين عادت معدلات المشاركة في سوق العمل إلى مستويات ما قبل الجائحة بالنسبة لبعض القطاعات، فإن التقرير يشير إلى أن التفاوتات لا تزال قائمة في قطاعات كثيرة.
أما بخصوص مشاركة النساء في العمل، فيوثق التقرير انتعاش مشاركة المرأة بسرعة بعد تراجعها إثر الجائحة، ولكن التقرير يشير إلى الفجوة الملحوظة التي ما تزال قائمة بين الجنسين، وخاصة في الدول الناشئة والنامية. وتشكل معدلات البطالة بين الشباب والفئات المهمشة تحديات أمام فرص العمل على المدى الطويل، وخاصة بالنسبة للشابات.
ويكشف التقرير أيضًا أن أولئك الذين يعودون إلى سوق العمل بعد الوباء يعملون لساعات أقل من ذي قبل، كما زاد عدد الإجازات المرضية بشكل كبير.
ركود الإنتاجيةوعلى الرغم من الانتعاشة القصيرة التي أعقبت الجائحة، عادت إنتاجية العمل إلى مستوياتها المنخفضة في العقد الماضي. ويحدد التقرير العوائق التي تحول دون نمو الإنتاجية، بما في ذلك الاستثمار الموجه نحو القطاعات الأقل إنتاجية، ونقص المهارات، وهيمنة الاحتكارات الرقمية الكبيرة التي تعيق تبني التكنولوجيا.
وأعرب المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبرت أف أنغبو، عن قلقه العميق بسبب نتائج التقرير، مشيراً إلى أن الاختلالات المحددة في التقرير قد لا تكون قضايا انتعاش مؤقتة ولكنها تحديات هيكلية.
ويشير أنغبو إلى أن الآثار المتوقعة بعيدة المدى، وتشكل تهديدات على سبل عيش الأفراد والشركات. مضيفا إلى أن انخفاض مستويات المعيشة، وضعف الإنتاجية، والتضخم المستمر يخلق الظروف المواتية لمزيد من التفاوتات بين الناس، مما يقوض الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العمل الدولیة تزال قائمة سوق العمل إلى أن فی عام عام 2024
إقرأ أيضاً:
البطالة في العراق: رؤية شاملة للآثار والمعالجات في ندوة علمية لمركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية
شبكة انباء العراق ..
عقد اليوم مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية ندوة علمية بعنوان “البطالة في العراق: الآثار والمعالجات”، والتي شهدت حضور عدد من الباحثين والمختصين في مجالات الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. وافتتح الندوة من قبل الأستاذ ثامر الهيمص رئيس القسم الاقتصادي في المركز وتم تقديم ثلاث أوراق للندوة: للباحث الاقتصادي الأستاذ إبراهيم المشهداني والدكتور عبد العظيم الخفاجي والأستاذ صبحي البدري وتمحورت الندوة حول دراسة أبعاد مشكلة البطالة في العراق، وآثارها الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تقديم الحلول المقترحة لمعالجتها.،
تحديات البطالة في العراق:
البطالة في العراق تمثل إحدى أبرز القضايا التي تهدد الاقتصاد الوطني وتؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاجتماعي. وأكد المشاركون في الندوة أن أسباب البطالة تعود إلى العديد من العوامل، أهمها السياسات الاقتصادية غير الفعّالة التي اتبعت بعد عام 2003، بالإضافة إلى التشوهات في النظام الاقتصادي العراقي الذي يعتمد بشكل أساسي على الاقتصاد الريعي (النفط) دون الاهتمام بتطوير القطاعات الأخرى مثل الصناعة والزراعة.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية للبطالة:
أوضح المشاركون أن البطالة في العراق لا تقتصر على تأخير نمو الاقتصاد الوطني، بل تتعدى ذلك لتشمل الآثار الاجتماعية السلبية التي تؤدي إلى تفشي الفقر، وزيادة معدلات الجريمة، وانتشار الأمراض الاجتماعية. كما أن البطالة تُعد أرضًا خصبة لتجنيد المتطرفين، مما يساهم في زيادة تهديدات الأمن الاجتماعي.
الأسباب الرئيسية للبطالة:
المعالجات المقترحة:
ناقش الحاضرون بعض الحلول لمعالجة مشكلة البطالة، أبرزها: إصلاح الهيكل الإداري: العمل على مكافحة الفساد الإداري وسحب الامتيازات المالية من الطبقة السياسية، لتوجيه الأموال بشكل يساهم في إيجاد فرص عمل. إعادة تأهيل القطاع الصناعي: من خلال إعادة تشغيل المصانع الحكومية وإصلاحها، وتوفير بيئة ملائمة للاستثمار في الصناعات المحلية. الاستثمار في الثروات الطبيعية: العراق يمتلك موارد طبيعية ضخمة يمكن استثمارها بشكل أكبر لخلق فرص عمل جديدة، مثل النفط والغاز والكبريت والفوسفات. دعم القطاعات الزراعية والصناعية: تعزيز هذه القطاعات لتقليص البطالة في المناطق الريفية. تنشيط سوق العمل: وضع خطط شاملة لتوزيع المشاريع الاقتصادية بين المناطق الريفية والحضرية، وتشجيع القطاع الخاص على خلق فرص عمل.
التوصيات: استراتيجية وطنية للتخفيف من البطالة: تشمل توفير تدريب مهني للشباب ودعم مشاريع القطاع الخاص، مع تحفيز الاستثمار في البنية التحتية والصناعة. تطبيق قوانين العمل والتأمين الاجتماعي: لضمان حقوق العاملين في القطاع الخاص. تحفيز الاستثمارات الخارجية: بما يتناسب مع الموارد الطبيعية المتاحة في العراق.
في ختام الندوة، تم التأكيد على ضرورة اتخاذ هذه الإجراءات لمواجهة البطالة في العراق بشكل فعّال وتحقيق التوازن في سوق العمل، مما يسهم في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.