في تصعيد للتوتر الذي يجتاح الشرق الأوسط، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات جوية مشتركة مع بريطانيا على أهداف تابعة للحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ردا على هجماتهم المستمرة في البحر الأحمر.

 

الحوثيون "طرف في الحرب على غزة"

 

وأعلن الحوثيون، المعروفون رسمياً باسم أنصار الله، أنهم باتوا طرفاً في الحرب على غزة إلى جانب حماس.

وهم يزعمون أنهم يستهدفون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

 

وعلى الرغم من أن هذا الموقف غير مرحب به على نطاق واسع في مجال الشحن والتجارة العالمية، إلا أنه يلقى استحسانًا كبيرًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط حيث الإجماع العربي الشعبي هو أن الولايات المتحدة جزء من المشكلة لأنها تغذي آلة الحرب الإسرائيلية وتدعمها. وهي تعرقل وقف إطلاق النار في غزة. ويستنكر العرب أيضاً عجز حكوماتهم عن وقف الحرب في غزة.

 

وأفاد البيت الأبيض في بيان مشترك لـ 10 دول، أنه "ردا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

 

وصدر البيان المشترك باسم حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وفق ما نشره البيت الأبيض.

 

وتستحوذ التجارة البحرية على 70 بالمئة من واردات إسرائيل، ويمر 98 بالمئة من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6 بالمئة في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.

 

وجاء الهجوم بعد ساعات من توعد زعيم جماعة الحوثيين اليمنية، عبد الملك الحوثي، كل من يخاطر عسكريا ضد بلاده بـ"دفع الثمن"، مشددا على أن أي اعتداء أمريكي "لن يبقى أبدا دون رد".

 

المصالح الأمريكية والبريطانية "أهداف مشروعة"

 

وقال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن كل المصالح الأمريكية البريطانية أصبحت أهدافاً مشروعة، مشيراٍ إلى أن ذلك يأتي "ردا على عدوانهم المباشر والمعلن على اليمن".

 

ووصف المجلس الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن بأنه "عدوان غير مشروع وغير مبرر ومخالف لكل القوانين الدولية" معتبراً أنه "تهديد حقيقي للسلام والأمن الدوليين".

 

وأضاف البيان: "هذا العدوان يعد امتداداً للاستهداف الأمريكي للقوات البحرية اليمنية، وللعدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على أهل غزة، وللعدوان الذي يشن على اليمن منذ مارس/آذار 2015"، مؤكداً أنه "سلوك مدان ومرفوض".

 

وقال المجلس السياسي إن "الرد اليمني مشروع في إطار الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله وحرية قراره".

 

وهكذا بات من شأن الهجوم الأمريكي البريطاني أن يخاطر بتوسيع الحرب بين إسرائيل وحماس خارج حدودها الحالية ويشعل صراعاً مع إيران، وهو ما تحرص الولايات المتحدة على تجنبه.

 

دول عربية تدعو الى التهدئة

 

وقد طالبت دول عربية عدة بوقف التصعيد، واستنكرت سلطنة عمان تلك الغارات في بيان رسمي، وأدانها العراق رسميا، فضلا عن إدانات مماثلة أصدرتها منظمات وحركات في عدة دول عربية.

 

يحدث ذلك في وقت لا توجد للسعودية رغبة في تقويض هدنة هشة في اليمن، بعد تورطها في حرب أهلية كارثية ضد الحوثيين عام 2015، قُتل فيها نحو 150 ألف شخص. ولم تتمكن السعودية وحليفتها دولة الإمارات منذ ذلك التاريخ من إنهاء سيطرة الحوثيين على البلاد.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن فلسطين غزة الحوثي البحر الأحمر الولایات المتحدة البحر الأحمر على الیمن

إقرأ أيضاً:

القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة

الثورة نت/
اعترف نائب القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر بالصعوبات التي واجهتها البحرية الأمريكية خلال المعارك مع القوات المسلحة اليمنية خلال معركة إسناد غزة. حيث أكد أن ” (الحوثيين) نفذوا أكثر من 140 هجوماً على السفن التجارية و170 هجوماً على السفن البحرية خلال 15 شهراً من حملتهم في البحر الأحمر وخليج عدن “.
مضيفاً: ” في إحدى هجمات (الحوثيين) على سفن البحرية الأمريكية، اضطر طاقم المدمرة (ستوكديل) لاستخدام مدفع من عيار خمس بوصات، بعد رصد متأخر لطائرة مسيّرة اقتربت من المدمرة، في لحظة مثيرة “. وتابع : ” عندما كانت السفن الحربية الأمريكية تعبر مضيق باب المندب، متجهة من البحر الأحمر إلى خليج عدن، كنت أقول إننا كنا على وشك الدخول في معركة، وكان الجميع في الطاقم يعرف ذلك. بعدها جاء الصاروخ الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع”.
وأكد أن “هجوم (الحوثيين) على السفن الحربية الأمريكية المتجهة من البحر الأحمر إلى خليج عدن كان معقدًا ومتطورًا ومنسقًا”. موضحاً أن ” الصاروخ الأول كان ينحرف عن مساره، لذا تركه الطاقم، ولكن الصواريخ الأخرى كانت مشكلة، وأطلقت المدمرة صاروخ SM-6 باتجاه أحد الصواريخ “.
مبيناً أنه “عندما يتم التفكير في الأمر، انها رصاصة تصطدم برصاصة أخرى، السرعة النسبية تبلغ حوالي 5000 ميل في الساعة “. ولفت إلى ” أن بيئة الاشتباك كانت قريبة، وشظايا الصواريخ تسببت في إطلاق صاروخ (Sea Sparrow) وتم إطلاق المزيد من الصواريخ الأمريكية للتعامل مع الصواريخ الإضافية التي تنطلق من اليمن “. مشيراً إلى ” أنه بعد حوالي 11 دقيقة، تم اكتشاف صاروخ كروز يمني جديد مضاد للسفن، وقامت طائرات من الحاملة (لينكولن) بالتحرك للتعامل معه “.
وأوضح أنه “بعد ساعة ونصف، تم توجيه طائرات F-16 للتعامل مع هجوم جديد بصاروخ هجوم أرضي، وطائرات مسيّرة كانت جزءًا من الهجوم”. مؤكداً أن “مدمرتين قامتا بحماية حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) بينما كانت طائراتها تنفذ هجومًا في اليمن، وبعد ذلك، جاءت طائرات مسيّرة من اليمن تحلق على ارتفاع منخفض”.

مقالات مشابهة

  • خبير: إسرائيل تحاول نقل الحرب من غزة إلى الضفة الغربية تدريجيا
  • هجمات الحوثيين لم تعد مقبولة.. مصر وجيبوتي تتفقان على العمل لضمان استعادة الأمن في باب المندب والبحر الأحمر
  • في محاولة لتغطية الفشل.. الاعلام الأمريكي يتحدث عن البحر الأحمر كـ”مسرح اختبار” 
  • تدريبات عسكرية على البحر الأحمر تحاكي استعادة السفينة “جلاكسي ليدر” المحتجزة في اليمن
  • واشنطن تخطط لتحالف عسكري جديد للقضاء على الحوثيين في اليمن
  • غوتيريش: نحاول الإبقاء على المساعدات المقدمة لليمن رغم انتهاكات الحوثيين
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
  • الصراع على النفوذ يتجدد في حضرموت شرقي اليمن