لبنان ٢٤:
2025-03-06@13:02:46 GMT

مفتاح الرئاسة في جيب حزب الله قبل غزة وبعدها

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

مفتاح الرئاسة في جيب حزب الله قبل غزة وبعدها

كثيرة هي الأسئلة التي تطرأ على بال جميع اللبنانيين الذين لا يعرفون من أين تأتي كل هذه السيول والأمطار، التي هي في بلاد العالم نعمة فيما هي عندنا نقمة. فالطالع من الأرض أكثر من النازل من السماء. ومع كل هذه الخيرات "المي مقطوعة يا أفندي". والسبب غير المقنع هو أن غزارة المياه عوكرّت المصافي الرئيسية. ومع أن الموضوع يستأهل أكثر من تعليق وأكثر من موقف فإن أكثر ما يشغل بال اللبنانيين هذه الأيام في ضوء ما يسمعونه من تهديدات متبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" هو إمكانية توسعة الحرب لتنتقل من الجنوب إلى كل لبنان المتروك بلا رئيس ولا حكومة كاملة الصلاحيات ولا مجلسًا نيابيًا مسموحًا له أن يشرّع حتى الضروري مما يتيح للحياة العامة أن تستمرّ إلى أن يحين موعد الافراج عن الرئيس الموعود والمنتظر، والذي من دونه سيبقى لبنان واللبنانيون معلقين في الهواء، ومعرّضين لكل أنواع التجارب.

 
وعلى رغم إدراك الجميع، في الداخل قبل الخارج، بأهمية أن يكون للبنان رئيس "معبّي كرستو" أو كما يُقال باللهجة المصرية "ملو هدومو"، وليس رئيسًا "كيف ما كان"، فإن لا مؤشرات او معطيات جديدة تلوح في الأفق عن قرب حل للأزمة الرئاسية مع استمرار تعنت أفرقاء الداخل وربط البعض هذا الاستحقاق المهم جدًّا بوقف الحرب في غزة، مع أن الأزمة الرئاسية كانت قائمة قبل عملية "طوفان الأقصى".    
ويقابل التعنت الداخلي عدم وضوح الرؤية الخارجية وعدم نضوج أي حلّ لأزمة يجب أن يكون نابعًا في الأساس من الداخل، ولكن هذا الداخل المنقسم على نفسه غير مؤهل، على ما يبدو، ليحكم نفسه بنفسه، وهو لا يزال يحتاج إلى من يمسك بيده ويدّله على الطريق التي عليه أن يسلكها، خاصة أن "المهاور" على جانبيها كثيرة وعميقة. 
ولأن هذا الداخل الذي لم يتخطّ بعد سن المراهقة السياسية فإنه من الطبيعي أن تتجه الانظار الى ما سيؤول اليه اجتماع اللجنة الخماسية الذي سيعقد على الأرجح مطلع الشهر المقبل، مع ما يمكن أن يسفر عنه لجهة إعادة تحريك كلّ من المبادرتين الفرنسية والقطرية، اللتين تلتقيان على أكثر من نقطة مشتركة بينهما، وأهمّها ضرورة الإسراع في إنهاء حال الشغور ونفض الغبار المتراكم عن الكرسي الرئاسي، خصوصًا أن الفرصة التي كان الرئيس بري قد تحدّث عنها لتحريك الملف الرئاسي مطلع العام الحالي لم تتوافر عناصرها بعد، وذلك بسبب عدم تلقيه اشارات أو مواقف ايجابية من اطراف سياسية عديدة، لا سيما الاطراف المعارضة أو المتحفظة عن الحوار التمهيدي للذهاب الى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، إضافة إلى رفض "حزب الله" البحث في الموضوع الرئاسي أو أي موضوع داخلي قبل جلاء صورة ما يجري في غزة. 
فهذا الشغور مستمر مع ارتفاع منسوب المخاوف الأمنية، التي قد تنتقل في غفلة من الزمن من الجنوب إلى كل لبنان. فقبل الحرب على غزة وعلى الجنوب كانت الأزمة الرئاسية قائمة ومستمرّة، وكان هذا الانقسام العمودي بين فريقين ولا يزال محتدمًا، الأول يستطيب أن يُسمّى "معارضة"، والآخر لا يمانع في أن تُطلق عليه تسمية "الممانع"، وذلك نتيجة التجاذبات داخل البرلمان، التي وقفت عائقًا أمام المساعي الفرنسية والقطرية. أمّا النتيجة فواحدة وهي التعادل السلبي في التعطيل وترك البلاد من دون رئيس حتى إشعار لا أحد يعرف متى يحين موعده.  
ففي الأوقات التي يُقال عنها "طبيعية"، أي قبل حرب غزة وما يتلقاه لبنان يوميًا من تهديدات إسرائيلية، سواء بغاراتها على القرى الجنوبية أو برسائلها السياسية المفخّخة، لم يتوصّل اللبنانيون عبر ممثليهم في الندوة البرلمانية إلى التوافق على إنقاذ بلدهم مما يتعرّض له يوميًا، من الداخل والخارج، عن طريق انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة والمترنحة والمتآكلة. فكم بالحري في هذه الأوقات المربوطة مواقيتها ومواعيدها بمعاناة أهل غزة. فإذا كان الأمل في انتخاب رئيس قبل الربط بين غزة ولبنان متعذّرًا وشبه مستحيل، فإن إجراء هذا الاستحقاق اليوم هو أكثر من مستحيل في ظل النزاع الداخلي، الذي أضيف إليه عامل جديد، وهو الاختلاف على جدوى فتح الجبهة الجنوبية مساندة لأهل القطاع ومقاومتهم المتواصلة. 
لذلك، فإن مقاربة الملف الرئاسي لم تعد كما كانت قبل بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة، بعدما أُلحق هذا الملف، وبقرار من "حزب الله"، بما سيؤول إليه الوضع العسكري فيها. كما أن مجرد الربط بين الجنوب وغزة يعني أن الظروف المحلية لانتخاب الرئيس لم تنضج حتى الساعة، وهذا ما يشكل تحدياً للجنة الخماسية.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله

زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وابنة عمه وأقرب أزواجه إليه نسبا وأكثرهن مهرا وأبعدهن عنه حين خطبها، ومن أوائل من أسلم في مكة. هاجرت إلى الحبشة وتوفي زوجها هناك، فأرسل النبي لملك الحبشة النجاشي يريد الزواج منها، فزوّجها منه وجهزها وأعطاها مهرا ثم أرسلها للمدينة.

المولد والنشأة

ولدت رملة بنت صخر المكنى بأبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، قبل بعثة الرسول بـ17 عاما، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، الزوجة الأولى لأبي سفيان، وأخوها من أبيها معاوية كاتب وحي رسول الله، وعتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف.

عمتها هي أروى بنت حرب (أم جميل) زوجة عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب)، وفيهما نزلت سورة المسد في القرآن الكريم تنذرهما بالنار. وعمها ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وكنيّت أم حبيبة نسبة لابنتها من زوجها الأول عبيد الله بن جحش الأسدي، وتزوج ابنتها حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي.

وعرفت أم المؤمنين (أم حبيبة) رضي الله عنها بذكائها ودهائها وفطنتها وحصافتها وسداد رأيها.

صورة بالذكاء الاصطناعي تحاكي أرض الحبشة زمن الهجرة (الجزيرة-ميدجورني) زواجها

تزوجت رملة بنت أبي سفيان من عبيد الله بن جحش الأسدي، وأسلمت معه مبكرا في بدايات الدعوة المكية، وهاجرت معه إلى الحبشة في الهجرة الثانية.

وحلمت بزوجها حلما سيئا ظهر فيه "بأسوأ صورة"، فلما أصبحت جاءها يقول "يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين قبل إسلامي، فلم أر دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد، ولكني الآن أرجع إلى النصرانية"، ففزعت مما قال ونهرته، وأخبرته بما رأت، لكنه بقي على شركه، فتركته حتى مات على النصرانية.

إعلان

وتقول أم حبيبة إنها حزنت مما آل إليه زوجها، حتى حلمت بشخص يناديها "أم المؤمنين"، فأوّلتها بزواجها من ابن عمها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.

وفور انتهاء عدتها، جاءتها جارية أرسلها النجاشي لتخبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه ليزوجها له، ففرحت أم حبيبة وقالت "بشّرك الله بخير"، فردت عليها الجارية "يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك"، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته، وأعطت الجارية ما عندها من حليّ وجواهر مكافأة لها على ما بشّرتها به.

وأمر النجاشي بعدها بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين، وخطب فيهم، ثم قال "إن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبته إلى ما دعا إليه، وقد أصدقتها 400 دينار".

ثم سكب النجاشي الدنانير بين يدي قومها، فتكلم خالد بن سعيد وقال بعدما خطب "فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان، فبارك الله لرسوله"، ثم قام ودفع لأم حبيبة مهرها، ولمّا هموا بالانصراف قال النجاشي "اجلسوا؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على الزواج".

وبعد انقضاء الجمع نادت أم حبيبة بالجارية التي بشرتها، فلما جاءتها أعطتها 50 درهما جزاء نقلها للبشرى، لكن الجارية رفضت، وأعادت لها المال وكل ما أعطته إياها سابقا، وقالت إن الملك أمرها ألا تأخذ شيئا منها، وطلبت من أم المؤمنين أن تنقل لرسول الله سلامها وتخبره بإسلامها.

وأُرسلت أم حبيبة مع شرحبيل بن حسنة عام 7 للهجرة، وعمرها 36 عاما، ومع عمرو بن أمية الضمري مبعوث رسول الله إلى النجاشي، ويقول بعض المفسرين إن زواجها هذا من نبي الله هو سبب نزول قوله تعالى: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) (سورة الممتحنة-7).

فرح خالها عثمان بن عفان بقدومها المدينة زوجة لرسول الله فأقام لها وليمة كبيرة، طعم منها الناس في أجواء فرح عامرة، خاصة وأن ذلك صادف زمنا قريبا من فتح خيبر.

إعلان

صلح الحديبية

تضمن صلح الحديبية -الذي وقّع في السنة السادسة للهجرة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش- بندا يمنح القبائل حرية الانضمام إلى أحد الطرفين والتحالف معه، فاختارت قبيلة خزاعة التحالف مع النبي، بينما انضمت بنو بكر إلى قريش، وهما قبيلتان كانت بينهما عداوة قديمة.

استغل بنو بكر الفرصة لمهاجمة خزاعة وأخذ ثأر قديم، فهجموا عليها ليلا وقتلوا عددا من رجالها، وقدمت قريش الدعم سرا لبني بكر بالسلاح والرجال، وكان ذلك خرقا واضحا لشروط الصلح مع النبي.

وبناء على ذلك أمر النبي المسلمين بالاستعداد للتحرك نحو مكة نصرة لحلفائهم، وأوصى بأن يحاط الأمر بالكتمان حتى لا تتهيأ قريش لمواجهة جيش المسلمين.

وعندما أدركت قريش خطورة الموقف، سارع زعيمها أبو سفيان إلى المدينة المنورة في محاولة للصلح وتمديد الهدنة مع المسلمين، لكن كان الأوان قد فات، وعزم النبي على المسير إلى مكة وأصدر أمره بالتجهيز للحملة، فذهب أبو سفيان لمنزل ابنته خلسة، ليعرض عليها مطلب قريش لعلها تتوسط له عند رسول الله.

تفاجأت أم حبيبة بأبيها في منزلها، وكان لم يرها منذ هجرتها إلى الحبشة، ولمّا همّ ليجلس على فراش النبي، اختطفته من تحته وطوته، فسألها مستفهما "يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟" قالت "بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك"، فقال "يا بنية، لقد أصابك بعدي شر" وانصرف.

الوفاة

عندما شعرت بقرب أجلها، دعت أم حبيبة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، وقالت لها "قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك"، فأجابتها عائشة "غفر الله لك ذلك كله وحللك منه" فردت عليها "سررتني سرك الله"، ثم أرسلت إلى أم سلمة وفعلت معها الأمر ذاته.

توفيت أم حبيبة سنة 44 للهجرة زمن خلافة أخيها معاوية، كما يذكر الواقدي وأبو عبيد والفسوي، وقيل سنة 42 للهجرة كما يورد المفضل الغلابي، وتفرّد أحمد بن زهير فقال توفيت قبل معاوية بسنة أي عام 59 للهجرة.

إعلان

وروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 65 حديثا، صحح البخاري منهما حديثين ومسلم مثلهما، وحدث عنها أخواها معاوية وعتبة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، والصحابي عروة بن الزبير وأبو صالح السمان وصفية بن شيبة وينبت بنت أبي سلمة، وغيرهم.

مقالات مشابهة

  • بين جحيم ترامب، وتهديد حميدتی!!
  • البخيتي: تصنيف واشنطن لأنصار الله يغلق باب السلام ويفرض خيار التحرير العسكري
  • رئيس الوزراء يشرح عددا من المؤشرات الإيجابية التي تتعلق بالاقتصاد المصري
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
  • حزب الله يستعدّ للمواجهة
  • التقوى مفتاحُ الفوز في الدنيا والآخرة
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • رئيس الدولة يستقبل وفد "الوطني الاتحادي" ومسؤولين وضيوفاً بمناسبة شهر رمضان
  • بو الرايقه: انتخاب رئيس بتفويض شعبي هو مفتاح الاستقرار في ليبيا