يمن مونيتور:
2025-02-16@19:53:47 GMT

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

لا، بل مكلفة سياسياً، باستثناء الدعاية على مستوى الداخل اليمني والإقليمي، الذي قد يغيّر صورتَها السيئة، كميليشيا طائفية معتدية. وهذه المكاسب وقتية.

أمَّا ما يروّج له بأنَّ استهداف واشنطن يعطى الحوثي الشرعية، فطبعاً غير صحيح، فقد سبقَ وهاجمت «القاعدة» و«داعش» و«الشباب» في الصومال ولم يمنحهم شيئاً من الشرعية.

ومع هذا الاستهداف العسكري المحدود لن يفقدَ الحوثي السلطة، بخلاف «القاعدة» التي فرَّت من أفغانستان وإطاحة إمارة طالبان بعد قصفها عام 2001. إنَّما الحوثي سيصبح تحت الملاحقة والعقوبات ويزيد وضعه السيئ سوءاً. فقد تسبب تهديده الملاحة الدولية في البحر الأحمر في الأضرار، ليس فقط بالتجارة الغربية وإسرائيل، بل أيضاً، بمصر والسعودية ودول الخليج والعراق وكذلك الهند والصين، وأصبح تأمين الملاحة قضية ملحة ومحل إجماع الأطراف على اختلاف مواقفهم. وكل هذه الدول مستفيدة من تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الحوثي، وإن لم تشارك فيه. فحجم الملاحة والتجارة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر صغير مقارنة حتى بالمجموعة الخليجية. الهاجس الأخطر، أن تسيطر إيران، عبر الحوثي، على باب المندب، المضيق الحيوي العالمي، هذه مسألة مخيفة لدول الخليج ومصر والعالم، الأمر الذي لن تستسلم له تحت أي ذريعة. وعلينا ألا ننسى أن حرب 1956 و«العدوان الثلاثي»، وقع نتيجة تداعيات تأميم والسيطرة المصرية على قناة السويس، وكذلك حرب 1967 مع إسرائيل ثارت نتيجة إعلان مصر إغلاق مضائق تيران.

انخرط الحوثي في حرب غزة على مستويين؛ الأول، إطلاق الصواريخ الباليستية مستهدفاً إسرائيل، كانت محدودة التأثير لكنَّها جعلت الدولة اليهودية تلتفت للحوثي وتضع صنعاء على خريطة ملاحقاتها. قبل حرب غزة لم تكن إسرائيل تبالي بجماعة إيران، رغم أنَّ أطفال المدارس يلقَّنون كلَّ يوم، ومنذ سنوات، في طابورهم الصباحي ترديد «الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود».

والمستوى الثاني، اعتداء الحوثي على الملاحة في البحر الأحمر، الذي أنهى حالة الحياد الدولي تجاهه، وجعل القوى الغربية تصنّف الجماعة خطرة. وهذا أجهض الدول الغربية التي بدأت الانفتاح الدبلوماسي في الأشهر القليلة الماضية. ولا ننسى أنَّها قبل ذلك ساعدت الحوثي، بشكل غير مباشر، عندما حدت واشنطن وبرلين ولندن، حليفتها السعودية، من تزويدها بالأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخباراتية.

أمَّا الرياض فقد سارت في الطريق الأخرى. حافظت على علاقتها الجديدة مع الحوثي، وعلى مشروع السلام الذي أنهى الحرب عبر الحدود. الحوثيون، بدورهم، ساروا مسافة لا بأس بها في مشروع المصالحات اليمنية – اليمنية. بالنسبة للسعوديين واليمنيين، العالم لا يدور حول غزة، لديهم حربهم وإنهاء الاقتتال والخلافات لها الأولوية.

الحقيقة، ليس مفاجئاً دخول الحوثيين على خط الحرب مع «حماس»، فالميليشيا اليمنية هي واحدة من عدة وكلاء تابعين لإيران، التي حققت نجاحات كبيرة في منهج استخدام وإدارة القوى المتمردة إقليمياً؛ «الفاطميون» الأفغانية، و«حزب الله» اللبنانية، و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين، و«الزينبيون» الباكستانية وجملة من الميليشيات العراقية.

دخول الحوثي في الحرب عوض إيران عن تقاعس «حزب الله» اللبناني، ذراعها الطويلة، وحقَّق لها مكاسبَ شعبية عند أتباعها والشارع الساخط من العنف الإسرائيلي الهائل ضد المدنيين غير المبرر.

ومن المبكر الحكم على تداعيات الاستراتيجية الإيرانية، الانتشار والنفوذ، فهي تطورت مع الوقت وتوسعت جغرافياً ضد خصومها الإقليميين.

في المعادلة الإقليمية، فعلت طهران مشروع الحوثي، الذي ارتبطت به منذ التسعينات، ضد السعودية بهدف السيطرة الكاملة على اليمن وخلق عامل تهديد إضافي ضد الرياض. والمعادلة الكبرى أيضاً، تريد طهران تعزيز أدواتها للضغط على الولايات المتحدة والغرب، بالوصول إلى وتهديد مسارات الملاحة في البحر الأحمر. وواشنطن لم تكن تجهل ذلك، وكانت تدرك منذ البداية، طبيعة الدور الحوثي واحتمالاته المستقبلية، لكنَّها بدلاً من المواجهة سعت لإنهاء خلافها مع إيران سلمياً، ووقعت اتفاقها الشامل الذي كانت ترجو منه إنهاء حالة العداء مع طهران، وبالتالي لا تصبح معنية بالصراعات الإقليمية، بما في ذلك بين إيران ودول الخليج. فشل مشروع التصالح الأميركي – الإيراني وعاد الفريقان إلى المربع الأول.

في حرب اليمن، كانت السعودية بمواجهتها الحوثي، آنذاك، تدافع عن نفسها بالدرجة الأولى، واستقرار اليمن، وكذلك الأمن الإقليمي وحماية الملاحة في البحر الأحمر الذي يمثل شرياناً مهماً للسعودية والعالم. اليوم خيار الرياض أن تحافظ على العلاقة مع الحوثي، وحتى مع إيران ويصبح تأمين الملاحة قضية دولية.

 

المصدر: الشرق الأوسط

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثي القاعدة اليمن داعش فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

6 آلاف مواطن يغادرون بورتسودان

بورتسودان متابعات تاق برس- غادر نحو 6 آلاف مواطن ولاية البحر الأحمر شرقي السودان قدموا إليها منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي 2023.

 

وقال والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور محمود، خلال وداع الفوج الثالث للعودة الطوعية من بورتسودان، إن الفوج الثالث بعدد (30) بص؛ منها (23) لولاية الجزيرة، و(4) باصات متجهة لمدينة أم روابة و(3) باصات لمحلية الدندر.

 

 

وكشف عن تفويج (102) بصْ بجملة (6120) مواطن من ولاية البحر الأحمر لمدن السودان المختلفة.

 

 

وأعلن والي الولاية عن استمرار تفويج العودة الطوعية لجميع مدة السودان؛ شاكراً جميع الشركات والمؤسسات ورجال المال والأعمال والأفراد للمساهمة في مبادرة العودة الطوعية.

 

 

 

يذكر بأن الوالي ودع اليوم الفوج الثالث للعودة الطوعية لمواطني ولاية الجزيرة برعاية والي ولاية البحر الأحمر برفقة وزير التنمية الاجتماعية الاتحادي أحمد أدم بخيت وبحضور لجنة العودة الطوعية لمواطني ولاية الجزيرة وأمين ديوان الزكاة بالولاية ومصرف السلام وقطاع التنمية الاجتماعية بالولاية والقيادات المجتمعية بالولاية

بورتسودان والي البحر الاحمرتفويج عائدين

مقالات مشابهة

  • تداول 64 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر
  • وثائق تكشف فضيحة بـ152 مليون دولار.. مشروع التعليم يتحول إلى سلاح سياسي لتمويل مليشيا الحوثي
  • الاتحاد الأوروبي يمدد فترة ولاية "أسبيدس" في البحر الأحمر لعام إضافي
  • بدء العمل في مشروع إنشاء مهارب نجاة على طريق البحر الميت
  • الاتحاد الأوروبي يمدد مهمة "أسبيدس" في البحر الأحمر حتى 2026
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • 6 آلاف مواطن يغادرون بورتسودان
  • إعادة فتح ميناء الغردقة البحريوانتظام الحركة الملاحية بموانئ البحر الأحمر
  • مشروع رفيق الحريري... الذي انتقم له التاريخ!