شبكة اخبار العراق:
2025-03-10@04:16:47 GMT

نادي الفساد الكبير

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

نادي الفساد الكبير

آخر تحديث: 16 يناير 2024 - 10:05 صبقلم:سمير داود حنوش في عالم الفساد مترامي الأطراف في العراق الذي تأسست إمبراطوريته بفعل رعاية النظام السياسي القائم ما بعد عام 2003 بأدوات المنظومة السياسية التي شغلت السلطة واستولت عليها في غفلة من الزمن، تحوّل الفساد إلى ثقافة لا ينقصها سوى التدريس في المدارس والجامعات للتعريف بطرق الفساد الحديثة وأساليبها التي ابتدعها محترفون وبارعون في فنون النصب والاحتيال.

لم يعد الفاسد يخجل أو يستحي من مجتمعه، بل العكس، أصبح من قيم الشجاعة والرجولة أن يتباهى الفاسد بعنوانه والسارق بدونيته.يؤتى بشركة خاسرة أو وهمية يؤسسها المسؤول الذي يروم التعاقد معها، يتم إبرام العقد على أن يضم شرطاً جزائياً لتغريم المؤسسة المتعاقدة في حال إخلالها بالعقد، وجهان لجهة واحدة. تتم المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق ليتم الإيعاز بعد ذلك بنقض العقد وإلزام المسؤول ودائرته بدفع مبلغ الغرامة الذي نصّ عليه العقد المبرم بين الطرفين، وتكون المحصلة تقاسم المبلغ بين الأطراف المتقاسمة في الفساد. خسر العراق مئات الملايين من الدولارات من لعبة الفساد هذه. فهلوة واحتيال لا يتقنهما سوى محترفين وخبراء في اللصوصية والسرقات بطرق فساد مشرعن يصعب الإمساك بتلابيب السرقة لغاية عام 2010، كانت الوزارات العراقية تضم مكاتب للمفتشين العموميين، صحيح أن هذه المكاتب كانت (لا تهشّ ولا تنشّ) أمام قضايا الفساد الكبرى حتى أصبحت “خيّال مآته”، إلا أنها كانت تمنع ولو القليل من ذلك الفساد حتى تمّ إلغاؤها بعد محاولات الأحزاب النافذة في السلطة ومكاتبها الاقتصادية في الوزارات لإفساح المجال للفاسدين بأخذ دور أكبر في تلك الوزارات. يتندّر بعض العراقيين بحكايات طريفة عن الفساد وأهله، أن أحدهم سمع أغنية تقول “خذوا المناصب، خذوا المكاسب، لكن اتركوا لي الوطن”، وكان حينها يقود سيارة حديثة حصل عليها “كمكافأة” لقاء تمرير عقد لإحدى الشركات، وكانت رشوتهم مجزية بالنسبة إليه عبر هذه السيارة التي نسميها في العراق “إكرامية”، المهم وبينما ذلك الفاسد يسمع المقطع من الأغنية في الراديو ضحك حد القهقهة، وخاطب المغنّي بالقول “خذ الوطن وخذ معه كل شيء، لكن دع لي السيارة”.ومبارك لكم ولنا ما أُخذ، وهنيئاً لكل منا ما حصل عليه. ربما المشكلة في قصة هذا الفاسد في النظام الذي يدفعه ليكون فاسداً، ذلك النظام الذي ينحني خشوعاً واحتراماً  للفاسد الكبير وعرفاناً بجميل فساده، بينما ينتقم هذا النظام من طفل سرق علبة مناديل ورقية بأبشع ما يملك من انتقام عندما يُحكم عليه بالسجن لسنوات. فأصبح من البديهيات القول إن النظام الذي لا يقضي على الفساد فإنه يقوّيه. لطالما عجزت كل سَرديات علم النفس عن الإجابة على فرضية سؤال ظل يُحير البشرية، وهو: ماذا يفعل الفاسد بكل ذلك المال المسروق، ولازال يبحث عن المزيد؟ وبماذا سيزيده المال المسروق درجة أو مرتبة عن البشر العاديين، إذا كان يأكل ما يأكلون ويلبس ويعيش أو حتى يتنفس كالآخرين؟ ماذا يفعل بهذا السُحت وهو الذي إذا جاء أجله لا يستقدم ساعة ولا يتأخر عنه؟معادلة ربما لم تجد من يحلّها مع أنها بسيطة لا تحتاج إلى ذلك التعقيد في الإجابة.الفساد أُعطيت له صفة الشرعنة من بعض الذين يعيشون في دوامة السلطة حتى أصبح بحراً متلاطم الأمواج أغرق الكثيرين، فيما لاتزال قلة قليلة جدا تحاول أن تعوم أو تقاوم الغرق ولو تمسّكت بخشبة بسيطة.خارج النص: يقول نجيب محفوظ “إننا نستنشق الفساد مع الهواء، فكيف نأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. إبراهيم الهدهد: الكبر هو أصل الفساد في الأرض

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن القرآن الكريم يعرض قصص السابقين الذين أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، بهدف تحذير البشرية من الوقوع في الأخطاء نفسها، موضحا أن من يرتكب هذه التصرفات يتحمل نتائج أفعاله، مستشهدًا بقصة قارون، الذي كان من بني إسرائيل لكنه لم يكن مؤمنًا بموسى عليه السلام، فاستغل ثروته في الظلم والبغي.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال حلقة برنامج ""، المذاع على قناة "الناس" اليوم الأحد، أن القرآن بيّن سبب طغيان قارون، وهو المال، حيث قال الله تعالى: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُۥ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُو۟لِى ٱلْقُوَّةِ" (القصص: 76)، مشيرا إلى أن المفاتيح وحدها كانت ثقيلة لدرجة أن مجموعة قوية من الرجال بالكاد تحملها، فما بالك بكمية المال داخل خزائنه؟! ومع ذلك، لم يشكر الله، بل زاد تكبره وبغيه على قومه.

وشدد على خطورة الغرور والتفاخر بالمال، موضحًا أن قوم قارون نصحوه بعدم الاختيال، فقالوا له: "إِذْ قَالَ لَهُۥ قَوْمُهُۥ لَا تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ" (القصص: 76)، موضحا أن الفرح هنا ليس بمعناه الإيجابي، بل يعني الاختيال والتكبر والتعالي على الناس، وأن المال عندما يكون سببًا للبغي والطغيان، فإن عاقبته تكون وخيمة.

وأضاف أن الكبر هو أصل الفساد في الأرض، مستشهدًا بإبليس، الذي رفض السجود لآدم عليه السلام بسبب الغرور، قائلاً: "أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (الأعراف: 12)، موضحا أن معيار التفاضل عند الله ليس بالمادة أو النسب، وإنما بالأعمال الصالحة والتقوى، محذرًا من أن الكبر يمنع الإنسان من قبول الحق ويؤدي إلى الظلم والإفساد.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لـ اسم الله «المقيت»

«صوت من السماء وفاز بمسابقة حفظ القرآن».. طالب أزهري كفيف يؤم المصلين بالجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. إبراهيم الهدهد: الكبر هو أصل الفساد في الأرض
  • العراق يسحب الأسلحة من الوزارات غير الأمنية ويبدأ بتنظيم السلاح
  • هل يتحسن ترتيب سوريا على مؤشر مدركات الفساد؟
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • النزاهة النيابية: رئاسة البرلمان لا تهتم بالمواطن وهي رأس الفساد
  • تمتلك سر الصندوق الأسود.. ما علاقة واشنطن بمكافحة الفساد في العراق؟
  • لقطات من مشفى بانياس الوطني بعد التخريب الذي طاله جراء ممارسات فلول النظام البائد يوم أمس
  • مشفى بانياس الوطني في ريف طرطوس بعد تمشيطه من قبل قوات وزارة الدفاع والأمن العام، وتظهر في الصور آثار التخريب الذي طال بعض أقسام المبنى جراء ممارسات فلول النظام البائد يوم أمس.
  • صور| "حملة الفجر" تضبط 8 أطنان من الأناناس الفاسد بأسواق الشرقية
  • مكي عرض مع وفد الاتحاد الاوروبي ملفات التعاون المشترك