لبنان ٢٤:
2024-09-19@18:10:52 GMT

مفتاح الرئاسة في جيب حزب الله قبل غزة وبعدها

تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT

مفتاح الرئاسة في جيب حزب الله قبل غزة وبعدها

كثيرة هي الأسئلة التي تطرأ على بال جميع اللبنانيين الذين لا يعرفون من أين تأتي كل هذه السيول والأمطار، التي هي في بلاد العالم نعمة فيما هي عندنا نقمة. فالطالع من الأرض أكثر من النازل من السماء. ومع كل هذه الخيرات "المي مقطوعة يا أفندي". والسبب غير المقنع هو أن غزارة المياه عوكرّت المصافي الرئيسية. ومع أن الموضوع يستأهل أكثر من تعليق وأكثر من موقف فإن أكثر ما يشغل بال اللبنانيين هذه الأيام في ضوء ما يسمعونه من تهديدات متبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" هو إمكانية توسعة الحرب لتنتقل من الجنوب إلى كل لبنان المتروك بلا رئيس ولا حكومة كاملة الصلاحيات ولا مجلسًا نيابيًا مسموحًا له أن يشرّع حتى الضروري مما يتيح للحياة العامة أن تستمرّ إلى أن يحين موعد الافراج عن الرئيس الموعود والمنتظر، والذي من دونه سيبقى لبنان واللبنانيون معلقين في الهواء، ومعرّضين لكل أنواع التجارب.

 
وعلى رغم إدراك الجميع، في الداخل قبل الخارج، بأهمية أن يكون للبنان رئيس "معبّي كرستو" أو كما يُقال باللهجة المصرية "ملو هدومو"، وليس رئيسًا "كيف ما كان"، فإن لا مؤشرات او معطيات جديدة تلوح في الأفق عن قرب حل للأزمة الرئاسية مع استمرار تعنت أفرقاء الداخل وربط البعض هذا الاستحقاق المهم جدًّا بوقف الحرب في غزة، مع أن الأزمة الرئاسية كانت قائمة قبل عملية "طوفان الأقصى".    
ويقابل التعنت الداخلي عدم وضوح الرؤية الخارجية وعدم نضوج أي حلّ لأزمة يجب أن يكون نابعًا في الأساس من الداخل، ولكن هذا الداخل المنقسم على نفسه غير مؤهل، على ما يبدو، ليحكم نفسه بنفسه، وهو لا يزال يحتاج إلى من يمسك بيده ويدّله على الطريق التي عليه أن يسلكها، خاصة أن "المهاور" على جانبيها كثيرة وعميقة. 
ولأن هذا الداخل الذي لم يتخطّ بعد سن المراهقة السياسية فإنه من الطبيعي أن تتجه الانظار الى ما سيؤول اليه اجتماع اللجنة الخماسية الذي سيعقد على الأرجح مطلع الشهر المقبل، مع ما يمكن أن يسفر عنه لجهة إعادة تحريك كلّ من المبادرتين الفرنسية والقطرية، اللتين تلتقيان على أكثر من نقطة مشتركة بينهما، وأهمّها ضرورة الإسراع في إنهاء حال الشغور ونفض الغبار المتراكم عن الكرسي الرئاسي، خصوصًا أن الفرصة التي كان الرئيس بري قد تحدّث عنها لتحريك الملف الرئاسي مطلع العام الحالي لم تتوافر عناصرها بعد، وذلك بسبب عدم تلقيه اشارات أو مواقف ايجابية من اطراف سياسية عديدة، لا سيما الاطراف المعارضة أو المتحفظة عن الحوار التمهيدي للذهاب الى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، إضافة إلى رفض "حزب الله" البحث في الموضوع الرئاسي أو أي موضوع داخلي قبل جلاء صورة ما يجري في غزة. 
فهذا الشغور مستمر مع ارتفاع منسوب المخاوف الأمنية، التي قد تنتقل في غفلة من الزمن من الجنوب إلى كل لبنان. فقبل الحرب على غزة وعلى الجنوب كانت الأزمة الرئاسية قائمة ومستمرّة، وكان هذا الانقسام العمودي بين فريقين ولا يزال محتدمًا، الأول يستطيب أن يُسمّى "معارضة"، والآخر لا يمانع في أن تُطلق عليه تسمية "الممانع"، وذلك نتيجة التجاذبات داخل البرلمان، التي وقفت عائقًا أمام المساعي الفرنسية والقطرية. أمّا النتيجة فواحدة وهي التعادل السلبي في التعطيل وترك البلاد من دون رئيس حتى إشعار لا أحد يعرف متى يحين موعده.  
ففي الأوقات التي يُقال عنها "طبيعية"، أي قبل حرب غزة وما يتلقاه لبنان يوميًا من تهديدات إسرائيلية، سواء بغاراتها على القرى الجنوبية أو برسائلها السياسية المفخّخة، لم يتوصّل اللبنانيون عبر ممثليهم في الندوة البرلمانية إلى التوافق على إنقاذ بلدهم مما يتعرّض له يوميًا، من الداخل والخارج، عن طريق انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة والمترنحة والمتآكلة. فكم بالحري في هذه الأوقات المربوطة مواقيتها ومواعيدها بمعاناة أهل غزة. فإذا كان الأمل في انتخاب رئيس قبل الربط بين غزة ولبنان متعذّرًا وشبه مستحيل، فإن إجراء هذا الاستحقاق اليوم هو أكثر من مستحيل في ظل النزاع الداخلي، الذي أضيف إليه عامل جديد، وهو الاختلاف على جدوى فتح الجبهة الجنوبية مساندة لأهل القطاع ومقاومتهم المتواصلة. 
لذلك، فإن مقاربة الملف الرئاسي لم تعد كما كانت قبل بدء الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة، بعدما أُلحق هذا الملف، وبقرار من "حزب الله"، بما سيؤول إليه الوضع العسكري فيها. كما أن مجرد الربط بين الجنوب وغزة يعني أن الظروف المحلية لانتخاب الرئيس لم تنضج حتى الساعة، وهذا ما يشكل تحدياً للجنة الخماسية.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تنفي مشاركتها بتفجيرات لبنان.. لن نقدم تفاصيل أكثر

قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدتها لبنان أمس واليوم، ولن تقدم تفاصيل أكثر

وتابع، أن "من الصعب رؤية تأثير فوري لتفجيرات بيروت وأعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأمريكية تود أن ترى نهاية للحرب "وكل ما فعلناه كان في سياق منع التصعيد في المنطقة وعودة المحتجزين"، مبينا أن "كل ما نقوم به منذ البداية مخطط له لإيجاد حل".

وأوضح كيربي، أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة أفضل طريق للمضي قدما وستواصل واشنطن مساعيها لتحقيق ذلك.

وأشار إلى أن واشنطن منخرطة في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب في لبنان.

وأردف، "لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية".

ولفت إلى أن "واشنطن تحاول إعادة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات ولا شيء تغير في مساعينا بهذا الخصوص".



والأربعاء، قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 14 شهيدا وأكثر من 450 جريحا سقطوا جراء انفجارات في أجهزة لاسلكية مخصصة للاتصالات الاربعاء.

دوت عدة انفجارات محدودة جديدة في عدد من المناطق في العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق عدة، في حادث يعتقد أنه على صلة بتفجير قوات الاحتلال مئات من أجهزة "البيجر" التي يستخدمها حزب الله، الثلاثاء، وأدت إلى إصابة نحو 4000 شخص.

وقال شهود عيان في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، إن انفجارات محدودة رصدت في عدة أماكن، ونجم عنها إصابات في صفوف اللبنانيين، فيما قالت مصادر محلية.

من جهته، قال الدفاع المدني اللبناني: "أخمدنا النيران في 60 منزلا ومتجرا نتيجة انفجار أجهزة اللاسلكي في النبطية جنوبي البلاد".



ووجه حزب الله رسميا اتهاما لدولة الاحتلال بالمسؤولية عن تداعيات الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة.

كما قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز، إن حسن نصر الله الأمين العام للحزب "بخير ولم يصب بأي أذى" في الانفجارات.

وقال بيان لـ "حزب الله": "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي، الذي ‏طال المدنيين أيضًا، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".‏

وأضاف: "إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية، وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا، وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة"‏.

في ذات الوقت، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نوع المادة الحساسة المستخدمة لتفجير أجهزة "بيجر" في لبنان هي مادة "PETN" شديدة الحساسية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن نوع المتفجرات التي تم إدخالها في الأجهزة هي مادة "PETN"، وهي واحدة من أقوى المتفجرات المعروفة في العالم، وهي مادة حساسة للحرارة والاحتكاك، وهذا ما يفسر انفجارها.

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفرنسية: ماكرون نقل رسائل لحزب الله لتجنب التصعيد في المنطقة
  • حرب الاستنزاف الطويلة تنتقل إلى الداخل
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • الولايات المتحدة تنفي مشاركتها بتفجيرات لبنان.. لن نقدم تفاصيل أكثر
  • الرئاسة الفلسطينية تعقب على تفجيرات لبنان
  • خبير الاقتصاد العسكري: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة ذعر مستمر
  • رئيس “سدايا”: الخطاب الملكي حمل العديد من المرتكزات التي توضح دور رؤية 2030 في دعم الحراك التنموي بالمملكة
  • تقارير إسرائيلية تكشف عن نوع المادة التي فجرت أجهزة الاتصال في لبنان
  • عاجل: أكثر من 1200 جريح في انفجار أجهزة اتصال حزب الله في لبنان والمستشفيات تعج بالماصبين ”شاهد”
  • قوات الاحتلال تحاصر شوارع عدة بمحيط مقر الرئاسة بمحافظة رام الله