رسائل متضاربة.. هل يريد السوداني فعلا انسحاب القوات الأمريكية من العراق؟
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يرسل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسائل متضاربة بشأن ما إذا كان ينبغي للقوات الأمريكية الانسحاب من بلاده أم لا، وفقا لعباس كاظم، مدير مبادرة العراق التابعة لـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council).
كاظم قال، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إنه على عكس سلفه مصطفى الكاظمي، "لم يتمتع السوداني بمستوى مماثل من الثقة من بدء رئاسته للوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) 2022".
وأوضح أنه "على الرغم من تأمين هدنة لمدة عام بين الولايات المتحدة والجماعات السياسية والمسلحة العراقية الرافضة للوجود العسكري الأمريكي في العراق، وتلقي الدعم المعلن من إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن لحكومته، إلا أن السوداني لم يتم استقباله في واشنطن".
و"الآن، مع انتهاء الهدنة الأمنية، في أعقاب حرب غزة بين إسرائيل (مدعومة من واشنطن) و(حركة) حماس منذ 7 أكتوبر 2023، والهجمات الانتقامية بطائرات بدون طيار في الأسابيع الماضية، فمن غير المرجح أن يتم استقبال السوداني في البيت الأبيض قريبا، وربما لا يحدث ذلك على الإطلاق"، كما أضاف كاظم.
ولفت إلى أنه "في 4 يناير/كانون الثاني (الجاري)، أدت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار داخل بغداد إلى مقتل مشتاق جواد السعيدي، نائب قائد "حزام بغداد" بقوات الحشد الشعبي، الذي ينتمي إلى حركة النجباء، وهي جماعة مسلحة تصنفها واشنطن إرهابية".
وزاد بأن هذه الضريبة تزامنت مع الذكرى الرابعة لغارة جوية أمريكية في بغداد، قتلت كلا من قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس، مما دفع مجلس النواب العراقي إلى إصدار قرار يدعو الحكومة إلى إنهاء وجود القوات الأمريكية من العراق.
اقرأ أيضاً
العراق ينفي دخول قوات أجنبية إضافية.. ويؤكد قرب انسحاب التحالف
استطلاع رأي
هذه الغارة وصفها السوداني بأنها "جريمة"، وقال: "أكدنا موقفنا المبدئي فيما يتعلق بإنهاء وجود التحالف الدولي (بقيادة واشنطن لمحاربة "تنظيم الدولة") بعد انتهاء مبررات وجوده، ونعمل على تحديد موعد لبدء الحوار عبر اللجنة الثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء هذا الوجود، وهذا التزام لن تتراجع عنه الحكومة".
وقال كاظم إن "الحكومة اتخذت خطوة أخرى غير عادية، وهي إرسال رسالة نصية لاستطلاع رأي العراقيين حول الموضوع جاء فيها: "عزيزي المواطن، هل تؤيد استمرار مهمة التحالف الدولي في العراق؟".. والرابط الذي يحتاج الأشخاص للنقر عليه لتقديم إجاباتهم يقود إلى موقع تديره الحكومة".
واستدرك: "لكن على الرغم من هذه التصريحات القوية، إلا أن السوداني بعث برسالة مهدئة إلى الولايات المتحدة، عبر تصريح صحفي لرويترز في 10 يناير (الجاري)".
في هذا التصريح، قال السوداني إن "المحادثات المقبلة للتفاوض على إنهاء وجود القوات الدولية في العراق "ليست وقفا للشراكة بين العراق والتحالف الدولي، ولكنها بداية للعلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، بما في ذلك العلاقات الأمنية".
وأردف "ليس لدينا أي تحفظات على توقيع اتفاقيات ثنائية للتعاون الأمني العام أو لأغراض التدريب وبناء القدرات". ومنذ فترة، تحولت مهمة قوات التحالف الدولي في العراق من قتالية إلى تقديم المشاورة والتدريب.
اقرأ أيضاً
رئيس البرلمان العراقي يدعو الحكومة لتنفيذ قرار إخراج القوات الأجنبية
محاولة خداع
و"ستكشف الأشهر القليلة المقبلة ما إذا كانت الحكومة العراقية تنوي التمسك بالموقف الذي أعلنه السوداني، وتقديم طلب رسمي (لواشنطن) بسحب القوات الأمريكية، أم أن تصريح السوداني، كما يدعي المشككون، جاء للاستهلاك المحلي"، بحسب كاظم.
وقال إن "ما جعل الوضع المتوتر أسوأ هو تصريح للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية اللواء رايدر، خلال مؤتمر في 4 يناير الجاري قال فيه: "نعلم أن قوات الأمن العراقية واصلت المساعدة في تحديد بعض الحالات التي نفذ فيها الوكلاء الإيرانيون (جماعات عراقية) هجمات على القوات الأمريكية (تضامنا مع الفلسطينيين في حرب غزة)، ونقدر هذا الدعم".
كاظم تابع: "فسر المعارضون العراقيون للسوداني ذلك على أنه اتهام لقوات الأمن العراقية بالعمل كمخبرين لمساعدة الضربات الجوية الأمريكية".
وأصدرت خلية الإعلام الأمني التابعة لرئيس الوزراء بيانا وصفت فيه تصريح رايدر بأنه "محاولة خداع"، وأضافت: "ننفي بشدة وجود مثل هذا التعاون، ولكن العكس هو الصحيح".
اقرأ أيضاً
البنتاجون: لا خطط لانسحاب القوات الأمريكية من العراق
المصدر | عباس كاظم/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العراق السوداني قوات أمريكية انسحاب التحالف الدولي حرب غزة إسرائيل القوات الأمریکیة التحالف الدولی فی العراق من العراق
إقرأ أيضاً:
الديمقراطية العراقية تحت الضغط.. هل تصمد أمام التحديات؟
8 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في خضم النقاشات التي تعصف بالمشهد السياسي العراقي، يظل النظام الديمقراطي التعددي هو حجر الأساس الذي يستند إليه استقرار البلاد، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.
و العراق، الذي عانى عقودًا من الأنظمة الشمولية، نجح منذ 2003 في إرساء نظام يتيح المشاركة السياسية للجميع ويضمن تداول السلطة عبر الانتخابات. ومع ذلك، تتجدد المخاوف من محاولات غير ديمقراطية لتغيير مسار النظام، في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شدد على أن العراق، بخلاف تجارب أخرى في المنطقة، يتمتع بنظام ديمقراطي يتيح معالجة أي خلل تحت سقف الدستور والقانون.
و في كلمته الأخيرة، وصف السوداني الحديث عن تغيير النظام السياسي بـ”الوهم”، مؤكداً أن الإصلاحات المطلوبة لا يمكن أن تأتي عبر الفرض الخارجي أو السلاح، بل عبر الآليات الديمقراطية التي تحكم العراق منذ أكثر من عقدين.
هذا التوجه يتماشى مع رؤية أطراف عدة داخل النظام السياسي، حيث يرى السوداني أن النظام الحالي هو نتاج عملية شاقة من البناء الوطني، تستدعي مراجعة مستمرة لكنها لا تحتمل المغامرات أو التدخلات التي قد تقود إلى الفوضى.
أصوات تحذر من المخاطر
في المقابل، لم تغب التحذيرات من المخاطر التي قد تهدد النظام.
نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، أشار إلى أن هناك “مؤامرات خارجية” تهدف إلى زعزعة استقرار العراق وربطه بأحداث إقليمية مثل الحرب في سوريا. هذه التصريحات تعكس قلقًا حقيقيًا من إمكانية استغلال القوى الخارجية للوضع العراقي الهش لتحقيق أهداف جيوسياسية، من بينها إضعاف دول المنطقة.
الدعوة إلى الإصلاح من الداخل
من جهة أخرى، يبرز تيار يدعو إلى الإصلاح من داخل النظام نفسه عبر القضاء على الفساد وهو موقف يجد صداه لدى نشطاء ومحللين يرون أن الاحتكام إلى القانون والاحتجاج السلمي هو الخيار الوحيد لضمان استمرارية الدولة ومنع انزلاقها نحو العنف.
رغم التصريحات التي تؤكد استقرار النظام السياسي العراقي، إلا أن تحديات داخلية لا تزال ماثلة. اتهامات بـ”المحاصصة الطائفية” وضعف في البنية الدستورية، إلى جانب تراجع نسب المشاركة في الانتخابات، كلها عوامل تلقي بظلالها على شرعية النظام في نظر بعض شرائح المجتمع.
أستاذ الإعلام في جامعة بغداد، علاء مصطفى، يرى أن هذه التحديات الداخلية تجعل النظام عرضة للتأثيرات الخارجية، خصوصاً في ظل العقوبات الاقتصادية واحتمال تغير السياسات الأميركية تجاه العراق.
إجماع القوى السياسية على ضرورة حماية النظام الديمقراطي لا يعني بالضرورة تجاهل المطالب الشعبية.
وهناك إدراك واسع بأن استقرار العراق يبدأ من الداخل، عبر إصلاحات سياسية واقتصادية تعيد الثقة بالنظام وتحقق العدالة للجميع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts