انتخب المواطنون في تايوان، لاي تشينج تي، رئيسا مقبلا لهم، متحدين تحذيرات بكين بعدم دعم مرشح وصفته بأنه انفصالي و"مثير للمشاكل"، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.

خيار بين الحرب والسلام

ويمكن للانتخابات، التي وصفتها الصين بأنها "خيار بين الحرب والسلام"، أن تختبر الجهود الأخيرة التي بذلتها بكين وواشنطن لإصلاح العلاقات بينهما والتي تراجعت في السنوات الأخيرة إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.

 

ويعد وضع تايوان، وهي واحدة من أقوى الديمقراطيات في آسيا، من بين أكثر القضايا حساسية بين القوتين العظميين، وسيتحول التركيز الآن إلى أي استعراض محتمل للقوة من قبل بكين ردا على ذلك.

وتدعي الصين أن تايوان هي أراضيها ولم تستبعد استخدام القوة ضد الجزيرة، في حين أن الولايات المتحدة هي أهم داعم دولي لتايوان. 

ويؤيد غالبية سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة الحفاظ على الوضع الراهن، ولا يريدون إعلان الاستقلال رسميا ولا أن يصبحون جزءا من الصين.

ويمدد فوز لاي تشينج تي حكم الحزب الديمقراطي التقدمي الذي دام ثماني سنوات، والذي يعتبر الأقل ودية تجاه بكين. 

وتدهورت العلاقات بين تايوان والصين في عهد الرئيسة تساي إنج ون، التي انتخبت لأول مرة في عام 2016.

وكان الناخبون في تايوان، وخاصة الشباب منهم، مهتمين ليس فقط بالسياسة تجاه الصين ولكن بالقضايا الاقتصادية مثل البطالة وتكاليف الإسكان المرتفعة وعدم المساواة في الدخل.

وفاز لاي تشينج تي بنسبة 40٪ من الأصوات، مقارنة بـ 33٪ لأقرب منافسيه. 

وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 30 عاما كدولة ديمقراطية أن تشهد تايوان فوز نفس الحزب السياسي بثلاث فترات متتالية. 

ولكن الحزب الديمقراطي التقدمي فقد السيطرة على الهيئة التشريعية، والتي يقول الخبراء: إنها قد تقيد خيارات سياسة لاي تشينج تي.

وفي مؤتمر صحفي بعد فوزه، قال لاي تشينج تي إنه سيواصل السياسة الخارجية والدفاع الوطني بما يتماشى مع سياسات تساي إنج ون. 

وقطعت الصين الحوار المباشر مع تايوان بعد انتخاب تساي إنج ون في عام 2016، ورفضت عروض المحادثات مع لاي تشينج تي أيضا.

وقال لاي تشينج تي، البالغ من العمر 64 عاما، والذي سيتولى منصبه لمدة أربع سنوات اعتبارا من 20 مايو المقبل، إنه يأمل أن "تدرك الصين أن السلام وحده هو الذي سيفيد جانبي المضيق، وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد السلام والاستقرار العالميان على السلام في مضيق تايوان. نأمل أن تتفهم الصين الوضع، لأن الصين تتحمل أيضا مسؤولية".

وتم الترحيب بانتصار لاي تشينج تي في الولايات المتحدة، وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان هنأ فيه لاي تشينج تي، أن بلاده "ملتزمة بالحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق".

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، عبر حسابه على "إكس" (تويتر سابقا)، إنه سيطلب من رؤساء لجان مجلس النواب ذات الصلة قيادة وفد إلى تايوان بعد تنصيب لاي تشينج تي في مايو المقبل.

وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع: إنه بعد الانتخابات، سترسل الولايات المتحدة وفدا غير رسمي إلى تايوان، فيما قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الزيارة ستكون محاولة لإدارة التوترات ومنع الصراع غير المقصود.

وكشف بايدن، أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان، وذلك بعد أن رفض الناخبون التايوانيون تحذيرات الصين بعدم التصويت للحزب الحاكم ومنحوه فترة رئاسية ثالثة.

وتابع الرئيس الأمريكي: أن بلاده تدعم الوضع القائم عبر مضيق تايوان، والذي ينص على أن تايوان ليست جزء من الصين، ولكنها ليست دولة مستقلة أيضا.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة "ستستمر في دعم تايوان وتردع أي عدوان ضدها".

وأضاف أن بلاده "تلتزم بسياسة واحدة للصين، لكنها تدعم أيضا الوضع القائم عبر مضيق تايوان".

وأشارت الشبكة إلي أن السؤال الآن هو كيف سترد الصين علي فوز لاي تشينج تي بالانتخابات الرئاسية. 

وكانت قد أطلقت بكين في الماضي صواريخ ونظمت مناورات عسكرية ردا على التطورات في تايوان، وقد يؤدي انتصار لاي تشينج تي إلى استعراض آخر للقوة.

معاقبة تايوان

وقال الخبير في الشأن الصيني كريج سينجلتون، في تصريحات نشرتها الشبكة، إن الزعيم الصيني شي جين بينج "من غير المرجح أن يقبل هذه الهزيمة بسهولة."

وأضاف: "ربما لن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تعبر بكين عن غضبها من النتيجة، وقد يكون ردها سريعا وشديدا،" ومن ضمن الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الصين، عقد تدريبات عسكرية، وفرض قيود تجارية جديدة على الشركات التايوانية، وشن هجمات إلكترونية مكثفة على البنية التحتية التايوانية.

وقال دانيال راسل، نائب رئيس الأمن الدولي والدبلوماسية في معهد سياسة مجتمع آسيا ومقره ولاية نيويورك الأمريكية، في تصريحات نشرتها الشبكة، أنه في حين أن الصين قد تميل إلى "معاقبة" تايوان، إلا أنها مترددة أيضا في استفزاز لاي تشينج تي أو واشنطن.

وقال بعض الناخبون الذين قاموا بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها أكثر من 70٪ للشبكة إن علاقة تايوان بالصين كانت من بين القضايا التي كانوا أكثر قلقا بشأنها.

ورفضت الصين نتيجة انتخابات تايوان، قائلة إن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم لا يمثل الرأي العام السائد في البلاد، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان بي سي" الأمريكية.

وقال تشن بين هوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني، بعد فوز لاي تشينج تي بالانتخابات الرئاسية، أن تايوان تابعة للصين.

وأضاف: "لا يمكن لهذه الانتخابات أن تغير النمط الأساسي وتطور العلاقات عبر المضيق، ولا يمكنها تغيير الرغبة المشتركة للمواطنين على جانبي مضيق تايوان في التقرب،" وفقا لوكالة أنباء "شينخوا".

وأوضحت "سي إن بي سي"، أنه من المرجح أن تشكل نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تايوان موقف الصين تجاه الجزيرة، بينما تؤثر أيضا على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تايوان لاي تشينج تي الصين الولايات المتحدة بايدن انتخابات الولایات المتحدة لای تشینج تی مضیق تایوان فی تایوان

إقرأ أيضاً:

«العنانية تتحدى المخدرات» في مؤتمر جماهيري في دمياط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دشن أهالي قرية العنانية، إحدى القرى التابعة لمركز  دمياط مبادرة رائدة لمواجهة المخدرات والقضاء عليها في القرية تماما وتوعية الشباب والفتيات بالقرية حول خطورة المخدرات.

تم تدشين المبادرة في مؤتمر جماهيري حاشد وسط إقبال كبير من أهالي القرية وبالتنسيق مع صندوق علاج ومكافحة الإدمان، تحت رعاية الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط  حيث يستهدف الأهالي الوصول إلى قرية بلا إدمان حيث سيتم تنظيم عدد من الندوات لمواجهة ظاهرة التدخين والتعاطي والإدمان بمشاركة فريق عمل الصندوق، بالتعاون الكامل وحملات ميدانية بهدف نشر الوعي بين كافة فئات المجتمع، من خلال المدارس والوحدات الصحية والجمعيات الزراعية ومراكز الشباب والوحدات الاجتماعية.
كما تم تكريم الشباب والفتيات والأطفال بالقرية من خلال مسابقة رسم لتكريم الفنانين بالقرية وتحفيزهم على المشاركة في الحملة التوعوية التي تم إطلاقها.

يذكر أن صندوق علاج المخدرات يعمل على الوعي المجتمعي بمخاطر الإدمان والمخدرات، حيث يتم تنفيذ خطوات جادة للعلاج من الإدمان في سرية تامة على الخط الساخن للصندوق (16023) وبالمجان ويتم من خلال المبادرة تقديم حزمة من الأنشطة الوقائية وإلقاء المحاضرات للمتخصصين ومسئولى الصندوق وإدارة شئون المرأة عن آثار التدخين والإدمان على الصحة البدنية والقدرة على ممارسه الحياة اليومية وكذا الأسباب النفسية والاجتماعية التى تدفع الفرد للتدخين والآثار المترتبة على ذلك بالإضافة الى تأهيل متدربين من إدارة شئون المرأة لدفع المدخنين والمدمنين فى تحديد هدفهم الحياتى والسعى وراء تحقيقه وهذا بالإضافة الى رأى الدين فى التدخين والتعاطى وإقناع المدخن والمتعاطى للإقلاع، كما يتم توزيع مطبوعات وبوسترات للتوعية للمواطنين بمخاطر الإدمان والتعاطى والتدخين على الشباب والاسرة والمجتمع حيث يأتي ذلك متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة الإدمان وقائيا وعلاجيا وقانونيا، من خلال تنفيذ سلسلة من الحملات التوعوية بهدف رفع الوعي بمخاطر إدمان وتعاطي وإدمان المواد المخدرة، بين كافة فئات المجتمع، وفي اطار تكليفات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء وبالمتابعة المستمرة من اللواء هشام آمنه وزير التنمية المحلية.

مقالات مشابهة

  • بريكس تتحدى أنظمة الدفع الغربية- هل تنجح ؟ 
  • رئيس الصين يحذر واشنطن من تجاوز الخط الأحمر في دعم تايوان
  • الرئيس الصيني يطلب من نظيره الأمريكي التعامل مع قضية تايوان بحذر
  • إسبانيا: سانتياغو أباسكال رئيساً جديداً للتحالف اليميني "وطنيون من أجل أوروبا"
  • الشمس أيضا تمتلك دوامات قطبية شبيهة بالأرض
  • «العنانية تتحدى المخدرات» في مؤتمر جماهيري في دمياط
  • ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة.. ويعين بورغوم رئيسا له
  • «نُحب الحياة».. مبادرات تتحدى العدوان فى غزة
  • نقاش مثير بين الغيامة و تركي السهلي حول أداء رينارد مع المنتخب .. فيديو
  • تقرير: الصين تتسلح لحرب تجارية مع ترامب