يمن مونيتور:
2025-04-17@21:02:43 GMT

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

لا، بل مكلفة سياسياً، باستثناء الدعاية على مستوى الداخل اليمني والإقليمي، الذي قد يغيّر صورتَها السيئة، كميليشيا طائفية معتدية. وهذه المكاسب وقتية.

أمَّا ما يروّج له بأنَّ استهداف واشنطن يعطى الحوثي الشرعية، فطبعاً غير صحيح، فقد سبقَ وهاجمت «القاعدة» و«داعش» و«الشباب» في الصومال ولم يمنحهم شيئاً من الشرعية.

ومع هذا الاستهداف العسكري المحدود لن يفقدَ الحوثي السلطة، بخلاف «القاعدة» التي فرَّت من أفغانستان وإطاحة إمارة طالبان بعد قصفها عام 2001. إنَّما الحوثي سيصبح تحت الملاحقة والعقوبات ويزيد وضعه السيئ سوءاً. فقد تسبب تهديده الملاحة الدولية في البحر الأحمر في الأضرار، ليس فقط بالتجارة الغربية وإسرائيل، بل أيضاً، بمصر والسعودية ودول الخليج والعراق وكذلك الهند والصين، وأصبح تأمين الملاحة قضية ملحة ومحل إجماع الأطراف على اختلاف مواقفهم. وكل هذه الدول مستفيدة من تشكيل التحالف الدولي لمواجهة الحوثي، وإن لم تشارك فيه. فحجم الملاحة والتجارة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر صغير مقارنة حتى بالمجموعة الخليجية. الهاجس الأخطر، أن تسيطر إيران، عبر الحوثي، على باب المندب، المضيق الحيوي العالمي، هذه مسألة مخيفة لدول الخليج ومصر والعالم، الأمر الذي لن تستسلم له تحت أي ذريعة. وعلينا ألا ننسى أن حرب 1956 و«العدوان الثلاثي»، وقع نتيجة تداعيات تأميم والسيطرة المصرية على قناة السويس، وكذلك حرب 1967 مع إسرائيل ثارت نتيجة إعلان مصر إغلاق مضائق تيران.

انخرط الحوثي في حرب غزة على مستويين؛ الأول، إطلاق الصواريخ الباليستية مستهدفاً إسرائيل، كانت محدودة التأثير لكنَّها جعلت الدولة اليهودية تلتفت للحوثي وتضع صنعاء على خريطة ملاحقاتها. قبل حرب غزة لم تكن إسرائيل تبالي بجماعة إيران، رغم أنَّ أطفال المدارس يلقَّنون كلَّ يوم، ومنذ سنوات، في طابورهم الصباحي ترديد «الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود».

والمستوى الثاني، اعتداء الحوثي على الملاحة في البحر الأحمر، الذي أنهى حالة الحياد الدولي تجاهه، وجعل القوى الغربية تصنّف الجماعة خطرة. وهذا أجهض الدول الغربية التي بدأت الانفتاح الدبلوماسي في الأشهر القليلة الماضية. ولا ننسى أنَّها قبل ذلك ساعدت الحوثي، بشكل غير مباشر، عندما حدت واشنطن وبرلين ولندن، حليفتها السعودية، من تزويدها بالأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخباراتية.

أمَّا الرياض فقد سارت في الطريق الأخرى. حافظت على علاقتها الجديدة مع الحوثي، وعلى مشروع السلام الذي أنهى الحرب عبر الحدود. الحوثيون، بدورهم، ساروا مسافة لا بأس بها في مشروع المصالحات اليمنية – اليمنية. بالنسبة للسعوديين واليمنيين، العالم لا يدور حول غزة، لديهم حربهم وإنهاء الاقتتال والخلافات لها الأولوية.

الحقيقة، ليس مفاجئاً دخول الحوثيين على خط الحرب مع «حماس»، فالميليشيا اليمنية هي واحدة من عدة وكلاء تابعين لإيران، التي حققت نجاحات كبيرة في منهج استخدام وإدارة القوى المتمردة إقليمياً؛ «الفاطميون» الأفغانية، و«حزب الله» اللبنانية، و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين، و«الزينبيون» الباكستانية وجملة من الميليشيات العراقية.

دخول الحوثي في الحرب عوض إيران عن تقاعس «حزب الله» اللبناني، ذراعها الطويلة، وحقَّق لها مكاسبَ شعبية عند أتباعها والشارع الساخط من العنف الإسرائيلي الهائل ضد المدنيين غير المبرر.

ومن المبكر الحكم على تداعيات الاستراتيجية الإيرانية، الانتشار والنفوذ، فهي تطورت مع الوقت وتوسعت جغرافياً ضد خصومها الإقليميين.

في المعادلة الإقليمية، فعلت طهران مشروع الحوثي، الذي ارتبطت به منذ التسعينات، ضد السعودية بهدف السيطرة الكاملة على اليمن وخلق عامل تهديد إضافي ضد الرياض. والمعادلة الكبرى أيضاً، تريد طهران تعزيز أدواتها للضغط على الولايات المتحدة والغرب، بالوصول إلى وتهديد مسارات الملاحة في البحر الأحمر. وواشنطن لم تكن تجهل ذلك، وكانت تدرك منذ البداية، طبيعة الدور الحوثي واحتمالاته المستقبلية، لكنَّها بدلاً من المواجهة سعت لإنهاء خلافها مع إيران سلمياً، ووقعت اتفاقها الشامل الذي كانت ترجو منه إنهاء حالة العداء مع طهران، وبالتالي لا تصبح معنية بالصراعات الإقليمية، بما في ذلك بين إيران ودول الخليج. فشل مشروع التصالح الأميركي – الإيراني وعاد الفريقان إلى المربع الأول.

في حرب اليمن، كانت السعودية بمواجهتها الحوثي، آنذاك، تدافع عن نفسها بالدرجة الأولى، واستقرار اليمن، وكذلك الأمن الإقليمي وحماية الملاحة في البحر الأحمر الذي يمثل شرياناً مهماً للسعودية والعالم. اليوم خيار الرياض أن تحافظ على العلاقة مع الحوثي، وحتى مع إيران ويصبح تأمين الملاحة قضية دولية.

 

المصدر: الشرق الأوسط

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثي القاعدة اليمن داعش فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يشهد توقيع حزمة من العقود الخاصة بمقاول الائتلاف المصري الصيني المشترك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع حزمة من العقود الخاصة بمقاول الائتلاف المصري الصيني المشترك لتنفيذ التصميمات الأساسية للمرحلة الأولى من مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالعين السخنة، بين شركة البحر الأحمر الوطنية للبتروكيماويات، وشركة "CNCEC" الصينية، وشركة "إنبي"، وشركة "بتروجيت"، وذلك بحضور المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية.

تفاصيل مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات

ووقع العقد المهندس محمد السعداوي، العضو المنتدب التنفيذي لشركة البحر الأحمر الوطنية للبتروكيماويات، ولي تجين، رئيس شركة "CNCEC" الصينية، والمهندس وائل لطفي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "إنبي"، والمهندس وليد لطفي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "بتروجيت".

وعقب التوقيع، تمت الإشارة، إلى أن مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، والذي يقع على بعد 10 كيلومترات من ميناء السخنة، يهدف إلى إنتاج مواد بتروكيماوية متنوعة من خلال مصفاة تكرير نفط متطورة ووحدات تكسير بخاري لإنتاج الإيثيلين والبروبلين، وهو ما يأتي في إطار الجهود لتحقيق التحول الأخضر في صناعة البتروكيماويات، والاستدامة البيئية وخفض البصمة الكربونية ودعم توفير الطاقة وفقًا لاستراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.


توجهات الدولة نحو توطين الصناعة 

ويأتي مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالعين السخنة في إطار جهود دعم الدولة المصرية للمشروعات القومية الكبرى في قطاع البتروكيماويات، وسبل تعزيز الشراكة مع كبرى الشركات العالمية والمحلية، بما يواكب توجهات الدولة نحو توطين الصناعة وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد الوطنى، وهو ما ينعكس بدوره على تعزيز ثقة المؤسسات التمويلية والمستثمرين، بما يساعد فى تأمين التمويل اللازم للمراحل القادمة من التنفيذ، ويُعزز من فرص الالتزام بالجداول الزمنية وتحقيق الأهداف المرجوة.

وتمت الإشارة إلى أن استكمال أعمال التصميمات يهدف إلى تحديد التكلفة الفعلية للمشروع بدقة اعلى لارتباطه الوثيق بتأمين التمويل اللازم والإغلاق المالي، تمهيدًا لبدء مرحلة التنفيذ في 2026 والتشغيل التجاري للمشروع، ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لجهود شركة البحر الأحمر المتضمنة استلام أرض المشروع بمساحة إجمالية 5 ملايين متر مربع، والتعاقد على المرافق الأساسية، والحصول على موافقة المجلس الأعلى للطاقة، والتعاقد مع الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أرامكو لتوريد النفط الخام بما لديها من مقومات تدبير التغذية المناسبة للمشروع بكفاءة عالية، ومع شركتي سوميد وسونكر لتداول المنتجات لما لديهما من خبرات لتداول منتجات من والى المشروع، بالإضافة الى ما تم توقيعه مع متعهدى توزيع المنتجات محليا وعالميا، وكذا الاستفادة من الجانب الصيني لما له من قدرات تمويلية وتسويقية هائلة للمنتجات البتروكيماوية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يشهد توقيع حزمة من العقود الخاصة بمقاول الائتلاف المصري الصيني المشترك
  • مدبولي يشهد توقيع حزمة تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات
  • «مدبولي» يشهد توقيع حزمة عقود تنفيذ مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالعين السخنة
  • وزيرا الصناعة والخدمات السعودي يتفقدان مشروع نيوم على البحر الأحمر
  • ربيع: قناة السويس تأثرت بشدة بأزمة البحر الأحمر واتخذنا إجراءات عاجلة لاستعادة الحركة
  • مدبولي: تهديد الملاحة في البحر الأحمر أكد أهمية قناة السويس للتجارة الدولية
  • مدبولي: الأشهر الماضية شهدت تحسن أمن الملاحة في البحر الأحمر
  • مدبولي: الأشهر الماضية شهدت تحسن أمن الملاحة في البحر الأحمر وتوقف الهجمات على السفن
  • أسامة ربيع: أزمة الملاحة في البحر الأحمر حولت خطوط التجارة إلى رأس الرجاء الصالح
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان دعمهما للحكومة اليمنية الشرعية وأهمية أمن الملاحة في البحر الأحمر