فتنة إسرائيلية داخل مخيّمات لبنان.. هكذا تطالُ حزب الله
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
في تقريرٍ جديدٍ له، قال موقع "now14" الإسرائيليّ إنّ حركة "حماس" باتت وكيلاً فعلياً لـ"حزب الله" في لبنان، مُدعياً أنّ الأخير وبترسيخ علاقته مع الحركة، أوجدَ شريكاً "سُنياً" للسيطرة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
ما مدى المنطق في هذا الكلام؟
منذ العام 1992 تاريخ بدء العلاقة الفعلية بين "حماس" و "حزب الله" في جنوب لبنان، كانت المخيمات الفلسطينية قائمة، كما أن النقاش بشأنها كان أساسياً لاسيما أنّ البحث في وضعها كان مهماً وتحديداً خلال إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهليّة اللبنانية عام 1990.
وللإشارة التاريخية، فإنّ علاقة "حماس" بـ"حزب الله" بدأت حينما أبعدت إسرائيل 400 فلسطيني، بما في ذلك قادة من الحركة، إلى بلدة مرج الزهور اللبنانية الحدوديّة. هناك، قامت المجموعتان بأول اتصال لهما، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقة تعاوناً أكبر على مر السنين، حتى أنّ إسرائيل اغتالت 3 مسؤولين في حزب الله شاركوا في تطوير تلك العلاقات.
منذ ذلك الحين، ورغم تعزّز العلاقة بين الحزب و "حماس"، لم تُطرح فكرة "الحليف السني" للحزب داخل المخيمات، علماً أنَّ حركة "فتح" التي تمثل السلطة في تجمّعات اللاجئين، لم تكُن يوماً على صراع مع الحزب، على الرغم من علاقة الأخير مع "حماس" المناوئة لـ"فتح".
بشكلٍ أو بآخر، يتبين أن الكلام الإسرائيلي المطروح عن "الحليف السني"، إنما قد يفتح الباب أمام علاقة الحزب مع المخيمات، في حين ترى مصادر مطلعة على أجواء الأخير أن ما تحمله تلك الأفكار يمثل "إطاراً فتنوياً" بحتاً.
تقول مصادر الحزب لـ"لبنان24" إنّ الحزب لم يتدخل يوماً في شؤون المخيمات، فهناك سلطة موجودة تنسق مع الدولة اللبنانية، في حين أن الوضع القائم فيها لا يؤثر على الحزب بشيء، بل على العكس، فإن من مصلحة الحزب "إبقاء التنوع" قائماً في مخيمات اللجوء حتى وإن كانت "حماس" تسعى لتعزيز نفوذها فيها.
إنقلاب داخلي؟
مصادر "فتح" أيضاً توقفت عند التقارير الإسرائيلية الجديدة، فقالت لـ"لبنان24" إنّ هناك محاولات لزرع الشقاق في إطار فتنوي بين الحزب من جهة وحركة "فتح" من جهة أخرى، وقالت: "الكلام الإسرائيلي يُصور أن هناك إنقلاباً يدبره الحزب ضدّ فتح، وهذا الأمر ليس وارداً أصلاً. في الأساس، العلاقة مع الحزب عميقة كما أن الأخير لا يتدخل بشؤونها حتى وإن كانت علاقته مع حماس جيّدة".
ولفتت المصادر إلى أن "فتح على تواصل وتنسيق مع الحزب"، وأضافت: "إبان اندلاع حرب جنوب لبنان، حصلَ تواصلٌ بين الحركة والحزب لتنسيق التعاون وتم وضع إطار يؤكد إستعداد فتح لمساندة الحزب في أي أمرٍ، سواء أكان عسكرياً، لوجستياً أو على صعيد العديد. التكامل كبير بين الطرفين وهذا ما تؤكد الكثير من الوقائع المرتبطة بالتعاون المستمر والدائم".
لا مصلحة
بالنسبة لـ"حزب الله"، فإن "تمركز حماس" في لبنان لا يعني "تغليب" سطوتها في الداخل، خصوصاً أنه ما من جهة لبنانية سترضى بأن يتم تكريس لبنان ساحة جديدة لتنظيمات فلسطينية جديدة باتت خارج "أسوار" المخيمات، مثل "حماس".
بحسب مصادره، فإنه ليس من مصلحة الحزب تغليب طرفٍ فلسطيني على آخر، فالمسألة ستخدم الإسرائيليين أولاً، في حين أنّ كسر نفوذ "فتح" سيعني ضرباً لكل القرارات الدولية والعربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً للفلسطينيين.
إزاء كل ذلك، فإنّ الحديث عن تكريس "حليف سني" جديد للحزب في المخيمات، يشير أيضاً إلى مخطط لتوسيع نفوذ الأخير هناك، وقد يكون ذلك بمثابة "مُبرر" لضربها أو قصفها في حال حصول أي حرب. الكلام في هذا الإطار قد يكون "ذريعة" لدى الإسرائيليين، والأهم هو "تدارك" ذلك بشكل سريع.
هنا، الرسالة يجب أن تُفهم "فلسطينياً" ولدى الحزب، ومن الضروري جداً أن يكون التنسيقُ على مستويات عليا وعلنية بين "فتح" والضاحية الجنوبية لتأكيد التمسك بشرعية وجودها داخل المخيمات، أقله لكسر نظرية المؤامرة التي يروج لها الإسرائيليون. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى التظاهر في تل أبيب وعدة مدن إسرائيلية مساء اليوم السبت للمطالبة بصفقة تعيد جميع الأسرى المحتجزين في القطاع.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن "على القيادة التوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع المختطفين"، وإن "إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا".
وتتزامن هذه الدعوات مع ازدياد المؤشرات بشأن قرب التوصل لاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل يفضي إلى صفقة تبادل للأسرى.
وتواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين تصعيد حراكها المطالب بإنهاء الحرب وإعادة أبنائها، وتقول إن الضغط العسكري الذي تنتهجه الحكومة "أدى لموت الأسرى ولم يحقق أي إنجاز" على هذا الصعيد.
بدوره، دعا زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد الإسرائيليين للتظاهر في تل أبيب مساء اليوم لأجل ما سماه "إعادة الدولة لمسارها الصحيح".
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس بأن حركة حماس تطالب بالإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي ضمن صفقة التبادل، في حين أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم في المفاوضات، دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
ومنذ أسابيع تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن تقدم غير مسبوق في صفقة لتبادل الأسرى، في وقت ترى تقارير عبرية "أنه لم يحدث اختراق جدي في المباحثات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة".
إعلانفقد نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر مطلع في وقت سابق أن تقدما تحقق في محادثات صفقة التبادل، وأن المفاوضات لصياغة الصفقة قد تستكمل بعد الأعياد اليهودية نهاية الشهر الجاري، مع تنفيذ الاتفاق على مدى فترات طويلة.
وقالت الصحيفة إن نقطة الخلاف الرئيسة بين حماس وإسرائيل تظل في عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم، مشيرة إلى أنه رغم الفجوات بين الطرفين، فإن الرسالة التي وردت من الوسطاء (مصر وقطر) أثارت تفاؤلا أكثر مقارنة بالماضي.
من ناحيتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالرفيعة أن تقدما غير مسبوق حدث في موضوع صفقة التبادل، وأن الأسبوع الجاري سيكون حاسما في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه بات أكثر تصميما من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق.
وسبق أن وجهت عائلات الأسرى المحتجزين بغزة ومعها قادة المعارضة في إسرائيل الاتهامات لحكومة نتنياهو بإفشال مفاوضات صفقة إعادة "المختطفين".
ويأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.